بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
كيف يشرف المسلم على نفسه من نافذة اخرى

الذى دفعنى لكتابة هذا المقال الغباء المفحم للنصارى الذين اعتنوا بالعقل غاية الاعتناء لدرجة انهم يطلبون دليل على الدليل .
يقول الدكتور مصطفى محمود فى "رحلتى من الشك الى الايمان" و تقودنا عملية الإدراك إلى إثبات أكيد بأن هناك شيئين في كل لحظة .. الشيء المدرك و النفس المدركة خارجه .
و ما كنا نستطيع إدراك مرور الزمن لولا أن الجزء المدرك فينا يقف على عتبة منفصلة و خارجة عن هذا المرور الزمني المستمر .
و لو كان إدراكنا يقفز مع عقرب الثواني كل لحظة لما استطعنا أن ندرك هذه الثواني أبداً .. و لا نصرم إدراكنا كما تنصرم الثواني بدون أن يلاحظ شيئاً و إنه لقانون معروف إن الحركة لا يمكن رصدها إلا من خارجها .
لا يمكن أن تدرك الحركة و أنت تتحرك معها في الفلك نفسه .. و إنما لا بد لك من عتبة خارجية تقف عليها لترصدها .. و لهذا تأتي عليك لحظة و أنت في أسانسير متحرك لا تستطيع أن تعرف هل هو واقف أم متحرك لأنك أصبحت قطعة واحدة معه في حركته .. لا تستطيع إدراك هذه الحركة إلا إذا نظرت من باب الأسانسير إلى الرصيف الثابت في الخارج
و بالمثل لا يمكنك رصد الشمس و أنت فوقها و لكن يمكنك رصدها من القمر أو الأرض .. كما أنه لا يمكنك رصد الأرض و أنت تسكن عليها و إنما تستطيع رصدها من القمر .
و هكذا دائماً .. لا تستطيع أن تحيط بحالة إلا إذا خرجت خارجها (.......)
و أنت تدرك مرور الزمن لا بد أن تكون ذاتك المدركة خارج الزمن . و هي نتيجة مذهلة تثبت لنا الروح أو الذات المدركة كوجود مستقل متعال على الزمن و متجاوز له و خارج عنه . (رحلتى من الشك الى الايمان – مصطفى محمود ص26 , 37).
يمكن للانسان ان يتخذ التكيف بديلا للاطمئنان , ويعول على تقليد الاباء والاجداد بدلا من البحث عن الحقيقة او على الاقل تحريها ليثبت صحة ما هو فيه او خطأه بالحجة والبرهان لا بالتبرير والتفسير , وعلى اساس ما قاله الدكتور مصطفى محمود و لكى يكون الانسان فى منأى عن كل ما يشوشر على رؤيته للحقيقة ويبتعد عن اختلاط الامور , فلا يرى الحق باطل والباطل حق او يقنن الخداع لنفسه ولغيره لابد ان يبتعد عن نفسه ليراها من نافذة اخرى ليتاكد بانه مقتنع غير مقلد , مطمئن غير متكيف , موضوعى لا متعصب .

والمسلم يتوفر له ذلك بدرجة كبيرة لم تتوفر لاحد اخر تجعله يرى نفسه من العديد من النوافذ تجعله ينفصل تماما عن الذات فيرى نفسه رؤية واضحة بعيدا عن التكيف والتقليد والعصبية التى تشوشر على رؤية الانسان للحقيقة فتجعله يرى الحق باطل والباطل حق وتلبسه اطمئنان زائف .
النافذة الاولى :
فيرى نفسه من نافذة المستشرقين الذين لم ينخلعوا عن المسيحية ولكن انخلعوا عن التحامل على المسلمين والاسلام اوالعصبية لملتهم واهلها وانتهجوا منهج الحق والانصاف فمحمد صلى الله عليه وسلم هو اعظم عظماء التاريخ كما قال مايكل هارت وغيره من مفكري وفلاسفة الغرب والاسلام هو دين الفطرة والسهولة واليسر والتسامح والتكيف مع مختلف الاحوال و الظروف كما قال هبيرد شان حاكم المستعمرات الفرنسية فى افريقيا والكتب السابقة للقرآن لا تساوى اكثر من اية من اياته كما قال مريس بوكاى , ومن ناحية اخرى يرى نفسه اجمالا فى كون الاسلام هو اكثر الاديان انتشارا بين كل الفئات واميزها فئة المشاهير ورجال الدين المسيحى والادباء والفلاسفة والمفكرين من امثال مالكوم اكس ومحمد على كلاى وجارودى وكريم عبد الجبار وعمر الشريف وعبد الاحد داوود او بنجامين كلدانى وغيرهم الكثير والكثير فى الوقت الذى ليس فيه للمسلمين حولا ولا طولا , انتشار بعيدا كل البعد عن القوة و النصب الخداع وتقمص الادوار (كما يحدث فى القنوات التبشرية عندما ياتون بمسيحى حاقد يدعى التنصر بعد الاسلام ولا يمضى الا وقت يسير ليتم اكتشاف كذبه وخداعه) , حتى لا يكون للضالين واذا كان هناك فئة اخرى من المستشرقين تثير الشبهات فان الفئة المنصفة تقر وتؤكد بانصافها تحامل الفئة الاخرى وحقدها على الاسلام والمسلمين و عصبيتها العمياء للمسيحية واهلها .
وبالنسبة للاستشهاد باقوال المستشرقين .
نقول :الانسان لا يمكن ان يلم بكل العلوم اذا الم بعلم لن يلم بالاخر وكل عالم ياتى ليكمل من سبقه والقوانين الطبيعية كذلك ولذلك فلا حرج على الانسان اذا استشهد بكلام العلماء الذين قالوه بعد بحث ودراسة وبغض النظرعن ذلك يمكننى ان اقول ما تمليه عليه فطرتى ثم استشهد بكلامهم حتى اخرج عن العصبية والتحامل واثبت كون هذه الفطرة سليمة فى نفس الوقت الذى كانوا هم فيه ايضا بعيدين تماما لكونهم من العالم الغربى المسيحى فليس لهم مصلحة فى مدح القبيح او ذم الجميل وان كان هناك مصلحة فسوف تصب فى الجانب المسيحى على حساب الاسلام كما ان هذا القول سوف يحسب عليهم وبالتالى لن يقال الا بعد دراسة و بحث وتدقيق واحترام يجبر على قول الحق والانسياق وراء الفطرة.
وسوف نتيقن من ذلك تماما ونعلم ان شهادة المستشرقين للاسلام لا تضاهيها اى شهادة اخرى حتى من المسلمين انفسهم اذا علمنا الغرض الحقيقى من الاستشراق .
"فالاستشراق لم ينفصل عن التبشير بل كان اداة من ادوات التبشير فى بدايته , ثم استغل فى مرحلة لاحقة لتحقيق مطامع الدول الاستعمارية , وقد نزل الكثير من اساقفة الكنيسة الكاثوليكية الى ميدان الاستشراق بقصد التبشير وتدريب المبشرين على العمل فى بلاد الشرق , وكان اول المستشرقين من رهبان الكنيسة الكاثوليكية هو الراهب جربرت الذى اتخب بابا لكنيسة روما عام 999م بعد تعلمه فى معاهد الاندلس , ومن هؤلاء ايضا بطرس المحتوم وجيراردى كريمون .
وقد كان الباعهث الدينى للاستشراق فى بادىء الامر هو عرقلة تيار التحول من المسيحية الى الاسلام , خاصة بعد انتشار الاسلام من حدود الصين شرقا الى اقصى حدود الاندلس غربا , ومن قلب افريقيا جنوبا الى سواحل البحر الابيض المتوسط شمالا , ومن سقوط القسطنطينية عام 1453 م على ايدى الاتراك المسلمين مما هز العالم الغربى هزة عنيفة .
ثم تطور باعثهم فيما بعد الى محاولة تشكيك المسلمين فى عقيدتهم , وقد حرص اغلب المستشرقين فى الدرسات التى قاموا بها على تحقيق هذا الهدف التبشيرى , اذ صوروا الاسلام فى صورة الدين الجامد الذى لا يصلح للتطور .
ورغم استعمال هؤلاء المستشرقين اقنعة براقة وشعارات زائفة فى الوصول الى غايتهم المنشودة , الاى ان بعضهم لم يستطيع اخفاء ما تطفح به قلوبهم من حقد على الاسلام ونبيه , فتمادوا فى كذبهم وافترائهم الى الحد بالقول ان النبى والقرآن هما سبب انحطاط المسلمين" .(عن كتاب افتراءات واباطيل للمستشار على عبد اللاه طنطاوى رئيس محكمة القيم السابق رحمه الله تعالى) .
وهذا يجرنى الى سؤال , لماذا قال هؤلاء المستشرقين فى القرآن ذلك ولماذ لا تلتصق رسمية النقض (اى من المجامع البحثية الكبرى كدائرة المعارف البريطانية ودائرة المعارف الامريكية والندوات العلمية ) الا بالكتاب المقدس ؟"
لو تفحصنا الكتاب المقدس نجد به العديد من الاخطاء بشهادة العقل و الواقع والكتاب المقدس نفسه ولقد اعترف علماء النصرانية بهذه الاخطاء عندما اقروا بأن الإلهام لم يكن مصاحباً للإنجيليين حال كل كتابة كتبوها، يقول هورن: " إذا قيل إن الكتب المقدسة أوحي بها من عند الله لا يراد أن كل الألفاظ والعبارات من إلهام الله... ولا يتخيل أنهم كانوا يلهمون في كل أمر يبينونه، وفي كل حكم كانوا يحكمون به ".
وتقول دائرة المعارف البريطانية: " وقع النزاع في أن كل قول مندرج في الكتب المقدسة هل هو إلهامي أم لا ؟ وكذا كل حال من الحالات المندرجة فيها، فقال جيروم وكثيرون : ليس كل قول إلهامي... الذين قالوا: إن كل قول إلهامي لا يقدرون أن يثبتوا دعواهم بسهولة ".
وهذا القول يطالب قائلوه بتعيين المواضع غير الإلهامية وإقامة الدليل على خصوصها بعدم الإلهام أو إقامة الدليل على خصوص المواضع التي يقولون بإلهاميتها، وإذا لم يتم ذلك وجب التوقف في شأن الكتب المقدسة، إذ فيها ما هو عمل بشري لا يجوز اعتباره مصدراً دينياً.
وقليلون من المسيحين هم الذين يعترفون بالحقيقة ، ومنهم محررو مجلة " الحقيقة المجردة ( الناصعة ) " النصرانية والتي يقول عدد يوليو 1975م منها: " هناك ادعاءات كثيرة لتناقضات في الكتاب المقدس لم يستطع العلماء حلها حتى الآن، وفيها ما يسر كل كافر ملحد، فهناك بعض الصعوبات النصية التي ما زال العلماء يتصارعون معها إلى يومنا هذا، ولا ينكر هذه الحقيقة إلا من كان جاهلاً بالكتاب المقدس ".
ومثلهم يقول مفسرو الترجمة المسكونية للتوراة عن الأناجيل بأنها " صورة لأدب غير مترابط، مفتقر هيكله إلى حسن التتابع... يبدو أن ما فيه من تضاد غير قابل للتذليل
ونشرت مجلة تايم في عددها الصادر في اكتوبر 1986 مقالاً عن ندوة دولية حضرها 120 عالماً نصرانياً درسوا صحة الأقوال المنسوبة للمسيح في الأناجيل الأربعة ، فوجدوا أنه لا يصح منها سوى 148 قولاً من بين 758 قولاً منسوباً إليه.
وذكر كتاب " الأناجيل الخمسة " الذي أصدرته ندوة يسوع عام 1993م أن 18% فقط من الأقوال التي تنسبها الأناجيل ليسوع ربما يكون قد نطق بها فعلاً.
وفي ندوة 1995 قرروا أن رواية ميلاد يسوع غير حقيقية سوى ما يتعلق باسم أمه، ومثله قصة آلام المسيح ومحاكمته.
كما انه كان هناك العديد من الاناجيل كإنجيل بطرس واندرياه ويعقوب وميتاه ( متى ) وإنجيل المصريين لمرقس وبرنابا، وعددت دائرة المعارف الأمريكية أسماء ستة وعشرين إنجيلاً لا تعترف بهم الكنيسة رغم نسبتهم إلى المسيح وكبار حوارييه.
وقد كانت بعض هذه الكتابات والأناجيل متداولة لدى عدد من الفرق المسيحية القديمة، وظلت متداولة إلى القرن الرابع الميلادي.
وفي مجمع نيقية 325م أمرت الكنيسة باعتماد الأناجيل الأربعة ورفض ما سواها، من غير أن تقدم مبرراً لرفض تلك الأناجيل سوى مخالفتها لما تم الاتفاق عليه في المجمع، وفي ذلك يقول العالم الألماني تولستوي في مقدمة إنجيله الخاص الذي وضع فيه ما يعتقد صحته: " لا ندري السر في اختيار الكنيسة هذا العدد من الكتب وتفضيلها إياه على غيره، واعتباره مقدساً منزلاً دون سواه مع كون جميع الأشخاص الذين كتبوها في نظرها رجال قديسون ... ويا ليت الكنيسة عند اختيارها لتلك الكتب أوضحت للناس هذا التفضيل...إن الكنيسة أخطأت خطأ لا يغتفر في اختيارها بعض الكتب ورفضها الأخرى واجتهادها.. ".
وأمرت الكنيسة بحرق جميع هذه الأناجيل لما فيها من مخالفات للعقيدة الكنسية، وصدر قرار من الإمبراطور بقتل كل من عنده نسخة من هذه الكتب.
ولو تركنا الكتاب المقدس وتكلمنا عن مخطوطاته :
نجدها جميعاً ليست من خط كاتبها أو ليس منها شيء كتب في وجوده، بل إن أولها كتب بعد وفاة كُتاب الأناجيل بما لا يقل عن قرنين من الزمان.
ولا يستطيع النصارى أن يثبتوا سنداً لهذه المخطوطات إلى كتبتها، واعترف بذلك القسيس فرنج فقال معتذراً: " إن سبب فقدان السند عندنا وقوع المصائب والفتن على المسيحيين إلى مدة ثلاثمائة وثلاث عشرة سنة "، ويعتبره رحمة الله الهندي تفسيراً مقبولاً لا يقيلهم من إحضار سند هذه الكتب، فمثل هذه المسائل لا تقبل من طريق الظن والتخمين.
وهذه المخطوطات وغيرها التي يتحدث النصارى عن كثرتها لا يتفق منها مخطوطان، فقد تعرضت جميعها للزيادة والنقصان حسب أهواء النساخ، وهو ما يعترف به النصارى ومنهم سويجارت الذي يحاول التقليل من أهمية هذه الاختلافات فيقول : " المبادئ العلمية تخبرنا أنه فيما يختص بكتب العهود القديمة إذا توفر لدينا عشر نسخ منها، فإننا لا نحتاج بالضرورة إلى الأصل لنضمن تحققنا من النسخة الأصلية، وعندما نفكر أن لدينا أربعة وعشرين ألف نسخة، وأن بعض الاختلافات موجودة فيما بين هذه النسخ، وهذا ما نعترف به، فالمهم أن جوهر النص لم يتغير".
لكن الدكتور روبرت في كتابه " حقيقة الكتاب المقدس " يرد ذلك ويخالفه، وكان روبرت قد أعد لمطبعة
" تسفنجلي " مذكرة علمية تطبع مع الكتاب المقدس، ثم منع من طبعها، ولما سئل عن السبب في منعها قال : " إن هذه المذكرة ستفقد الشعب إيمانه بهذا الكتاب ".
يقول د. روبرت : " لا يوجد كتاب على الإطلاق به من التغييرات والأخطاء والتحريفات مثل ما في الكتاب المقدس "، وينقل روبرت أن آباء الكنيسة يعترفون بوقوع التحريف عن عمد، وأن الخلاف بينهم محصور فيمن قام بهذا التحريف.
ويقول كينرايم : إن علماء الدين اليوم على اتفاق واحد يقضي بأن الكتاب المقدس وصل إلينا منه أجزاء ضئيلة جداً فقط هي التي لم يتم تحريفها.
ويقول الدكتور روبرت : " لن يدعي أحداً أبداً : أن الله هو مؤلف كل أجزاء هذا الكتاب قد أوحى إلى الكتبة هذه التحريفات ".
يقول موريس نورن في " دائرة المعارف البريطانية " : " إن أقدم نسخة من الأناجيل الرسمية الحالية كتب في القرن الخامس بعد المسيح، أما الزمان الممتد بين الحواريين والقرن الخامس فلم يخلف لنا نسخة من هذه الأناجيل الأربعة الرسمية، وفضلاً عن استحداثها وقرب عهد وجودها منا، فقد حرفت هي نفسها تحريفاً ذا بال، خصوصاً منها إنجيل مرقس وإنجيل يوحنا".
وعن إنجيل مرقس، يتحدث مفسره دنيس نينهام، فيقول : " لقد وقعت تغييرات تعذر اجتنابها، وهذه حدثت بقصد أو بدون قصد، ومن بين مئات المخطوطات لإنجيل مرقس، والتي لا تزال باقية حتى اليوم لا نجد نسختان تتفقان تماماً، وأما رسائل بولس فلها ستة قراءات مختلفة تماماً".
ويقول: " ليس لدينا أي مخطوطات يدوية يمكن مطابقتها مع الآخرين "، ويستعين بما ذكره القس شورر عن مخطوطات الأناجيل، وأن بها 50000 اختلاف، فيما قال كريسباخ بأنها 150000 اختلاف، وتؤكد ذلك دائرة المعارف البريطانية بقولها: " إن مقتبسات آباء الكنيسة من العهد الجديد والتي تغطي كله تقريباً تظهر أكثر من مائة وخمسين ألف من الاختلافات بين النصوص".
وممن اعترف بكثرة هذه الاختلافات العالم ميل، وذكر بأنها ثلاثون ألفاً، ووافقه في عددها القس باركر البروتستانتي، وأوصل هذه الاختلافات العلامة وتيس تين إلى أزيد من ألف ألف.
ويقول شميت: "لا توجد صفحة واحدة من الأناجيل العديدة التي لا تحتوي نصها الأقدم على اختلافات عديدة".
ويحاول النصارى تبرير هذه الاختلافات الكثيرة بين المخطوطات فيقول صاحب كتاب "مرشد الطالبين" : " لا تعجب من وجود اختلافات في نسخ الكتب المقدسة، لأن قبل ظهور صناعة الطبع في القرن الخامس عشر من الميلاد كانت تنسخ بالخط، فكان بعض النساخ جاهلاً وبعضهم غافلاً وساهياً ".
وهذا الكلام صحيح، لكنه يمثل نصف الحقيقة فحسب، إذ هو يغفل وقوع التحريف المتعمد من قبل النساخ، وهو ما أقر به المدخل الفرنسي للعهد الجديد، فقد جاء فيه: " إن نسخ العهد الجديد التي وصلت إلينا ليست كلها واحدة. بل يمكن المرء أن يرى فيها فوارق مختلفة الأهمية.. هناك فوارق أخرى بين الكتب الخط تتناول معنى فقرات برمتها واكتشاف مصدر هذه الفوارق ليس بالأمر العسير.
فإن نص العهد الجديد قد نسخ طوال قرون كثيرة بيد نساخ صلاحهم للعمل متفاوت، وما من واحد منهم معصوم من مختلف الأخطاء... يضاف إلى ذلك أن بعض النساخ حاولوا أحياناً عن حسن نية أن يصوبوا ما جاء في مثالهم، وبدا لهم أنه يحتوي أخطاء واضحة أو قلة دقة في التعبير اللاهوتي، وهكذا أدخلوا إلى النص قراءات جديدة تكاد تكون كلها خطأ.
ثم يمكن أن يضاف إلى ذلك كله أن الاستعمال لكثير من الفقرات من العهد الجديد في أثناء إقامة شعائر العبادة أدى أحياناً إلى إدخال زخارف غايتها تجميل الطقس أو إلى التوفيق بين نصوص مختلفة ساعدت على التلاوة بصوت عال.
ومن الواضح أن ما أدخله النساخ من التبديل على مرِّ القرون تراكم بعضه على بعضه الآخر، فكان النص الذي وصل آخر الأمر إلى عهد الطباعة مُثقلاً بمختلف ألوان التبديل.. والمثال الأعلى الذي يهدف إليه علم نقد النصوص هو أن يمحص هذه الوثائق المختلفة، لكي يقيم نصاً يكون أقرب ما يمكن من الأصل الأول، ولا يمكن في حال من الأحوال الوصول إلى الأصل نفسه".
ويؤكد هذا كله جورج كيرد رئيس الجمعية الكندية لدراسة الكتاب المقدس بقوله : " كان يحفظ النص في مخطوطات نسختها أيدي مجهدة لكتبة كثيرين، ويوجد اليوم من هذه المخطوطات 4700 ما بين قصاصات من ورق إلى مخطوطات كاملة على رقائق من الجلد أو القماش.
إن نصوص جميع هذه المخطوطات تختلف اختلافاً كبيراً، ولا يمكننا الاعتماد بأن أياً منها قد نجا من الخطأ.. إن أغلب النسخ الموجودة من جميع الأحجام قد تعرضت لتغييرات أخرى على يد المصححين الذين لم يكن عملهم دائماً إعادة القراءة الصحيحة ".
ولو تركنا مخطوطات الكتاب المقدس وتكلمنا عن الاناجيل وكتابتها و كتبتها .
يقول أ. كولمان في كتابه العهد الجديد : بقي الإنجيل طيلة ثلاثين أو أربعين عاما في شكله الشفهي فقط على شكل أقوال وروايات منعزلة وقد نسج المبشرون كل على طريقته وبحسب شخصيته الخاصة واهتماماته اللاهوتية الخاصة ، الروابط بين هذه الروايات ، أي أن إطار الأناجيل أدبي الطابع وليس له أساس تاريخي ويؤكد ذلك القمص ميخائيل مينا في كتابه علم اللاهوت قائلا: لسنا نوضح خافيا إذا قلنا أن الكنيسة لبثت مدة طويلة بلا أسفار محررة بوحي إلهي فهي ولا ريب كانت في هذه الفترة تسير بحسب التعليمات التي تسلمتها شفويا من الرسل. وهو نفس رأي الكنيسة البروتستانتية الذي يقول: وقبل تدوين الإنجيل كتابة كان الإنجيل الشفهي ، أي نقل البشري شفهيا على لسان الرسل وتلاميذهم (تفسر انجيل مرقص : ويليم باركى ص14).
وتؤكد ذلك مقدمة الترجمة المسكونية للعهد الجديد ، فتقول: وبهذا جمع المبشرون وحرروا كل حسب وجهة نظره الخاصة ، ما أعطاهم إياه التراث الشفهي.
إذاً من المتفق عليه كما رأينا أن أقوال المسيح وأخبار الأحداث التي مر بها تناقلت شفاهة معتمدة على الذاكرة فقط لمدة طويلة كما يصفها القمص ميخائيل مينا وبفترة من ثلاثين إلى أربعين عاما كما يحددها أ. كولمان.
ويقرر وليم باركلي أستاذ العهد الجديد بجامعة جلاسكو أن انجيل مرقس هو أقدم الأناجيل المكتوبة ويحدد تاريخ تحريره بالعام 65م[تفسر انجيل مرقص : ويليم باركى ص14[.
. ويذكر ليون موريس فى تفسيره لإنجيل لوقا أن معظم الكتاب يقرون أن إنجيل مرقس هو أول البشائر الأربع ويعتقدون أن الأولوية لهذا الإنجيل[التفسير الحديث لانجيل لوقا – ليون موريس ص46] ، ويؤكد ذلك الرهبان اليسوعيون حيث يذكرون أن تاريخ كتاب إنجيل مرقس كانت ما بين عام (65:70م)[تفسير الرهبان اليسوعيون – الجدول التاريخى ص31]
ويقول العقاد: إن الترتيب المفضل عند المؤرخين أن إنجيل مرقس هو أقدم الأناجيل ثم يليه إنجيل متي ثم إنجيل لوقا ثم إنجيل يوحنا[عبقرية المسيح - العقاد].
ويحدد د.أ. نينهام تاريخ كتابة إنجيل مرقس بالعام الخامس والستين أو السادس والستين الميلادي[10]. وحيث أن المسيح قد توفاه الله عن ثلاثة وثلاثين عاما فتكون الفترة بين وفاة المسيح وتحرير أول انجيل وهو مرقس تبلغ اثنين وثلاثين عاما على الأقل.
نخلص من هذه الشهادات السابقة أنه قد اعتمد على الذاكرة وحدها لمدة اثنين وثلاثين عاما (32 عاما) على الأقل لحفظ أقوال وسيرة السيد المسيح.
ويقول ول ديورانت: لا يسع الإنسان إلا أن يشك فى تفاصيل الأحداث التي تناقلها الناس مشافهة ثم دونوها بعد وقوعها بزمن طويل[قصة الحضارة - ول ديورانت].
حاملوا الإنجيل الشفهي:
من المؤكد أن تلاميذ المسيح الاتثى عشر الذين سمعوا أقوال المسيح مباشرة وعايشوا الأحداث التي مر بها ، هم ناقلي التراث الشفهي أو الإنجيل الشفهي للآخرين.
ونتساءل هل كان كل هؤلاء التلاميذ على مستوى تلك المسئولية من قوة الفهم وثبات الإيمان والإخلاص لمعلمهم وتعاليمه؟
إن الأناجيل تروى لنا أن السيد المسيح كان دائم التوبيخ لهؤلاء التلاميذ لسوء فهمهم وقلة إدراكهم وضعف إيمانهم وتشككهم الدائم فيه ، رغم أنهم أقرب الناس إليه. ]تأملات في الأناجيل والعقيدة – الدكتور بهاء النحال من ص4 الى ص 9 [.
يقول إنجيل مرقس: "فقال لهم المسيح أفأنتم أيضا هكذا غير فاهمين"
صح7: 18 فى إصحاح آخر (فقال لهم كيف لا تفهمون)
صح 8 : 21 وفى إصحاح ثالث "لأنهم لم يفهموا إذ كانت قلوبهم غليظة" صح 6 : 52
كذلك يخبرنا إنجيل متي أن المسيح قال لتلاميذه "أحتى الآن لا تفهمون" صح 16 : 8 وفى إصحاح آخر "فقال يسوع هل أنتم ايضا حتى الآن غير فاهمين" صح 15 : 16 كما يخبرنا انجيل لوقا ما يؤكد ما سبق "وأما هم فلم يفهموا من ذلك شيئا" لوقا 18 : 34.
وعندما تكلم عن ايليا النبي[12] فهم التلاميذ خطأ أن يوحنا المعمدان[13] هو ايليا وقد عاد ثانية إلى الأرض "حينئذ فهم التلاميذ أنه قال لهم عن يوحنا المعمدان" متي 17 : 11 على الرغم أن يوحنا المعمدان أعلنها صريحة فى بداية رسالته (لست المسيح ولا إيليا ولا النبي) انجيل يوحنا : 2.
كذلك كان سوء فهمهم لملكوت السموات الذي كان يبشر بقدومه السيد المسيح ، فرغم بلوغ دعوة المسيح ختامها فقد أدرك التلاميذ خطأ أن المسيح سيأتي بملكوت أرضي وبدولة بني اسرائيل وقد أملوا فى أن يبوأوا عروشا فى هذا الملكوت القادم[اهداف المسيح وتلاميذه – هرمان رايماروس] ونتج عن هذا التوبيخ المستمر لتلاميذه خوف هؤلاء التلاميذ من سؤال السيد المسيح واستيضاح ما لم يدركوه بعقولهم "وأما هم فلم يفهموا القول وخافوا أن يسألوه" مرقس 9 : 32 وقد بلغ هذا التوبيخ الذروة فى قول المسيح "ألا تشعرون بعد ولا تفهمون ، أحتي الآن قلوبكم غليظة ، ألكم أعين ولا تبصرون ولكم آذان ولا تسمعون ولا تذكرون" مرقس 8 : 17.
أما عن إيمان هؤلاء التلاميذ فدعنا نستعرض أقوال المسيح عن ذلك ، يقول إنجيل متي (ثم تقدم التلاميذ إلى يسوع على انفراد وقالوا لماذا لم نقدر نحن أن نخرجه – شيطان فى جسد غلام – فال لهم يسوع لعدم إيمانكم) 17 : 19.
وفى مناسبة أخرى "فقال لهم ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان" متي 16 : 8 ووبخ المسيح تلاميذه قائلا "أيها الجيل غير المؤمن الملتوى ، إلى متى أكون معكم ، إلى متى احتملكم" متى 17 : 14 وكذلك (كيف لا إيمان لكم) مرقس صح 4 : 40 كما أن المسيح انتهر بطرس أحد هؤلاء التلاميذ قائلا له (اذهب عني يا شيطان لأنك لا تهتم بما لله لكن بما للناس) مرقس 8: 33.
ووبخه قائلا (يا قليل الإيمان لماذا شككت) متى 14: 31 وتذكر الأناجيل أن هذا البطرس قد تنكر لمعلمه السيد المسيح وأنكر معرفته ثلاث مرات. (فتفرست فيه وقالت وهذا كان معه فأنكره قائلا لست أعرفه يا امرأة) لوقا 22 : 56-57 وفى الليلة التي أراد فيها اليهود القاء القبض على المسيح وكان الحزن والاكتئاب والخوف يسيطرون عليه ، لم يشاركه التلاميذ أحزانه ولم يخففوا من حالته النفسية ، بل تركوه وحيدا يصلي داعيا الله أن يعبر به تلك الأزمة وينقذه من أيدي أعدائه ، وراحوا هم فى سبات عميق (ثم جاء إلي التلاميذ فوجدهم نياما فقال لبطرس أهكذا ما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة) متى 26 : 40 ورغم هذا التنبيه والتوبيخ لم يعروه التفاتا واستمروا فى نومهم (ثم جاء فوجدهم أيضا نياما) متى 26 : 43.
وعندما أقبل اليهود والجنود الرومانيون للإمساك بالمسيح (حينئذ تركه التلاميذ كلهم وهربوا) متى 46 : 56 حتى أن أحد التلاميذ عندما أمسكه الجنود من ردائه تركه لهم وهرب عاريا (فتركه الجميع وهربوا وتبعه شاب لابسا ازارا على عريه فأمسكه الشبان فترك الإزار وهرب منهم عريانا) مرقس 14 : 50.
هكذا تخلى التلاميذ عن معلمهم وفروا مذعورين كل يحاول النجاة بنفسه فصدق فيهم قوله:
(لماذا تفكرون فى أنفسكم يا قليلى الإيمان) متى 16 : 8.
وبالطبع لا أحد ينسى خيانة يهوذا الأسخريوطي أحد هؤلاء التلاميذ للمسيح مقابل القليل من الفضة (حينئذ ذهب واحد من الاثني عشر الذي يدعى يهوذا الاسخريوطي الى رؤساء الكهنة وقال ماذا تريدون أن تعطوني وأنا أسلمه إليكم: فجعلوا له ثلاثين من الفضة) متى 26 : 14 – 15.
إذا كان تلاميذ المسيح الاثني عشر هم حاملي التراث أو الإنجيل الشفهي ، فهكذا كان فهمهم وهكذا كان إيمانهم.
ننتقل إلى عامل آخر من العوامل التي أثرت على هذا التراث الشفهي سلبيا ألا وهو اضظهاد التلاميذ ومطاردتهم من قبل اليهود والرومان.فلا ريب ان تعرض التلاميذ والمسيحيين الأوائل الى السجن والتعذيب قد اثر على الذاكرة كما وكيفا.ان الاعتماد على الذاكرة وحدها لمدة 32عاما على الأقل فى حفظ الإنجيل الشفهي بالإضافة الى سوء فهم التلاميذ و ضعف إيمانهم والاضطهاد وعدم الاستقرار وتدخل وجهات النظر المختلفة لكتاب الاناجيل كل دلك تضافر ليؤدى الى وجود متناقضات فى نصوص الاناجيل وامور غير معقولة ودعاوى معاكسة لامور تم التحقق منها.ويؤكد وجود المتناقضات القمص ميخائيل مينا وينسب اليها تعدد المداهب المسيحيه. ]تأملات في الأناجيل والعقيدة – الدكتور بهاء النحال [.
يقول الدكتور حسين كفافى : كانت اساليب اضطهاد اليهود للمسيحين تتمثل فى ثلاثة اساليب :
اولا : الاسلوب المباشر بالتعذيب والانتقام .
ثانيا : اسلوب الوشاية لدى السلطات الرومانية لخلق الوقيعة بينهم وبين المسيحين .
ثالثا : اسلوب الخداع لتحريف الفكر السليم .
وتمثلت فى محاولات دؤوبة لتحريف الاناجيل وخلق المذاهب المغرضة العديدة حتى تضرب من الداخل بعضها البعض بالنزاع والتشاجر بين اتباعها حيث اخذ اليهود يشككون فى اقوال الرسل ويؤكدون على نقاط الاختلاف فى اقوال الدعاة والتلاميذ والحواريون وتعميقها لخلق عوامل الفرقة وتاكيد عوامل الخلاف فتحدث عرقلة للدعوة والكرازة العالمية مثلما حدث فى صدر الاسلام عندما وضعوا بذور التشيح مما ادى الى خروج العديد من النحل والمذاهب التى تخرج عن الاسلام بدرجات متفاوته مثل البهائية والقاديانية والعلوية والاثنى عشرية وايضا مذاهب جديدة لتكفير المسلمين وبعد ذلك استطاع اليهود ان يزيدوا الفرقة المسيحية بخلق مذاهب غريبة مثل شهود يهوه والسبتين .. والماسونية والالحاد . ]المسيحية والاسلام فى مصر – الدكتور حسين كفافى ص 26 , 37 , 38 مكتبة الاسرة [
ومما هو جدير بالذكر أن المسيحيين فى القرن الأول الميلادي تداولوا عشرات النسخ من الأناجيل ثم اعتمد آباء الكنيسة أربع نسخ منها فقط وذلك فى مجمع هيبو عهام 393م وفى مجمع قرطاجنة عام 397م وتم استبعاد ورفض أى أناجيل أخرى ، ويتساءل فولتير[قصة الحضارة - ول ديورانت] فى مقال بعنوان المتناقضات: من خول الكنيسة سلطة الحكم بأن أربعة فقط من الخمسين إنجيلا التي دونت فى القرن الأول هى وحدها – أى الأربعة المعتمدة – موحي بها من عند الله؟
(من الأناجيل المستبعدة: إنجيل بطرس – إنجيل اندراوس – إنجيل فيلبس – إنجيل برتولماوس – إنجيل توما – إنجيل يعقوب – إنجيل ماتياس – إنجيل المصريين –– إنجيل برنابا – انجيل العبريين – انجيل نيقوديموس – انجيل الطفولة[combridge Encyclopedia page 511 [.. . إلخ.
ملحوظة:
ذكرنا هنا أن السيد المسيح قد عاش ثلاثة وثلاثين عاما وهذا العمر طبقا لما جاء فى إنجيل يوحنا ، ولكن إجماع متى ومرقس على أن دعوة المسيح استغرقت عاما فقط يؤدي إلى أن عمر المسيح كان واحد وثلاثين عاما[Encyclopedia judaica vol 6 page 10].
ويمكننا ان نجيب الان عن السؤال السابق .
ليس هناك سبب الا الانسجام النفسى والروحى بين القرآن وبين البشر الذى يستدل بكلامهم عليه وما اودع فى القرآن من مواهب الاخذ بالالباب و الاعجاز الذى يشمل خرق حاجز الزمان والنفس واسرار العلم واللغة والبلاغة والعكس صحيح بالنسبة للبشر والكتاب المقدس مما جعله دائم النقد من مددقى ومفكرى وعلماء المسيحية وبالتالى لا يمكن ان يكون كتاب الهى .
فالقرآن ليس فيه اخطاء وان كان هناك من ينادى بذلك فهم من فرق المتحاملين الحاقدين على الاسلام الذين لا يعلمون شىء عن الاسلام او القرآن ولم ينخلعوا عن الاغراض وهذه الصيحات ذاتها تثبت صحة القرآن وانسجام اياته مع القوانين الطبيعية الحديثة لانه اذا كان هناك من ينادى بوجود اخطاء فى القرآن وهناك من يتربص به الدوائر فى نفس الوقت الذى فيه الانتشار كاسح للاسلام فى جميع انحاء العالم حتى بين الاعداء والمتربصين سوف نعلم ان ما نقلناه عن المستشرقين المنصفين واستشهدنا به سليما مئة فى المئة ولا يحتاز الى المزايدة فالانسجام كامل بين القرآن والنفس البشرية .
والبداهة العقلية تحتتم ذلك .
فمعتنق الاسلام وخصوصا من المسيحية مرت عليه هذه الشبهات وتعرض لضغط من ينادى بها الشىء الذى سوف يجعله يدقق اكثر واكثر ويفكر ويعيد التفكير مئات المرات ويراجع نفسه مرة تلو اخرى ولن يدخل فى الاسلام الا بعد التيقن بخلوا القرآن من اى اخطاء وتغايره عن اى كتاب اخر وبالطبع هذا البحث مصحوب بقارنة بين القرآن والكتاب المقدس تجعل هناك علاقة عكسية بينهما بالنسبة للباحث فى قدر الخطأ والصواب والانسجام مع العقل والروح او عدمه والباحث المتحرى عن الحقيقة له نظرة مختلفة عن اى احد اخر فهو لن يثق الا فى عقله وفطرته ومرجعه فقط الثوابت الفطرية والعقلية والانسانية لكون كل شىء قابل للتشوه ويأكده حدوث الفساد للعقائد السابقة كما حدث لمن كان مع نوح على متن السفينة ورجوعهم الى عبادة الاصنام مرة اخرى بعد ان كانو مؤمنين والتشوه اقل من الفساد فيكون احتمال حدوثه اكبر.
كما ان معظم المعتنقين للاسلام من العالم الغربى اكثرهم من فئة المفكرين والادباء و المثقفين .
وبذلك يكون كل معتنق للاسلام شاهد على صحة واعجاز كل اية فى القرآن و انسجام الروح والعقل والفطرة مع الاسلام وكتابه الالهى .
فى نفس الوقت الذى يشهد فيه على اخطاء الكتاب المقدس وبعده عن النفس والروح والعقل والفطرة .
فهل هناك اثباتات وشواهد اكثر من ذلك .
وهكذا الاسلام دائما يصهر الجميع فى بوتقته ويرغم الجميع على توقيره و احترامه بل واعتناقه فانتشر بين المغول والترك بعد قهرهم للعرب والمسلمين , و انتشر بين الصلبيين الذين جاءوا لمحوه والقضاء عليه فاذا بهم يدخلون فيه ويحربون فى صفوفه وفى ذلك يقول توماس ارنولد "لقد اجتذبت الدعوة المحمدية الى احضانها من الصلبيين عددا مذكورا , ولم يقتصر ذلك على عامة النصارى , بل ان بعض امرائهم وقادتهم انضوا ايضا الى المسلمين حتى فى ساعات انتصار المسيحية , ويستطرد قائلا لقد طرح المسيحية مثلا فارس انجليزى من فرسان المعبد يدعى " روبرت اوف سانت اليانس" سنة 1885 واعتنق الاسلام ثم تزوج باحدى حفيدات صلاح الدين " .
وانتشر فى كافة البقاع والارجاء من حدود الصين شرقا الى اقصى حدود الاندلس غربا , ومن قلب افريقيا جنوبا الى سواحل البحر الابيض المتوسط شمالا .
والان فى اروبا وامريكا .
هذا يجعلنا نسال اين هى القوة فى انتشار الاسلام بين الصليبيين ؟
اين هى القوة فى انتشار الاسلام فى عصرنا الحالى فى الغرب والشرق ؟
اين هى القوة فى انتشار الاسلام فى البلاد التى لم يحدث بينها وبين المسلمين اية حروب ؟
واخيرا هل يمكن للقوة ان تدخل الايمان فى القلوب ؟ او يكون هناك سبب غير الانسجام التام بين الاسلام والفطرة الانسانية .
كل ذلك يجعل النافذة الثانية هى كون الاسلام هو الدين الاوسع انتشارا فى جميح ارجاء العالم .
وفى 11 يناير رددت مجلة التايم الامريكية تتعليق حول انتشار الاسلام فى امريكة واعترف بهذه الحقيقة الرئيس بل كلنتون الرئيس السابق للولايات المتحدة الامريكية وبعض المؤسسات الغربية .
كما نشرت مجلة " تايم " تحقيقاً بعنوان : ( الأمريكيون يولون وجوههم خمس مرات نحو مكة ) قالت فيه : " إن المسلمين في أمريكا أصبح صوتهم مسموعاً ، وأصبحت لهم كلمة أكثر من أي وقت مضى بعد أن كان اللوبي الصهيوني له اليد العليا ، وكان الأمريكيون منذ أكثر من عشرين عاماً ينظرون إلى الإسلام على أنه من الديانات المتخلفة ، ولكن بعد دخول عدد كبير من المسلمين المهاجرين إلى الإسلام سواء من السود أو البيض ، بدأ الأمريكيون يغيّرون نظرتهم إلى الإسلام والمسلمين في أمريكا "
وصدق الله إذ يقول : (( هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ))
وهذا تقرير تليفيزيوني تشاهدونه الآن حول التوزيع الجديد لديمغرافية العالم
الغرب يصرخ من انتشار الإسلام به
تقرير من كندا يصرخ فيه المبشرون من انتشار الإسلام في كندا وأوروبا وأمريكا

يقول الفيديو أنه في عام 2027 سيمثل المسلمون 45% من سكان فرنسا
خمس سكان فرنسا سيصبحوا مسلمين خلال39عام

انتشار المساجد في فرنسا أكثر من الكنائس
فرنسا ستتحول إلى دولة إسلامية

أما في بريطانيا ارتفع عدد المسلمين من 82 ألف إلى 2.5 مليون في الثلاثين سنة الماضية

بزيادة مقدارها ثلاثين ضعف

وبها أكثر من ألف مسجد علماً بأن معظم هذه المساجد كانت كنائس في السابق

أما في هولندا فإن 50% من المواليد الجدد مسلمين وهذا يعني أن نصف سكان هولندا سيكونوا مسلمين في خلال 15 عام

في روسيا خُمس إجمالي سكانها مسلمين فيها أكثر من 23 مليون مسلم

يتوقع أن يمثل عدد الجنود المسلمين في الجيش الروسي 40% في السنوات القصيرة القادمة

في بلجيكا 25% من السكان مسلمين و50% من المواليد إيضاً مسلمين

أفادت حكومة الاتحاد الأوروبي بأن ثلث المواليد في أوروبا سيكونون مسلمين بحلول عام 2025

أي خلال 17 عام فقط

ألمانيا من أولى الدول التي تتحدث عن هذا الخطر

هناك هبوط حاد في معدلات النمو السكاني في المانيا

ألمانيا ستصبح دولة إسلامية بحلول عام 2050

المسلمون في أوروبا والذي يمثلون خمسين مليون مسلم سيحولون أوروبا إلى قارة إسلامية في خلال عقود قليلة

هناك في أوروبا اليوم 52 مليون مسلم
الحكومة الألمانية تشير إلى أن هذا الرقم سيصل إلى 104 مليون خلال السنوات العشرين القادمة

أما في كندا فمعدلات النمو السكاني تصل إلى 1.6% فقط وهذا أقل من الحد الأدنى المطلوب للحفاظ على ثقافة أي مجتمع

في حين أن الإسلام اليوم هو أسرع الأديان نمواً في كندا

في أمريكا كان عدد المسلمين 100 ألف مسلم في عام 1970
في عام 2008 وصل إلى 9 مليون مسلم
والان تصرخ كندا العالم يتغير وآن الأوان لكي نتغير

العالم الإسلامي يخطط لاجتياح أمريكا من خلال العمل الصحفي والسياسي والتعليمي وغير ذلك

يخطط المسلمون أن يصل عددهم في أمريكا إلى خمسين مليون مسلم خلال الثلاثين سنة القادمة

تصرخ كندا إن العالم الذي نعيش فيه اليوم سوف يكون غير الذي سيعيش فيه أولادنا وأحفادنا

أفاد تقرير صدر مؤخراً أن عدد المسلمين في كندا فاق عدد أعضاء الكنيسة الكاثوليكية

تفيد بعض الدراسات أن الإسلام سيكون الدين المهيمن على العالم في خلال خمس إلى سبع سنوات


إنتهي


أترككم مع التقرير وأرجو طمس الصوت لاحتوائه على موسيقى
فالفيلم مترجم ويمكنكم قراءة الترجمة فقط دون سماع الصوت





فأين السيف الذي ينتشر به الإسلام

ومن يعتنق الإسلام غير العلماء والأدباء والمثقفين؟
النافذة الثالثة :
واذا كان هناك نافذة اخرى يمكن للمسلم ان يشرف منها على نفسه فسوف تكون نافذة العقل القاضى المستقل عن الذات باحكامه , فلو نظرنا الى العقيدة الاسلامية من خلاله نجدها اكثر العقائد انسجاما مع العقل والفطرة لا بشهادة المسلمين فقط بل بشهادة زويمر التى يقر فيها ببعد المعتقدات المسيحية عن الاقتناع والعكس صحيح بالنسبة للاسلام .
, ومن هو زويمر؟ زويمر هو أشهر منصر في العالم فماذا قال ؟ !! قال في كلمة له ألقاها أثناء انعقاد مؤتمر القدس ألتنصيري عام 1935م ردا على ما أبداه المنصورون من روح اليأس التي كانت مخيمة على المؤتمرين : (إني أقركم على أن الذين أدخلوا من المسلمين في حظيرة المسيحية لم يكونوا مسلمين حقيقيين ، لقد كانوا كما قلتم أحد ثلاثة :
1- إما صغير لم يكن له من أهله من يعرفه ما هو الإسلام.
2- إما رجل مستخف بالأديان لا يبغي غير الحصول على قوته، وقد اشتد به الفقر، وعزت عليه لقمة العيش.
3- وإما آخر يبغي الوصول إلى غاية من الغايات الشخصية
وشهادة القس جرجيس صال ( سيل ) التى يقر فيها بان المسيحين ليس لديهم مشكلة فى اللامعقول فى نفس الوقت الذى يقر فيه برفض المسلمين لذلك .
و تمثلت فى قوله : "لا تعلموا المسلمين المسائل التي هي مخالفة للعقل ؛ لأنهم ليسوا حمقى حتى نتغلب عليهم في هذه المسائل ، كعبادة الصنم والعشاء الرباني ، لأنهم يعثرون كثيرا من هذه المسائل ، وكل كنيسة فيها هذه المسائل لا تقدر أن تجذبهم إليها" .
فكيف ذلك والاقتناع لا يكون بشىء سوى العقل والعقل لا يمكن ان يقتنع بشىء لا يستطيع الوصول اليه او اثباته عن طريق التفكر والاستنتاج المنطقى وعقيدة التثليث لا يمكن اثباتها باى حال من الاحوال وبالتالى فالنصارى متكيفين مع هم فيه وليسوا مقتنعين اعتمدوا على التقليد الاعمى دون البحث عن الحقيقة اواعتمادها بالحجج والبراهين وقننوا الايمان الزائف وتجميد الادارك والتمييز . وها هو نيوتن اعظم عالم رياضيات فى التاريخ يرفض هذه العقيدة .