قصيدة للاقصى من سجن عوفر الاسرائيلى



أقصاك نادى يا بطل لبّ النّداء على عَجَل
سِرْ في الطّليعةِ أوّلاً واضربْ لأمّتك المثل
كُنْ في الثّبات كصخرةٍ كن في شموخك كالجبل
كن في النّزال كأنّما عجزت عن الوصف الجُمل
إصبر وصابر إنّه كان الفتى منذا احتمل
فالصّبرِ مضمار الفتى لا يَسْبِقَنْهُ به جَمَل
لا تخشَ أسبابَ الرّدى يحميك يا هذا الأجل
يجني الثّمارَ نضيجَها منذا على الله اتّكل
عزمُ الأمور توكّلٌ والصّبرُ مِفتاحُ الأمل
منذا تمسَّكَ فيهما بالنّصر لا ريب احتفل
************
أقصاك أوّلُ قبلةٍ في القلب يسكن والمُقَل
أقصاك ثاني مسجدٍ في الأرض مَبْناهُ اكتمل
هو ثالث الحرمين ما حجّ الحجيجُ وما ارْتحل
مَسْرى الرّسولِ محمّدٍ بدموع خشيتنا اغتسل
نلقاه من شوقٍ له يوم الّزيارة بالقُبل
وطنُ الرّباط إذا وعا لا ننثني مهما حصل
لا ينثني عن نُصرةٍ إلّا مصابٌ بالخبل
************
للّه دَرُّ عصابةٍ هبّوا لِنُصرة من سأل
نصروا فكانوا قدوةً لا خوفَ خالَجَ أو وَجَل
صبروا فَكَلَّ غريمُهم ولصبرهم كَلَّ الكلل
غرموا فَمَلَّ خصومُهم ولغرمهم ملَّ الملل
عدلوا فَذَلَّ عدوُّهم وبعدلهم عَزَّ الأَذَلّ
فتحوا الفتوح فرحّبت بهمُ السحائب والسَّبل
غنّت لهم من نشوةٍ كلُّ الحمائم والحَجَل
رقصت لهم من فرحةٍ أوتارُ ألحان الزَّجَل
داسوا القفارَ فأخصبت كُلُّ القفارِ ولم تزل
جبلوا الثّّرى بدمائهم خَضِّب يَدَيْكَ بما انجبل
لو كنت أنت حفيدَهُمْ أكّد لجدِّك ما فعل
ثابِرْ على مِنوالِهِمْ لا تَبْكِ رَسْماً أو طَلَل
إنّ البكاءَ من الفتى لَهُوَ اعترافٌ بالفشل
************
القدسُ قدسُك وُرِّثت للصّالحينَ مِنَ الأزل
مهما تباكى خصمُنا مهما ادّعى مهما انْتحل
مهما توهّم باطلاً واغتالَ حقّاً بالحِيَل
مهما طغى، مهما بغى، مهما تذرّعَ بالعِلل
طبعُ اللئيم على المدى بالمكر والغدر انشغل (اشتغلْ)
إن أُحْوِجَ القولَ افترى أو أُعوِزَ الشّرَّ افتعل
طنّ الحرابَ تصونُه ونفيرَ كثْرتِهِ الأمل
واختالَ تيهاً وادّعى أنّ الفتوّةَ بالعَضَل
فإذا احتَمَيْتَ بفكرةٍ لا ريبَ فيها أو خَطَل
وعصمْتَ نفسَكَ مِنْ هوى وبرِئْتَ من شرِّ الزّلل
وبَذَلْتَ روحَك راضياً وَنَذَرْتَ للّه العمل
رجَعَ (الكثيرُ) بخيبةٍ والنّصر من خطّ الأَقَلّ
************
القدسُ قدسُك يا أخي لا تَرْجُ عَوْناً من أذلّ
لَبِسَ المهانة حُلَّةً وبِخِزْي بِزّتِهِ رَفَل
حسب النّفاق بلاغةً ولذاكُمِ احْتَرَفَ الدّجل
ورأى الهُراء فصاحةً وبغيرِ لهْجتِنا ارْتَجَل
صعِدَ المِنّصَّةَ وانبرى يَهْذي بما القلبُ اشتمل
قال: القضيّةُ مثلما جُرحٌ قديمٌ وانْدَمَل!!
فوقَفْتُ أَذْكُرُ نجدةً كنّا انتظرنا (بالأمل)!!
قال (المُفدّى) ساخراً: عفواً، بريدُك ما وصل!!
************
القدسُ قدسُك يا فتى ليست لخُدّامٍ خَوَل
إنفِرْ إليها كلّما فَرَسٌ بميدانٍ صهل
إنفِرْ إليها حيثما بالجُندِ (فاروقٌ) فصل
لبِّ النّداء فشعبُنا لنداءِ أقصانا امْتَثَل
سِرْ ف الطَليعةِ أوّلاً واضربْ لأمّتِك المثل
كُن في الثّباتِ كصخرةٍ كُنْ في شموخِك كالجبل
كُن في النّزالِ كأنّما عَجِزَتْ عن الوَصْفِ الجُمل
إصبرْ وصابِرْ إنّه كان الفتى مَنْذا احتمل
لا تَخشَ أسبابَ الرّدى يحميك يا هذا الأجل
يجني الثَّمارَ نَضيجَها مَنْذا على اللهِ اتّكل
عزمُ الأمورِ توكّلٌ والصّبرُ مِفتاحُ الأمل
مَنْذا تمسَّكَ فيهما بالنّصرِ لا ريْبَ احتفل
عفواً أُخيَّ، ولا تَقُل: ضاعَ البريدُ وما وصل!!



شعر النائب: محمود مصلح/ رام الله