عصمة خير الأنام من التلفظ بفحش الكلام

نشيد الأنشاد ، هذا السفر الذى لطالما حير نصارى الشرق ، نصرانى يكتب موضوعاً فى منتداه دفاعاً عن هذا السفر اللادينى ، أجده فى خضم دفاعه الباهت كعادة كل من سبقه إلى هذا الفعل يزج بالإسلام إلى الموضوع ، و يطرح الأحاديث الواردة فيها كلمات: [ امصص بظر اللات ، أعضض بهن أبيك ، أنكتها ] ، و لا أدرى ما دخل الإسلام بالموضوع .

ليعلم هذا النصرانى أن الإعتراض على سفر نشيد الأنشاد ليس كإعتراضه على هذه الألفاظ الواردة فى الأحاديث ، فنخبة علماء اللاهوت الذين قاموا بتحرير دائرة المعارف الكتابية إعترفوا أن من يفسر هذا السفر على أنه قصة رمزية فقد أخطأ .

فالسفر عبارة عن علاقة محبة (أى علاقة جنسية) بين رجل و إمرأة ، لكن لابد من النظر لها نظرة متسامية !

[ دائرة المعارف ، حرف - ن - ، نشيد الأنشاد ]


كما أن اللفظ نفسه - أياً كان - لا عيب فيه ، لكن المشكلة تكمن فى السياق الذى يُستخدم فيه اللفظ ، و النتيجة المترتبة على هذا الإستخدام سواءًا أدت إلى فائدة ، أو إلى شر ، فبعدها يمكننا الحكم أيها نقبل و أيها لا نقبل .

نضرب أمثلة للتوضيح :-

(1) عندما نتكلم مثلاً عن إنسان يعانى من السمنة فى مناطق الأرداف ، نقول : يجب على الشخص الذى يُعانى من السمنة فى منطقة الأرداف بفعل تمارين رياضية مثل كذا و كذا .

لكن عندما يأتى أحدهم ليصف لنا الأرداف فيقول : يا بنت الكريم دوائر فخذيك مثل الحلي (نش 7 : 1) فهذا هو الأسلوب السىء فى إستخدام الكلمات.

- فما الذى يترتب على وصف كهذا ؟!
ليس هناك شك من أن هذا سيثير الغرائز و الشهوات .

(2) عندما يتحدث مُحاضر فى كلية الطب عن سرطان المهبل و خلافه و يسترسل فى الشرح ، هل كلمة مهبل هنا ستثير غرائز أو شهوات ؟ قطعاً لا ، إذ سياق الكلام علمى بحت لا يتطرق إليه أى شهوة .
لكن عندما يأتى أحدهم ليصف لنا مهبل المرأة و الإفرازات المهبلية فيقول : سرتك كاس مدورة لا يعوزها شراب ممزوج (نش 7 : 2) فى سياق غزل لمهبلها فهذا هو الذى من شأنه إثارة الغرائز .

و هذا إعتراف آباء الغرب من أن سرتك كأس مدورة إنما يُقصد به مهبل المرأة :-



فلا مجال للمقارنة بين هذا و ذاك ، فحين تقرأ كلمات دارجة الإستخدام الآن على أنها ألفاظ بذيئة لابد لك أن تنظر للكلمة فى سياقها .

ثم بعد ذلك تسأل نفسك :-

- هل هذه الكلمة فى جملتها هذه تثير الغرائز و الشهوات ؟ بخلاف أصلاً كون الكلمة بذيئة - بحسب فكره - أم غير بذيئة بحسب الحقيقة ؟

و هذا هو ما أدعو إليه القارىء ليطبقه فى الرد على الشبهات القادمة .