بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
الصفات والخطيئة ... افكار

خلق الله ادم واسكنه الجنة برحمته (وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا ) الآية 35 من سورة البقرة , وعندما اخطأ أخرجه منها وحرمه من نعيمها لزجره وتأديبه وهذا عقاب ليس بالهين ومع كونه ليس بالهين فهو لم ينفك عن الرحمة بل كان مقرونا بها , وإلا لكان مصيره الجحيم والعذاب المقيم , ثم أعطاه فرصة ه أخرى على سطح الأرض ليثبت جدارته واستحقاقه وفى ذلك نرى معنى المغفرة في أبهى صورها ... ( فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم ) الآية 37 من سورة البقرة ... ( قلنا اهبطوا منها جميعا فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ( 38 ) والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ( 39 ) الآيات من سورة البقرة , المغفرة التي تتمثل في الإمهال وعدم الأخذ الفوري بالعقاب أو مطلق العذاب , وقد قيل لا يمكن أن يجتمع العقاب مع المغفرة , فلا يبقى لنا إلا أن نرى العفو , ويمكننا أن نراه بسهولة في طرح الرحمة التي تمثلت في إدخال ادم الجنة بدون استحقاق , من العقاب الذي تمثل في الخروج منها لنجد أن ادم لم يدفع ثمن الخطيئة بل أعطى ما اخذ بدون استحقاق أو رد الحق إلى أهله الأمر الذي جعله لم يتكلف شيء (فالله عاقبه بأخذ ما أعطاه وبالتالي لم يغرمه شيء) وفى ذلك أو ذاك نرى معنى العفو الذي يتمثل في عدم دفع ثمن الخطيئة أو محوها وجعلها كان لم تكن , وبذلك يكون ادم قد ..

وقع عليه العقاب بالحرمان من الجنة ,

واكتنفته الرحمة بعدم دخول النار ,

وتلمسته المغفرة بالإمهال إلى يوم القيامة ,

وعمه العفو بعدم دفع الثمن ,

لنرى في مشهد واحد كل صفات الرحمن المتعلقة بالخطيئة مشهد يبدأ بدخول ادم الجنة وينتهي بالهبوط على الأرض .