-
رد شبهة:هل الله يُصَلِّي ؟ للشيخ أكرم حسن
إن الرواياتِ التي استشهد بها المعترضون في الشقِ الثاني من سؤالِهم منكرة ، وموضوعة على نبيِّنا r لا نعترف بها ، وبالتالي تسقطهم شبهتهم التي تقول : هل الله يُصَلِّي واستدلالهم بما جاء في السيرة الحلبية للاتي:
أولاً: الشيخ الألباني - رحمه اللهُ – بيّن أنها موضوعة في السلسةِ الضعيفةِ برقم 1387 لما أسري بالنبيِّ r إلى السماء السابعة قال له جبريل : رويدك فإن ربك يصلي ! قال : وهو يصلي ؟ قال : نعم. قال : وما يقول ؟ قال : يقول : سبوح قدوس رب الملائكة والروح سبقت رحمتي غضبي . ( منكر ) و أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 1/119 ).
، وبرقم 1386 - " قلت : يا جبريل أيصلي ربك ؟ قال : نعم ، قلت : ما صلاته ؟ قال : سبوح قدوس ، سبقت رحمتي غضبي ، سبقت رحمتي غضبي " .( موضوع بهذا التمام). أهـ
ثانيًا: إن الصحيح في هذا الأمر هو ما جاء في صحيحِ مسلمٍ برقم 752 عن عائشةَ كان رَسُولُ اللَّهِ r كَانَ يَقُولُ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ :" سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِكَةِ وَالرُّوحِ" .
فهذا من كلامِ النَّبِيِّ r في صلاتِه ؛ في ركوعه وسجوده، وليس ذلك من كلامِ ربِّ العالمين في صلاتِه كما تذكر السيرةُ الحلبية ، وكما يزعم المعترضون ....
فعلى ذلك تبطل الشبهة - بفضل اللهِ - .
وأما ما جاء في السيرةِ الحلبية بعد الخبرِ الأولِ ؛ قال صاحبُها: وورد أن بنى إسرائيل سألوا موسى هل يصلى ربك؟ فتكابد موسى r لذلك فقال اللهُ : يا موسى ما قالوا لك؟ فقال : قالوا : الذي سمعت قال : أخبرهم أنى أصلي ، وأن صلاتي تطفئ غضبي . والله أعلم.
قلتُ :إن هذا باطل ومنكر أيضًا ؛ذكر ذلك الألبانيُّ - رحمه اللهُ - في السلسةِ الضعيفةِ برقم 1387 .
وأما الحديث الصحيح هو عند البخاريِّ في صحيحه برقم 2955عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r:" لَمَّا قَضَى اللَّهُ الْخَلْقَ كَتَبَ فِي كِتَابِهِ فَهُوَ عِنْدَهُ فَوْقَ الْعَرْشِ إِنَّ رَحْمَتِي غَلَبَتْ غَضَبِي".
نلاحظ ليس من الحديثِ الصحيحِ أن اللهَ يُصَلِّ ، ويقول : إن صلاتي تطفئ غضبي ؛ لا في هذا الحديثِ ، ولا في غيرِه من الأحاديثِ الصحيحةِ.
سادسًا : إن الأناجيلَ تخبرنا أن الربَّ يسوع بحسب إيمانِهم كان يُصَلِّي .. جاء ذلك في عدةِ مواضعٍ منها :
1- إنجيل لوقا الإصحاح 22عدد 41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى .
2- إنجيل مرقس الإصحاح 1 عدد 35وَفِي الصُّبْحِ بَاكِرًا جِدًّا قَامَ وَخَرَجَ وَمَضَى إِلَى مَوْضِعٍ خَلاَءٍ، وَكَانَ يُصَلِّي هُنَاكَ.
3- إنجيل متى إصحاح26عدد 39ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى وَجْهِهِ، وَكَانَ يُصَلِّي قَائِلاً:«يَا أَبَتَاهُ، إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ، وَلكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ».
4- انجيل يوحنا إصحاح 4 عدد22أَنْتُمْ تَسْجُدُونَ لِمَا لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ، أَمَّا نَحْنُ فَنَسْجُدُ لِمَا نَعْلَمُ . لأَنَّ الْخَلاَصَ هُوَ مِنَ الْيَهُودِ. 23وَلكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ.
5- إنجيل متى إصحاح 4 عدد10حِينَئِذٍ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:«اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ».
أتساءل :
1-إن البشرَ يصلون للهِ ، فلمن كان يُصَلِّي يسوع الذي هو الله بحسبِ إيمانهم ؟!
2-هل اللهُ يُصَلِّي صلاة المحتاج لغيرِه...؟
3- هل اللهَ يُصَلِّي للهِ....؟ أم أن يسوع المسيح كان نبيَّا يصلي للهِ ،ويأمر بني إسرائيل بذلك...؟!
والأعجب مما سبق هو أن إنجيل متى يخبرنا في الإصحاح 27 عدد46وَنَحْوَ السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ صَرَخَ يَسُوعُ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلاً: «إِيلِي، إِيلِي، لِمَا شَبَقْتَنِي؟» أَيْ: إِلهِي، إِلهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟
وأتساءل: هل يسوع الإله ينادى على إلهٍ آخر ، ويسأله لماذا تركه في أيدي اليهود ليهينوه وليصلبوه.... ؟
2- هل كان يسوعُ كارهًا الموت ؟ ألم يأت من أجلِ الصلبِ... ؟!
3- من الذي مات على الصليبِ اللاهوت ( الإله ) أم الناسوت( الإنسان )؟!
فإذا كان الناسوتُ هو الذي مات على الصليبِ يكون الفداء غير صالحٍ لماذا؛ لعدةِ أدلةٍ منها :
1- إن الخطيئة الأصلية غير محدودة ؛ تقتضى أن اللهَ ينزل ويتجسد ليصلب ؛ فليس سوى الله قادرًا على حمل خطايا البشر على الصليبِ ؛ فالإنسان لا يمكنه أن يحمل على كتفِه خطايا البشرِ كلِها .
2- إن شريعة موسى مكتوب فيها : " ملعون كل من عُلِّقَ على خشبةٍ" (التثنية 21 /23). فاللعنة نقص ، وطرد من رحمة الله ؛ فكيف يكون هذا الإنسان الذي أصابته اللعنة والنقص كُفئاً لحمل خطايا البشر ؟!
3- إن الكتاب المقدس يخبرنا أن الإنسان لا يحمل خطيئة أي إنسان ؛ بل كل إنسان بخطيئته يقتل : " لا يُقْتَلُ الآبَاءُ عَنِ الأَوْلادِ وَلا يُقْتَلُ الأَوْلادُ عَنِ الآبَاءِ. كُلُّ إِنْسَانٍ بِخَطِيَّتِهِ يُقْتَلُ" سفر التثنية [ 24 / 16 ] فلو كان يسوعُ مات كإنسانٍ فإن الإنسانَ لا يحمل خطيئة إنسانٍ آخر !
وإذا كان اللاهوتُ هو الذي مات على الصليب فهذه إشكالية كبيرة ؛لأن اللهَ لا يموت أبدًا ؛جاء ذلك في عدةِ نصوصٍ منها:
أ-سفر التثنية يقول الربُّ عن نفسِه: " حي أنا إلى الأبــد " (32 / 40).
ب -رِسَالَةُ بُولُس الرَّسُولِ الأُولَى إِلَى تِيمُوثَاوُسَ6 / 16: " الذي وحده له عدم الموت ".
ج -سفر إرمياء إصحاح 10 عدد10أَمَّا الرَّبُّ الإِلهُ فَحَقٌّ. هُوَ إِلهٌ حَيٌّ وَمَلِكٌ أَبَدِيٌّ. مِنْ سُخْطِهِ تَرْتَعِدُ الأَرْضُ، وَلاَ تَطِيقُ الأُمَمُ غَضَبَهُ.
د- إن قانونَ الإيمان الأرثوذوكسي ينص على أن اللاهوتَ لم يفارق الناسوت لحظةً واحدةً ؛ دل ذلك على أن اللهَ بحسب معتقدهم مات على الصليبِ ، وهذا يتناقض مع النصوصِ التي تخبر بأن اللهَ لا يموت أبدًا....!
سابعًا :إن الأناجيل تظهر لقارئها إن يسوع المسيح كان إنسانًا نبيًّا يدعو ربه لشفاء الآخرين ،وإحيائهم ... تدلل على ذلك أدلة منها:
1- إنجيلُ يوحنا عن معجزةِ إحياء الميت ( لِعَازَر) ، وذلك في الإصحاح 11 عدد41فَرَفَعُوا الْحَجَرَ حَيْثُ كَانَ الْمَيْتُ مَوْضُوعًا، وَرَفَعَ يَسُوعُ عَيْنَيْهِ إِلَى فَوْقُ، وَقَالَ:«أَيُّهَا الآبُ، أَشْكُرُكَ لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِي، 42وَأَنَا عَلِمْتُ أَنَّكَ فِي كُلِّ حِينٍ تَسْمَعُ لِي. وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا الْجَمْعِ الْوَاقِفِ قُلْتُ، لِيُؤْمِنُوا أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي».
قلتُ: إن الواضحَ من النصوصِ أن يسوعَ رفع عينيه إلى السماءِ ، وشكر الأب (الرب ) ؛ لأنه سمع لدعائِه... فهل هناك إلهٌ يدعو إلهًا ، ويشكر الإلهَ ؛ لأن الإله استجاب للإله ....أفلا يعقلون؟!!
2-انجيل يوحنا إصحاح 9 عدد17قَالُوا أَيْضًا لِلأَعْمَى:«مَاذَا تَقُولُ أَنْتَ عَنْهُ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُ فَتَحَ عَيْنَيْكَ؟» فَقَالَ:«إِنَّهُ نَبِيٌّ!».
إن ما يدعم ما سبق هو قول يسوع نفسه الذي ينفي الألوهيةَ عن نفسِه، وينفي التثليث ، ويقر بأنه رسول من عند اللهِ ... وذلك ما نسبه إنجيلِ يوحنا له في الإصحاح 17 عدد 3وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَه.
كتبه الشيخ /أكرم حسن مرسي
نقلا عن كتابه رد السهام عن خير الأنام محمد - عليه السلام-
في دفع شبهات المنصرين عن النبي الأمين
[/SIZE][/SIZE]
معلومات الموضوع
الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة ابو اسامه المصرى_1 في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
مشاركات: 9
آخر مشاركة: 30-04-2019, 09:38 PM
-
بواسطة ابن النعمان في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 4
آخر مشاركة: 09-04-2011, 12:54 PM
-
بواسطة محمد مصطفى في المنتدى شبهات حول العقيدة الإسلامية
مشاركات: 6
آخر مشاركة: 12-06-2006, 02:24 PM
-
بواسطة ali9 في المنتدى منتدى نصرانيات
مشاركات: 8
آخر مشاركة: 26-10-2005, 12:23 PM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
المفضلات