أخى الكريم
أولا
أهلا و سهلا بك بيننا
بالنسبة لسؤالك
سأفترض مجرد افتراض فحسب أن ظاهر لفظ الآية - أستغفر الله - قد يعنى أن الله يعلم ما فى قلوب هؤلاء المنافقين فقط
فهل تستقيم تلك الفرضية مع باقى نصوص القرآن الكريم ؟
تعالى نقرأ معا
قال تعالى :
البقرة (آية:284): لله ما في السماوات وما في الارض وان تبدوا ما في انفسكم او تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير
الاحزاب (آية:54): ان تبدوا شيئا او تخفوه فان الله كان بكل شيء عليما
و إن كانت الآية التى تسأل عنها تصرح بعلم الله بما فى قلوب المنافقين
فالآية التالية تصرح بعلمه تعالى بما فى قلوب المؤمنين
قال تعالى
الفتح (آية:18): لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجره فعلم ما في قلوبهم فانزل السكينه عليهم واثابهم فتحا قريبا
و بالتالى فلو فرضنا جدلا أن ما تقوله فهم محتمل لظاهر لفظ الآية فحسب فهو لا يمكن أبدا أن يكون فهما صحيحا لتعارض الفهم مع باقى آيات القرآن الكريم التى تصرح بعلم الله بقلوب الناس جميعا و بقلوب المؤمنين
( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)
المفضلات