ميلاد أعظم رجل فى العالم

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

ميلاد أعظم رجل فى العالم

النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: ميلاد أعظم رجل فى العالم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    212
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    11-05-2014
    على الساعة
    10:28 PM

    افتراضي ميلاد أعظم رجل فى العالم


    مولد اعظم رجل فى العالم
    منذ خلق الله الخلق والى يوم القيامة
    صل الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا


    أما بعد، فيا أيها الإخوة المسلمون، كلما أهلّ علينا شهر ربيع الأول تذكر الناس مولد أعظم شخصية في الوجود، وهي شخصية محمد صلى الله عليه وسلم الذي اصطفاه الله تعالى من خلقه، وصنعه على عينه، وأرسله رحمة للعالمين.
    وللناس في هذا الشهر أحوال في الاحتفاء أو الاحتفال بمولد محمد صلى الله عليه وسلم، واحتفاؤنا واحتفالنا واهتمامنا بمولده صلى الله عليه وسلم ليس كما يصنع الجهال والغافلون من الناس.
    ليس بأن نقيم الزينات، أو نرفع الرايات، أو نوزع الحلوى، إنما احتفالنا به أن نتذكر هذا الرسول العظيم، أن نعيش في ذكراه، أي نعيش في ذكرى سيرته، أو ذكرى رسالته صلى الله عليه وسلم.
    إن هذا الرسول العظيم قد ترك لنا سيرة طاهرة عاطرة، وترك لنا رسالة عامة خالدة، صالحة مصلحة لكل زمان ومكان، والاحتفاء والاحتفال به أن نتذكر هذه السيرة وتلك الرسالة، رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وسيرته، هي موضع أحاديثنا في هذه المدة من الزمن.
    إن السيرة النبوية هي من أنصع الأدلة على أن محمدا صلى الله عليه وسلم مرسل من ربه، لا يمثل نفسه، وإنما يمثل الإرادة العليا، إرادة الله عز وجل: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى* عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) [النجم:3-5].
    من قرأ هذه السيرة عرف بصدق ويقين أن صاحبها لا يمكن أن يكون دعيًّا، لا يمكن أن يكون دجالا، كما لا يمكن أن يكون ملكا أو طالب ملك، لا يمكن أن يكون رجل دنيا.
    صاحب هذه السيرة صادق كل الصدق، يتمثل الصدق في هذه السيرة في كل جنباتها، ومن هنا كان علينا أن نقف وقفات في جوانب العظمة والخلود والطهارة والإشراق في هذه السيرة النبوية المحمدية.
    ومن حسن حظنا نحن المسلمين أن هذه السيرة محفوظة.. مروية.. مسجلة.. مخلدة.
    سِيَر الأنبياء معظمها ضاعت، وما بقي منها لا يكوّن حلقات متصلة، وليس له إسناد يصلنا بهم، ولكن سيرة محمد صلى الله عليه وسلم بقيت محفوظة.
    محفوظة في كتاب الله عز وجل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، محفوظة في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي سننه التي رواها الثقات في كتب الحديث الجامعة، في الصحيحين، في الكتب الستة، في الجوامع والمصنفات والمسانيد، محفوظة في كتب السيرة التي عُنيت بهذا الأمر خاصة، ككتب ابن إسحاق، وابن هشام، وابن كثير، وغيرهم، محفوظة في كتب الشمائل التي عُنيت بأخلاقه، وشمائله، وهديه صلى الله عليه وسلم، محفوظة في كتب الدلائل.. ودلائل النبوة والآيات والمعجزات الحسية والمعنوية المتكاثرة والوفيرة التي أظهرها الله على يديه صلى الله عليه وسلم محفوظة في كتب التاريخ العام التي خصصت جزءا كبيرا لحياته صلى الله عليه وسلم، كل هذا موجود عندنا نحن المسلمين.
    والسيرة محفوظة من ألفها إلى يائها، من المولد إلى الوفاة، هذا مذكور في كتب وفي سجلات السيرة عندنا.
    في السيرة: كيف ولد؟، ومتى ولد؟، ومن أرضعه؟، ومن احتضنه؟، وكيف نشأ؟، وماذا عمل في صباه؟، وماذا عمل في شبابه؟، وماذا صنع في كهولته قبل البعثة وبعد البعثة، قبل الهجرة وبعد الهجرة؟، كل هذا تحكيه لنا سيرة محمد صلى الله عليه وسلم.
    حلقات متصلة مروية بأسانيدها الصحاح، لا يوجد هذا لأي نبي من الأنبياء، ولا لأي عظيم من العظماء؛ لأن الأنبياء الذين بعثهم الله بعثهم لمراحل موقوتة، لزمن محدود معلوم، ولأقاليم معينة، وأقوام مخصوصين.
    أما محمد صلى الله عليه وسلم فكانت رسالته عامة خالدة خاتمة "امتدت طولا حتى شملت آباد الزمن، وامتدت عرضا حتى انتظمت آفاق الأمم، وامتدت عمقا حتى استوعبت شئون الدنيا والآخرة" [كما قال الإمام حسن البنا].
    لهذا تكفل الله بحفظ سيرته وسنته صلى الله عليه وسلم في مجموعهما، باعتبارهما البيان النظري والشرح العملي للكتاب الكريم، وحفظ المبيَّن يقتضي حفظ البيان، كما قال الإمام الشاطبي رضي الله عنه.
    الله تكفل بحفظ كتابه: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [الحجر:9]، والسنة والسيرة هما الشرح النظري والتطبيق العملي لكتاب الله، لهذا حفظهما الله تبارك وتعالى.
    عندنا نحن المسلمين سيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم، تحكي لنا كل أحواله: أقواله، وأعماله، وتقريراته، وأوصافه الخِلقية، وصفاته الخُلقية، وسيرته كلها.
    ليس هناك دائرة حمراء في هذه السيرة، يقال: هذه لا تروى، أو هذا شيء خاص لا يذكر للناس، لا.. حياته كلها صلى الله عليه وسلم ملك للناس، أكله إذا أكل، شربه إذا شرب، لبسه إذا لبس، ركوبه الدابة إذا ركب، نومه إذا نام، استيقاظه إذا استيقظ، خروجه من بيته، كل هذا، حتى صلته بأهله، حتى الصلة الجنسية تروى للناس؛ لأن فيها تشريعا، ولأن فيها اقتداء.
    روت لنا السيرة كل حياته صلى الله عليه وسلم، في علاقته بربه، في علاقته بنفسه، في علاقته بزوجاته، في علاقته بأولاده، في علاقته بأحفاده، في علاقته بالناس، في علاقته بالأعداء، في سلمه إذا سالم، في حربه إذا حارب، في صلحه إذا صالح، كل هذا مروي في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى حياته الخاصة ترويها تسع نسوة، لو نسيت واحدة ذكرتها الأخرى، ليكون كل شيء أمامنا واضحا جليا (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا) [الأحزاب: 21].
    ما أحوجنا نحن المسلمين إلى أن نتدبر سيرة رسولنا صلى الله عليه وسلم، أن نعيش مع هذه السيرة، أن نستجلي جوانب العظمة المحمدية، العظمة التي أشار إليها رب العزة في كتابه.
    أشار إلى جانب من جوانبها -وهو الجانب الخلقي- حينما قال: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القمر: 4]، الله زكى نبيه هذه التزكية، وليس بعدها تزكية.
    ما أحوجنا إلى أن ندرس هذه السيرة دراسة المتأمل البصير؛ لنعرف كيف نقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكيف نأخذ الأسوة، ونقتبس النور من هذه السيرة الجامعة لحياتنا.. لأنفسنا.. لبيوتنا وأسرنا.. لأبنائنا وبناتنا.. لمجتمعاتنا.. لحكامنا ومحكومينا.. نأخذ من هذه السيرة هديا، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
    إننا كثيرا ما نقف عند الأشياء التي لا تسمن ولا تغني من جوع، طالما كنت أسمع وأنا صغير قصة المولد، يقرءونها في القرى والأرياف، ومعظم هذه القصة تدور على أشياء وخوارق ليس فيها هذا الأمر الذي نريده: جانب القدوة، جانب التأسي، جانب العظمة في سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وفي رسالته.
    طالما رأينا المؤذنين يؤذنون على المآذن والمنابر، يقولون: الصلاة والسلام عليك يا أول خلق الله، وما ثبت أنه أول خلق الله، الصلاة والسلام عليك يا مليح الوجه يا رسول الله، أفي ملاحة الوجه هذه مجال للقدوة؟!.
    المسلمون –أو أقول: الكثيرون منهم– أخطئوا فهم شخصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه الشخصية التي أنزل عليها الرسالة الخالدة العامة، اختاره الله سبحانه وتعالى ليختم النبوات والرسالات، ويعلن أنه خاتم النبيين، وأنه لا نبي بعده.
    هذه الشخصية في حاجة إلى أن ندرسها، إلى أن نعرفها، وما أكثر الجوانب التي يمكن أن نقف عندها لنعرف عظمة الشخصية المحمدية.
    خذوا الجانب الرباني من سيرته وحياته صلى الله عليه وسلم، جانب التعبد لله تبارك وتعالى، إن من يقرأ في هذا الجانب، جانب العبادة.. الصلاة.. الصيام.. الذكر.. التسبيح.. التهليل.. التكبير.. الدعاء.. الاستغفار يجد قلبا نابضا بحب الله تبارك وتعالى، يجد لسانا رطبا بذكر الله تعالى، لا ينساه على كل حال، يذكر الله في كل أحواله، وعلى كل أحيانه.
    انظروا إلى الرسول العابد الذي أمره الله تعالى بقوله: (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر: 99]، فكان يعبده في ليله ونهاره، وصباحه ومسائه، في خلوته وجلوته، لا يفتر عن عبادة ربه.
    كان يعلم أن الإنسان ما خُلق إلا لعبادة الله، وأن عبادة الله هي المهمة الأولى لهذا المخلوق الذي خلقه الله بيده، وسواه ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وجعله خليفة في الأرض.
    كان يعلم أن مهمته أن يعبد الله عبادة مبنية على معرفة به (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ* مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ* إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) [الذاريات: 56-58]؛ لهذا كان صلى الله عليه وسلم أكثر الناس إقبالا على الله.
    شرع الله الصلوات الخمس لتربط المسلم بربه كل يوم خمس مرات، لا يوجد دين يربط الإنسان بمولاه هذا الربط الوثيق، ليكون دائما على موعد مع ربه، كلما شغلته الشواغل، كلما غرق في لجة الحياة، كلما أنسته مطالب الدنيا، كلما غرق مع التجارات، مع الدينار والدرهم، لكنه حين يسمع المنادي ينادي: الله أكبر الله أكبر.. حي على الصلاة.. حي على الفلاح يترك البيع والشراء، ويترك دنياه ودنيا الناس، ويهرع إلى بيت الله، هكذا علم محمد صلى الله عليه وسلم الناس.
    علمهم أن الحياة إنما تكون لله وبالله، وأن الإنسان يجب أن يتحرر لمولاه، هكذا علمه ربه: (قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) [الأنعام: 162، 163].
    ولهذا كان صلى الله عليه وسلم المسلم الأول في كل أمر، المسلم الأول في عبادته إذا تعبد، في ذكره إذا ذكر، في دعائه إذا دعا، في خُلقه إذا تخلق، في جهاده إذا جاهد.
    كان المسلم الأول في عبادته لله، ولم تكن عبادته مجرد تسديد خانة، أو امتثالا لأمر، بل كانت عبادته عبادة الحب والشوق إلى الله سبحانه وتعالى.
    كان إذا قرب وقت الصلاة يتشوق إليها ويحن لها، ينتظر وقتها بفارغ الصبر، حتى إذا حان الوقت قال لمؤذنه: "قم يا بلال فأرحنا بالصلاة" [رواه أبو داود في كتاب الأدب من سننه، وأحمد في مسنده]، وما أعظم الفرق بين من يقول: أرحنا بها، ومن يقول: أرحنا منها.
    إنها صلاة الحب، لا مجرد صلاة الأمر، إنه كان يجد فيها نفسه، يجد فيها غذاء قلبه، وانشراح صدره، وحياة روحه، وقرة عينه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: "... وجعلت قرة عيني في الصلاة" [رواه النسائي، وأحمد في المسند، وإسناده حسن].
    كان يصلي الصلوات الخمس في ميقاتها، في جماعتها، بخشوعها، وركوعها، وسجودها، وإسباغ وضوئها، وما كان يكتفي بها، بل كان له صلوات.
    كان يصلي من الليل، ما كانت متاعبه لتشغله عن وقوفه بين يدي ربه، إذا جن الليل، وأرخى ستوره، وغارت النجوم، وهدأت العيون، وأوى كل ذي فراش إلى فراشه، كان يقوم من الليل، ويصف قدميه مصليا لله عز وجل، ويناجيه فيقول: "اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض، ولك الحمد أنت قيام السموات والأرض، ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهن، أنت الحق، وقولك الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك الحق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وأخرت، وما أسررت وأعلنت، أنت إلهي لا إله إلا أنت" [متفق عليه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما].
    هذا هو النبي العظيم، ما شغلته متاعب الحياة، ومتاعب الدعوة، وما شغلته حياته الخاصة، تسع نسوة لهن مطالب، ولهن حاجات، ولهن تطلعات، ومسلمون لهم حاجات، ولهم مطالب، وعليه توجيههم وهدايتهم، وجبهات تقف له بالمرصاد، تريد أن تقتلع جذوره، وأن تهدم دعوته من أساسها: الجبهة الوثنية، والجبهة اليهودية، والجبهة النصرانية البيزنطية، والجبهة المجوسية المتربصة، والطابور الخامس من المنافقين الذين يعلنون الإسلام ويبطنون الكفر (يُخَادِعُونَ اللهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ) [البقرة: 9].
    متاعب الحياة، ومتاعب الدعوة وهمومها، ما كانت لتشغله أن يقف بالليل مع ربه.
    يقف ويطيل الوقوف حتى تتورم قدماه، حتى تتفطر وتتشقق من طول القيام، حكى عنه حذيفة رضي الله عنه قال: "صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلا، إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول: سبحان ربي العظيم، فكان ركوعه نحوا من قيامه، ثم قال: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد، ثم قام طويلا قريبا مما ركع، ثم سجد فقال: سبحان ربي الأعلى، فكان سجوده قريبا من قيامه" [رواه مسلم، (رياض الصالحين للنووي: باب فضل قيام الليل)].
    إنها صلاة يشعر فيها بحلاوة العبادة، يجد حلاوتها في قلبه، فلا يمل ولا يضجر ولا يسأم، وأصحابه الذين كانوا أصغر منه سنا، وأقوى منه شبابا، ما كانوا يصبرون على هذه الصلاة الطويلة، حتى قال ابن مسعود، وهو من الصحابة: "صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ليلة، فلم يزل قائما حتى هممت بأمر سوء، قيل: ما هممت؟، قال: هممت أن أجلس وأدعه" [متفق عليه]، لم يصبر على طول القيام.
    "كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه –من طول القيام– فقالت له زوجته عائشة مشفقة عليه: لِمَ تصنع هذا وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟، قال: أفلا أكون عبدا شكورا؟" [متفق عليه].
    أي أن هذه المغفرة تجعلني أزداد في الإقبال على الله؛ شكرا لنعمته، ووفاء بحقه، وقياما بحبه، هكذا كان صلى الله عليه وسلم.
    كان متعبدا لله عز وجل عبادة الخشية، وعبادة المحبة، كان يصلي ويطيل السجود، ويطيل الركوع، ويطيل القيام، وله في سجوده وركوعه وما بين التكبيرات أدعية وأذكار تملأ القلب بالخشية والخشوع، وتهز كيان النفس هزا، ما أحوجنا أن نقرأها ونحفظها وندعو له!.
    كان إذا ركع يقول: "سبوح قدوس رب الملائكة والروح" [رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها، وأبو داود، والنسائي]، ويقول: "اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي" [رواه مسلم عن علي رضي الله عنه].
    وإذا قام من ركوعه يقول: "اللهم ربنا لك الحمد، ملء السموات والأرض، وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد، وكلنا لك عبد، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد". [رواه مسلم عن أبي سعيد الخدري، وأبو داود، والنسائي].
    وكان إذا سجد قال: "اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره، وشق سمعه وبصره، تبارك الله أحسن الخالقين" [رواه مسلم عن علي رضي الله عنه، وأبو داود، والترمذي، والنسائي].
    وفيما بين السجدتين يقول: "رب اغفر لي وارحمني، واجبرني وارفعني، وارزقني واهدني" [رواه البيهقي في سننه عن ابن عباس في حديث مبيته عند خالته ميمونة رضي الله عنها، ورواه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، والحاكم].
    هكذا كانت صلاته صلى الله عليه وسلم، صلاة الخشية.. صلاة الحب.
    أما صيامه، فكان يصوم رمضان، هذا الشهر الكريم الذي كان يعتبره موسما لطاعة الله والإقبال عليه، فإذا جاء رمضان كان مع جبريل يدارسه القرآن، وكان إذا لقيه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة.
    "وكان إذا دخل العشر -الأواخر- شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله" [رواه الستة إلا الترمذي عن عائشة]، واعتكف في المسجد، اعتزل عزلة مؤقتة عن شواغل الحياة لعبادة الله عز وجل.
    كان قبل رمضان يقوم بعض الليل وينام بعضه، ولكن في هذه العشر الأواخر يحيي الليل كله لعبادة الله، ويوقظ أهله.. نساءه، ليشاركنه هذا المغنم.. هذا الخير، ما كان يحب أن يكون وحده في طاعة الله، روت عنه أم سلمة: أنه استيقظ ليلة، فقال: "سبحان الله!، ما أنزل الليلة من الفتن؟، ماذا أنزل من الخزائن؟، من يوقظ صواحب الحجرات؟ -يعني نساءه- يا رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة". [رواه البخاري عن أم سلمة في كتاب التهجد من صحيحه].
    هكذا كان صلى الله عليه وسلم يصوم ويقوم، ولم يكن يكتفي بصيام رمضان، كما لم يكن يكتفي بالصلوات الخمس.
    كان يصوم الأيام البيض من كل شهر: الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر [من حديث جرير رضي الله عنه، رواه النسائي بإسناد جيد، والبيهقي]، وكان يصوم الإثنين والخميس، ولما سُئل في ذلك قال: "تعرض الأعمال يوم الإثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم" [رواه الترمذي من حديث أبي هريرة، وقال: حديث حسن غريب، وروى النسائي نحوه في حديث عن أسامة بن زيد].
    كان يصوم حتى يقال لا يفطر، ويفطر حتى يقال لا يصوم، وكان أحيانا يصوم ويواصل الصيام، وينهى أصحابه عن الوصال رفقا بهم، فيقولون له: إنك تواصل يا رسول الله، فيقول: "وأيكم مثلي؟، إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني" [متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه].
    لا تظنوا أنه يطعمه اللحم والأرز، أو الفاكهة، أو يسقيه الماء، لا، إنه غذاء آخر، وشراب من نوع آخر.
    إنه غذاء القلب، وشراب الروح، إنه مشغول بمعرفة ربه وحبه وخشيته، لذلك شغله هذا عن الشراب والطعام والدنيا، كما قال القائل:
    لها أحاديث من ذكراك تشغلهـا عن الشراب وتلهيها عن الزاد
    لها بوجهك نور يستضــاء له ومن حديثك في أعقابها حادي
    إذا شكت من كلال السير أوعدها روح القدوم فتحيا عند ميعاد
    من في الناس يصل إلى هذه المرحلة؟!.
    إن في الحديث عن عبادته صلى الله عليه وسلم، عن هذا الجانب الرباني من سيرته يطول، ولعل لنا عودة إليه لنجلي هذا الجانب –جانب الذكر والشكر وحسن العبادة– في حياة النبي العظيم صلى الله عليه وسلم، فإنه من أنصع الأدلة على أنه رسول الله.
    إن الدجالين لا يمكن أن يحملوا بين جنوبهم مثل هذا القلب الشاكر، ولا يمكن أن يكون لهم مثل هذا اللسان الذاكر، ولا يمكن أن يكون لهم مثل هذا البدن الصابر على طاعة الله وعبادته.
    إن هذا القلب قلب النبي المحب لربه، الخائف من عذابه، الراجي لرحمته، المقبل عليه بكل همته، إنه دليل من أسطع الأدلة على أنه رسول الله، على أنه يتكلم عن الله، لا يتكلم عن هواه، ولا يصدر من عند نفسه (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى* وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى) [النجم: 1-4].
    صلى الله عليك وسلم يا رسول الله، وجعلنا الله من المهتدين بهديك، المقتدين بسنتك: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا) [الأحزاب: 21].
    أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم، وادعوه يستجب لكم.
    الخطبة الثانية
    أما بعد، فيا أيها الإخوة المسلمون:
    ورد أنه في يوم الجمعة ساعة إجابة، لا يدعو بها عبد مسلم بخير إلا استجاب له، ولعلها تكون هذه الساعة.
    اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا، واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، اللهم اجعل يومنا خيرا من أمسنا، واجعل غدنا خيرا من يومنا، وأحسن عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، اللهم أكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وزدنا ولا تنقصنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وارض عنا وأرضنا (...رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) [البقرة: 286].
    عباد الله: (إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56].
    اللهم صل وسلم وبارك على نبيك، وعلى آله وصحبه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين،
    توقيع
    @سالم@
    يقينى بالله يقينى

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    المشاركات
    7,306
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    28-02-2023
    على الساعة
    12:53 AM

    افتراضي

    صلى الله و سلم و بارك على الحبيب المصطفى سيدنا محمد
    ( يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة )
    ثم وصف تعالى ذكره نفسه بأنه المتوحد بخلق جميع الأنام من شخص واحد ، معرفا عباده كيف كان مبتدأ إنشائه ذلك من النفس الواحدة ، ومنبههم بذلك على أن جميعهم بنو رجل واحد وأم واحدة وأن بعضهم من بعض ، وأن حق بعضهم على بعض واجب وجوب حق الأخ على أخيه ، لاجتماعهم في النسب إلى أب واحد وأم واحدة وأن الذي يلزمهم من رعاية بعضهم حق بعض ، وإن بعد التلاقي في النسب إلى الأب الجامع بينهم ، مثل الذي يلزمهم من ذلك في النسب الأدنى وعاطفا بذلك بعضهم على بعض ، ليتناصفوا ولا يتظالموا ، وليبذل القوي من نفسه للضعيف حقه بالمعروف على ما ألزمه الله له (تفسير الطبرى)

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    المشاركات
    1,460
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    02-06-2014
    على الساعة
    01:49 PM

    افتراضي



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    516
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    21-01-2012
    على الساعة
    12:14 PM

    افتراضي

    ...اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد:salla-s:...
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    221
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    29-05-2011
    على الساعة
    08:45 PM

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    ------------------------
    دلائل جواز الأحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلّّم
    --------------------------------------
    لقد كثر في هذا الزمان و للأسف الشديد اللذين ينكرون الأحتفال بمولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم , ويعتبرونه من الأمور التي ليست من هذا الدين في شيئ , وليس لهم دليل في ذلك الا الفهم السقيم لأحكام الدين ونصوصه وأحاديثه , بالإضافة الى تحكمهم الى أهوائهم ونفوسهم , مع انك لا تجدهم ينكرون على اللذين يحتفلون من المسلمين بالأعياد غير الإسلامية , ولا تسمع لهم صوت ولا انكار عندما تحي هذه الأعياد , هذا اذا لم يحتفلوا هم بهذه الأعياد غير الإسلامية , مع ان الإحتفال بمثل هذه الأعياد غير الإسلامية ظاهرة من مظاهر التشبه بغير المسلمين , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من تشبه بقوم فهو منهم "
    ولا شك ان الأحتفال بعيد غير المسلمين يعتبر تشبها بهم لأنك تفرح بفرحهم وتسر لسرورهم فلم يعد بينك وبينهم فارق الا الإسلام فقط ,

    ان إنكار مثل هولاء للاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ليدل كما ذكرنا على فهمهم السقيم لأحكام هذا الدين وانتصارهم لأهوائهم وأنفسهم مع أن الأدلّة صريحة وواضحة ولا لبس فيها وكلها تدل على جواز الأحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم
    وسأحاول إن شاء الله سوق بعض الأدلة على جواز الأحتفال بعيد المولد وسأذكر بعدها بعض أقوال علماء الأمة المحققين في هذا السياق
    --------------------------------------
    الدليل الأول:
    لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يحي بشخصه ذكرى مولده في كل اسبوع مرّة , لا في العام مرة
    وذلك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الأثنين وكان يعبّر عن ذلك التعظيم بالصيام كما جاء في الحديث عن ابي قتادة " أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم سئل عن صوم يوم الأثنين فقال : فيه ولدت وفيه انزل علي "
    فكان صومه صلى الله عليه وسلم نوع من إحياء ذكرى مولده وتوجيهاً لنا الى منزلة هذا اليوم وحثّنا على الأهتمام بشأنه صلى الله عليه وآله وسلّم

    ------------------------------------------------------------------------------------------

    الدليل الثاني : بسم الله الرحمن الرحيم

    يقول الله عزوجل في كتابه العزيز " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أمّا أنا بعث رحمةً ولم أبعث لعّّاناً " ذكره السيوطي في الجامع الصغير
    وقال صلى الله عليه وسلم أيضا " إنما أنا رحمة مهداة " أخرجه الحاكم
    فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو الرحمة العظمى وقد أذن الله لنا بالفرح والسرور بمولد تلك الرحمة فقال سبحانه وتعالى " قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا " سورة يونس -58-
    وقال الإمام السيوطي في تفسير هذه الاية ناقلاً عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما " فضّل الله العلم , ورحمته رسول الله صلى الله عليه وسلم "
    فاذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو رحمة الله , فلماذا لا نفرح بهذه الرحمة ؟
    وهذا دليل قاطع في جواز الأحتفال ولمن كان له فهم في كلام الله سبحانه وتعالى
    --------------------------------------------------------------------------------------------
    الدليل الثالث :

    إن الأحتفال بالمولد النبوي الشريف تعبيراً عن الفرح والسرور برسول الله صلى الله عليه وسلم قد انتفع به الكافر قبل المسلم , فقد جاء في الأثر انه يخفف عن الكافر ابي لهب العذاب كل يوم أثنين بسبب عتقه لثويبة جاريته لما بشرته بولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم - أخرجه البخاري -
    فاذا كان الكافر ابو لهب يخفف عنه العذاب كل ليلة أثنين بسبب فرحه بمولد النبي صلى الله عليه وسلم , فما حال الموحد الذي سر بمولده , ويبدل ما تصل إليه قدرته تعبيراً عن محبته لرسول الله صلى الله عليه وسلّم , فلا شك أنه سيكون له أجر عظيم عند الله سبحانه وتعالى
    ------------------------------------------------------------------------------------------
    الدليل الرابع:

    أخرج البخاري ومسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما وصل الى المدينة المنورة وراى اليهود يصومون يوم عاشوراء , فسأل عن ذلك , فقيل له : إنهم يصومونه لأن الله نجّى فيه نبيهم موسى عليه السلام وأغرق فرعون وجنوده فهم يصومونه شكراً لله على هذه النعمة , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نحن أولى بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه
    والمستفاد من هذا الأثر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فرح بنجاة موسى عليه السلام والرسول صلى الله عليه وسلّم أمرنا بصيامه تعبيراً عن فرحنا أيضا , إذن ؟ فرحنا بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلّم أولى , وكيف وهو أفضل من سيدنا موسى عليه السلام ؟
    الدليل الخامس:

    أن الله سبحانه وتعالى قال " ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير "
    فالدعوة الى الأحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم دعوة الى الخير , فالدعوة هنا فرض كفاية وذلك لما اشتملت عليه هذه الأجتماعات من تلاوة للقرآن الكريم وتسبيح لله سبحانه وتعالى وصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلّم ومن ذكر لشمائله وصفاته صلى الله عليه وسلّم وبذلك تزداد محبة المسلمين لرسولهم صلى الله عليه وسلّم وتالله ما ازدادت محبّتنا للمصطفى صلى الله عليه وسلّم إلا بتعظيمنا ومداومتنا على حضور هذه المجالس المباركة , والأمر صحيح ومجرب .
    --------------------------------------------------------------------------------------------
    الدليل السادس:

    لقد ورد من عدة طرق أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة مع أنه قد ورد أن جده عبد المطلب عق عنه في سابع ولادته , والعقيقة لا تعاد ثانية .
    فتحصل من ذلك ان الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم هو إظهارا للشكر على إيجاده رحمةً للعالمين والله ورسوله أعلم

    الدليل السابع :

    إن أمر الأحتفال بالمولد النبوي الشريف قد استحسنه العلماء قبل العوام في جميع أنحاء البلاد الإسلامية , وجرى به العمل في كل بقعة من بقاع الأرض , فهو مطلوب شرعاً وذلك للقاعدة الفقهية المأخوذة من حديث الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه الموقوف والذي ذكره ابو نعيم في الحلية عند ترجمته قال " ما رآه المسلمون حستا فهو عند الله حسن , وما رآه المسلمون قبيحاً فهو عند الله قبيح "
    ------------------
    تنبيه هام
    وكل هذا الذي ذكرناه من الأدلّة الشرعية على جواز الأحتفال بعيد المولد النبوي الشريف إنما هو في المولد الذي خلا من الأمور المخالفة للشريعة الإسلامية
    أما المولد الذي يشتمل على الأمور المخالفة للشريعة كأختلاط الرجال بالنساء او استعمال الآلات الموسيقية فهو منكر وليس الإنكار هنا للمولد وإنما هو للأمور المخالفة التي اشتملت عليه
    وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلّم
    منقول


    اللهم صل على سيدنا محمد وآله بقدر حبه عندك
    -------------------------------------------------------
    اللهم صل صلاة كاملة وسلّم سلاماً تامّاً على سيدنا محمد الذي
    تنحل به العقد وتنفرج به الكرب وتقضى به الحوائج وتنال به
    الرغائب وحسن الخواتيم ويستسقى الغمام بوجهه الكريم وعلى
    آله وصحبه في كل لمحة ونفس بعدد كل معلوم لك

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    742
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    10-01-2018
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي

    -({ بسم الله الرحمن الرحيم })-
    " الحمد لله الذي شَرَّفَ الأَ

    قلبي برحمتك اللهم ذو أنس *** في السرِّ والجَهْرِ الإصباح والغَلَسِ
    وما تقلبتُ من نومي وفي سِنَتِي *** إلا وذكرُكَ بينِ النَّفْس والنَّفسِ
    لقد مننتُ عَلَى قلبي بمعرفة *** بأنك الله ذو الآلاء والقُدَسِ
    وقد أتيت ذنوبا أنتَ تَعْلمُها *** ولم تَكُنْ فاضحي فِيهَا بفعل مسي
    فامنن علي بذكر الصالحين ولا *** تجعل عليَّ إِذَاً فِي الدين من لَِبْسِ
    وكُنْ معي طول دنياي وآخرتي *** ويوم حشري بما أنزلت فِي عبسِ

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    المشاركات
    742
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    10-01-2018
    على الساعة
    05:05 PM

    افتراضي

    -({ بسم الله الرحمن الرحيم })-
    "الحَمْدٌ لله الَّذي شَرًّفَ الأَنامَ بِصاحِبِ المَقام الأعْلَى ، وَكَمَلَ السُّعودَ بأَشرَفِ مَوْلُودٍ حَوَى شَرَفاً وَفَضْلاً .
    وَشَرَّفَ بِهِ الآبَاءَ وَالجُدُودَ وَمَلأَ الوُجُودَ بِوْجُودِهِ عَدْلاً .
    حَمَلَتْ بِهِ آمِنْةُ فَلَمْ تَجِدْ لِحَمْلِهِ أَلَمْا وَلاَ ثِقَلاً .
    وَوَضَعَتْهُ مَخْتُوناً مَكْحُولاً في خِلعِ الوَقْارِ وَالْمَهَابَةِ يُجْلىَ .
    وَوُلِدَ نَبِيُّنَا بِوَجْهٍ مَا يُرَى أَحْسَنُ مِنْهُ وَلاَ أحْلَىَ .
    بِنْورٍ سَاطِعٍ كالشَمْسِ بَلْ هُوَ أَضْوَءْ وَاَجْلَىَ .
    وَثَغْرٍ فَاقَ الدُّرْ وَاللُؤْلُؤَ بَلْ هُوَ أَعْلَىَ وَ أَغْلَىَ .
    وَطَافَ بِهِ جِبرِيلُ لَيْلَةَ الإِسْرَاءِ وَتَمَلَّىَ .
    وَجُعِلَ دِينهُ عَلىَ الدَّوَامِ مُسْتَعْلِيْاً لا مُسْتَعْلَىَ .
    وَ ذِكْرُهُ عَلى مَمَرِّ الأَيَّامِ وَ اللَّيَالِي يُكَرَّرُ وَ يُتْلَى".

    قلبي برحمتك اللهم ذو أنس *** في السرِّ والجَهْرِ الإصباح والغَلَسِ
    وما تقلبتُ من نومي وفي سِنَتِي *** إلا وذكرُكَ بينِ النَّفْس والنَّفسِ
    لقد مننتُ عَلَى قلبي بمعرفة *** بأنك الله ذو الآلاء والقُدَسِ
    وقد أتيت ذنوبا أنتَ تَعْلمُها *** ولم تَكُنْ فاضحي فِيهَا بفعل مسي
    فامنن علي بذكر الصالحين ولا *** تجعل عليَّ إِذَاً فِي الدين من لَِبْسِ
    وكُنْ معي طول دنياي وآخرتي *** ويوم حشري بما أنزلت فِي عبسِ

ميلاد أعظم رجل فى العالم

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. أهمية السر وراء معظم غرائب عجائب الكائنات العالم
    بواسطة ابوغسان في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 25-08-2012, 12:22 AM
  2. كتاب محمد أعظم عظماء العالم
    بواسطة مريم عمر في المنتدى منتديات محبي الشيخ أحمد ديدات
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 08-07-2010, 12:35 PM
  3. أعظم رسول طرق العالم
    بواسطة فريد عبد العليم في المنتدى المنتدى الإسلامي العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13-01-2010, 01:00 AM
  4. برنامج Quran أكبر واشمل مصحف فى العالم بصوت معظم المقرئين
    بواسطة سعود العتيبي في المنتدى منتديات الحاسب الألى وشبكة الإنترنت
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-10-2009, 07:06 PM
  5. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 17-07-2008, 07:44 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

ميلاد أعظم رجل فى العالم

ميلاد أعظم رجل فى العالم