عيد القيامة ويسمى عيد الفصح

--------------------------------------------------------------------------------


إبراهيم بن محمد الحقيل


بسم الله الرحمن الرحيم



وهو أهم أعياد النصارى السنوية ويسبقه الصوم الكبير الذي يدوم أربعين يومًا قبل أحد الفصح (1).

ويحتفل به عامة النصارى إلى اليوم في أول أحد بعد كمال الهلال من فصل الربيع في الفترة ما بين (22 مارس و25 إبريل) والكنائس الشرقية الأرثوذكسية تتأخر عن بقية النصارى في الاحتفال به، وهو بشعائره وصيامه وأيامه فصل كامل من السنة النصرانية (2).



----------------------------------------

(1) وهذا العيد يحتفلون في ذكراه بعودة المسيح - عليه السلام - أو قيامته بعد صلبه وهو بعد يومين من موته على حد زعمهم وهو خاتمة شرائع وشعائر متنوعة هي:

أ - بداية الصوم الكبير وهو أربعون يومًا قبل أحد الفصح، ويبدؤون الصوم بأربعاء يسمونه أربعاء الرماد؛ حيث يضعون الرماد على جباه الحاضرين ويرددون (من التراب نبدأ وإليه نعود).

ب ثم بعده خمسون يومًا تنتهي بعيد الخمسين أو العنصرة.

ج أسبوع الآلام وهو آخر أسبوع في فترة الصوم، ويشير إلى الأحداث التي قادت إلى موت عيسى - عليه السلام - وقيامته كما يزعمون.

د أحد السعف وهو يوم الأحد الذي يسبق الفصح، وهو إحياء ذكرى دخول المسيح بيت المقدس ظافرًا.

هـ- خميس العهد أو الصعود ويشير إلى العشاء الأخير للمسيح واعتقاله وسجنه.

و - الجمعة الحزينة وهي السابقة لعيد الفصح وتشير إلى موت المسيح على الصليب؛ حسب زعمهم.

ز سبت النور وهو الذي يسبق عيد الفصح، ويشير إلى موت المسيح، وهو يوم الانتظار وترقب قيام المسيح أحد عيد الفصح. وتنتهي احتفالات عيد الفصح بيوم الصعود أو خميس الصعود؛ حيث تتلى قصة رفع المسيح إلى السماء في كل الكنائس، ولهم فيه احتفالات ومهرجانات باختلاف المذاهب والبلاد النصرانية، ويسمون خميسه وجمعته السابقة له: الخميس الكبير، والجمعة الكبيرة، كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - تعالى- انظر اقتضاء الصراط المستقيم (1/473) وانظر أيضًا الأمر بالاتباع للسيوطي (141). وهو الخميس المقصود برسالة الحافظ الذهبي - رحمه الله - تعالى- (تشبه الخسيس بأهل الخميس)، وهذا الخميس هو آخر يوم صومهم ويسمونه أيضًا خميس المائدة أو عيد المائدة وهو المذكور في سورة المائدة في قوله تعالى-: "قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ تَكُونُ لَنَا عِيداً لِأَوَّلِنَا وَآخِرِنَا وَآيَةً مِنْكَ وَارْزُقْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ" [المائدة: 114].

=وكان لهم من الأعمال الغريبة في هذه الأعياد شيء كثير، ذكره كثير من ا لمؤرخين، فمن ذلك: جمع ورق الشجر وتنقيعه والاغتسال به والاكتحال، وكان أقباط مصر يغتسلون في بعض أيامه في النيل ويزعمون أن في ذلك رقية ونشرة. ويوم الفصح عندهم هو يوم الفطر من صومهم الأكبر، ويزعمون أن المسيح - عليه السلام - قام فيه بعد الصلبوت بثلاثة أيام وخلص آدم من الجحيم، إلى غير ذلك من خرافاتهم. وقد ذكر الذهبي: أن أهل حماة يعطلون فيه أعمالهم لمدة ستة أيام، ويصبغون البيض، ويعملون الكعك، وذكر ألوانًا من الفساد والاختلاط الذي يجري فيه آنذاك، وذكر أن المسلمين يشاركون فيه وأن أعدادهم تفوق أعداد النصارى والعياذ بالله- انظر نخبة الدهر (280) والبدء والتاريخ للمقدسي (4/47).

وذكر ابن الحاج: أنهم يجاهرون بالفواحش والقمار ولا أحد ينكر عليهم. انظر: المدخل (1/390): ولعل هذا ما دفع شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - إلى إنكار ما رآه من المسلمين من تقليد النصارى في أعيادهم وشعائرهم؛ فإنه ذكر شيئًا كثيرًا من ذلك في كتابه القيم الاقتضاء، وكذلك ألف الذهبي رسالته آنفة الذكر.

(2) انظر في هذا العيد أيضًا: تاريخ ابن الوردي (1/80) والكامل (1/125) وتاريخ الطبري (1/735) وتاريخ ابن خلدون (2/147) ومجلة المشرق الكاثوليكية عدد (4)، ص 241-253 والموسوعة العربية العالمية (16/709) والموسوعة العربية الميسرة (2/1247).