قال كبيرهم في فضائيته بستهزاء،وذلك قبل شلحه منها... قال :اللهم لا حسد!
محمد نبي الإسلام ليس له عمل إلا التزوج بالنساء ،وذلك بالدليل والبرهان جاء في الناسخ والمنسوخ لأبي جعفر النحاس(ج1/ ص635 ) قال عمر بن غفرة لما قالت ناس: ما لمحمد شغل إلا التزوج فحسدوه على ذلك فأنزل الله :  أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54)  (النساء ) كان لسليمان rألف امرأة منها سبعمائة حرة وكان لداود مائة امرأة.
ثم قال معقبا ساخرًا على ما سبق: اللهم لا حسد!

الرد على الشبهة

أولاً:إن الدعي مدلس وكاذب...لأنني لما طالعت الرواية وجدتُها تقول: قال عمر بن غفرة لما قالت اليهود :"ما لمحمد شغل إلا التزوج فحسدوه ...."
الملاحظ أن اليهود هم الذين قالوا ذلك ،وليس ناسًا كم ادعى الكاذب المدلس...لأن ناس تطلق على المؤمن والكافر والمنافق...

ثانيًا: إن الروايات التي تتعلق بالأمر جاءت من طريق عمر بن عبد الله المدني مولى غفرة، ففي الطبقات الكبرى لابن سعد(ج8/ص 202 ): عن عمر مولى غفرة قال :قالت يهود: لما رأت رسول الله يتزوج النساء انظروا إلى هذا الذي لا يشبع من الطعام ولا والله ما له همة إلا النساء وحسدوه لكثرة نسائه وعابوه بذلك وقالوا لو كان نبيا ما رغب في النساء وكان أشدهم في ذلك حيي بن أخطب فأكذبهم الله وأخبرهم بفضل الله وسعته على نبيه فقال: أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله يعني بالناس رسول الله rفقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما ما آتى الله سليمان بن داود كانت له ألف امرأة سبع مائة مهيرة وثلاث مائة سرية وكانت لداود مائة امرأة منهن اوريا أم سليمان بن داود النبي تزوجها بعد الفتنة فهذا أكثر مما لمحمد rأخبرنا محمد بن عمر حدثني إبراهيم بن يزيد المكي عن سليمان الأحول وهشام بن حجير عن طاوس قال وحدثني بن أبي الزناد عن أبيه عن الأعرج عن أبي هريرة عن رسول الله r قال: قال سليمان بن داود: لأطوفن على سبعين امرأة يعني في ليلة كل واحدة
قلت :إنه ليس بثقة عن المحققين كما يلي: عمر بن عبد الله المدني مولى غفرة
1- قال صاحب تهذيب التهذيب (ج7/ص415 )
قال البرقي في الطبقات في باب من احتملت روايته من الثقات في الأخبار والقصص خاصة ولم يكن ممن يتقن الرواية عن أهل الفقه عمر مولى غفرة كان صاحب مراسلات ورقائق.
قال أبو بكر البزار لم يكن به بأس وأحاديثه عن ابن عباس مرسلة وقال الدوري عن ابن معين لم يكن به بأس وقال الساجي تركه مالك وقال ابن أبي حاتم عن أبيه لم يلق أنسا وحديثه عن ابن عباس مرسل وقال العجلي يكتب حديثه وليس بالقوي.
2-قال صاحب تقريب التهذيب (ج1/721ص)
عمر بن عبد الله المدني مولى غفرة بضم المعجمة وسكون الفاء ضعيف وكان كثير الإرسال من الخامسة مات سنة خمس أو ست وأربعين .
3- قال صاحب الوافي بالوفيات (ج7/156 ):
عمر بن عبد الله المدني، مولى غُفرة المدني. أدرك ابن عباس، وحدَّث عنه. قال الشيخ شمس الدين: فما أدري سماعاً أم لا. وله رواية عن أنس بن مالك، وسعيد بن المسيَّب، وأبي الأسود الدُّؤلي، ومحمد بن كعب.
قال أحمد بن حنبل: ليس له بأسٌ، لكنَّ أكثر حديثه مراسيل. وقال مَعين وغيره: ضعيف. توفِّي سنة خمس وأربعين ومائة، وروى له أبو داود والترمذي.

ثالثًا:إنني أ فترض صحة الرواية التي فيها ما قاله اليهود وهم خصم لنا....
يبقى سؤلا يطرح نفسه وهو: هل شهادة اليهود أعداء الأنبياء يُعتد بها ،وهم الذي يحاربونهم ويلقون عليهم التهم الترهات....؟!
ثم كيف للمعترض أن يستشهد علينا بخصم لنا يدعي الأكاذيب والافتراءات ،ولا مؤمن بنا....
أقول : إن اليهود قد قالوا عن المسيح  انه بن زنا ،وذلك في
إنجيل يوحنا إصحاح 8 عدد41أَنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ أَبِيكُمْ». فَقَالُوا لَهُ:«إِنَّنَا لَمْ نُولَدْ مِنْ زِنًا. لَنَا أَبٌ وَاحِدٌ وَهُوَ اللهُ».
وأخيرًا يبقى سؤل هام :هل نحاسب يسوع المسيح بقول اليهود أنه ابن زنا والعياذ بالله؟ هذا هو

رابعًا : إن التفسير الصحيح لقوله : أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا (54)  (النساء)
جاء في عدة تفاسير منها التفسير الميسر:
بل أيحسدون محمدًا r على ما أعطاه الله من نعمة النبوة والرسالة، ويحسدون أصحابه على نعمة التوفيق إلى الإيمان، والتصديق بالرسالة، واتباع الرسول، والتمكين في الأرض، ويتمنون زوال هذا الفضل عنهم؟ فقد أعطينا ذرية إبراهيم  -من قَبْلُ- الكتب، التي أنزلها الله عليهم وما أوحي إليهم مما لم يكن كتابا مقروءا، وأعطيناهم مع ذلك ملكا واسعا.أهـ

كتبه الشيخ /أكرم حسن مرسي
نقلا عن كتابه رد السهام عن خير الأنام محمد - عليه السلام-