الرد على : شبهة الإتيان بفاعلين لفعل واحد

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

الرد على : شبهة الإتيان بفاعلين لفعل واحد

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: الرد على : شبهة الإتيان بفاعلين لفعل واحد

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2005
    المشاركات
    150
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    03-07-2017
    على الساعة
    12:51 AM

    الرد على : شبهة الإتيان بفاعلين لفعل واحد

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الإتيان بفاعلين لفعل واحد (1)

    منشأ هذه الشبهة:

    هو قوله تعالى: (لاهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون ) (2).

    وشاهدهم فى هذه الآية هو الجمع بين: " وأسروا " ، " الذين ظلموا " لأنهم جزموا بأن " الواو " فى " أسروا " فاعل ، كما جزموا بأن " الذين " فى " الذين ظلموا " فاعل كذلك.

    ولما كان كل فعل لا يتطلب إلا فاعلاً واحداً ، صاحوا بأعلى صوت قائلين:

    إن القرآن أخطأ فجعل للفعل الواحد فاعلين ؟!

    الرد على الشبهة:

    قال شيخ المفسرين البيانيين الإمام جار الله محمود بن عمر الزمخشرى يقول: " أبدل الذين ظلموا من " واو " " وأسروا " إشعارًا بأنهم الموسومون بالظلم الفاحش فيما أسروا به.

    أو جاء على لغة من قال: أكلونى البراغيث.

    أو هو منصوب المحل على الذم.

    أو هو مبتدأ خبره " وأسروا النجوى " قُدِّم عليه والمعنى:

    هؤلاء أسروا النجوى. فوضع المظهر موضع المضمر تسجيلاً على فعلهم بأنه ظلم (3).

    ذكر الإمام ـ رحمه الله ـ فى توجيه هذا التركيب أربعة آراء كلها صحيح فصيح:

    الأول: إن " الذين ظلموا " بدل كل من كل من معنى " الواو " فى " أسروا " لأنه واو جماعة معناه الجمع.

    الثانى: إنه جاء على لغة بعض القبائل العربية ، التى تجمع بين الضمير إذا وقع فاعلاً وبين ما يفسره.

    وعليه جاء الحديث الشريف: [ يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل ، وملائكة بالنهار ] (4).

    الثالث: أن يكون فى محل نصب على الذم ، على تقدير فعل محذوف هو: أذم أو أخص الذين ظلموا بالذم.

    الرابع: أن يكون هو المبتدأ ، وما قبله خبر عنه ، أى الذين ظلموا أسروا النجوى.

    أما الذى اقتضى تقديم خبره عليه " أسروا النجوى " فهو التسجيل عليهم بقبح ظلمهم وفحوشته. وهذا كله كلام طيب فى غاية النفاسة.

    ويردد الإمام الشوكانى ما قاله الإمام جار الله ـ رحمه الله ـ ويضيف إلى ما قاله جديداً ، ومن هذا الجديد: " إن الذين ظلموا " فاعل لفعل محذوف تقديره: يقول الذين ظلموا.

    ثم يورد على لغة " أكلونى البراغيث " آية أخرى من كتاب الله ، هى قوله عز وجل: (ثم عموا وصموا كثير منهم ) (5).

    فقد جُمِعَ فى الآية بين الضمير ، وهو " الواو " فى " عموا " و "صموا " وبين الاسم الظاهر " كثير ".

    كما ذكر قول الشاعر:

    ولكن ديافى أبـوه وأمــه

    بحوران يعصرن السليط أقاربـه (6)

    والشاهد فى البيت حيث جَمَع الشاعر ، وهو عربى فصيح يحتج بكلامه بين نون النسوة فى " يعصرن " وهو فاعل لـ " يعصر " وبين الاسم الظاهر " أقاربه " وليس فى الكلام إلا فعل واحد يكفى فيه فاعل واحد (7).

    وفى المسألة مذاهب أخرى ، منها:

    * إن " الذين ظلموا " هى الفاعل ، أما " الواو " فهى علامة جمع الفاعل لا غير ، وأن العرب كانت تفعل ذلك حتى فى المثنى ، فيقولون:

    قاما أخواك. كما استشهد من ذهب هذا المذهب بقول الشاعر:

    يلوموننى فى اشتراء النخيـل

    قومى ، فكلهمو يعـزل

    حيث جمع بين " الواو " فى " يلوموننى " وبين الاسم الظاهر فى " قومى" (8).

    هذا ما قاله المفسرون وبعض النحاة فى هذا التركيب وتخريجه على عدة وجوه من الصحة. دون أن يكون عندهم علم بأن بعضاً من الناس ، سيأتون ويقولون مثل ما قال مثيرو هذه الشبهات ، مع جهلهم المركب بلغة التنزيل وخصائصها التعبيرية والبيانية ، وهم فيها عوام أو أشباه عوام.

    والخلاصة:

    ما تقدم من الرد على هذه الشبهة يريك إلى أى مدىً تعسف هؤلاء المغالون فى التحامل على القرآن ، المسرفون فى إظهار الحقد عليه والطعن فيه ، إنهم مثل الذى يريد أن يعبر محيطاً بقارب مصنوع من " البوص " ، دون أن يكون لهم رادع من أنفسهم يحفظون به ماء وجوههم إن كان فى وجوههم ماء.

    وقبل أن نودع الحديث فى الرد عليهم على ما أثاروه حول الآية نضيف إلى ما ذكره الأئمة إضافتين من حيث التوجيه البلاغى:

    إحداهما: إن فى أساليب علم المعانى ، وهو أحد علوم البلاغة الثلاثة (المعانى ـ البيان ـ البديع) أسلوباً لا يعرف عنه مثيرو هذه الشبهات شيئاً ، هو ما يسميه البلاغيون بـ " الاستئناف البيانى ".

    وضابط هذا الأسلوب أن تتقدم جملة من الكلام تثير فى ذهن السامع تساؤلاً لطيفاً يدب فى نفسه أو يسرى سريان الماء فى العود الأخضر ، فتأتى جملة أخرى تجيب على ذلك التساؤل ، الذى ليس له صورة فى الكلام. بل هو يبرق كالشعاع فى ذهن السامع ومن أمثلته فى القرآن:

    (وقضينا إليه ذلك الأمر أن دابر هؤلاء مقطوعٌ مصبحين ) (9). فجملة " أن دابر هؤلاء مقطوع مصبحين " جواب على سؤال تقديره: ما هو ذلك الأمر الذى قضاه الله (10).

    ومثله قوله تعالى: (فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ) (11).

    فجملة " فوسوس إليه الشيطان " أثارت فى النفس تساؤلاً لطيفاً " ماذا قال الشيطان لآدم ؟ فكان الجواب:

    (قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى (.

    هذا هو الاستئناف البيانى عند البلاغيين وهو ـ مرة أخرى ـ:

    " تنزيل جملة منزلة جواب على سؤال تضمنته الجملة التى قبلها ".

    والآية التى معنا: (وأسروا النجوى الذين ظلموا (جرت على نسق الاستئناف البيانى الذى عرفته ، لأن جملة (وأسروا النجوى (تثير فى النفس التساؤل نفسه: مَنْ هم الذين (أسروا النجوى (؟ فكان الجواب: (الذين ظلموا (.

    لا يقال: إن هذا السؤال لا يقتضى المقام إثارته لأن مرجع الضمير ، وهو " الواو " فى " أسروا " مذكور قبله فى قوله تعالى:

    (اقترب للناس حسابهم وهم فى غفلة معرضون * ما يأتيكم من ذكر من ربهم محدث إلا استمعوه وهم يلعبون * لاهية قلوبهم.. ) (12).

    لأنا نقول: إن الوقائع المذكورة فى مطلع السورة ، وقائع عامة ، هى أحوال للناس جميعاً ، إلا من عصمه الله.

    أما إسرار النجوى ، فهى واقعة خاصة وقعت من مشركى العرب ، فليس " الناس " قبلها هم فاعليها ، بل فاعلوها هم الذين قالوا:

    (??? هل هذا إلا بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون ) (13).

    وعلى هذا فإن " الذين ظلموا ليس فاعلا لـ " أسروا " وإنما فاعل " أسروا " الواو.

    أما " الذين ظلموا " فواقعه فى كلام جديد ، هو خبر عن جملة السؤال: من هم الذين أسروا النجوى ؟

    وهذا وجه آخر يرد به على مثيرى هذه الشبهة المتعالمين وهم جاهلون.

    أما الإضافة الثانية ، فهى أسلوب آخر من أساليب البلاغة العربية ، مفتاح الإعجاز المفحم.

    ذلك الأسلوب تحدث عنه شيخ البلاغيين بلا منازع الإمام عبد القاهر الجرجانى ، وأسماه:

    " الإضمار على شريطة التفسير " (14).

    وضابط هذا الأسلوب هو أن تأتى بالضمير أولاً ثم تفسره بعد ذلك بذكر مرجعه. ومن أمثلته شعرًا قول الشاعر:

    هى الدنيا تقول بملء فيهـــا

    حذار حذار من بطشى وفتكـى

    ولا يغرُركمُ منى ابتســــام

    فقولى مضحك والفعل مبكــى


    وتخريج الآية " وأسروا النجوى الذين ظلموا " على هذا الأسلوب سائع رائع.

    فقد أتى بالضمير أولاً " وأسروا " ثم فسره ثانياً هكذا " الذين ظلموا ".

    وبلاغة هذا الأسلوب هى تحريك الشعور ، وتشويق النفس إلى عقبى الكلام كيف تكون ، فيتمكن المعنى المسوق من أجله الكلام فى النفوس كل التمكن ؛ لأن النفس إذا ظفرت بالشىء بعد انتظاره استقر ذلك الشىء فيها.

    هذه الخصائص البيانية محرومٌ منها مثيرو هذه الشبهات ؛ لأنهم يجهلونها. والناس ـ كما جاء فى المثل ـ أعداء ما جهلوا.

    المراجع

    (1) ليست هذه عبارتهم ، بل هى تعبير بديل من عندنا عنها. أما عبارتهم فهى " أتى بضمير فاعل مع وجود فاعل " وهى خطأ ـ كما ترى ـ لأنه لا مانع من الإتيان بضمير فاعل عائد على الفاعل فى الكلام الفصيح مثل: جاء صديقى الكريم خُلقه.

    (2) الأنبياء: 3.

    (3) الكشاف (2/562).

    (4) رواه الشيخان: البخارى ومسلم.

    (5) المائدة: 71.

    (6) دياف وحوران: موضعان. والسليط: الزيت.

    (7) فتح القدير (3/469-470).

    (8) الدر المصون (8/132-133).

    (9) الحجر: 66.

    (10) انظر: الإيضاح للخطيب القزوينى: مبحث الفصل والوصل.

    (11) طـه: 120.

    (12) الأنبياء: 1-3.

    (13) الأنبياء: 3.

    (14) دلائل الإعجاز (163) تحقيق الشيخ العلامة محمود محمد شاكر ، مكتبة الخانجى ، القاهرة.
    التعديل الأخير تم بواسطة عطاء الله الأزهري ; 22-08-2007 الساعة 12:18 PM
    الله أكبر والعزة للإسلام

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    171
    آخر نشاط
    12-03-2014
    على الساعة
    10:14 PM

    افتراضي

    ماذا تتوقع من القرده والخنازبر ومندهش انهم غيرو
    حرفا من القران انظر ماذا فعل المجرمون
    فلقد انكرو الانبياء والكتب السماويه بالكامل

    {وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ }الأنعام91

الرد على : شبهة الإتيان بفاعلين لفعل واحد

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرد على : شبهة الإتيان بتوضيح الواضح
    بواسطة عطاء الله الأزهري في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-09-2007, 02:19 PM
  2. الرد على : شبهة الإتيان بتركيب أدى إلى اضطراب المعنى
    بواسطة عطاء الله الأزهري في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-09-2007, 07:37 AM
  3. الرد على : شبهة الإتيان بالضمير العائد على المثنى مفردًا
    بواسطة عطاء الله الأزهري في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 10-09-2007, 03:34 PM
  4. الرد على : شبهة الإتيان بجمع قلة فى موضع جمع كثرة
    بواسطة عطاء الله الأزهري في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-07-2007, 12:30 PM
  5. الرد على : شبهة الإتيان بجمع كثرة فى موضع جمع قلة
    بواسطة عطاء الله الأزهري في المنتدى شبهات حول القران الكريم
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30-07-2007, 12:27 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

الرد على : شبهة الإتيان بفاعلين لفعل واحد

الرد على : شبهة الإتيان بفاعلين لفعل واحد