مركز ضيوف قطر: 919 مقيماً اعتنقوا الإسلام خلال 2010

[نعيم الزايدي]

«ضيوف قطر» أكمل أربع سنوات من العطاء والدعوة
919 مقيماً اعتنقوا الإسلام خلال 2010

3 / 2 / 2011

الدوحة - العرب

قال هادي الدوسري مدير «مركز ضيوف قطر» التابع لـ»مؤسسة الشيخ عيد الخيرية» إن (919) شخصا دخلوا الإسلام خلال العام 2010 من مختلف الجاليات، مشيرا إلى أن 67% من المسلمين الجدد هم من الجالية الفلبينية، وأتمّ المركز أربع سنوات من خدمة الإسلام والمسلمين، وذلك بعد أن ضرب مثلا في الاجتهاد والعمل الدعوي المخلص المتصل والمتعدد الأبعاد.

وكان المركز الإسلامي قد تأسس وفقا لرؤيا تستهدف العمل مع زوار قطر ومقيميها من غير المسلمين وغير العرب، وذلك بدعوتهم إلى الدين الإسلامي من خلال سلسلة من الفعاليات القائمة على دراسات علمية، تراعي حاجيات هذه الفئة ومطالبها الاجتماعية والمعرفية والروحية، وتتيح التواصل معها بأسلوب سهل مبسّط وعبر خطة واضحة المعالم تجمع بين أدوات مختلفة في الدعوة.

وعبر مسيرة السنوات الأربع الماضية فقد حقّق المركز عدة إنجازات في الميدان الدعوي، وإذا كان إدخال شخص واحد للإسلام يعتبر من أكبر ما يمكن أن يحصل عليه الإنسان في حياته، مصداقا لقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: «لَأَن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم»، فإذا كانت هداية رجل واحد بمثل هذا الأجر الجزيل فإن المركز يعتز بأنه قد كان ـ بعد توفيق الله ـ سببا ربانيا في هداية كثير من غير المسلمين إلى الدين الحنيف، حيث بلغ عدد المهتدين الجدد في العام 2010 مثلا رقم (919) مهتديا ومهتدية من جاليات مختلفة، وتتوزع جنسيات هؤلاء بين أوطان كثيرة من كافة القارات، وتسبق الجميع الجالية الفلبينية، حيث تبين للمركز أن نسبة 67% ممن اعتنقوا الإسلام هذه السنة هم من الجالية الفلبينية، ومن تعرف على هذه الجالية من قريب لم يستغرب هذه النتائج فهي جالية مثقفة في الغالب ومتفتحة فكرياً وتحترم الرأي الآخر، ولا تمنعها تحديات العادات والتقاليد والمعتقدات والعصبية من أعمال العقل في اختيار ما هو صحيح.

وقد تطور معدل اعتناق الإسلام في المركز خلال السنوات الماضية بشكل مطّرد، حيث كان في سنة 2006 بمعدل 21 مهتديا خلال الشهر الواحد، وفي السنة التي تليها تطور الرقم إلى 28 مهتديا، وفي 2008 بلغ الرقم 46 مهتديا أما في 2009 فبلغ 52 ليقفز خلال السنة الماضية إلى 77 مهتديا شهريا، وهو رقم مبشّر، ويعكس حجم الجهد المبذول من دعاة المركز والقائمين عليه، وحرصهم على توصيل الرسالة الإسلامية السمحاء إلى أكبر شريحة ممكنة.

ولا يهمل المركز الجوانب الثقافية في عمله، حيث يقوم بإعداد أنشطة ذات طابع ثقافي قادرة على اجتذاب أكبر عدد ممكن من الجماهير، وذلك عبر المحاضرات والندوات واللقاءات والحفلات واللقاءات مع الجاليات، وقد بلغ الرقم الذي حققه المركز في السنة الماضية 2470 درسا مسجديا خاصا تناول مختلف شؤون الحياة من منطلقات إسلامية، كما حافظ المركز بصفة خاصة على مشروع «خيمة كروة» الذي يحضره ما لا يقل عن 1000 زائر أسبوعيا، ويتعلق المشروع باللقاء المباشر بالعمال في المناطق الصناعية، والتباحث معهم، وتوجيههم فكريا وعقائديا، والعمل معهم على شرح الإسلام وتقريبه لهم.

ولا يمكن في هذا الإطار إغفال المحاضرات التي تعتبر ركيزة من ركائز العمل الثقافي في المؤسسة، والتي تعتبر مجالا واسعا للاستفادة، إذ يزور هذه المحاضرات ما لا يقل عن 24.100 ضيفا سنويا، وذلك وفق المعدلات الخاصة بالمركز، والتي توضّح أن الزوار يقبلون بشدّة على بعض المحاضرات التي ينشّطها دعاة عرفوا بحسن منطقهم، وتمكنهم العلمي والشرعي، وقدراتهم الواسعة على شرح أفكارهم، مثل الداعية الهندي زاكر نايك الذي قدم محاضرة بعنوان «الإسلام والإعلام- سلم أم حرب»، وقد حضرها ما يزيد عن 8000 ضيف، وبالمثل مع المحاضرات التي تتناول موضوعات مهمة، ويشرف عليها دعاة لهم خبرة وتمكّن.

ولم يحرم المركز من دعوته أية جالية أو فئة، حيث ينظم -بشكل دوري- زيارات خاصة للمساجين والمرضى والمجمعات السكنية والشركات الخاصة والمحلات والمجمعات التجارية ... إلخ، ويبلغ معدل الزيارات أرقاما جيدة تعكس اجتهاد الأطقم الدعوية، ومن ذلك أن الزيارات المخصصة للمساجين قد زادت عن 200 زيارة كمعدل سنوي، بينما تم تخصيص 10300 زيارة للمحلات التجارية الخاصة، وتم تنظيم 240 زيارة خاصة بالأعياد، وهكذا فإن المعدل الوسطي للزيارات التي يؤديها المركز لمختلف الفئات المجتمعية يزيد عن 11400 زيارة خلال السنة الواحدة، وهو معدل يعكس العمل الدعوي اليومي الذي يؤثر تأثيرا عميقا داخل الفئات المختلفة، فالسجين الذي يفاجأ بزيارة سعيدة، والمريض الذي يتلقى هدية لطيفة، وعامل المحل الذي تلامس آذانه كلمات شكر منتقاة بعناية، والعاملون المغتربون الذين يلاقون ابتسامة صافية ودعوات مخلصة.. كل هؤلاء سيعتبرون أرضا خصبة للدعوة، ومرشّحين بامتياز للدخول في الدين الحنيف، خصوصا إن ترافقت هذه الأنشطة بعمل نفسي وعملي وتأهيل عالي المستوى للدعاة، وهو ما يشتغل عليه المركز بشكل مستمر.

وضمن نفس الإطار يوظّف المركز طاقات الشباب في الدعوة للإسلام، حيث يشارك ما معدله 200 طالبا متطوعا في مختلف أنشطته، ويقومون بتوزيع الكتيبات التعريفية الخاصة بالمركز، كما يوظّف المركز كل ما يمكن توظيفه من وسائل لخدمة الإسلام، فمن ذلك مشروعه المسمى «السيارة الدعوية» الذي يقوم على توزيع المطويات والكتب في مختلف أنحاء الدولة، كما يوظف المركز المناسبات العالمية للالتقاء بمختلف الشرائح وتعريفها بالدين الحنيف، ومن ذلك مشاركته بدعاته في «ألعاب الكومنولث الرياضية»، وما حمله ذلك من رصيد دعوي وثقافي مهم للدعاة المساهمين فيه.

ويرى هادي علي الدوسري مدير المركز، أن ما يقوم به دعاة وموظفو المركز يعتبر «جزءا من واجبنا الشرعي الإسلامي في دعوة الناس إلى دين الله، والأخذ بيدهم نحو النور الذي يمثله كتاب الله الكريم وسنة نبيه القويمة، ونحن في هذا نعمل على أن ننال مرضاة الله بالعمل الدعوي، وفق ما يشرّعه الإسلام العظيم من اعتماد على القدوة الحسنة والكلمة الطيبة والنقاش مع الآخرين بالمعروف، كما أننا نقوم بتأدية أدوار اجتماعية من خلال موائد إفطار الصائمين، وكذا تسهيل أداء وفود من المسلمين الجدد لمناسك العمرة، ولا نفرّق في عملنا بين رجال ونساء، حيث يقوم فرعنا النسائي بتقديم عمل كبير ومتميز في مضمار عملنا، ويتحرك هذا الفرع الطيب على كل الأصعدة الاجتماعية والثقافية والدعوية، ولا يتأخر عن مبادرة طيبة».

أما حول الخطط المستقبلية للمركز فيقول مديره: «نحن قائمون على جهودنا، ونستعد لتطويرها وتكثيفها، وتأكيد تجربتنا في ميدان دعوة الجاليات غير المسلمة إلى الدين الإسلامي الحنيف، ونعتقد أن المستقبل -إن شاء الله- سيكون لدين الله، وسيتحقق الخير الكثير على يد المسلمين الجدد الذين سيعود بعضهم إلى أرضه، ويحمل مشعل هداية الناس، كما سيباشر بعضهم العمل الدعوي بمجرّد إسلامه بإفشاء السلام وإدامة الابتسام والموعظة الحسنة، وهؤلاء يمثلون لنا أملنا في إيصال رسالة ربنا إلى مختلف أنحاء العالم».





صحيفة العرب القطرية - العدد 8271 - الخميس 30 صفر 1432هـ

[ريم الحربي]

الحمدلله رب العالمين الحمدلله رب العالمين الحمدلله رب العالمين.