أثيرت شبهةٌ حول النبيِّ r ليطعنوا بها في أخلاقِه r من خلالِها ؛ قالوا: لقد مارس نبيُّكم الجنسَ مع امَرْأةِ ميتةٍ وهي فاطمة بنت أسد !! واستدلوا على ذلك بروايةٍ عند الطبراني في معجمه الكبير بَابُ الْفاءِ
فَاطِمَةُ بنتُ أَسَدِ بن هَاشِمٍ أُمُّ عَلِيِّ بن أَبِي طَالِبٍ.برقم20324 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بن حَمَّادِ بن زُغْبَةَ، حدثنا رَوْحُ بن صَلاحٍ، حدثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، عَنْ أَنَسِ بن مَالِكٍ ، قَالَ: لَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَةُ بنتُ أَسَدِ بن هَاشِمٍ أُمُّ عَلِيِّ بن أَبِي طَالِبٍ، دَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ r فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهَا، فَقَالَ:رَحِمَكِ اللَّهُ يَا أُمِّي، كُنْتِ أُمِّي بَعْدَ أُمِّي، وتُشْبِعِينِي وتَعْرَيْنَ، وتُكْسِينِي، وتَمْنَعِينَ نَفْسَكِ طَيِّبًا، وتُطْعِمِينِي تُرِيدِينَ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ، ثُمَّ أَمَرَ أَنْ تُغَسَّلَ ثَلاثًا، فَلَمَّا بَلَغَ الْمَاءُ الَّذِي فِيهِ الْكَافُورُ سَكَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ r بِيَدِهِ، ثُمَّ خَلَعَ رَسُولُ اللَّهِ r قَمِيصَهُ، فَأَلْبَسَهَا إِيَّاهُ وَكَفَّنَهَا بِبُرْدٍ فَوْقَهُ، ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ r أُسَامَةَ بن زَيْدٍ، وَأَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ، وَعُمَرَ بن الْخَطَّابِ، وَغُلامًا أَسْوَدَ يَحْفُرُونَ فَحَفَرُوا قَبْرَهَا، فَلَمَّا بَلَغُوا اللَّحْدَ حَفَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ r بِيَدِهِ، وَأَخْرَجَ تُرَابَهُ بِيَدِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ r : فَاضْطَجَعَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ:اللَّهُ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، اغْفِرْ لأُمِّي فَاطِمَةَ بنتِ أَسَدٍ، ولَقِّنْهَا حُجَّتَها، وَوَسِّعْ عَلَيْهَا مُدْخَلَهَا، بِحَقِّ نَبِيِّكَ وَالأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِي، فَإِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا، وأَدْخَلُوها اللَّحْدَ هُوَ وَالْعَبَّاسُ، وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ.

• الرد على الشبهة
أولاً : إن هذا الحديثَ الذي استدل به المعترضون على فريتهم لا يصح ؛ فهذا يُظهر لنا مدى حقدهم وكراهيتهم لنبيِّنا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ولنا بإلقاء الشبه دون تثبت.... هذا الحديث ضعفه المحققون من كلِ طرقه، وأكتفي بتحقيق الألباني - رحمه اللهُ - نقلاً عن السلسةِ الضعيفة برقم 23 قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 79 ) : ضعيف . رواه الطبراني في " الكبير " ( 24 / 351 ـ 352 ) و " الأوسط "( 1 / 152 ـ الرياض ) ، و من طريقه أبو نعيم في " حلية الأولياء " ( 3 / 121 ) : حدثنا153 أحمد بن حماد بن زغبة قال روح بن صلاح قال : حدثنا سفيان الثوري عن عاصم الأحول و من طريقه أبو نعيم في " حلية الأولياء " ( 3 / 121 ) عن أنس بن مالك قال : لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي - رضي اللهُ عنهما - ... دعا أسامه بن زيد و أبا أيوب الأنصاري و عمر بن الخطاب و غلاما أسود يحفرون... فلما فرغ ، دخل رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فاضطجع فيه فقال ... فذكره ، و قال الطبراني : تفرد به روح بن صلاح .....
وعليه بطلت تلك الفرية التي تدل على جهلِهم ، وسوء ظنِهم باللهِ و رسولِه وتفكيرهم باستمرارٍ على نحوٍ شاذ حاقد يفتقر للمنطقية كثيرًا ؛ بسبب غلبِة الحقدِ والغلِ على الفكرِ...
ثانيًا : إن هذا الحديثَ رُغم ضعفِه فيه دليلٌ جيد على خلقٍ عظيمٍ من أخلاقِ رسولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، خلق الوفاء الذي تواتر النقل عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بهذا الخلق الحميد الفريد ، ويتضح ذلك من خلالِ ذكرنا متن هذا الحديث من أصحِ طريق جاء به وهو عند الطبراني في معجمه الكبير وهو من طريقِ روح بن صلاح عن سفيان الثوري عن عاصم الأحول عن أنسِ بنِ مالكٍ -رضي اللهُ عنه- قال : ، قَالَ: لَمَّا مَاتَتْ فَاطِمَةُ بنتُ أَسَدِ بن هَاشِمٍ أُمُّ عَلِيِّ بن أَبِي طَالِبٍ، دَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَجَلَسَ عِنْدَ رَأْسِهَا، فَقَالَ:رَحِمَكِ اللَّهُ يَا أُمِّي، كُنْتِ أُمِّي بَعْدَ أُمِّي، وتُشْبِعِينِي وتَعْرَيْنَ، وتُكْسِينِي، وتَمْنَعِينَ نَفْسَكِ طَيِّبًا، وتُطْعِمِينِي تُرِيدِينَ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ، ثُمَّ أَمَرَ أَنْ تُغَسَّلَ ثَلاثًا، فَلَمَّا بَلَغَ الْمَاءُ الَّذِي فِيهِ الْكَافُورُ سَكَبَهُ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِهِ، ثُمَّ خَلَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَمِيصَهُ، فَأَلْبَسَهَا إِيَّاهُ وَكَفَّنَهَا بِبُرْدٍ فَوْقَهُ، ثُمَّ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُسَامَةَ بن زَيْدٍ، وَأَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ، وَعُمَرَ بن الْخَطَّابِ، وَغُلامًا أَسْوَدَ يَحْفُرُونَ فَحَفَرُوا قَبْرَهَا، فَلَمَّا بَلَغُوا اللَّحْدَ حَفَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِيَدِهِ، وَأَخْرَجَ تُرَابَهُ بِيَدِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: فَاضْطَجَعَ فِيهِ، ثُمَّ قَالَ:اللَّهُ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، اغْفِرْ لأُمِّي فَاطِمَةَ بنتِ أَسَدٍ، ولَقِّنْهَا حُجَّتَها، وَوَسِّعْ عَلَيْهَا مُدْخَلَهَا، بِحَقِّ نَبِيِّكَ وَالأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِي، فَإِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَكَبَّرَ عَلَيْهَا أَرْبَعًا، وأَدْخَلُوها اللَّحْدَ هُوَ وَالْعَبَّاسُ، وَأَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمْ -.
نجد أن في هذا الحديثِ خلق الوفاء متجسدًا في شخصِ رسولِ اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حيث يقول في أولِ الحديثِ: " يَا أُمِّي، كُنْتِ أُمِّي بَعْدَ أُمِّي، وتُشْبِعِينِي وتَعْرَيْنَ، وتُكْسِينِي، وتَمْنَعِينَ نَفْسَكِ طَيِّبًا، وتُطْعِمِينِي تُرِيدِينَ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ " ؛ فرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يعترفُ بجميل هذه المرأة الفاضلة- رضي اللهُ عنها - حيث إنها كانت تُجيع نفسَها وتطعمه ، وتعري نفسها وتكسوه ، وتمنع عن نفسها ملذات الحياة وطيبها وتوفره لخير خلق الله محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، فعلم اللهُ أن العين تكاد تدمع من خلق هذه السيدة الفاضلة ،ومن وفاء هذا الوفي محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- . ثم أثنى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عليها خيرًا فبيّن أنها لم تفعل ذلك طمعا في شيء من الدنيا أو ليقال عنها إنها حنونة أو نحو ذلك ؛ وإنما بيّن المعصوم- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنها فعلت ذلك تبتغي به وجه الله والدار الآخرة، فانظر- أيها القارئ -إلى وفاء رسولِ اللهِ محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأراد أن يصنع لها شيئا قد يكون مكافئًا لصنيعها... وهذا الشيء هو ما أُسيء فهمه من المعترضين- قبحهم اللهُ- !
فعل كما في هذا الحديث الصريح " فَحَفَرُوا قَبْرَهَا، فَلَمَّا بَلَغُوا اللَّحْدَ حَفَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِيَدِهِ، وَأَخْرَجَ تُرَابَهُ بِيَدِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: فَاضْطَجَعَ فِيهِ " ألا لعنة الله على الظالمين !
إن كل ما في الأمر أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إنما أضجع في القبرِ ، وإضجاعه في القبرِ هذا إنما هو بركة لأمه فاطمة بنت أسد ؛ فإن النار لا تشتعل في قبر أضجع فيه خير الأنام محمد - عليه الصلاة والسلام -. وليس في الحديث أي مطعن بفضل الله ،فقد كان فعل أمام مرأى ومسمع من الناس ؛ الذين حزنوا لحزنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ، هذا بفرضِ صحةِ الرواية .
رابعًا : إنني أتساءل عدة أسئلة من خلالها تنسف الشبهة نسفًا- إن شاء اللهُ - هي :
1- أين نجد في هذا الحديثِ الضعيف أن النبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جامعها وهي ميتة ، أو مارس معها الجنس وهي ميتة؟!
الجواب:لا يوجد هذا في تلك الروايات، ولا في غيرِها بل هو موجود في عقولهم المريضة فقط ! بل نجده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يدخل قبرها ، ويضجع فيه ويدعو لها ليُخفف عنها عذاب القبر.
2- هل الذي يزني بامرأة يتضرع إلى اللهِ تعالي بالدعاء ؛ وهو يزني يقول: " اللَّهُ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، اغْفِرْ لأُمِّي فَاطِمَةَ بنتِ أَسَدٍ، ولَقِّنْهَا حُجَّتَها، وَوَسِّعْ عَلَيْهَا مُدْخَلَهَا، بِحَقِّ نَبِيِّكَ وَالأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِي، فَإِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ " ؟!!
3- لو كان الأمر كما زعموا هل سيفعل ذلك - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أمامَ الناسِ والصحابِة بما فيهم ابنها عليّ ويسكتون عنه ؟!
4- من من علماء المسلمين قال بقول المعترضين؟!
وبالنظر إلي بقية الروايات أيضًا يتضح صدق ما ذكرته - بفضل الله تعالى – فيما يلي:
1- جاء عند الطبراني في الأوسط برقم 195 حدثنا أحمد بن حماد بن زغبة قال : حدثنا روح بن صلاح قال : حدثنا سفيان الثوري ، عن عاصم الأحول ، عن أنس بن مالك قال : لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي ، دخل عليها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فجلس عند رأسها ، فقال : « رحمك الله يا أمي ، كنت أمي بعد أمي ، تجوعين وتشبعيني ، وتعرين وتكسونني ، وتمنعين نفسك طيب الطعام وتطعميني ، تريدين بذلك وجه الله والدار الآخرة » . ثم أمر أن تغسل ثلاثا وثلاثا ، فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور ، سكبه عليها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بيده ، ثم خلع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قميصه فألبسها إياه ، وكفنت فوقه ، ثم دعا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أسامة بن زيد ، وأبا أيوب الأنصاري ، وعمر بن الخطاب ، وغلاما أسود يحفروا ، فحفروا قبرها ، فلما بلغوا اللحد حفره رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بيده ، وأخرج ترابه بيده . فلما فرغ ، دخل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فاضطجع فيه ، وقال : « الله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت ، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ، ولقنها حجتها ، ووسع عليها مدخلها ، بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي ، فإنك أرحم الراحمين » . ثم كبر عليها أربعا ، ثم أدخلوها القبر ، هو والعباس ، وأبو بكر الصديق -رضي اللهُ عنهم- لم يرو هذا الحديث عن عاصم الأحول إلا سفيان الثوري ، تفرد به : روح بن صلاح .
نلاحظ أنه- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - دخل القبر، فاضطجع فيه ، وقال : « الله الذي يحيي ويميت وهو حي لا يموت ، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد ، ولقنها حجتها ، ووسع عليها مدخلها ، بحق نبيك والأنبياء الذين من قبلي ، فإنك أرحم الراحمين » سبحان الله ! والله إنه الوفاء والرحمة.
2- جاء في معرفة الصحابة لأبي نعيم برقم 7139 حدثنا أبو بكر بن خلاد ، حدثنا محمد بن غالب ، حدثنا الحسن بن بشر ، حدثنا سعدان بن الوليد ، بياع السابري ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عباس ، قال : لما ماتت فاطمة أم علي رضي الله عنه نزع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قميصه فألبسها إياه ، فلما سوى عليها التراب قال أصحاب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: رأيناك صنعت شيئا ما رأيناك صنعت بأحد ، قال : « إني ألبستها قميصي لتلبس من ثياب الجنة ، واضطجعت في قبرها ليخفف عنها عذاب القبر » رواه روح بن صلاح ، عن سفيان الثوري ، عن عاصم الأحول ، عن أنس مثله حدثنا سليمان بن أحمد ، حدثنا أحمد بن حماد بن زغبة ، حدثنا روح بن صلاح ، به.
نلاحظ أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال : « إني ألبستها قميصي لتلبس من ثياب الجنة ، واضطجعت في قبرها ليخفف عنها عذاب القبر » ويدعو في قبرها لها بالرحمة والنعيم كما جاء في الرواية السابقة ،
وصدق الله إذ يقول عن نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ } (الأنبياء 107).
ويقول سبحانه عن نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } (التوبة128)
ثالثًا : إن في عصرنا هذا أناسًا وجدناهم إذا ماتت أمهاتُهم يدخلون القبرَ،ويضجعون فيه،ولا يريدون الخروج منه،والناسُ يتوسلون إليهم أن يخرجوا ولكن هيهات ، ألم يحدث ذلك عند المقابر؟ الجواب: بلى حدث، ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه هوهل هذا يسمي بممارسةِ الجنسِ مع الميتة ، أم يسمي بقمة الوفاء والحب للميتة ؟! هذا هو. لكنّ المعترضين يريدون أن يشوهوا صورةَ كل ما هو جميل، وحسبنا اللهُ ونعم الوكيل.
خامسًا : إن المعترضين يغفلون عما جاء في الكتابِ المقدس من زنا المحارم لبعضِ أنبياءِ اللهِ ، ويغفلون عن نصوصِ الاضطجاعِ الحقيقي الذي هو في أذهانهم راسخ ، وذلك في عدة مواضع من الكتابِ المقدس منها:
1- نبيُّ اللهِ لوط يسكر ، ويزني مع بناته ( زنا محارم ) ، وذلك في سفرِ التكوين إصحاح19 عدد30وَصَعِدَ لُوطٌ مِنْ صُوغَرَ وَسَكَنَ فِي الْجَبَلِ، وَابْنَتَاهُ مَعَهُ، لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَسْكُنَ فِي صُوغَرَ. فَسَكَنَ فِي الْمَغَارَةِ هُوَ وَابْنَتَاهُ. 31وَقَالَتِ الْبِكْرُ لِلصَّغِيرَةِ: «أَبُونَا قَدْ شَاخَ، وَلَيْسَ فِي الأَرْضِ رَجُلٌ لِيَدْخُلَ عَلَيْنَا كَعَادَةِ كُلِّ الأَرْضِ. 32هَلُمَّ نَسْقِي أَبَانَا خَمْرًا وَنَضْطَجعُ مَعَهُ، فَنُحْيِي مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 33فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ، وَدَخَلَتِ الْبِكْرُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَ أَبِيهَا، وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا. 34وَحَدَثَ فِي الْغَدِ أَنَّ الْبِكْرَ قَالَتْ لِلصَّغِيرَةِ: «إِنِّي قَدِ اضْطَجَعْتُ الْبَارِحَةَ مَعَ أَبِي. نَسْقِيهِ خَمْرًا اللَّيْلَةَ أَيْضًا فَادْخُلِي اضْطَجِعِي مَعَهُ، فَنُحْيِيَ مِنْ أَبِينَا نَسْلاً». 35فَسَقَتَا أَبَاهُمَا خَمْرًا فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ أَيْضًا، وَقَامَتِ الصَّغِيرَةُ وَاضْطَجَعَتْ مَعَهُ، وَلَمْ يَعْلَمْ بِاضْطِجَاعِهَا وَلاَ بِقِيَامِهَا، 36فَحَبِلَتِ ابْنَتَا لُوطٍ مِنْ أَبِيهِمَا.
2- سفرالتكوين إصحاح 26 عدد10فَقَالَ أَبِيمَالِكُ: «مَا هذَا الَّذِي صَنَعْتَ بِنَا؟ لَوْلاَ قَلِيلٌ لاضْطَجَعَ أَحَدُ الشَّعْبِ مَعَ امْرَأَتِكَ فَجَلَبْتَ عَلَيْنَا ذَنْبًا».
3- سفر التكوين إصحاح 34عدد 2فَرَآهَا شَكِيمُ ابْنُ حَمُورَالْحِوِّيِّ رَئِيسِ الأَرْضِ،وَأَخَذَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا وَأَذَلَّهَا.
4- سفر التكوين إصحاح35 عدد22وَحَدَثَ إِذْ كَانَ إِسْرَائِيلُ سَاكِنًا فِي تِلْكَ الأَرْضِ، أَنَّ رَأُوبَيْنَ ذَهَبَ وَاضْطَجَعَ مَعَ بِلْهَةَ سُرِّيَّةِ أَبِيهِ، وَسَمِعَ إِسْرَائِيلُ

5- سفر صموئيل الثاني إصحاح 12عدد10وَالآنَ لاَ يُفَارِقُ السَّيْفُ بَيْتَكَ إِلَى الأَبَدِ، لأَنَّكَ احْتَقَرْتَنِي وَأَخَذْتَ امْرَأَةَ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ لِتَكُونَ لَكَ امْرَأَةً. 11هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هأَنَذَا أُقِيمُ عَلَيْكَ الشَّرَّ مِنْ بَيْتِكَ، وَآخُذُ نِسَاءَكَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ وَأُعْطِيهِنَّ لِقَرِيبِكَ، فَيَضْطَجعُ مَعَ نِسَائِكَ فِي عَيْنِ هذِهِ الشَّمْسِ. 12لأَنَّكَ أَنْتَ فَعَلْتَ بِالسِّرِّ وَأَنَا أَفْعَلُ هذَا الأَمْرَ قُدَّامَ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَقُدَّامَ الشَّمْسِ» تلك النصوص عن نبيِّ اللهِ داود !
قلتُ : إن النصوص التي ذكرتُها نبرأ إلى اللهِ تعالى منها ؛ فلا نؤمن بها ، وليتهم يجيبوننا عنها فهم يؤمنون بها ؟!

كتبه الشيخ /أكرم حسن مرسي
نقلا عن كتابه رد السهام عن خير الأنام محمد - عليه السلام-