الزهايمر كارثة صحية تخيف الإنسان






ساندرين كابو (لوفيغارو)


الزهايمر ثالث خطر يهدد سكان العالم بعد السرطان وحوادث الطرقات، وتقول ستيفاني بين المسؤولة في المعهد الفرنسي للوقاية والتربية ان الزهايمر اصبح كارثة حقيقية في مجتمعاتنا العصرية، ذلك أننا لا نعرف الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة به، ولا نملك الوسائل الكفيلة بحمايتنا منه كما الايدز مثلا.


لقد أجرى هذا المعهد الفرنسي استطلاعا للرأي شمل 2013 شخصا، وجاء في النتائج ان 54 في المائة من المستطلعة آراؤهم يعتقدون أن الزهايمر هو فقدان الذاكرة، فيما يعتقد 12 في المائة من أفراد العينة أنه الاعتماد الكلي على الغير.
وتقول ماري اوديل ديزينا رئيسة الجمعية الفرنسية للزهايمر «من الواضح أن الجميع يربطون المرض بفقدان الذاكرة، لكن فقدان الذاكرة ليس سوى نتيجة واحدة من النتائج التي تترتب على الزهايمر كاضطراب السلوك مثلا».

ووفق استطلاع الرأي نفسه فإن العديد من أفراد العينة أكدوا أنهم يشعرون بعدم الراحة لأنهم بالقرب من أشخاص مصابين بالزهايمر، بينما قال أقرباء المرضى الذين يمثلون 37 في المائة من العينة، ان رعايتهم لذويهم تجعلهم يشعرون بالاقصاء الاجتماعي.
الوضع يستدعي في نظر الدكتورة ماري اوديل ديزينا دق ناقوس الخطر والاسراع في التكفل الطبي والاجتماعي للمرضى، وتضيف «من الضروري أن نقول للعائلات وللمرضى ان بمقدورهم أن يعيشوا لحظات من السعادة في هذا الجو المشحون الذي يسببه المرض».
ولكن هل تعرفون اسباب الاصابة بالزهايمر؟
يقول فريديريك شاكلر المتخصص في البيولوجيا الخلوية والجزيئية في معهد علم تأثير الادوية في نيس «لقد اعطي اول تعريف للزهايمر قبل اكثر من مائة عام، أما التقدم الملحوظ الوحيد الذي سجل بخصوص معرفة هذا المرض فيتعلق بالوصف التشريحي للاصابات التي يتعرض لها الدماغ عند الشخص، اذ يصاب المريض بتليف وتشابك انسجة الدماغ، بالاضافة الى التهاب الصفائح العصبية».
ويقول الدكتور فريديريك شاكلر ان تغيرات مهمة اخرى تحدث وتؤدي الى الاصابة بمرض الزهايمر، اهمها تلف الناقلات العصبية، الذي يؤدي الى تناقص قدرتها على نقل الاوامر العصبية من خلية الى اخرى، وبالتالي ضعف او عدم قدرة مناطق الدماغ على الارتباط بعضها ببعض كي تعمل بصورة طبيعية. وغالبا ما تتأثر الناقلات العصبية، الاستيل كولين والسيروتونين والتيروبنفيلين، عند مرضى الزهايمر.
لقد تمكن الاطباء من التوصل الى ان اسباب ظهور مرض الزهايمر او الخرف ترجع بالاساس الى وجود بروتينات تتراكم في الدماغ وتترافق مع المرض، واكتشفوا ايضا انه يمكن لهذه التراكمات ان تبدأ من عشر الى عشرين سنة قبل ظهور الاعراض الاولى للمرض.

الوقاية والعلاج
لا يوجد علاج للزهايمر لحد الآن، لكن الابحاث اثبتت ان العناية بالمريض تؤدي الى افضل النتائج مع الادوية المتاحة، ويبدو ان استقرار مستوى بروتين بيبتيد اميلويد او توقيف انتاجه هو وحده الكفيل بتوقيف تطور المرض.
http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=640338 &date=02102010