د.العودة: نسبة المسلمين في أي بلد تحسب بمدى تأثيريهم وليس بعددهم

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

د.العودة: نسبة المسلمين في أي بلد تحسب بمدى تأثيريهم وليس بعددهم

النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: د.العودة: نسبة المسلمين في أي بلد تحسب بمدى تأثيريهم وليس بعددهم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    1,559
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    21-12-2021
    على الساعة
    11:21 PM

    افتراضي د.العودة: نسبة المسلمين في أي بلد تحسب بمدى تأثيريهم وليس بعددهم




    مشيدًا بفاعلية مسلمي جنوب أفريقيا..
    د.العودة: نسبة المسلمين في أي بلد تحسب بمدى تأثيريهم وليس بعددهم




    الكاتب: الإسلام اليوم/ أيمن بريك

    الاثنين 14 جمادى الأولى 1432الموافق 18 إبريل 2011

    - لنحذر من نقل بعض التقاليد والعادات وإضافتها إلى الإسلام

    - الأرض لا تُقدّس أحدًا ولكن يُقدس الإنسان عمله

    - الإسلام ليس دينًا عربيًّا ولكنه للبشرية جمعاء

    - الحراك الذي يشهده العالم الإسلامي يعطينا أملًا في مستقبل أفضل

    - أعظم خطر يمكن أن يهدد المستقبل الإسلامي هو "الفُرقة"


    قال فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة - الأمين المساعد في اتحاد علماء المسلمين - أن كل بلد في العالم اليوم أصبح فيه نسبة من المسلمين، مشيرًا إلى أن العبرة ليست بكثرة عدد المسلمين في بلد أو آخر، ولكن العبرة بدور المسلمين في هذا البلد، ومدى تأثير هم في المجتمع الذي يعيشون فيه، مشيدًا بالدور الفاعل لمسلمي جنوب أفريقيا، مقارنةً بغيرهم.

    وأوضح الشيخ سلمان ـ في كلمة له في لقاء مفتوح مع الجالية العربية والشباب المبتعثين في جامع الفرقان بمدينة كيب تاون ـ: إنه على الرغم من قلة عدد المسلمين في جنوب أفريقيا؛ حيث تشير بعض الإحصائيات إلى أن نسبتهم 2 %، مقارنة بدول أخرى، إلا أنه يُحسب للمسلمين في هذا البلد وعيُهم، وتنظيمهم، وحراكهم، وحضورهم، داعيًا إلى ضرورة المحافظة على النجاحات التي حققها المسلمون في هذا البلد.

    حضور فاعل

    وأضاف الدكتور العودة ـ في هذا اللقاء الذي حضره عشرات الشباب من السعودية ومصر وليبيا والصومال واليمن ـ أن كل من زار جنوب إفريقيا أو عرف أو قرأ عنها، يرى أنه على الرغم من قلة عدد المسلمين في هذا البلد إلا أن تأثيرهم أكبر من حجمهم، مشيرًا إلى أن هذا من الحالات النادرة، وذلك مقارنة ببلد مثل نيجيريا، حيث تجد أن نسبة المسلمين فيه قد تكون نسبة عالية جدًّا، ولكن حضورهم في المشهد السياسي والاقتصادي أقل بكثير من نسبتهم، وعلى سبيل المثال، فإنك قد تجد من يحكمهم هو شخص غير مسلم في بعض الأحيان، لكن في جنوب أفريقيا نجد الصورة على العكس، فحضور المسلمين السياسي والاقتصادي والاجتماعي أكبر بكثير من نسبتهم، حيث ربما يصل حضورهم إلى 20% أو يتجاوز ذلك، وهذا يُحسب للمسلمين في هذا البلد.

    ولفت فضيلته الانتباه إلى أن المسلمين لهم علاقة كبيرة بجنوب أفريقيا، وذلك من خلال وجود عناصر إسلامية عربية أو هندية أو ماليزية في هذا البلد، وكذلك من خلال معرفة المسلمين بالتفرقة العنصرية التي كانت موجودة في السابق في جنوب أفريقيا، فضلًا عن أن هذا البلد كان على علاقة خاصة مع الكيان الصهيوني، كما أن مانديلا ومجموعته كان معهم رفاق مسلمون في السجن، وكذلك كتاب مانديلا: "طريقي الطويل إلى الحرية" والذي نال شهرة وذيوعًا، موضحًا أن فضيلته قام بزيارة إلى جزيرة "روبن آيلاند" التي سُجن فيها مانديلا، وذلك خلال رحلته الحالية إلى جنوب أفريقيا.

    دور الفرد.. إسلام المالديف نموذجًا



    وأشار الشيخ سلمان إلى أن أبرز مثال على أن الدور الفاعل لمسلم واحد قد يفوق ما يقوم به عدد كبير من المسلمين غير الفاعلين، ما حدث في قصة دخول الإسلام إلى جزر المالديف، وهي مجموعة جزر أكثر من رائعة في جمالها وجاذبيتها في المحيط الهندي، يذهب إليها كثير من الناس للسياحة وللتمتع بجمال المنظر، لافتًا إلى أن فضيلته عندما قام بزيارة إلى هذا البلد، وجد أن نسبة المسلمين فيه مائة بالمائة، وإن كان عددهم ليس بالكثير، مقارنة بالدول الأخرى، حيث يبلغ تعدادهم ثلاثمائة ألف أو يزيدون قليلًا، لكن كلهم مسلمون، وهم في وسط جزيرة بوذية، فالعالم من حولهم كله بوذي، موضحًا أنه حينما سأل عن قصة دخول الإسلام إلى هذا البلد، قال له أحد الأشخاص: إن هذا البلد معروف تاريخيًا؛ حيث ذكره ابن بطوطة في رحلته، كما أنه جاء إلى هذه الجزر، وولي القضاء فيها، لكن يقولون: إن سبب دخول الناس في هذا البلد في الإسلام أن شابًّا مغربيًّا جاء إلى هذا البلد كسائح وليس كداعية، وعندما دخل إلى هذا البلد لم يكن يعرف أحدًا، فوجد بابًا مفتوحًا، فطرق هذا الباب، فخرجت له امرأة تبكي ويبدو على وجهها الهم والحزن.

    فسألها هذا الشاب: ما الأمر؟ فقالت: تفضل، حيث لاحظت أنه غريب وليس من أهل البلد، فلما دخل عندها وجد أن لها بنتًا في غاية الجمال والحسن تبلغ من العمر عشرين سنة، فقال لها: لماذا تبكين؟ فقالت له: إن هناك تقليدًا في هذا البلد، وذلك أنهم يعتقدون أن البحر سوف يكتسحهم في نوع من المد أو الفيضان القوي، ولذلك فإنهم في كل سنة يقومون في يوم محدد بعمل قرعة بين بنات هذا البلد، والتي تقع عليها القرعة يقومون بإلقائها في البحر لأسماك القرش، ويعتقدون أن البحر يبتلعها، وأن هذا يكون سببًا في نجاتهم من الفيضان أو المدّ!.. والقرعة هذا العام وقعت على ابنتي، وإنها سوف تُرمى، وليس عندي في الدنيا غيرها.

    فقال لها: اطمئني، إنني سأقوم بهذه المهمة بالنيابة عن بنتك. فقالت: كيف؟ قال: ما عليك.. إن شاء الله سوف أتدبر أمري، فلما جاءت النوبة ربما أنه لبس لباس امرأة، فأتوْا به، وكان يقرأ آية الكرسي، ويسبح الله -سبحانه وتعالى- ويحمده، والملك والناس حاضرون، فرموْا به في البحر كما جرت العادة، لكي تأتي الأسماك وتأكله، ويعتقدون أن الآلهة المدّعاة هي التي تأخذه إليها، فرموا هذا الرجل في البحر وهو يقرأ القرآن ويسبح، وما هو إلا وقت يسير حتى جاءهم وهو يسبح وخرج إليهم، فاستغرب الملك، ولما كان من الغد أعادوه مرة أخرى، وتكرر الأمر، وفي اليوم الثالث أعادوه وخرج، فأمر الملك بإحضاره إليه، فلما أُحضر إليه أخبره بالخبر، وقال له: لقد جئت من المغرب، واسمي يوسف وأنا عربي مسلم، وأتيت طلبًا للرزق وسياحةً في أرض الله، وحصل أني دخلت عند امرأة، وقص عليه الأمر، وأوضح أنه في كل مرة كان يقرأ آية الكرسي، والتي فيها بإذن الله تعالى عصمة وحماية، مؤكدًا أن المسلمين لا يعتقدون في هذه الأشياء، بل يعتقدون أنه لا يضر وينفع، ولا يخفض ويرفع، ولا يعز ويذل، إلا الله، سبحانه وتعالى. فشهد الملك أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وقرّب هذا الشاب وأدناه، وأسلمت الدولة عن آخرها، حيث أوضح الشيخ سلمان أنه رأى قبر هذا الشاب، مع أن هذه البلد لا يوجد فيها طواف بالقبور أو عبادة للقبور، لكن القبر موجود، وقد بنوْا عليه إلى جوار المسجد، فهذا شخص واحد وليس داعية ولا عالم ولا متخصص، ولكنه أحدث تأثيرًا كبيرًا.

    سُنَّة الاختلاف

    وأردف الدكتور العودة أن دولًا مثل إندونيسيا، وهي أكبر بلد إسلامي من حيث العدد السكاني، وكذلك ماليزيا، لم تدخل الإسلام من خلال فتح وحرب، ولكن دخلها الإسلام من خلال تجار حضارم، والذين لا يزال لهم حضور ونفوذ كبير في الدولة، سواء في أندونيسيا أو ماليزيا، بل إنه ربما بعض الملوك والسلاطين كانوا منهم، كما أن هناك كتابًا بعنوان: "أولياء الله في الشرق البعيد"، يشير إلى هذا الأمر، ويؤكد أنهم كانوا تجّارًا، لكن هذا لا يمنع أن التجارة كانت بالنسبة لهم في أيديهم ولم تكن في قلوبهم، أما قلوبهم فكان فيها الإيمان والدعوة إلى الله -سبحانه وتعالى-، كما كان فيها كشف الظلمات عن الناس، ولذلك حقق الله -سبحانه وتعالى- مسعاهم، وأنجح محاولاتهم، ودخل الناس في دين الله أفواجًا بدون مقاومة، بينما هناك دول ربما فتحت بالجيش، ولكن لم يدخل أهلها في الإسلام كما يجب، أو بقي كثير من أهلها غير مسلمين.

    واستطرد فضيلته: في حين أنني زرت بلدًا آخر، فسألت: كم نسبة المسلمين؟ فوجدتها حوالي 2%، على الرغم من أنه يمتلك جميع الظروف الموجودة في جزر المالديف؛ من بوذيين فقراء وغير متعلمين، والذين من الممكن أن يكونوا أرضًا خصبة للإسلام والدعوة، لكنني تساءلت: هل يوجد أحد وضع خطة لنشر الإسلام في هذا البلد؟ والجواب: بالطبع لا، بل إن الأمر على النقيض، وعلى سبيل المثال، فإن هناك بلدة اسمها "بيتوتي"، حيث قابلني أحد الأشخاص وقال لي: تعالوا، أدركونا، فقلت له: ما الخطب؟ قال: لقد جئت بالأمس من بلدة "بيتوتي"، ويقول إنها بلد ابن بطوطة، حتى إن اسمها من اسمه، ولكن حرفوه قليلًا، وجلس ابن بطوطة فيها فترة طويلة قاضيًا وتزوج منها، ولكنه يقول: لقد رأيت الناس في المسجد يتضاربون ويختلفون على قلتهم، حيث يوجد في البلد عدد من المراكز والمدارس والمساجد بل والجامعات! لافتًا إلى أن المشكلة ليست في الاختلاف، فهو سنة الله في عباده؛ أن يكون هناك اتجاهات ومذاهب ومشارب، ولكن المشكلة تكمن في أن هؤلاء المختلفين لا يسيرون في خطوط متوازية، بحيث يتركون كل أحد يدعو إلى الله وشأنه، فهم في بيئة كافرة، حيث على الإنسان أن يدعو إلى الله، وأن يدخل الإنسان إلى الإسلام، حتى ولو كان فيه نقص أو تقصير أو بدعة، فلأن يزل أفضل من أن يظل على الكفر، مشيرًا إلى أن هذا من المقطوع به، ولكن الذي يحدث هو أن المسلمين يتهارشون ويختلفون فيما بينهم، فإذا جاء شخص قالوا له: احذر من هذا، وتعال إلى هذا، واذهب إلى هذا، وهذا فيه، وهذا ليس فيه.

    خطر الفُرقة



    وأوضح الشيخ سلمان أن العالم العربي يشهد الآن حالة من الحراك، حيث كانت البداية من تونس، ثم مصر ثم ليبيا ثم في عدد من البلاد الإسلامية مثل سوريا واليمن، مما يدفع الإنسان إلى التأمل في أن يكون المستقبل في العالم الإسلامي أفضل بكثير من الماضي الذي في الواقع كان ماضيًا بئيسًا وتعيسًا ومتخلفًا، ولكن يطمع الإنسان أن يكون القادم أفضل، محذرًا من أن أعظم خطر يمكن أن يهدد المستقبل الإسلامي هو خطر "الفُرقة"، أو التفرق والاختلاف، والذي يتحول معه الاختلاف، الذي هو أمر فطري، إلى صراع وتطاحن وحرب، مشيرًا إلى أن الاختلاف بين الناس أمر طبيعي وموجود منذ عهد آدم إلى اليوم، كما قال ربنا -سبحانه وتعالى-: (وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)(هود: من الآية118)، مشيرًا إلى أنه لابد وأن يكون عند الناس أريحيّة وشهامة وصبر واتساع في العذر، فليس كل ما عندك صواب ولا كل ما عند الآخرين خطأ، كما أن الخطأ الذي عند الآخرين يحتاج إلى صبر وروية وأناة في محاولة تصحيحه وتداركه، ففي كل إنسان عيوب، ولكن لابد وأن نُحيي بيننا بعض القيم النبيلة، مثل التناصح والتغاضي، وعذر الآخرين، والتعاون على البر والتقوى، والتواصي بالحق والصبر.

    وكشف فضيلته عن أنه نتيجةً للإحساس بعظم الخطر الذي يهدد مستقبل العالم الإسلامي، بسبب (الفرقة)، فإن فضيلته قد أنجز خلال الأسبوعين الماضيين كتابًا في هذا الخصوص، بذل فيه قصارى جهده في تكريس هذا المعنى عند الشباب على وجه الخصوص، ومحاولة تربيتهم على بعض المبادئ، مثل: كيف يكون عندهم اتساع للخلاف؟ وكيف يستوعب بعضهم بعضًا؟ وكيف يعذر بعضهم بعضًا؟ وكيف يصبر بعضهم على بعض؟ وكيف يتحررون من العصبية والأنانية والحزبية؟ موضحًا أنه لابد من العمل على انتزاع هذه المعاني السلبية من القلوب، ليتحول -على الأقل- جزء معتبر ومؤثر من المسلمين، وبخاصة الشباب، إلى أناس عندهم صفاء في قلوبهم ورحمة بالخلق وتسامح وطول نفَس، مؤكدًا أن هذا أمر ليس بالسهل ولا الهين، ولكنه يحتاج إلى جهود صعبة، ولذلك يجب أن يسعى كل منّا إلى أن يكون لديه جهد ذاتي في تصحيح نفسه بشكل منتظم، مشيرًا إلى أن الإنسان قد يموت وهو يجاهد نفسه في هذا السبيل، ولا يخلص منه، ولكن يكفي أن يلقى الله -سبحانه وتعالى- وهو يجاهد، والله -سبحانه وتعالى- يقول: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69).

    اعتصام.. وتدُّرج

    ودعا الدكتور العودة إلى ضرورة نبذ الفُرقة، والعمل على أن نكون جميعًا كمسلمين، يدًا واحدة، مشيرًا إلى أن هذا هو الأمر الذي نبّه الله -سبحانه وتعالى- إليه أصحاب النبي -عليه الصلاة والسلام- وهم في قوة الإسلام ودافعيته ونقائه وصفائه، فيقول -سبحانه وتعالى-: (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (آل عمران:105)، ويقول أيضًا: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا)(آل عمران: من الآية103)، ويقول جل وعلا: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) (الروم:31-32)، إلى غير ذلك من النصوص، وكذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- في الوصية المختصرة يقول: «إِنَّ اللَّهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاَثًا.. -منها- وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا..»، مؤكدًا على ضرورة أن يجاهد كل منّا عاداته وتكوينه النفسي، إضافة إلى مجاهدة بعض أنماط التربية التي تلقيناها في أسرنا أو شعوبنا أو مدارسنا الخاصة أو غيرها، والتي تحول بيننا وبين الميدان الواسع الذي يسع كل المسلمين جميعًا.

    وأردف فضيلته: إنه يجب على أي منّا إذا رأى مسلمًا أن يعوّد نفسه على أن يفرح أولًا برؤية هذا الإنسان المسلم، وألا يبادر بالقول بأن هذا مسكين لأنه يشرب الخمر، أو عاصٍ، أو عنده مخالفة أو بدعة مباشرة، فتقتل الفرح في نفسك، ولكن بمجرد أن ترى مسلمًا عليك أن تعرف أن هذه منّة ونعمة تستحق أن تفرح بها وتشكر الله عليها، وهي أن هذا الإنسان عنده أصل ومبدأ التوحيد والشهادة والإيمان، فأنت ربما شاهدته في مسجد أو في صلاة جمعة، فإن هذا يشير إلى أن إسلامه نعمة من الله عز وجل، مشيرًا إلى أنه فيما يتعلق بالمخالفات الموجودة عنده فإنه لا يُطلب منك أن تصرف النظر عنها، ولكن تحاول أن تصحح بقدر المستطاع، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتقول الكلمة الطيبة، وبالتي هي أحسن، وبالأسلوب الذي تعتقد أنه ينفع، وليس من أجل تبرئة الذمة فقط، كما يقول البعض.

    وضرب الشيخ سلمان، مثالًا لذلك، قائلًا: لقد شاهدنا امرأة مسلمة قبل أيام، وعندما سألناها عن الصلاة تبين أنها لا تعرف كم عدد الصلوات المفروضة في اليوم الواحد ولا مواقيتها؟! فوجدت أنه من الصعب فكرة أن نخبرها أن هناك خمس صلوات في اليوم، ثم نخبرها بأن صلاة الفجر كم ركعة، وصلاة الظهر كم ركعة، والعصر كم ركعة، والمغرب كم ركعة، والعشاء كم ركعة، ثم طريقة الركوع والسجود، وذلك لأن مثل هذا الأمر يحتاج لوقت، مثلما تريد أن تتعلم لغة جديدة، فإنك تحتاج أن تتعلمها كلمة كلمة حتى تستوعبها، فكذلك الأشياء الأخلاقية والسلوكية أشد وأعظم في تعليمها، حيث تحتاج إلى صناعة عادات حسنة وجيدة عند الناس، ولذلك فإننا وجدنا أن التدرج مبدأ مهم جدًّا وضروري في مثل هذه الحالات.

    إعجاز إلهي

    وكان الشيخ سلمان قد أكد في بداية المحاضرة أن الأخوّة في الله فيها جانب من الإعجاز الإلهي، مشيرًا إلى أن الله -سبحانه وتعالى- عندما جعل الرسالة المحمدية (بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (الشعراء:195)، فجاء الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عربيًّا، وكذلك القرآن عربيًّا، يقول-سبحانه وتعالى-: (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلونَ) (الزخرف:44)، إلا أن القرآن كما الإسلام لم يكن يومًا دينًا عنصريًا خاصًا بالعرب مثل اليهود، والذين أصبح دينهم الآن مغلقًا، فهم لا يسمحون لأي شخص ليس من أصل غير يهودي أن يدخل في دينهم، ولذلك لا يوجد تبشير يهودي، بخلاف الإسلام والذي ليس دينًا مغلقًا ولا عنصريًا، محذرًا من نقل بعض التقاليد والعادات وإضافتها إلى الإسلام، حتى يظن الناس أنهم لا يستطيعون أن يسلموا إلا أن يلبسوا مثل ثيابنا، ويتقمصوا عاداتنا الاجتماعية، التي هي ربما عادات مقبولة في مكانها ولكن ليس مطلوبًا أن تنقل إلى كل مكان، ولكن الذي يُنقل هو الدين الذي أنزله الله سبحانه وتعالى، لافتًا إلى أن الإسلام ليس مرتبطًا بفئة أو جنسية معينة.

    وأضاف فضيلته: لقد رأيت كيف أن الجنوب إفريقي والهندي والغربي والشرقي يتحدثون بحماس عن الإسلام، ويحبون الرسول -صلى الله عليه وسلم- أكثر منا في كثير من الأحيان، مما يشير إلى أن الأمر لم يعد مرتبطًا عندهم بالعرب أو الجزيرة العربية، فهم يُقدّسون مكة والمدينة لأن الله -سبحانه وتعالى- جعل لها فضيلة، ولكن الأرض لا تُقدّس أحدًا، وإنما يُقدس الإنسان عمله، فهناك ملايين الحناجر في مشارق الأرض ومغاربها تهتف بـ "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله" على الرغم من اختلاف لغتهم من الأردو في الهند وباكستان، أو اللغة التركية في تركيا، والفارسية في إيران وطاجاكستان وغيرها في بلاد العالم، حيث توجد لغات مختلفة، ولكن القرآن والأذان والإقامة والأذكار كلها تؤدى بلغة عربية، ضاربًا المثل بشاب كان حافظًا للقرآن ويقرأ على شيخ، والشيخ يصحح له، فاستوقفه الشيخ وقال له: ما معنى هذه الآية (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) (الإخلاص:1)؟ فأصبح الطالب ينظر للشيخ ويقلب عينيه ولا يجيب. قال له: يا بني، ما معنى هذه الآية؟ فلم يُجب. فقال له بعض الحاضرين: إن هذا الطالب لا يدري ماذا تقول، هو يحفظ القرآن عن ظهر قلب، لكنه لا يعرف اللغة العربية!

    إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ



    ولفت الدكتور العودة الانتباه إلى أن الجيل الإسلامي الأول حقق الأخوّة بين أهل مكة وأهل المدينة، وذلك على الرغم من أنهم كان بينهم ثارات وحروب، فهؤلاء (أي المكيين) من قريش، وهؤلاء (أي المدنيين) من الأوس والخزرج، وكان كل من الفريقين يعتبر نفسه الأفضل، وذلك في الجاهلية قبل الإسلام، لكن عندما جاء الإسلام تساوت الرؤوس، وأصبح لا شرف إلا بالتقوى، كما يقول الله عز وجل في القرآن المحكم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)(الحجرات: من الآية13)، فلم يقل: إن أكرمكم عند الله أكثركم أصالة أو عروبة أو القرشي أو الذي وُلد من كذا ولا حتى أبناء الأنبياء، فكل الناس أبناء أنبياء، فآدم -عليه السلام- أبونا جميعًا، وقد كان نبيًا، ولكن الأفضلية تكون بالتقوى.

    وتساءل فضيلته: هل نحن نطبق في حياتنا هذا المعنى القرآني الواضح السهل؟ أم أننا ننظر نظرة مختلفة إلى أي إنسان يختلف عنا في لونه أو جنسيته أو قبيلته أو في عاداته أو في الشعب الذي ينتمي إليه؟ حيث نجد أننا في كثير من الأحيان يصبح بيننا وبين هذا الإنسان حواجز وأسئلة، لافتًا إلى أن هذا ساهم كثيرًا في تأخير حراك الإسلام، وجعل المسلمين ينشغلون بأنفسهم، كما ساهم في ظهور كثير من النزعات العنصرية، وعلى سبيل المثال، فنحن نجد أن البربر في الجزائر أو في المغرب أو في ليبيا أو في تونس يشعرون -أحيانًا- بأنهم بحاجة إلى أن يحتفلوا بعنصرهم الخاص، لأنهم يرون أن العرب لم ينصفوهم، وكذلك فإن الأمر نفسه ينطبق على الأكراد، وكذلك كل عنصر أو جنسية في موريتانيا أو الخليج أو مصر أو في الشرق أو الغرب، حتى أصبح كل أحد مضطرًا إلى أن يرجع إلى أصله، لأنه لا يجد الإنصاف إلا بالرجوع إلى هذا الأصل، وذلك لأنه يرى أن الأخوّة الإسلامية لم تُحقَّق على الوجه المطلوب، مع أنها من الناحية النظرية متفق عليها.

    إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ

    وأكد الشيخ سلمان أنه لا يوجد خلاف على الأخوّة الإسلامية بين العلماء إطلاقًا، سواء من الخلف والسلف، فكل المذاهب والطوائف والاتجاهات الإسلامية مجمعون ومطبقون على أن المسلمين إخوة، وذلك لأن هذا منصوص القرآن الكريم، يقول تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ)(الحجرات: من الآية10)، وكذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ..»، ويقول: «حَقُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ»، إلى غير ذلك من النصوص القطعية المتواترة المنقولة نقلًا متواترًا من الخلف والسلف، والمجمع على معانيها أيضًا، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل فعلنا (بفتح الفاء) نحن هذه النصوص في ضمائرنا؟ بحيث لا نفرق بين الناس بناءً على اللون أو الشكل أو الجنسية أو القبيلة أو العرق، ولكن يكفي أن يكون هذا الإنسان مسلمًا، بل حتى غير المسلمين لهم حق علينا، لأنه من خلال تقديم النموذج الأخلاقي يمكننا أن نؤثر عليهم، ونقدم لهم صورة الإسلام السمحة، وعلى سبيل المثال، فإنه لو قابلك شخص في الشارع ولم يجد فيك شيئًا يشده إليك، ويجعله ينتبه لك إلا شيئًا واحدًا وهو الأخلاق، فإن هذا يكفي، في حين أن شكلك وصورتك ولباسك ليس كافيًا في جذب الناس إليك، وكما قيل:

    الناسُ مِن جِهَةِ التِمثالِ أكفاءُ أَبوهُمُ آدَمُ وَالأُمُ حَوّاءُ
    فَإِن يَكُن لَهُمُ مِن أَصلِهِم نَسَبٌ يُفاخِرونَ بِهِ فَالطينُ وَالماءُ!
    ما الفَضلُ إِلا لِأَهلِ العلمِ إِنَّهُمُ عَلى الهُدى لِمَنِ اِستَهدى أَدِلّاءُ
    وَقَدرُ كُلِّ اِمرِئٍ ما كاَن يُحسِنُهُ والجاهلون لأهل العلم أعداء


    ولكن إذا رأى الإنسان منك ابتسامة ومصافحة ودخلت معه بشكل مباشر أو أحسنت إليه أو خاطبته بصباح أو مساء الخير أو ساعدته في موقف أو أعنته، أو عاملته بخلق حسن، فإن من شأن هذا أن يشده إليك، فانشغالك بالآخرين قد يدفعهم إلى الانجذاب إليك، خاصة وأنهم يرون أن كل شخص الآن أصبح منشغلًا بنفسه.

    عمليات الناتو في ليبيا

    وردًّا على سؤال من مشارك، حول الحظر الجوي والغارات التي يشنها الغرب على قوات القذافي، وهل يعد هذا غزوًا لليبيا؟ قال الشيخ سلمان: إنه لو لم يحصل هذا الحظر الجوي وقطع بعض مراكز الاتصال ومراكز القوة لقوات القذافي، لحدثت مجزرة كبيرة، الله تعالى أعلم بها، فالدبابات التي كانت على مشارف بنغازي، والتي وُجدت متفحمة، والجنود بالآلاف، وراجمات الصواريخ وصواريخ جراد وغيرها، كلها كانت تستعد لضرب المدن التي يقطنها مدنيون، لافتًا إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي لا تكاد تقوم بمثل هذه الأعمال إلا في حالات خاصة، مشيرًا إلى أن هذا التدخل كان ضروريًّا، كما أنه جاء بناءً على طلب عربي من مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، فضلًا عن كونه تحت مظلة الأمم المتحدة، وهي منظمة دولية، وليس هناك غزو، حيث إنه ليس هناك جنود مشاه، وقطعًا لن يكون هناك جنود، لأن الدول الغربية ليس لديها استعداد لأن تضع جنودها في حرب مدن، ويضيفوا إلى معاناتهم في أفغانستان والعراق، ولكن الأمر عبارة عن نوع من حظر الطيران، وكذلك قصف بعض المواقع، والذي قد يستهدف مدنيين، لكن عدد المدنيين الذين رأيناهم حتى الآن، والمعلومات التي وصلت عن الذين استشهدوا من خلال قصف التحالف، يشير إلى أن عدد هؤلاء ضئيل وقليل جدًا، ولا يقاس بوجه من الوجوه بالآلاف المؤلفة، الذين قتلوا بواسطة هذه الكتائب الأمنية التي تستخدم ألوانًا من القصف والقسوة والعنف، لم يعهد الناس لها مثيلًا.

    وأعرب فضيلته عن تضامنه مع الشعب الليبي، من خلال دعواته ومتابعته لهم، ومشاركتهم الهم في اليقظة والنوم، حتى في الأحلام، حيث يجد نفسه قد ذهب بأحلامه إلى هذا البلد، مشيرًا إلى أن فضيلته نام قبل عدة أيام وقد كان مهمومًا بما يحدث في ليبيا، حيث تستمر معارك الكر والفر، كما أنه على الرغم من تهتّك النظام الليبي إلا أنه لا يزال يقاوم، حيث رأى فضيلته في المنام أنه يلقن شخصًا دعاء "اللهم انصرهم في هذا اليوم، وإن كان صعبًا، ولكنه ليس صعبًا عليك، لأنك على كل شيء قدير"، وعندما كتب الدكتور العودة هذه الرؤيا على الإنترنت فسرها أحد الإخوة أن هذا معناه أنه ميزان القوة سيميل بإذن الله لصالح الثوار في ليبيا، وقد يطول الأمر بعض الشيء، ولعل بعض هذا التفسير قد تحقق مبدئيًّا.

    فرقاء الصومال.. وتكفير الآخر



    وردًّا على سؤال من مشارك، يقول: ما رأي فضيلتكم في تكفير جماعة الشباب لمن يتعامل مع الحكومة الصومالية؟ قال الشيخ سلمان: إنني أرى أن التكفير شر، كما أن استخدام التكفير للسياسة من أخس ما يكون، مشيرًا إلى أن تكفير المسلم باب من أبواب جهنم، وحفرة من حفر النار، «وَمَنْ دَعَا رَجُلًا بِالْكُفْرِ أَوْ قَالَ عَدُوَّ اللَّهِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ إِلاَّ حَارَ عَلَيْهِ»، لافتًا إلى أن وضع القتال بين الفرقاء في الصومال أمر لا يرضاه الله تعالى، وسوف يتغير هذا الوضع في المستقبل إن شاء الله، لأن الله لا يُصلح عمل المفسدين، والذي يحدث في الواقع هو عبارة عن فساد في هذا البلد.

    وأضاف فضيلته أن الصومال بلد إسلامي مائة بالمائة، كما نجد أن الصوماليين في جوهانسبرج وغيرها عندهم نشاط ولهم حضور جيد، وبدؤوا يؤسسون أنفسهم من الناحية الاقتصادية، كما يقومون بتنظيم حلقات تحفيظ قرآن ومدارس، وكذلك الأمر في بريطانيا، حيث رأيتهم في أكثر من مكان، فهم أصحاب سبق، ولكن ابتُلوا بهذه المجاميع التي تقاتل ليس عن دين الله، ولكن تقاتل على مصالح خاصة أو حزبية، نسأل الله أن يهديهم إلى سواء السبيل.

    مناظرات الإنترنت

    وتعقيبًا على مداخلة من مشارك، حول المعارك والمناظرات التي تدور رحاها على شبكة الإنترنت بين بعض الشباب وطوائف من داخل المسلمين أو من خارجهم، قال الشيخ سلمان: إنني أميل إلى أن الإنسان لا ينشغل بمثل هذا الأمر، لأن هذا ربما يعوق الإنسان عن البناء والتكوين، كما أن مثل هذه المعارك تشعل الإنسان بالنشوة، خاصة عندما يدخل معركة ويشتم ويشعر بأنه قام بعمل شيء، ولكن الأمر في الواقع ليس كذلك، فإذا سألت نفسك بعد عشر سنوات: ماذا قدمت؟ ستجد أنك لم تفعل شيئًا، لافتًا إلى أن كثيرًا من الشباب في الإنترنت تجدهم يدخلون في معارك مع طوائف من داخل المسلمين أو من خارجهم، وهم لا يقرءون ولا يعرفون ولا يطلعون، ولكنهم يرددون أو يتهجمون فقط.

    وأضاف فضيلته أنه يُفترض في الإنسان الذي يدخل في مناظرة أو كلام أو حديث أن يكون عنده اطلاع وقراءة وبحث، وهذا لا يكفي، حيث يجب أن يكون هذا الإنسان عنده أخلاق حتى مع الكافر، فالله -سبحانه وتعالى- يقول: (وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ)(العنكبوت: من الآية46)، ويقول -سبحانه وتعالى-: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا)(البقرة: من الآية83). وروى البخاري في الأدب المفرد عن ابن عباس في تفسير هذه الآية أنه قال: "لو قال لي فرعون بارك الله فيك لقلت له وفيك"، وذلك على الرغم من أن فرعون منتهٍ ولن يراه ابن عباس، ولكن ابن عباس قصد أن أي إنسان يقول لك كلامًا حسنًا ينبغي لك بحكم إيمانك وأخلاقك أن تقول له مثله أو أفضل (فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا)، مؤكدًا أن العلم والأخلاق واللغة المستخدمة في الحوار أو المناظرة كلها أمور مهمة يجب التأكيد عليها.

    الصلاة لمن لا يعرف جهة القبلة

    وتعقيبًا على مداخلة من مشارك، يتحدث عن أنه في بعض الأماكن قد لا يعرف الإنسان جهة القبلة؟، قال الشيخ سلمان: اجتهدوا واسألوا عن مكان جهة المشرق وعن مكان المملكة، والرسول عليه الصلاة والسلام يقول: «مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قِبْلَةٌ»، مشيرًا إلى أنه لا يلزم الإنسان أن يصيب عين الكعبة، خاصةً إذا ابتعد، ولكن يجتهد وُسْعَهُ في ذلك، يقول تعالى: (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ)(البقرة: من الآية115)، ولكن المهم أنه يجب على الإنسان ألا يتساهل في أداء الصلاة، ولا يؤخرها عن وقتها، فهذا أمر قطعي، فإذا لم يجد الماء للضوء يمكن أن يتيمم، وإذا لم يستطع أن يصلي قائمًا صلى قاعدًا، وإذا لم يعرف القبلة سأل عنها، وإذا لم يعرف تحرى وصلى، ولكن أهم شيء ألا يؤخر الإنسان الصلاة بحيث يخرج الوقت.

    الجمع في الصلاة

    وفيما يتعلق بالجمع في الصلاة للإنسان المسافر، قال الشيخ سلمان: إذا سافر الإنسان خارج البلد واحتاج إلى الجمع، وكذلك لو كان داخل البلد واحتاج إلى الجمع، فلا بأس أن يجمع في الصلاة، مشيرًا إلى أن الجمع يكون للرخصة أو للحاجة، كما أنه رخصة بخلاف القصر، وعلى سبيل المثال، فإذا كان الإنسان عنده محاضرة أو اختبار في وقت الصلاة الثانية، فإنه يمكنه أن يجمع الظهر مع العصر، أو يجمع المغرب مع العشاء، إذا احتاج إلى ذلك، ومثله لو كان سيخرج في وقت الصلاة الثانية ويعرف أن المكان الذي سيخرج فيه ليس فيه مسجد، ولن يجد مكانًا يصلي فيه، فاحتاج إلى أن يجمع الوقتين، فقد ورد كما في صحيح مسلم أنه قد (جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمَدِينَةِ فِى غَيْرِ خَوْفٍ وَلاَ مَطَرٍ)، قِيلَ لاِبْنِ عَبَّاسٍ مَا أَرَادَ إِلَى ذَلِكَ قَالَ أَرَادَ أَنْ لاَ يُحْرِجَ أُمَّتَهُ). يقول تعالى: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ)(الحج: من الآية78)، فالجمع رخصة إذا احتاج إليه الإنسان، مثل أن يكون عنده اختبار أو محاضرة أو خروج، ومثله أيضًا أن يحتاج إلى الوضوء لكل صلاة، فيتوضأ ويصلي الصلاتين معًا.

    القصر في السفر لمدة طويلة



    وردًّا على سؤال من مشارك، حول القصر في الصلاة للمسافر لمن يقيم لمدة طويلة؟ قال الشيخ سلمان: إن القصر مسألة فيها إعضال وإشكال، والقولان المشهوران فيها معروفان، فجمهور أهل العلم، ومذهب الأئمة الأربعة مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة، على أن من يقيم لمدة طويلة تصل لسنوات ربما فأكثر لا يقصر، وقيل فيما يتعلق بالتحديد سبعة عشر يومًا، كما نقله البخاري عن ابن عباس، أو ثمانية عشر يومًا، أو عشرين يومًا، ولكن هناك قول نُقل عن بعض الصحابة وبعض السلف وظاهر كلام ابن تيمية قد يدل عليه وكذلك ظاهر كلام ابن القيم، كما رجحه الشيخ محمد بن عثيمين، ومال إليه، رحمهم الله أجمعين، أن الإنسان ما دام مسافرًا لغرض وليس بقصد الإقامة، فهو يعتبر مسافرًا حتى يعود، وبناءً عليه مهما أقام فله أن يقصر الصلاة، فهذا قول وهذا قول.

    وأضاف فضيلته: لكنني أرى أنه لا داعي لكثرة الاختلاف حول هذا الموضوع، فالذي اقتنع بقول وأخذ به فقد أخذ بقول عالم معتبر، وليس عليه في ذلك حرج، ولا نقول له لقد لعبت بالصلاة، أو بدلت فيها، فأصبحت اثنتين بدلًا من أربعة، أو العكس، ولكن له مأخذ أنه مسافر، وأنه قصر، وأن الشريعة لم يرد فيها في تحديد السفر نص من الله -سبحانه وتعالى-، ولم يذكر السفر محددًا بثلاثة أيام أو أسبوع أو أقل أو أكثر، فكل ما كان سفرًا فللإنسان أن يتمتع فيه حتى يُجمع؛ أي ينوي إقامة، كما أنهم قالوا: إن النبي عليه الصلاة والسلام جلس في تبوك عشرين يومًا، وجلس كذا، وإنه لم يقصر الصلاة، مما يدل على أن الأمر ليس محددًا بوقت.

    وأضاف فضيلته: والقول الثاني، هو قول الجمهور، والذي ينص على أن القصر يكون لمدة محدودة، وهذا مذهب الأكثرين، وعليه غالبية العلماء؛ ولذلك فإن الإنسان الذي إقامته طويلة لسنوات أرى أن لا يقصر الصلاة، لكن إذا كان مقتنعًا بالقول الآخر وأخذ به وقصر، فليس عليه شيء؛ لأن الذين قالوا به -كما قلت- علماء أجلاء معتبرون، فهذه المسألة مما يسع فيها الخلاف.

    الصلاة بعد العصر

    وأردف الدكتور العودة أن هناك بعض المسائل التي يكون الخلاف فيها معتبرًا ومعروفًا، ومنها: ما يتعلق بما إذا دخل شخص المسجد بعد صلاة العصر، فهل يصلي ركعتين تحية المسجد؟ حيث إن هناك حديثًا يقول: «لا تجلس حتى تصليَ ركعتين»، في حين أن هناك حديثًا آخر يقول: «لاَ صَلاَةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغِيبَ الشَّمْسُ»، حيث تجد أن حديثًا يأمرك وآخر ينهاك، مشيرًا إلى أن هذا الأمر فيه نكته، وذلك أن الإمام ابن حزم كان غير متعلم، فدخل المسجد يومًا من الأيام بعد صلاة العصر أو بعد صلاة الصبح، ووقف يصلي تحية المسجد، فجبذه الإنسان الذي إلى جنبه، وجر ثوبه، وقال له: "يا جاهل، هذا وقت نهْي.. لا تصل"، فجلس ابن حزم مكسوفًا خجلًا، ولما كان بعد فترة جاء بعد صلاة الفجر وجلس بناءً على ما قيل له سابقًا، فقال له الشخص الذي إلى جانبه: "يا جاهل، الرسول عليه الصلاة والسلام يقول: «إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلاَ يَجْلِسْ حَتَّى يُصَلِّىَ رَكْعَتَيْنِ». قم واركع ركعتين! فقال في نفسه: لقد أصبحت ملعبة للناس، هذا يقول: "صل"، وهذا يقول: "لا تصل"، فكان هذا سببًا في طلبه للعلم، حتى أصبح إمامًا جليل القدر، عظيم المنزلة.

    الصلاة.. عماد الدين

    وأوضح الشيخ سلمان أنه بالنسبة للصلاة، فإنها عمود الإسلام، وركن الدين بعد الشهادتين؛ محذرًا من أن يفرط الإنسان في الصلاة، كائنًا ما كان، فالله -سبحانه وتعالى- أمرنا بالصلاة ونحن في حال الخوف: (فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا)(البقرة: من الآية239)، كما أمر المريض بالصلاة، وكل أحد يصلي، وقال: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي)(طـه: من الآية14). وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ نَامَ عَنْ صَلاَةٍ أَوْ نَسِيَهَا حَتَّى ذَهَبَ وَقْتُهَا وَعَلَيْهِ قَضَاؤُهَا إِذَا ذَكَرَهَا لاَ كَفَّارَةَ لَهَا إِلاَّ ذَلِكَ).

    وتابع فضيلته: ومن هذا، أن الإنسان لو كان في وضع معين ولم يصلِّ فعليه القضاء، وعلى سبيل المثال، فإن بعض الشباب قد يكون غير متوضئ، والمكان غير مناسب، ولا يوجد مكان يتوضأ فيه، ولا يعرف القبلة، وتجمع عليه ومع الناس ولا يستطيع أن يوقفهم، فربما تساهل، فإذا وصل إلى بيته كان الوقت قد خرج، فيقول: لقد فات الوقت، فلن أصلي، وينسى في هذه الحالة أنه عليه أن يقضي الصلاة، ولو كان فات وقتها، لأنها محسوبة عليه.

    تتبع الرخص

    وتعقيبًا على مداخلة من مشارك، حول الرخص في الشريعة الإسلامية، والمقصود بتتبع الرخص؟ قال الشيخ سلمان: إن الرخص من حيث الأصل هي أمر معتبر في الشريعة الإسلامية، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- قال عن القصر في الصلاة: «صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْكُمْ فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ»، مشيرًا إلى أن المقصود بتتبع الرخص هو أن الإنسان إذا سمع بأي مسألة فيها قولان أخذ بالأسهل في كل مسائله.

    وأضاف فضيلته: أما إذا سمع الإنسان في مسألة ما قولًا ما، ومن عالم معتبر، فإنه إذا أخذ به لا يعد في هذه الحالة من تتبُّع الرخص، وعلى سبيل المثال، فإن قول ابن عثيمين في القصر في السفر الطويل لا يعد من تتبع الرخص، لأن الشيخ ابن عثيمين في المملكة السعودية يعتبر ربما من أكبر أهل العلم، أو هو الرجل الثاني بعد ابن باز، رحمهم الله جميعًا؛ فلذلك قوله له انتشار في المملكة، والسعوديون رأيتهم في أوروبا وأمريكا كثيرًا ما يأخذون بهذا القول، مع أن كثيرًا من العلماء من خارج المملكة ربما يستنكرون هذا القول ويستهجنونه ويستغربونه، فهذا مما ينبغي أن يسعه الاختلاف.

    الخلوة بين الراجل والمرأة

    وتعقيبًا على مدخلة من مشارك، يتحدث عن الخلوة بين الرجل والمرأة، قال الشيخ سلمان: إنه لاشك أن الخلوة محرّمة، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ»، وكذلك الخلوة بين اثنين «وَلاَ يَخْلُوَنَّ أَحَدُكُمْ بِامْرَأَةٍ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ ثَالِثُهُمَا»، مشيرًا إلى أن هناك أشياء كثيرة يصدق فيها النية، يقول صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ» ويصدق فيها قول النبي -صلى الله عليه وسلم- «اسْتَفْتِ قَلْبَكَ.. وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ». أي أن الإنسان إذا كان يعرف -خاصةً الشاب- أن قلبه يميل إلى الفتاة، فإذا خالطها وجالسها وخرج معها فإنه ربما يترتب على ذلك أن يكون هناك نوع من تعلق القلب أو الميل، وحتى لو أن الشاب عنده بعض التقوى، فإن هذه الفتاة ربما ليس عندها من ذلك شيء، بل هي تبذل نفسها بسهولة -أحيانًا- وخاصةً في بعض البيئات التي يكون فيها فقر وحاجة، أو يكون فيها نوع من العادة الشائعة عند الناس، وخاصة عند النساء في مثل هذا مع التبذل في اللباس.

    وأضاف فضيلته، أن الإنسان عليه أن يحتشم بقدر المستطاع، وأن يجعل تعامله بقدر الحاجة، وألا يتوسّع، وما يمكن أن يتعامل فيه مع رجل مثل اللغة أو التدريب أو غيرها، فلا يذهب إلى امرأة، فهذا هو الحد الذي يمكن أن يقال.

    الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

    وردًّا على سؤال يقول: ما طبيعة نظام الفقه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ قال الشيخ سلمان: إن هذا البلد غير مسلم، وليس مطلوبًا من الإنسان أن يأمر بالمعروف فيه وينهى عنه، فأعظم منكر هو الشرك.

    وأضاف فضيلته: أما إذا كان الأمر بين المسلمين، فإنه يكون عبارة عن نصيحة أو مناصحة بينك وبين أخيك المسلم، فلو رأيت أحدًا على خطأ، فإنه عليك أن تنبهه بالأسلوب الحسن، أو تنصحه بذلك، أو تكتب له، أو ما أشبه ذلك من الأساليب والوسائل، يقول تعالى: (فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ) (الغاشية:22،21).

    محبة الله

    وردًّا على سؤال يقول: كيف يصفي الإنسان قلبه من التعلق بالمال أو الدنيا أو الأشخاص أو المحبوب، حتى يوحد القلب بالمحبة لله -عز وجل-؟ قال الشيخ سلمان: إن ذلك يكون باستمرار ودوام ذكر الله، بما في ذلك قراءة القرآن والمحافظة على الصلاة وأوراد الصباح والمساء والتسبيح والاستغفار؛ لأن هذه الأشياء، سواء المال أو الناس، تذهب وتأتي، وقد يقع الإنسان في بعض الوقت في شيء من هذا التعلق، لكن إذا كان مستمرًا على ذكر الله -سبحانه وتعالى- فإن هذه الأشياء تذهب ويبقى ذكر الله، بحيث إنه مع الوقت يكون الإنسان كأنه ممن اختار الله ورسوله والدار الآخرة.

    "الحياة كلمة"

    وردًّا على سؤال من مشارك، يقول: هل يمكن أن نشاهد برنامج "الحياة كلمة" مرة أخرى؟ قال الشيخ سلمان: عسى.

    جمع مبارك

    وكان الشيخ سلمان قد عبَّر في بداية اللقاء عن سروره بهذا الجمع المبارك الذي حضر اللقاء الذي أقيم عصر الأحد 29 ربيع الثاني 1432الموافق 3 إبريل 2011 مع الشباب المسلمين بمسجد الفرقان في مدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا، حيث حضر اللقاء عشرات الشباب من السعودية ومصر وليبيا والصومال واليمن، مشيرًا إلى أن هذا اللقاء سيتكرر وينتظم بفضل الله تعالى.

    ويقضي الدكتور العودة هذه الأيام خلوة في "كيب تاون" في جنوب إفريقيا، حيث الجو العليل، والمناخ الهادئ، والناس المسالمون المتعايشون فيما بينهم. وأعلن الدكتور العودة ـ في وقت سابق ـ على صفحته في موقعي التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" و"تويتر"، أنه قد قرر السفر إلى مدينة "كيب تاون" بجمهورية جنوب أفريقيا, ومعه "كتاب ودفتر وقلم وجهاز آي باد".

    وعن سبب السفر إلى جنوب أفريقيا, قال العودة: "أجهز نفسي لسفرة طويلة أخصصها لكتابة مادة التغيير والتي كانت موضوعًا لبرنامج حجر الزاوية الأخير", مؤكدًا أن "سفره ليس تغربًا، وإنما هو حالة تفرغ وقتي من الشواغل والبرامج، للانكباب على الكتابة والتفكير، وأن التأليف فن مهم ومؤثر، لا يقل عن غيره من قنوات التواصل الأخرى". ويتواصل الدكتور سلمان العودة بشكل يومي مع متابعيه وأصدقائه على موقعي تويتر والفيس بوك.



    التعديل الأخير تم بواسطة نعيم الزايدي ; 19-04-2011 الساعة 06:27 PM

د.العودة: نسبة المسلمين في أي بلد تحسب بمدى تأثيريهم وليس بعددهم

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. كتابكم من يسبكم و يحتقركم يا نصارى وليس نحن المسلمين
    بواسطة kholio5 في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 27-05-2020, 12:36 PM
  2. كيف تحسب الزكاة بنفســـك ؟؟؟؟
    بواسطة Doctor X في المنتدى الفقه وأصوله
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 27-07-2014, 12:29 PM
  3. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 29-04-2011, 02:10 AM
  4. لماذا يسوع وليس بطرس ؟! ولماذا يسوع وليس بولس؟!
    بواسطة om miral في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 07-12-2009, 12:08 PM
  5. إبطال نسبة الأناجيل والرسائل إلى الحواريين
    بواسطة محمد مصطفى في المنتدى حقائق حول الكتاب المقدس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 05-12-2005, 09:32 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

د.العودة: نسبة المسلمين في أي بلد تحسب بمدى تأثيريهم وليس بعددهم

د.العودة: نسبة المسلمين في أي بلد تحسب بمدى تأثيريهم وليس بعددهم