تشدق كبيرُهم في بعضِ وسائلِ الإعلامِ ، وكذلك أتباعُه حول حديثِ النبيِّ r : " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ..." ادعوا أن رسولَ اللهِ r أمر بقتالِِ الناسِ جميعًا !!
استندوا علي ادعائهم بما جاء في الصحيحين :
1- صحيح البخاريِ كتاب (الإيمان) باب (فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ) برقم 24 حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُسْنَدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو رَوْحٍ الْحَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ :حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ وَاقِدِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ:" أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ ".
2- صحيح مسلمٍ كتاب (الإيمان) باب (الْأَمْرِ بِقِتَالِ النَّاسِ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ) برقم 30 وَحَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ وَحَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى وَأَحْمَدُ بْنُ عِيسَى قَالَ :أَحْمَدُ حَدَّثَنَا وَقَالَ الآخَرَانِ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ :أخبرني يُونُسُ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ: حَدّثني سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ:" أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فَمَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ عَصَمَ مِنِّى مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلاَّ بِحَقِّهِ وَحِسَابُهُ عَلَى اللَّهِ ".

• الرد على الشبهة

أولاً: إن الشخصيةَ التي تتكلم في الحديثِ لا تهمُنا ؛ فما أكثر الكلاب ، فالكلابُ تنبح والقافلةُ تمر ، وليس بعد الكفرِ ذنب ؛قال اللهُ  : وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلّ نبي عَدُوّاً مّنَ الْمُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبّكَ هَادِياً وَنَصِيرًا(الفرقان31).
وأما عن أتباعه أقول لهم محذرًا: كما أن هناك أئمةً يهدون إلى الخير ،هناك أئمة يدعون إلى النار؛
قال : وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ  ( القصص41) .
فندائي لأتباعِ هذا الدجالِ أن يبحثوا بإنصافٍ حتى لا يهلكوا ؛ كما أهلك اللهُ  الذين من قبلهم؛ قال  عن أتباعِ فرعونَ وهامانَ الذين هم جنودهما وكانوا ينفذون ما يقولون دون تفكرٍ: إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ  (القصص8) .
جاء في تفسيرِ الجلالين : { إِنَّ فِرْعَوْنَ وهامان } وزيره { وَجُنُودَهُمَا كَانُواْ خَاطِئِينَ } من الخطيئةِ أي: عاصين فعوقبوا على يديه. أهـ

ثانيًا: إن ادعاءهم الذي تقول :إن رسولَ اللهِ r أمر بقتالِ الناسِ جميعًا أدعاء كاذب ... يدل على كذبِ أصحابه لماذا ؟
لأنني لما طالعتُ كلَ الروايات لم أجد أنه r أمر بقتالِ الناسِ جميعًا....!
وأتساءل: أين لفظة (جميعًا ) في أي روايةٍ من الرواياتِ ؟!
الجواب :لا توجد قط ، بل توجد في عقولِهم المريضة فقط .....
وبالتالي فهذا دليلٌ على كذبهم وتدليسهم على البسطاء الذين لا يبحثون ... .
إن قيل : من هم الذين يقاتلهم النبيُّ r كما جاء في قولِه ": rأُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ...." ؟
قلتُ : إن فُهِمَ من الحديثِ أنه rيُقاتل كلَّ الناسِ فهذا من الجهل ؛ لأن أصحابَه  من الناسِ ولم يقاتلهم ، ولأن زوجاتَه - رضي اللهُ عنهن - من الناسِ ولم يقاتلهن ؛ ولأن أبناءه  من الناسِ ولم يقاتلهم.. . !
أوضح ما سبق بأسئلة من قولِ اللهِ  :  الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ  (آل عمران173) .
" الذين قال لهم الناسُ" من هم هؤلاء الناس ؟ هل هم كل الناس ؟
الجواب :لا ؛ليسوا كلَ الناسِ ، " قال لهم الناس " أي: نعيم بن مسعود الأشجعي رجلٌ واحدٌ وسماه اللهُ ناس
" إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ " من هم هؤلاء الناس ؟ هل هم كل الناس ؟
الجواب : لا ؛ليسوا كلَ الناسِ ، " إن الناسَ " أبا سفيان وأصحابه " قد جمعوا لكم " الجموع ليستأ صلوكم .
إذًا نعيم بن مسعود الأشجعي ، و أبو سفيان وأصحابه ليسوا كل الناسِ .
وعليه فإن المعنى من قولِه r : " أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ... ". أي: أقاتل طائفةً معينةً من الناسِ.

وهذا ما بيّنه ابنُ حجرٍ في الفتح قائلاً: أَنْ يَكُون مِنْ الْعَامّ الَّذِي أُرِيدَ بِهِ الْخَاصّ ،فَيَكُون الْمُرَاد بِالنَّاسِ فِي قَوْله " أُقَاتِل النَّاس " أَيْ : الْمُشْرِكِينَ مِنْ غَيْر أَهْل الْكِتَاب ، وَيَدُلّ عَلَيْهِ رِوَايَة النَّسَائِيّ بِلَفْظِ " أُمِرْت أَنْ أُقَاتِل الْمُشْرِكِينَ " . فَإِنْ قِيلَ : إِذَا تَمَّ هَذَا فِي أَهْل الْجِزْيَة لَمْ يَتِمّ فِي الْمُعَاهَدِينَ وَلَا فِيمَنْ مَنَعَ الْجِزْيَة ، أُجِيبَ بِأَنَّ الْمُمْتَنِع فِي تَرْك الْمُقَاتَلَة رَفْعهَا لَا تَأْخِيرهَا مُدَّة كَمَا فِي الْهُدْنَة ، وَمُقَاتَلَة مَنْ اِمْتَنَعَ مِنْ أَدَاء الْجِزْيَة بِدَلِيلِ الْآيَة . أهـ
قلتُ: لعله يقصد - رحمه اللهُ - بالآيةِ قولَ اللهِ  : قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ( التوبة29 ).
وعليه فهو r لا يقاتل كل المشركين r ؛ لأن هذا لم يحدث ،ولكن يقاتل أئمةَ الكفرِ منهم الذين يعذبون الصالحين ، ويحاربون دين ربِّ العالمين ، ويكونون عائقًا بينه و بين دعوتِهr لدينِ اللهِ  حتى ينقذ الضعفاء من نارِ الجحيمِ إلى جنةِ النعيمِ....

ثالثًا : بعد أن بيّنتُ- بفضل اللهِ - من هم الناس الذين أشار إليهم النبيُّ r في الحديثِ بقتالِهم ...
يبقى السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا يقاتلهم النبيُّ r؟
قلتُ :إن الجواب على ذلك يكون في تكملةِ الحديثِ " حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّه "ِ.
إذًا لم يقاتلهم إلا بعد دعوتِه rلهم بالحسنى ؛ كي يمتثلوا لأمر اللهِ ، ثم تخيرهم بين الإسلامِ ،والجزيةِ إن كانوا من أهلِ الكتابِ ، ثم القتال ؛ فإن اختاروا القتالَ كان ذلك كُرها للمسلمين ؛ قال  :  كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ  ( البقرة216).
فهوr يقاتل رؤوسَ الكفرِ حتى يُعبد الناسَ لربِّ الناس ، وينقذ أتباعهم من نار جهنم ، وتكلفة ذلك دمائه r ودماء وأشلاء أتباعِه  ....
وعليه فلم يقاتل رءوسَ الكفرِ من أجلِ دنيا يصيبها، مثل: مالٍ ، أو منصبٍ ، أو رئاسةٍ.....
بل يقاتلهم " حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ "
وبالتالي فإن هذا دليل على قمةِ رحمتِه بالمشركين ؛ فهو بذلك rينقذهم من نارِ جهنم بالإسلامِ بعد تخير رءوس الشرك والكفر بالأمور الثلاثة التي أسلفنها ..... فلا شبهة عندنا في ذلك - بفضل الله -.
ثم إنه r لما يقاتل رؤوس الكفر من تلقاءِ نفسِه بل بأمر الله بذلك...
قال ابنُ حجرٍ في الفتحِ: في قَوْلِه : ( أُمِرْت ) أَيْ : أَمَرَنِي اللَّه ؛ لِأَنَّهُ لَا آمِر لِرَسُولِ اللَّهr إِلَّا اللَّه ، وَقِيَاسه فِي الصَّحَابِيّ إِذَا قَالَ أُمِرْت فَالْمَعْنَى أَمَرَنِي رَسُول اللَّه r ،وَلَا يُحْتَمَل أَنْ يُرِيد أَمَرَنِي صَحَابِيّ آخَر لِأَنَّهُمْ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُمْ مُجْتَهِدُونَ لَا يَحْتَجُّونَ بِأَمْر مُجْتَهِد آخَر ، وَإِذَا قَالَهُ التَّابِعِيّ اُحْتُمِلَ . وَالْحَاصِل أَنَّ مَنْ اِشْتَهَرَ بِطَاعَةِ رَئِيس إِذَا قَالَ ذَلِكَ فُهِمَ مِنْهُ أَنَّ الْآمِر لَهُ هُوَ ذَلِكَ الرَّئِيس. أهـ

وعليه فهذا تكليف له من ربِّه ؛ لأن اللهَ  عَلِمَ بعلمِه القديم أنهم لا يؤمنون فأطلع نبيَّهr على ذلك ، وليس هو r من يأمر بقتالِ أئمة الكفر من تلقاء نفسه كما فهم المعترضون ....

رابعًا : إن هناك فارقًا كبيرًا لا يعرفه المعترضون بين كلمتين :الأولى : أقاتل ، والثانية : أقتل .
فمعنى الأولي من القتال : وهو بذل الجهد في صرف العدو عن الإيذاء .
ومعنى الثانية من القتل: ومعناه القضاء على العدو وإبادته ، ولا شك أن الحديث يذكر الكلمة الأولى .

خامسًا :إن الدكتور عبد المهدي عبد القادر ذكر ردً جميلاً في كتابه : (دفع الشبهات عن السنة والرسول ص153- 154 ): إن الحديثَ لا إرهاب فيه ولا تطرف ، وإنما يمنع تطرف القساة واراها بهم الناس أن يسلموا . إنه حديث يمنع القساة أن يحرموا الناس من الدخول في الإسلام . إنه يوفر الحرية الدينية لكل الناس .و هذا الحديث يعالج التطرف من زاوية أخرى ، فهو ينهى المسلم عن العدوان على من نطق بالشهادتين، إنه ينهى عن تكفير الآخرين بأمور باطنة ، ويعترف بالإسلام بناء على الأمور الظاهرة . ولذلك ذكر العلماء هذا الحديث مع حديث أسامة بن زيد قَالَ: بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ r سَرِيَّةً إِلَى الْحُرَقَاتِ فَنَذِرُوا بِنَا فَهَرَبُوا فَأَدْرَكْنَا رَجُلاً فَلَمَّا غَشَيْنَاهُ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فَضَرَبْنَاهُ حَتَّى قَتَلْنَاهُ فَذَكَرْتُهُ للنبيِّ r فَقَالَ: " مَنْ لَكَ بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّمَا قَالَهَا مَخَافَةَ السِّلاَحِ. قَالَ: " أَفَلاَ شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ قَالَهَا أَمْ لاَ مَنْ لَكَ بِلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ". فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى وَدِدْتُ أَنِّى لَمْ أُسْلِمْ إِلاَّ يَوْمَئِذٍ. رواه أبو داود في سننه .
إن حديثَ (أمرت أن أقاتل الناس ) وحديث ( أفلا شققت عن قلبه ) ذكرهما أبو داود وابن ماجة في باب واحد ، مما يدل على أن من أظهر الإسلام ولو بالشهادتين فقط يعامل معاملة المسلم ، ولا يصح أن يتنكر لهذا القدر الذي أظهره ،لا يصح أن نبحث عن السرائر فهي موكولة إلى الله سبحانه ، وإنما الأحكام على الظاهر
إن الحديث يحث على قتال الذين يمنعون وصول دعوة الحق إلى كل الخلق يقاتلون حتى يظهر الحق أمام كل الناس وتتوفر الحرية الدينية لكل البشر .أهـ بتصرف يسير.
قلتُ: إن الدكتور - حفظه اللهُ - يقصد بالبابِ هو باب (عَلَى مَا يُقَاتَلُ الْمُشْرِكُونَ).


سادسًا :إن الكتابَ المقدس بعهديه القديم والجديد يخبرنا عن أمرٍ من اللهِ  بقتالِ الناسِ كما كان من نبيِّنا r كما سيتقدم معنا - أن شاء الله- .
فليت المعترضين يخبرونني: هل قال النبيُّ r يومًا كما قال يسوعُ بحسب ما نسبت إليه الأناجيل في مواضع عدةِ منها:
1- إنجيل لوقا إصحاح 19 عدد 27أَمَّا أَعْدَائِي، أُولئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ أَمْلِكَ عَلَيْهِمْ، فَأْتُوا بِهِمْ إِلَى هُنَا وَاذْبَحُوهُمْ قُدَّامِي »!
2- إنجيل متى إصحاح10عدد34«لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا عَلَى الأَرْضِ. مَا جِئْتُ لأُلْقِيَ سَلاَمًا بَلْ سَيْفًا» !
3- إنجيل لوقا إصحاح 12عدد49يقول يسوع : «جِئْتُ لأُلْقِيَ نَارًا عَلَى الأَرْضِ، فَمَاذَا أُرِيدُ لَوِ اضْطَرَمَتْ» !
وأتساءل: ما هو ضد كلمة ( السلام ) التي ذكرها يسوع ؟
الجواب: الحرب .
يبقى السؤال :كيف كانت الحرب في زمنِ يسوع ؟ هل بالسيف والنار أم بالبنادق والرشاشات ؟
الجواب :كانت بالسيف والنار ....
إذًا كلام يسوع واضح لمن أراد أن يفهم ... وبعد ذلك يعيبون علي نبيِّنا r ؛ لأن اللهَ أمره بقتا ل الأشرار من الناس ، ولا يعيبون على نصوصِ كتبهم التي تقول: إن يسوع يأمر بذبح مخالفيه، وقتالهم بالسيف ، والنار..................!
ويذكر العهدُ القديم لنا كيف أباح الربُّ قتلَ الرجالِ والنساءِ والأطفالِ من ستِ قبائل كاملة مع التدمير الكامل .... و ذلك بحسب ما جاء في سفر التثنية إصحاح 20 عدد: 10«حِينَ تَقْرُبُ مِنْ مَدِينَةٍ لِكَيْ تُحَارِبَهَا اسْتَدْعِهَا إِلَى الصُّلْحِ، 11فَإِنْ أَجَابَتْكَ إِلَى الصُّلْحِ وَفَتَحَتْ لَكَ، فَكُلُّ الشَّعْبِ الْمَوْجُودِ فِيهَا يَكُونُ لَكَ لِلتَّسْخِيرِ وَيُسْتَعْبَدُ لَكَ. 12وَإِنْ لَمْ تُسَالِمْكَ، بَلْ عَمِلَتْ مَعَكَ حَرْبًا، فَحَاصِرْهَا. 13وَإِذَا دَفَعَهَا الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى يَدِكَ فَاضْرِبْ جَمِيعَ ذُكُورِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ. 14وَأَمَّا النِّسَاءُ وَالأَطْفَالُ وَالْبَهَائِمُ وَكُلُّ مَا فِي الْمَدِينَةِ، كُلُّ غَنِيمَتِهَا، فَتَغْتَنِمُهَا لِنَفْسِكَ، وَتَأْكُلُ غَنِيمَةَ أَعْدَائِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ الرَّبُّ إِلهُكَ. 15هكَذَا تَفْعَلُ بِجَمِيعِ الْمُدُنِ الْبَعِيدَةِ مِنْكَ جِدًّا الَّتِي لَيْسَتْ مِنْ مُدُنِ هؤُلاَءِ الأُمَمِ هُنَا. 16وَأَمَّا مُدُنُ هؤُلاَءِ الشُّعُوبِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا فَلاَ تَسْتَبْقِ مِنْهَا نَسَمَةً مَّا، 17بَلْ تُحَرِّمُهَا تَحْرِيمًا: الْحِثِّيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، كَمَا أَمَرَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ، 18لِكَيْ لاَ يُعَلِّمُوكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا حَسَبَ جَمِيعِ أَرْجَاسِهِمِ الَّتِي عَمِلُوا لآلِهَتِهِمْ، فَتُخْطِئُوا إِلَى الرَّبِّ إِلهِكُمْ.
نلاحظ من النصوصِ: تعاليم الرب عند تخييرِ العدو قبل قتاله ،وبعد قتالِه،و كيف وصلت القسوةُ والوحشيةُ فيها إلي منتهاها .... ولنقارن بينها وبين ما قاله نبيُّنا r في وصاياه لأصحابِه  عند لقاء العدو...وذلك في الآتي:
1- صحيح مسلم برقم 3261 عن بريدةَ  قال : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ r إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ أَوْ سَرِيَّةٍ أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللَّهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا ثُمَّ قَالَ :" اغْزُوا بِاسْمِ اللَّهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا وَلَا تَغْدِرُوا وَلَا تَمْثُلُوا وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا وَإِذَا لَقِيتَ عَدُوَّكَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ فَادْعُهُمْ إِلَى ثَلَاثِ خِصَالٍ أَوْ خِلَالٍ فَأَيَّتُهُنَّ مَا أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ فَإِنْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ ثُمَّ ادْعُهُمْ إِلَى التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ إِلَى دَارِ الْمُهَاجِرِينَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ إِنْ فَعَلُوا ذَلِكَ فَلَهُمْ مَا لِلْمُهَاجِرِينَ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُهَاجِرِينَ فَإِنْ أَبَوْا أَنْ يَتَحَوَّلُوا مِنْهَا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّهُمْ يَكُونُونَ كَأَعْرَابِ الْمُسْلِمِينَ يَجْرِي عَلَيْهِمْ حُكْمُ اللَّهِ الَّذِي يَجْرِي عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَكُونُ لَهُمْ فِي الْغَنِيمَةِ وَالْفَيْءِ شَيْءٌ إِلَّا أَنْ يُجَاهِدُوا مَعَ الْمُسْلِمِينَ فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَسَلْهُمْ الْجِزْيَةَ فَإِنْ هُمْ أَجَابُوكَ فَاقْبَلْ مِنْهُمْ وَكُفَّ عَنْهُمْ فَإِنْ هُمْ أَبَوْا فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَقَاتِلْهُمْ وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تَجْعَلَ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ نَبِيِّهِ فَلَا تَجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّةَ اللَّهِ وَلَا ذِمَّةَ نَبِيِّهِ وَلَكِنْ اجْعَلْ لَهُمْ ذِمَّتَكَ وَذِمَّةَ أَصْحَابِكَ فَإِنَّكُمْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَمَكُمْ وَذِمَمَ أَصْحَابِكُمْ أَهْوَنُ مِنْ أَنْ تُخْفِرُوا ذِمَّةَ اللَّهِ وَذِمَّةَ رَسُولِهِ وَإِذَا حَاصَرْتَ أَهْلَ حِصْنٍ فَأَرَادُوكَ أَنْ تُنْزِلَهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ فَلَا تُنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَنْزِلْهُمْ عَلَى حُكْمِكَ فَإِنَّكَ لَا تَدْرِي أَتُصِيبُ حُكْمَ اللَّهِ فِيهِمْ أَمْ لَا ".
2- سنن أبي داود برقم 2247 عن أنسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِr قَالَ:" انْطَلِقُوا بِاسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا تَقْتُلُوا شَيْخًا فَانِيًا وَلَا طِفْلًا وَلَا صَغِيرًا وَلَا امْرَأَةً وَلَا تَغُلُّوا وَضُمُّوا غَنَائِمَكُمْ وَأَصْلِحُوا وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ". تحقيق الألباني : ضعيف ، ضعيف الجامع الصغير ( 1346 ) ، المشكاة ( 3956 ) .
3- صحيح مسلم كِتَاب ( الْجِهَادِ وَالسِّيَرِ ) بَاب ( تَحْرِيمِ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ فِي الْحَرْبِ ) برقم 3280 عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: وُجِدَتْ امْرَأَةٌ مَقْتُولَةً فِي بَعْضِ تِلْكَ الْمَغَازِي ، فَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ r عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ.
4- سنن أبي داود برقم 2295 عَنْ جَدِّهِ رَبَاحِ بْنِ رَبِيعٍ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ r فِي غَزْوَةٍ فَرَأَى النَّاسَ مُجْتَمِعِينَ عَلَى شَيْءٍ فَبَعَثَ رَجُلًا فَقَالَ : انْظُرْ عَلَامَ اجْتَمَعَ هَؤُلَاءِ فَجَاءَ فَقَالَ: عَلَى امْرَأَةٍ قَتِيلٍ فَقَالَ:" مَا كَانَتْ هَذِهِ لِتُقَاتِلَ" قَالَ وَعَلَى الْمُقَدِّمَةِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ فَبَعَثَ رَجُلًا فَقَالَ: قُلْ لِخَالِدٍ: لَا يَقْتُلَنَّ امْرَأَةً وَلَا عَسِيفًا. السلسلة الصحيحة للألباني برقم 701 .
(العسيف) : هو الذي يخدم في الجيشِ ولا يشارك في قتال نهى النبيُّ r عن قتلِه.
5- سنن ابن ماجة برقم 2832 عَنْ حَنْظَلَةَ الْكَاتِبِ قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ r فَمَرَرْنَا عَلَى امْرَأَةٍ مَقْتُولَةٍ قَدْ اجْتَمَعَ عَلَيْهَا النَّاسُ فَأَفْرَجُوا لَهُ فَقَالَ:" مَا كَانَتْ هَذِهِ تُقَاتِلُ فِيمَنْ يُقَاتِلُ" ثُمَّ قَالَ لِرَجُلٍ :انْطَلِقْ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ فَقُلْ لَهُ:" إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ r يَأْمُرُكَ يَقُولُ: لَا تَقْتُلَنَّ ذُرِّيَّةً وَلَا عَسِيفًا ".
نلاحظ أنه r كان ينهى عن قتلِ النساءِ ، والأطفالِ، والشيوخِ ، والرهبان...
وأدعو القارئ أن ينظر بعين الإنصاف إلى ما جاء في الآتي :
1- طردِ وإبادة سبع أمم بأكملها ، وعدم قبولِ العهدِ والصلحِ منهم ....وذلك بحسبِ قولِ الربِّ لموسى  في سفر التثنية إصحاح 7 عدد 1 «مَتَى أَتَى بِكَ الرَّبُّ إِلهُكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنْتَ دَاخِلٌ إِلَيْهَا لِتَمْتَلِكَهَا، وَطَرَدَ شُعُوبًا كَثِيرَةً مِنْ أَمَامِكَ: الْحِثِّيِّينَ وَالْجِرْجَاشِيِّينَ وَالأَمُورِيِّينَ وَالْكَنْعَانِيِّينَ وَالْفِرِزِّيِّينَ وَالْحِوِّيِّينَ وَالْيَبُوسِيِّينَ، سَبْعَ شُعُوبٍ أَكْثَرَ وَأَعْظَمَ مِنْكَ، 2وَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ إِلهُكَ أَمَامَكَ، وَضَرَبْتَهُمْ، فَإِنَّكَ تُحَرِّمُهُمْ.لاَ تَقْطَعْ لَهُمْ عَهْدًا، وَلاَ تُشْفِقْ عَلَيْهِمْ، 3وَلاَ تُصَاهِرْهُمْ. بْنَتَكَ لاَ تُعْطِ لابْنِهِ، وَبِنتْهُ لاَ تَأْخُذْ لابْنِكَ. 4لأَنَّهُ يَرُدُّ ابْنَكَ مِنْ وَرَائِي فَيَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى، فَيَحْمَى غَضَبُ الرَّبِّ عَلَيْكُمْ وَيُهْلِكُكُمْ سَرِيعًا. 5وَلكِنْ هكَذَا تَفْعَلُونَ بِهِمْ: تَهْدِمُونَ مَذَابِحَهُمْ، وَتُكَسِّرُونَ أَنْصَابَهُمْ، وَتُقَطِّعُونَ سَوَارِيَهُمْ، وَتُحْرِقُونَ تَمَاثِيلَهُمْ بِالنَّارِ.
2- داود النبيُّ وقواتُه يقتلون أربعين ألف فارس .... وذلك في سفر صموئيل الثاني إصحاح 10 عدد18وَهَرَبَ أَرَامُ مِنْ أَمَامِ إِسْرَائِيلَ، وَقَتَلَ دَاوُدُ مِنْ أَرَامَ سَبْعَ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ وَأَرْبَعِينَ أَلْفَ فَارِسٍ، وَضَرَبَ شُوبَكَ رَئِيسَ جَيْشِهِ فَمَاتَ هُنَاكَ.
نلاحظ كم قتل داودُ من الناسِ ؟ " َأَرْبَعِينَ أَلْفَ فَارِسٍ " و كم قتل النبيُّ r؟ رجل واحد فقط ؛ قتله بيده هو أبي بن خلف.
3- داود النبيُّ وقواتُه يقتلون يضعون الأعداء تحت المناشير....في سفر صموئيل الثاني إصحاح 12عدد 26وَحَارَبَ يُوآبُ رِبَّةَ بَنِي عَمُّونَ وَأَخَذَ مَدِينَةَ الْمَمْلَكَةِ. 27وَأَرْسَلَ يُوآبُ رُسُلاً إِلَى دَاوُدَ يَقُولُ: «قَدْ حَارَبْتُ رِبَّةَ وَأَخَذْتُ أَيْضًا مَدِينَةَ الْمِيَاهِ. 28فَالآنَ اجْمَعْ بَقِيَّةَ الشَّعْبِ وَانْزِلْ عَلَى الْمَدِينَةِ وَخُذْهَا لِئَلاَّ آخُذَ أَنَا الْمَدِينَةَ فَيُدْعَى بِاسْمِي عَلَيْهَا». 29فَجَمَعَ دَاوُدُ كُلَّ الشَّعْبِ وَذَهَبَ إِلَى رِبَّةَ وَحَارَبَهَا وَأَخَذَهَا. 30وَأَخَذَ تَاجَ مَلِكِهِمْ عَنْ رَأْسِهِ، وَوَزْنُهُ وَزْنَةٌ مِنَ الذَّهَبِ مَعَ حَجَرٍ كَرِيمٍ، وَكَانَ عَلَى رَأْسِ دَاوُدَ. وَأَخْرَجَ غَنِيمَةَ الْمَدِينَةِ كَثِيرَةً جِدًّا. 31وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِي فِيهَا وَوَضَعَهُمْ تَحْتَ مَنَاشِيرَ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسِ حَدِيدٍ وَأَمَرَّهُمْ فِي أَتُونِ الآجُرِّ، وَهكَذَا صَنَعَ بِجَمِيعِ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَجَمِيعُ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ.
وأكتفي بذلك لكي يقرأ من كان له عينان ، وليفهم من كان له عقل ، ولا يردد كلامًا كالببغاواتِ العجمواتِ ، فالحمد لله على نعمة التفكر....
كتبه الشيخ /أكرم حسن مرسي
نقلا عن كتابه رد السهام عن خير الأنام محمد - عليه السلام-
في دفع شبهات المنصرين عن النبي الأمين