د. العودة: حرق المصحف جريمة وسفه وسيبقى القرآن عزيزًا



الكاتب: الإسلام اليوم/ الرياض

الاثنين 30 ربيع الثاني 1432الموافق 04 إبريل 2011

أكَّد الشيخ سلمان بن فهد العودة (نائب رئيس منظمة النصرة العالمية) أن حوادث إحراق المصحف الشريف لن تضرَّ الإسلام أو القرآن في شيءٍ وإنَّما تزيد المسلمين إيمانًا وثقةً بدينهم؛ لأن الله قد تكفَّل بحفظ كتابه، داعيًا إلى العمل لإصدار قانون دولِيٍّ يُجرِّم الإساءة للإسلام.

وقال الشيخ العودة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": إنّ هذا الفعل لا يَمُتّ للرُّشْد بصلة كما يُعَدّ جريمة عنصرية واضحة، وأنَّهم "سيَحْتَرِقون هم ويبقى القرآن عزيزًا"، مشيرًا في نفس الوقت إلى أن هذه الجريمة، لن تضرَّ الإسلام أو القرآن لقوله تعالى: {إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا} وقوله عز وجل: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}.

ودعَا فضيلته إلى أن تكون ردة فعلنا أكثر إيجابية تجاه هذه الأحداث وقال: "دعونا نُقْبِل عليه تلاوةً وفهمًا وعملاً وأخلاقًا ودعوة". مطالبًا المنظمات الإسلامية والحقوقية بالتعاون والعمل الجادّ لاستصدار قانون دولي يجرِّم الإساءة للأنبياء وللقرآن الكريم.

وتساءل العودة: لماذا يكون هناك نظام عالَمِيّ يجرِّم معاداة السامية، ولا يوجد نظام عالمي يجرِّم الإساءة إلى الأديان. مشددًا على أن تعريض المقدسات للاستخفاف والاستهتار والرسوم البذيئة والصور القبيحة لابدَّ أن يُوقَف بقانون دولي صارم.

وكان القسّ الأمريكي واين ساب قد أحرق نسخةً من المصحف في كنيسته بمدينة جينزفيل بولاية فلوريدا في العشرين من مارس، وجرت تلك "المحاكمة"- حسب زعمه- بإشراف القسّ تيري جونز، الذي كان قد هدَّد في العام الماضي هو الآخر بِحَرْق المصحف في الذكرى السنوية لهجمات 11 سبتمبر.

وتجدَّدت الاحتجاجات الغاضبة بأفغانستان الأحد على حرق المصحف الشريف وقد أسفرت الاحتجاجات عن مقتل شرطيين وجرح 30 شخصًا في قندهار، في حين طالب الرئيس الأفغاني حامد كرزاي الكونجرس الأمريكي بإدانة حرق المصحف الشريف.

كما انطلقت مظاهرات سلمية في مدن كابل وهرات وجلال آباد في الشرق وولاية تخار في الشمال.

وكانت مدينة مزار الشريف شَهِدت في وقتٍ سابق احتجاجات تحولت لهجوم على مقر الأمم المتحدة بالمدينة سقط فيه 12 قتيلاً على الأقل بينهم سبعة موظفين أمميين، كما شهدت العاصمة كابل وولاية هرات مظاهرات مماثلة.

كما دان الرئيس الأمريكي باراك أوباما يوم السبت حرق نسخة من القرآن الكريم، معتبرًا أنّ هذا العمل الذي تسبّب باندلاع أعمال عنف دامية بأفغانستان ينمّ عن "أقصى درجات عدم التسامح والتعصب".

ويتواصل الدكتور سلمان العودة بشكل يومي مع متابعيه وأصدقائه على موقعي تويتر والفيسبوك، وقد أعلن أنه عقد لقاء مفتوحًا عصر أمس مع الشباب المسلمين بمسجد الفرقان في مدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا، حضر اللقاء عشرات الشباب من السعودية ومصر وليبيا والصومال واليمن، وتطرق العودة في حديثه إلى عددٍ من الموضوعات التي تجمع الكلمة وتوحد صفّ المسلمين فتحدث عن الإخاء والعمل والدعوة، مشيرًا إلى أن هذا اللقاء سيتكرر وينتظم بفضل الله تعالى.