*******
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
... خلق الله الخلق لعبادته
وأرسل إليهم الأنبياء والمرسلين
أرسلهم بالحق إلىمختلف الناس والخلق
ليأمرونهم بوحدانية الله وليبلغونهم رسالة الله بأن : لاإله إلا الله لامعبود
ولا رب سواه
فقال جل علاه لخاتم أنبياء ورسل الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)

فالأنبياء والمرسلين كانوا مبشرين ومنذرين
لكافة الإنس والجان على مر القرون والأزمان ليقونهم المورد الوخيم
والعذاب الأليم فى يوم الدين حتى لايأتون على الله محتجين
يقول رب العالمين

(رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ )

*******
وحين حق ظهور دين الله
وحين حق نزول كتاب الله
بعث الله نبيه ورسوله سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم
بعثه سبحانه وتعالى فى مكة أم القرى
فأرسله الله جل علاه برسالة الهدى ودين الحق إلى كافة الناس والخلق
ليكون هو الخاتم لأنبياء ورسل الله
وليكون إستجابة لدعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام خليل الله حين ابتهل إلى الله
وناجاه وقال فى دعاه

(رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ
وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)

فقد بلغ دين الله أجله المعلوم عند الله
وبلغت رسالة الإسلام موعدها المحتوم فى علم الله
فا صطفى سبحانه وتعالىمن خلقه : سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه
وسلم نبيا ورسولا
إصطفاه الله لأداء رسالته
واجتباه الله لينزل عليه كتابه فيكون هو آيته
يقول من له الخلق والأمر

( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ )

فالهدى هو القرآن
ودين الحق هو الإسلام
والرسول هو سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام
****
فرسالته صلى الله عليه وسلم جاءت بعد تعاقب الرسالات
ودينه صلى الله عليه وسلم جاء بعد تدرج الديانات
وهذا الدين وتلك الرسالة
ليس لأمة بعينها ولكنه لجميع الأمم والعالمين منذ أن بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحتى يوم الدين
يقول الله جل سناه لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيرا )
ً

( قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعا )


( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )

(
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فى كتاب الله

( أُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ )
****
فكل من بلغه القرآن
وكل من بلغه دين الإسلام
وكل من بلغه ذكر نبى الله عليه الصلاة والسلام :
فقد بلغه النذير من رب العالمين
****
فجميع الإنس والجان فى أى زمان أو مكان :
مخاطبون بالإيمان ومكلفون بالإسلام
لأن جميع الأمم التى خلقت ويخلقها الله هى أمة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
يقول سبحانه وتعالى جل علاه

( رَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً )

( إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ )

( مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ )

لذا : لا تحسبن
ياأخى الإنسان ويا أيها الجان فى أى زمان كنت أو فى أى مكان
أن يبلغك كتاب الله وذكر نبى الله صلى الله عليه وسلم وتترك فيما أنت فيه لا تؤمر ولا تنهى !
يقول رب العالمين لكافة الخلق أجمعين

( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً )
أحَسبتَ
أن يبلغك دين الله ورسالة خاتم أنبياء ورسل الله وتترك هائما كالأنعام
سائما كالأغنام
ألا تعلم
أن الله برأ البرايا صنوفاً وضروباً وقسمها فرقاً وشعوباً
واختص سبحانه وتعالى منها بنى الإنسان
إختصهم بالألباب والأفهام وفضلهم على الجمادات والأنعام
فخلق لهم : عقول وقلوب وأعين وآذان
يقول العزيز الرحمن
( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا )

( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا )

أنت عبد لله شئت أو شاء غيرك أم لا
لقد ميزك الله بالعقل والبصيرة وأنزل الله إليك كتابه وبعث إليك رسوله:
لتبصر وتتبصر ولتفقه وتتدبر لا لتشرك وتكفر وعلى الله تتكبر
يقول الله جل سناه
( أَيَحْسَبُ الْأِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً )
أمامك كتاب الله
نذير لك ولغيرك ممن خلقوا ويخلقون فى هذه الحياة
تعهد الله جل علاه بحفظه إلى يوم أن نلقاه
وجعله سبحانه وتعالى شرعاً لاينسخ وعقده عقداً لايفسخ وأدامه حقاً لايدحض وقضى له بعز المرافقين وذل الكفار والمنافقين
فقال العزيز الحكيم

( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ )

(لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ )

( صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرَامٍ بَرَرَةٍ )

( قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ )

فياعباد الله أنتم عبيد لله
ياعباد الله لتعوا أن الله جل علاه لم يخلقكم عبثا فى تلك الحياة
لم يخلقكم فى ملكه ترتعون وتنعمون

يقول سبحانه وتعالى
( َمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)

( لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ )

( لِنَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ)

( لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ)

( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)


ويقول مالك الملك والملكوت وصاحب العز والجبروت

( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ),


والسلام عليكم ورحمة الله