الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
بعد أن شعر التيار العلماني في مصر – بعد الجدال حول المادة الثانية من الدستور - أن الإسلام متجذر في وجدان الشعوب العربية وأنه من الصعب جدا محاولة القفز عليه أو تجاهله - بدأ الترويج لمقولة أن العلمانية لا تتعارض مع الإسلام ، وبدأنا نسمع على لسان المثقفين العلمانيين أنه يمكن للمسلم أن يكون علمانيا ولا يتعارض هذا مع إسلامه!! يعني مفيش مشكلة
وبالأمس خرج آلاف الطلاب من جامعة الأزهر يتظاهرون ضد أستاذ جامعي يدعو للعلمانية
ويقول أن النبي العلمانية وخدعة عدم تعارضها مع كان " أكبر علماني" !!
وهذا يحدث بالتوازي مع هجوم شديد واصطياد أخطاء لبعض شيوخ المسلمين وتضخيم لتصرفات فردية متطرفة لبعض المسلمين المتشددين ...مثل موضوع هدم الأضرحة .
ويبدو أن التيار العلماني قد بدأ حربا ضد الإسلام استعدادا للإنتخابات القادمة ...مرة باستغلال مظاهر التشدد الإسلامي لتنفير الناس من حكم الإسلاميين المحتمل ...ومرة بمحاولة الاحتواء ... فيحاولون الآن الترويج لفكرة أن العلمانية لا تتعارض مع الإسلام
وبنظرة سريعة لتعريف العلمانية ( نسبة إلى العَالم وليس العِلم ) نجد أنها ترجمة غير دقيقة لكلمة Secularism والترجمة الدقيقة لها هي " الدنيوية " والتي هي عكس الأخروية الدينية ...
وتهدف العلمانية إلى فصل الدين عن الدولة وعن الحياة العامة
أي أن يقتصر الدين على الحياة الخاصة فقط للأفراد
بل أن العلمانية إذا كانت هي عقيدة الدولة فمن حقها التدخل أيضا في حياة الأفراد إذا خرجوا من بيوتهم إلى الشارع أو المدرسة أو الجامعة أو العمل
فمن حقها أن تمنع حجاب النساء كما فعلت فرنسا و تركيا العلمانية أو تونس العلمانية سابقا ... وذلك إذا رأت أن هذه المظاهر تتعارض مع علمانيتها ...
فقولوا لي بالله عليكم : كيف لا تتعارض العلمانية مع الإسلام ؟؟؟!!!
بل أنها تتعارض مع أي دين ...فمثلا نجد أن تركيا أيام أتاتورك قامت بالإضافة لقمع أي ظهور لنزعة إسلامية قامت أيضا باضطهاد الأقليات الدينية الأخرى مثل الأرمن والسريان الأرثوذكس
وفرنسا عندما منعت الحجاب في المدارس منعت أيضا معه كل الرموز الدينية
مثل تعليق الصلبان على الصدر وما إلى ذلك
فالعلمانية هي عقيدة لادينية وتعمل ضد الأديان كلها وليس الإسلام فقط
وياليت أصدقاءنا المسيحيين الذين يطالبون بدولة علمانية ويتحرقون شوقا إلى إلغاء المادة الدستورية عن هوية الدولة الإسلامية أن يعوا هذا ويعلموا أنهم في ظل الإسلام حقوقهم محفوظة أكثر بكثير من دولة علمانية لا تعترف بأي دين .
ومن العجائب التي نشهدها الآن على الساحة المصرية أن كل الأيدلوجيات أصبح من حقها إنشاء أحزاب سياسية إلا الأيديولوجيات الدينية !!!
أليست كلها عقائد ؟؟ العلمانية والاشتراكية والشيوعية والليبرالية و...
لماذا الحجر على الإسلام وكأنه تهمة !!!
أليس الإسلام أيديولوجية لها مبادئها وأسسها في كل مناحي الحياة " الدنيوية " ؟
فلماذا يتم منعه من خوض الحياة السياسية كأيديولوجيا مثل باقي الأيديولوجيات ؟
فيجب عليه أن يتحايل فلا يرفع شعارات دينية ولا يتسمى بأسم الإسلام و لا يضع في برنامجه تصورا للدولة الإسلامية !!!
مسموح له فقط أن يقول أن مرجعيتي الإسلام ...أكثر من هذا فلا !!
أليس هذا ظلما واضطهادا ورثناه من النظام السابق وفرضته علينا قوى الغرب المهيمنة على العالم !! ...
ألا يوجد في الغرب أحزاب متعددة في معظم البلدان بأسم الحزب المسيحي ؟؟
وفي إسرائيل الأحزاب الدينية تعلن عن عنصريتها عيني عينك ؟؟
فلماذا الإسلام هو الوحيد الممنوع من تكوين أحزاب ؟؟؟
على العموم ما نحن فيه الآن نعمة والحمد لله مقارنة بالأوضاع السابقة
ولكن أن يحاول العلمانيون أن نسلم لهم ذقوننا بدعوى أن الإسلام لا يتعارض مع العلمانية فهيهات يا علمانيون ...
ألعبوا غيرها
ولكم دينكم ولي ديني
المفضلات