210 مراكز إسلامية و1500 مسجد ودعم المعاهد وإنشاء الأكاديميات والكراسي العلمية

جدة: «الشرق الأوسط»

أولت السعودية المراكز والمعاهد والجامعات الاسلامية في بلاد الاقليات الاسلامية اهتماما كبيرا باعتبارها اهم الوسائل في نشر الثقافة الاسلامية واللغة العربية فسعت الى انشائها وانفقت الكثير في سبيل تحقيق هذه الغاية. وتكرس هذا الدور بشكل كبير في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، فقد بلغت المراكز التي انشأتها او اسهمت فى انشائها 210 مراكز غطت تقريبا معظم القارات الخمس، لتمثل مركزا لنشر الثقافة الاسلامية في بلاد الاقليات الاسلامية وفي اوروبا والاميركتين واستراليا وأفريقيا واسيا.

من ابرز هذه المراكز التي جاءت ثمرة الدعم المباشر من الملك فهد بن عبد العزيز، مركز خادم الحرمين الشريفين الثقافي الاسلامي في مدينة ملقا الاسبانية على مساحة بلغت 3848 مترا مربعا وتم وضع حجر أساسه فى العام 1998، ويشكل هذا المركز جسر اتصال وتواصل حضاري بين الشعب الاسباني والشعب السعودي، كما يعد جامعة قائمة بذاتها له مناشط أكاديمية وتعليمية وعلمية وثقافية ودعوية وفكرية. وهناك ايضا المركز الاسلامي في مدينة تورنتو الكندية حيث قدم له الملك فهد دعما بأكثر من نصف مليون دولار، والمركز الاسلامي في روما بإيطاليا الذي تبرع له خادم الحرمين الشريفين بمبلغ 5 ملايين دولار لتغطية التكلفة اضافة الى تخصيص 1.5 مليون دولار سنويا لدعمه. وهناك مجموعة اخرى من المراكز، مثل: المركز الاسلامي في برازيليا، ومركز خادم الحرمين الثقافي الاسلامي في العاصمة الارجنتينية بوينس ايرس والذي اقيم على مساحة اجمالية بلغت اكثر من 33 الف متر مربع ووضع حجر اساسه في العام 1997 وافتتحه الامير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني في العام .2000 وتم افتتاح مركز خادم الحرمين الشريفين الثقافي الاسلامي فى جبل طارق عام 1998 بالاضافة الى افتتاح مركز مماثل في العام نفسه في مدينة مونت لاجولي بفرنسا، أما مركز خادم الحرمين الشريفين الاسلامي في أدنبره باسكوتلندا فتم افتتاحه في العام .1999 كما انشأت السعودية وساهمت في انشاء مجموعة اخرى من المراكز الاسلامية، مثل: المركز الاسلامي في جنيف، والمركز الاسلامي الثقافي في بروكسل، والمركز الاسلامي في مدريد، والمركز الاسلامي في نيويورك، والمركز الاسلامي في استراليا، والمركز الاسلامي في مدينة زغرب بكرواتيا، والمركز الثقافي في لندن، والمركز الاسلامي في لشبونة بالبرتغال، والمركز الاسلامي في فيينا بالنمسا.

أما في القارة الافريقية فهناك أهم المراكز الاسلامية التي مولتها السعودية بالكامل، وهو مركز الملك فيصل في نجامينا بتشاد، كما أسهمت في انشاء المركز الاسلامي في أبوجا بنيجيريا، وكذلك المركز الاسلامي الافريقي في الخرطوم.

وفى قارة اسيا مولت السعودية بالكامل مركز الملك فهد الاسلامي في جزر المالديف، والمركز الاسلامي في طوكيو، كما أسهمت في انشاء المركز الاسلامي الاندونيسي السعودي للدراسات الاسلامية. ومن المراكز الاسلامية الى صروح أخرى للعبادة حيث تواصلت الجهود السعودية لخدمة المسلمين فأنشأت المملكة اكثر من 1359 مسجدا في جميع انحاء العالم واسهمت في تمويل بناء تلك المساجد وتنفيذها بمبلغ 820 مليون ريال. وامتدادا لحرص خادم الحرمين الشريفين على تيسير سبل العبادة للمسلمين أقام مجموعة من المساجد يؤدي المسلمون عبادتهم فيها ويتعرفون على أمور دينهم، ومن اجل هذه الغاية تم فى عام 1998 افتتاح جامع خادم الحرمين الشريفين في جبل طارق، تلاه في العام نفسه افتتاح جامع مونت لاجولي في فرنسا. أما جامع الملك فهد في لوس انجليس والذي انشىء على نفقة خادم الحرمين الشريفين فقد افتتح في عام 1999، وفى العام ذاته تم افتتاح مسجد خادم الحرمين الشريفين في ادنبره في اسكوتلندا. ومن المساجد الاخرى التي مولتها السعودية أو ساهمت في بنائها في أوروبا، مسجد المركز الاسلامي في العاصمة السويسرية والذي تكلف انشاؤه 16 مليون ريال. وهناك المسجد الجامع في بروكسل ويتسع لاربعة آلاف مصل وبلغت تكلفة انشائه نحو 20 مليون ريال، اضافة الى المسجد الجامع بأسبانيا في مدريد الذي يعد من أكبر المساجد في الغرب، وهناك عدد أخر من المساجد الكبرى التي أقامتها السعودية كليا أو أسهمت بالقدر الاكبر في تمويلها في مدن عدة، مثل: زغرب، ولشبونة، وفيينا، ونيويورك، وواشنطن، وشيكاغو وميريلاند، واوهايو، وفرجينيا.
كما أن السعودية أنشأت ودعمت نحو 21 مسجدا كبيرا في عدد من دول اميركا الجنوبية. وفي القاره الافريقية تم انشاء مسجد التضامن الاسلامي في مقديشو، كما انشأت 4 مساجد في المدن الرئيسية في الجابون، ومسجد يوغبا وتوغان في بوركينا فاسو، وجامع زنجبار بتنزانيا، والجامع الكبير في السنغال. أما المساجد التي تلقت دعما شخصيا من الملك فهد بن عبد العزيز، فهي: مسجد مدينة ليون الفرنسية بقيمة 11 مليون ريال، وجامع الملك فيصل بتشاد بقيمة 60 مليون ريال، وجامع الملك فيصل بغينيا بقيمة 58 مليون ريال، والجامع الكبير بالسنغال بقيمة 12 مليون ريال، ومسجد فروعي بالكاميرون بقيمة 15.6 مليون ريال، وجامع زنجبار بتنزانيا بقيمة 10 ملايين ريال، ومسجد باماكو في مالي بقيمة 23 مليون ريال، ومسجد ياوندي بالكاميرون بقيمة 5 ملايين دولار، وترميم جامع الازهر بمصر بقيمة 14 مليون ريال، وجامع بلال في لوس أنجليس، وترميم قبة الصخرة، ومسجد عمر بن الخطاب في القدس، ومسجد برنت المركزي في بريطانيا.

ولم يقف الدعم السعودي ودعم الملك فهد بن عبد العزيز عند مساحة المراكز والمساجد الاسلامية بل تجاوزه الى الكراسي العلمية حيث أدرك خادم الحرمين الشريفين ببعد نظره ما لهذه الكراسي من دور رئيسي في ابراز حقيقة الاسلام وتصحيح المفاهيم المشوهة للاسلام، كما تساهم هذه الكراسي على تقوية العلاقات بين المؤسسات الاسلامية ومراكز البحوث المتقدمة فى العالم والى استقطاب العلماء والفقهاء لالقاء الدروس والمحاضرات الجادة والهادفة، وتشكل هذه المنابر العلمية والفكرية اضافة فاعلة وذات أثر نافذ لرصيد خادم الحرمين الشريفين المتواصل في خدمة الاسلام والمسلمين في كل المجتمعات الاسلامية. وهذه الكراسي العلمية: كرسي الملك عبد العزيز للدراسات الاسلامية في جامعة كاليفورنيا العام وهدفه تشجيع البحث العلمي وتسخيره لخدمة الامة الاسلامية وقضاياها والى صيانة التاريخ الاسلامي وحمايته من حملات التحريف والتشويه وتنقيته مما علق به من شوائب، وأسهم الكرسى منذ انشائه وحتى الآن في عرض الفكر الاسلامى والثقافة الاسلامية الى الساحة العالمية. أما كرسى الملك فهد للدراسات الشرعية الاسلامية بكلية الحقوق بجامعة هارفارد، فهو يهتم أساسا بالشريعة الاسلامية والتشريع الاسلامي وهو المسوغ لالحاقه بكلية الحقوق ويركز على الدراسات الخاصة بالشريعة الاسلامية ومول كثيرا من الابحاث ومنح الدراسات العليا والابحاث المؤهلة الى درجة الاستاذية في مجال نظام التشريع الاسلامى اذ تميزت الدراسات التى أجراها بالجدية والموضوعية. وهناك كرسي الملك فهد للدراسات بمعهد الدراسات الشرقية والافريقية بجامعة لندن ببريطانيا، وقدم له خادم الحرمين الشريفين دعما بمبلغ مليون جنيه استرليني والحقت بالكرسى وحدة أبحاث ودراسات القرآن الكريم والحديث النبوي اضافة الى التاريخ والحضارة الاسلامية. اما قسم الامير نايف للدراسات الاسلامية بجامعة موسكو فهو يعتبر منبرا أكاديميا للدراسات الاسلامية والعربية وتأهيل متخصصين يعملون على الفهم الصحيح للاسلام والحضارة العربية. وفي ذات الشأن، انشأت السعودية عددا من الاكاديميات الاسلامية فى الدول ذات الاقليات المسلمة بهدف دعم هذه الاقليات ماديا وعلميا والعمل على حمايتها ووقف التأثير السلبي على الهوية الاسلامية لافراد هذه الاقليات، فتقوم هذه الاكاديميات بنشر الثقافة الاسلامية واللغة العربية للنشء من أبناء المسلمين وربطهم بدينهم وعقيدتهم من خلال الدروس النظرية والعملية وتعويدهم على أداء العبادات وتكثيف النشاط التعليمي والنشاط الفكرى العلمي الذي يهدف الى تقديم رؤية الاسلام الصحيحة حول بعض الظواهر العلمية وحول كثير من الامراض الاجتماعية والسلوكية التى تعارض بجلاء الفطرة الانسانية وتصادم الذوق العام. ومن هذه الاكاديميات، الاكاديمية الاسلامية في واشنطن والتي دعمها خادم الحرمين الشريفين بمبلغ 100 مليون دولار تقريبا ويدرس بها 1200 طالب، واكاديمية الملك فهد في لندن وتضم مراحل دراسية متعددة وتقوم فيها مسابقة سنوية للقرآن الكريم والثقافة الاسلامية، وهي تقوم بدور فعال في نشر الاسلام كما تشتهر بمناهجها الدراسية المتميزة ذات المستوى الرفيع والمتاح لابناء المسلمين والمبتعثين السعوديين. وهناك أكاديمية الملك فهد في موسكو وهدفت هذه الاكاديمية الى المحافظة على هويات المسلمين هناك وصياغة ثقافتهم وصيانة عقائدهم بعد محاولات الطمس التي تعرض لها المسلمون في ظل الاتحاد السوفيتي السابق وهي من الاعمال الجليلة لخادم الحرمين الشريفين في نشر الدين الاسلامي وحماية الاقليات الاسلامية من الذوبان. وتضم الاكاديمية فصولا وقاعات للحاسبات الالية ومختبرات للفيزياء والكيمياء وقاعات للترجمة الفورية والحقت بها روضة للاطفال وتمهيدي علاوة على أنها تعقد دورات منتظمة لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها. اما أكاديمية الملك فهد في بون فقد انشئت بهدف توفير التعليم للمسلمين والعرب وأبنائهم في الغرب بحيث يرتبط التعليم بمعتقداتهم ويربطهم بدينهم ولغتهم وبلغت تكلفتها 30 مليون مارك وتضم مدارس من الابتدائي الى الثانوي ومسجدا يتسع لـ700 مصل ومختبرات وقاعات للحاسبات الالية والمحاضرات. وبالاضافة الى ذلك، وفي ذات الشأن المرتبط بدعم نشر الثقافة الاسلامية وتعليم اللغة العربية حرصت السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين على الدعم المتواصل في اقامة ودعم المعاهد الاسلامية في عدد من الدول، من أبرزها المعهد الاسلامي العربي فى طوكيو التابع لجامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية، كما أسهمت في انشاء بعض المدارس والجامعات الى جانب انتشار المدارس الاسلامية في كوريا الجنوبية. وهناك معاهد اسلامية عديدة منتشرة من أهمها معاهد العلوم الاسلامية في واشنطن، وأندونيسيا، ورأس الخيمة، ونواكشوط، وجيبوتي، ومعهد تاريخ العلوم العربية الاسلامية في فرانكفورت، ومعهد العالم العربي في العاصمة الفرنسية باريس وتسهم المملكة في ميزانياتها السنوية بشكل كبير.







كما نذرت المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز نفسها وجندت طاقاتها لخدمة الإسلام وقضايا المسلمين المختلفة ، ومن الصعب حصر نشاطها وإسهاماتها في هذا المجال، ولكن يمكن ذكر أمثلة لبعض أوجه هذا النشاط بإيجاز:

أ ـ تبني المملكة لقضايا المسلمين ودعم الشعوب الإسلامية .

ب ـ إرسال المعونات وجمع التبرعات العينية والنقدية لبعض البلدان الإسلامية والصديقة المتضررة من الجفاف، والفيضانات، والزلازل وغيرها من الكوارث؛ وقد أنشئت لجان وهيئات إسلامية بعضها رسمي تشرف عليه الدولة مثل الهيئة العليا لجمع التبرعات لمسلمي البوسنة والهرسك والصومال، واللجنة الشعبية لمساعدة مجاهدي فلسطين التي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ، وبعضها أهلي كهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، وهدف هذه اللجان والهيئات جمع التبرعات وإرسالها لمستحقيها من المسلمين.

ج ـ الإسهام في نشر الإسلام عن طريق إرسال الدعاة أو عن طريق بناء المساجد والمراكز الإسلامية في بلدان كثيرة من العالم مثل المركز الإسلامي في لندن، والمركز الإسلامي في واشنطن والمساجد والمراكز التي أسهمت المملكة بإنشائها في الكثير من عواصم أوربا أو أمريكا الجنوبية وبعض دول أفريقيا وآسيا .
وهدف إنشاء هذه المراكز والمساجد دعم الأقليات المسلمة في تلك البلدان. ويأتي ضمن هذا تقديم المملكة المساعدة للجامعات وإنشاء الكراسي العلمية وتبنيها مثل كرسي الملك فهد للدراسات الإسلامية بجامعة هارفارد وغيرها، وتهدف المملكة من وراء ذلك إلى نشر اللغة العربية، والتعريف بالإسلام ، وبحاضر العالم الإسلامي ، والعمل على إظهار الصورة الحقيقية عن الإسلام والمسلمين.

د ـ الإسهام في إنشاء المدارس لأبناء المسلمين في البلدان التي بها أقليات إسلامية. وقد أنشأت المملكة العديد من الأكاديميات السعودية مثل أكاديمية الملك فهد بلندن وواشنطن وبرلين وغيرها، وذلك لتعليم أبناء الطلاب السعوديين المبتعثين هناك وأبناء الجاليات الإسلامية في تلك المدن تعليمًا إسلاميّاً، وتقوم هذه الأكاديميات بدور ملموس في ربط المسلمين بدينهم وتراثهم وذلك عن طريق التعليم الإسلامي المتزن الذي يفتقده بعض أبناء المسلمين حتى في مواطنهم الأصلية.


المصدر موقع الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله