الأمانة من أعظمِ الشيم التي حضَّ عليها الإسلام

أشرف محمد شبل

التاريخ: 15 أبريل 2011

قال الله تعالى: «إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إلى أَهْلِهَا وإذا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ

كَانَ سَمِيعًاً بَصِيراً»، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا إيمان لمن لا أمانة له ولا دين لمن لا عهد له»، وقال الشاعر:

إذا الإيمان ضاع فلا أمان

ولا دنيا لمن لم يحي دينـا

ومن رضي الحياة بغير دين

فقد جعل الفناءَ لها قرينا

يحث الدين الإسلامي الحنيف على التحلِّي بمكارم الأخلاق ومحاسنِ الصفات، ومن أعظمِ الشيم التي حضَّ الإسلام على التمسك بها شيمة الأمانةِ التي تتمثل في رعاية حقوقِ الله عز وجل وحقوقِ العباد وحفظِ الأبدان والأرواحِ وصيانةِ الأموالِ والأعراض والمحافظةِ على المقدسات والدفاعِ عن الأوطان.

ومما ينبغي ذكره أن الأمانة ليستْ مقصورةً على الودائع التي تُودَعُ عند الناس من غالٍ وثمين كالجواهر والحلي والأموال، بل الأمانة أوسع من هذا كلِّه فهي القيام بالتكاليف واتباع كُلِّ ما لله فيه طاعة، واجتنابُ كُلِّ ما لله فيه مخالفة وعصيان، سواء كان ذلك في عبادة الله أو في معاملة عباده.

والأمانة بهذا المعنى الشامل هي التي عرضها الله على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولاً، من هذا المنطلق نجد أن حياةَ الإنسان وعقلَه، وسمعَه وبصرَه، ومالَه وعرضَه، وسائر جوارحه أمانة أودعها الله سبحانه وتعالى عنده.

ومن أشكال الأمانة رعايةُ حقوقِ الناسِ من

أرواح وأموال وأعراض وشهادات وأداء الأمانة فيها يكون بأداء هذه الحقوق كاملة، وعدم مسِّها بسوء، قال الله تعالى في محكم تنـزيله: «وَإِن كُنتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُواْ كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَّقْبُوضَةٌ فإن أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيم»، لذلك نجد كل عبد مسؤولا أمام الله عز وجل يوم القيامة عما ائتمنه الله عليه في هذه الحياة الدنيا من زوجة وأولاد وعمل ومال يقول المصطفى: «كُلُّكُمْ رَاعٍ ومسؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالأَمِيرُ الذي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مسؤول عَنْهُمْ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مسؤول عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مسؤولةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مسؤول عَنْهُ، الا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مسؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ».

ومن أعظم الأمانات أداءً وحفظاً وحرصاً مقدساتنا الإسلامية وأوطاننا فهي أمانةٌ في أعناقنا، كُل منا مسؤول حسب استطاعته، إنْ كان ذا مال فعليه أن يبذل ماله لحمايتها، وإن كان ذا علم فعليه أن يَبْذُلَ علمه لحفظها وصيانتها، وإن كان ذا سلطان استخدم سلطانه، وإن كان ذا قوة استعمل قوته للحفاظ عليها والدفاع عنها.



موقع البيان - التاريخ: 15 أبريل 2011