ادّعوا أن نبيَّنا محمدًا  كان يمصُ لسانَ الحسن بن علي ، قائلين : أليس هذا من الشذوذ ؟!
وتعلقوا بما جاء في مسند أحمد مسند الشامين حديث معاوية بن أبي سفيان  برقم 16245 حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْقَاسِمِ حَدَّثَنَا حَرِيزٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَوْفٍ الْجُرَشِيِّ عَنْ مُعَاوِيَةَ قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ  يَمُصُّ لِسَانَهُ أَوْ قَالَ :شَفَتَهُ يَعْنِي الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ - صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ - وَإِنَّهُ لَنْ يُعَذَّبَ لِسَانٌ أَوْ شَفَتَانِ مَصَّهُمَا رَسُولُ اللَّهِ  .
تعليق شعيب الأرنؤوط : إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي فقد روى له أبو داود والنسائي وهو ثقة.

• الرد على الشبهة

أولاً : إن هذا الحديثَ أُشكل فهمه على المعترضين، فهم يجهلون تمامًا أن الحسنَ كان طفلاً صغيرًا وهو حفيد النبيِّ  ، بل قد يكون عندما قبلّه النبيُّ  ذلك التقبيل رضيعًا آنذاك ، ولا إشكال في تقبيلِ أبٍ لابنِه الرضيع على تلك الصفة الواردة في الحديثِ كما هو معروف عند العقلاء !
وعليه فالحديث فيه منقبة من مناقبه  ؛ لما فيه من تقبيله لابنه الحسن، ومداعبته إياه يرحمه ويلاطفه ، فالعاقل ذو الفطرة السليمة لا يمكن أن يفهم من الحديث سوى هذا الفهم بخلاف فهم المعترضون !

ثانيًا :كتب أحدُ مشرفي موقع ملتقى أهل السنة أبو خالد السلمي قائلاً:هذا الحديث استغله بعضُ المنصّرين الحاقدين للطعن في جناب المصطفى ، وانطلى مكرهم على بعض المفتونين ، فدخل الريب قلوبهم . وما أُتِيَ هؤلاء إلا من قبل انتكاس فطرتهم ، فهؤلاء الإفرنج الأنجاس ، لا مانع عندهم أن يعانق رجلٌ امرأةً أجنبية عنه في قارعة الطريق ويقبلها في فمها وحيث يشاء ، ويمرون بجوارهما لا يحركون ساكنا ولا يرون أي غضاضة في ذلك ، بينما لو قبّل مسلم ابنه أو ابنته قبلة رحمة ومداعبة نظروا إليه نظر ريبة،بل وصل الأمر إلى الاتصال بالشرطة ومحاكمة رجل مسلم هنا في أمريكا كان يقبل ابنته الرضيعة كما يلاعب المسلم طفله ملاعبة رحمة وعطف في الطريق ، فاتهموه بالشذوذ الجنسي ، وفرقوا بينه وبين ابنته وأخذوا ابنته منه وجعلوا أسرة نصرانية تكفلها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله أهـ. بتصرف يسير.
ثالثًا : إن قيل : إن هناك إشكالاً في قولِ معاوية في آخرِ الحديثِ " وَإِنَّهُ لَنْ يُعَذَّبَ لِسَانٌ أَوْ شَفَتَانِ مَصَّهُمَا رَسُولُ اللَّهِ  " والإشكالية تكمن في أن هذا الأمر وحده لا يكفي للنجاة من عذابِ اللهِ ، ولهذا ختم اللهُ  سورة التحريم بذكر امرأة نوح ، وامرأة لوط فكون كل منهما زوجة نبي لم يغن عنهما شيئًا ، وكانتا من أهلِ الناِر يذّكر بذلك زوجات النبيِّ  - رضي اللهُ عنهن- ؛ قال  :  ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ  (التحريم10).
قلتُ : يزول الإشكال بأن ما ذكره معاوية  من عدم تعذيب من كان كذلك ؛ إنما يكون مع توافر شروط أخرى علمها النبيُّ  ولم نعلمها ، ومما يدل على ذلك أن النبيَّ  دعا للحسن وهو طفل، وذلك في صحيح البخاري برقم 5544 عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- كَانَ رَسُولُ اللَّهِ يَأْخُذُنِي فَيُقْعِدُنِي عَلَى فَخِذِهِ وَيُقْعِدُ الْحَسَنَ عَلَى فَخِذِهِ الْأُخْرَى ثُمَّ يَضُمُّهُمَا ثُمَّ يَقُولُ :" اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمَا فَإِنِّي أَرْحَمُهُمَا ".
رابعًا : إن هذا الحديثَ وغيرَه من الأحاديثِ التي فيها تحنيك الطفل ... كانت من أسبابِ إسلام أخت لنا هي طبيبة كتبت مقالا بعنوان: رحلة دكتورة رولا من النصرانية إلى الإسلام :
أولاً : أنا أؤمن بمبدأ أن لكل سؤال جوابا ولكل داء دواء من هذا المنطلق بدأت بالبحث عن ما جاء به الرسول لقد انتابني شعور غريب أن هذا الرسول محمد رجل صادق فأصبح عندي حب استطلاع أكثر وأكثر فتحت صفحه الإعجاز العلمي بطب الأطفال وقرأت عن الرضاعة بأن الرسولَ أوصى بالرضاعة لمده سنتين كاملين وفعلا الرضاعة كلما كانت مدتها أطول كلما كان عند الرضيع جهاز المناعة أحسن هذا من ناحية علميه أقرته أبحاث طبية بريطانية.
ثانيًا : لفت نظري تصرف من تصرفات الرسول وهو تحنيك المولود بالتمر.
فالتمر يحتوي على السكر "الجلوكوز" بكميات وافرة وخاصة بعد إذابته بالريق الذي يحتوي على إنزيمات خاصة تحول السكر الثنائي سكروز إلى سكر أحادي، كما أن الريق ييسر إذابة هذه السكريات، وبالتالي يمكن للطفل المولود أن يستفيد منها، وبما أن معظم أوكل المواليد يحتاجون للسكر "الجلوكوز" بعد ولادتهم مباشرة فإن إعطاء الطفل التمر المذاب يقي الطفل من مضاعفات نقص السكر الخطيرة.
أنا أتوجه ألان لأي مسيحي ويجاوب كيف لرسول أمي أن يملك معلومات طبية لها ألاف السنين واليوم نلاحظ قد دأبت مستشفيات الولادة والأطفال على إعطاء المولودين محلول الجلوكوز ليرضعه المولود بعد ولادته مباشرة. ثم بعد ذلك تبدأ أمه بإرضاعه0أنا اقتنعت بهذا الدين لذلك أعلن إسلامي : اشهد أن لا اله ألا الله واشهد أن محمدًا رسول الله وأن عيسى عبد الله ورسوله
خامسًا : إن الكتابَ المقدس يذكر لنا معجزة إليشع لما أحيى الصبيَّ ؛ نجده اضطجع فوق الصبيِّ ، ووضع فمه على فمِه...... جاء ذلك في سفر الملوك الثاني إصحاح 4 عدد 32وَدَخَلَ أَلِيشَعُ الْبَيْتَ وَإِذَا بِالصَّبِيِّ مَيْتٌ وَمُضْطَجعٌ عَلَى سَرِيرِهِ. 33فَدَخَلَ وَأَغْلَقَ الْبَابَ عَلَى نَفْسَيْهِمَا كِلَيْهِمَا، وَصَلَّى إِلَى الرَّبِّ. 34ثُمَّ صَعِدَ وَاضْطَجَعَ فَوْقَ الصَّبِيِّ وَوَضَعَ فَمَهُ عَلَى فَمِهِ، وَعَيْنَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ، وَيَدَيْهِ عَلَى يَدَيْهِ، وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ فَسَخُنَ جَسَدُ الْوَلَدِ. 35ثُمَّ عَادَ وَتَمَشَّى فِي الْبَيْتِ تَارَةً إِلَى هُنَا وَتَارَةً إِلَى هُنَاكَ، وَصَعِدَ وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ فَعَطَسَ الصَّبِيُّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ فَتَحَ الصَّبِيُّ عَيْنَيْهِ !!
قلت : نحن -المسلمين- لم نسئ الظنَ بنبيِّ الله إليشع ، ولم نقل مثل المعترضين: لماذا وضع فمه على فمِه...؟ هل هذا شذوذ ؟! ألا توجد طريقة لإحياءِ الصبي أفضل هذه ...؟

كتبه الشيخ /أكرم حسن مرسي
نقلا عن كتابه رد السهام عن خير الأنام محمد - عليه السلام-