المنحة الجلية والمزية العظمى لأم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها *

أم المؤمنين عائشة -زوج الرسول صلى الله عليه وسلم- رضي الله تعالى عنها وأرضاها
وأحب الخلق إليه،، يكفيها شرفًا هذه الميزة الجلية وهي تطلُّع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتمريض في بيتها، وموته بين سحرها ونحرها رضي الله تعالى عنها..
فقبل أن نشرع بسرد الأدلة التي روتها رضي الله تعالى عنها وأرضاها، نذكر لمحة موجزة عنها..

فهي:

عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما وأرضاهما، تزوجها رسول الله صلى الله عليه في شوال سنة إحدى عشر من النبوة، بعد زواجه بسودة بنت زمعة رضي عنها وأرضاها بسنة، وقبل الهجرة بسنتين وخمسة أشهر، تزوجها وهي بنت ست سنين، وبنى بها في شوال بعد الهجرة بسبعة أشهر، وهي بنت تسع سنين، وكانت بكرًا ولم يتزوج بكرًا غيرها، وكانت أحب الخلق إليه، وأفقه نساء الله الأمة، وأعلمهن على الإطلاق. (1

أما الأدلة البينة على رغبة رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم للتمريض عندها، ووفاته في بيتها ، كالآتي :

تقول عائشة رضي الله تعالى عنها وأرضاها: {إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه يقول: (أين أنا غدًا؟) يُريد يوم عائشة، فأذن له أزواجه
{يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة رضي الله تعالى عنها حتى مات عندها.
2)

وفي رواية أبي داود: بيان الطريقة التي استأذن النبي صلى الله عليه وسلم فيها نساءه، قالت عائشة رضي الله تعالى عنها: {إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى النساء في مرضه فاجتمعن، فقال صلى الله عليه وسلم : (إني لا أستطيع أن أدور بينكن، فإن
رأيتن أن تأذنَّ لي فأكون عند عائشة فعلتنَّ) فأذِنَّ له} .
(3

قالت عائشة رضي الله تعالى عنها: {فمات في اليوم الذي كان يدور
عليَّ فيه في بيتي، فقبضه الله وإن رأسه لَبَينَ نحري وسحري، وخالط ريقه ريقي} صلى
الله عليه وسلم.
(4

وتقول رضي الله تعالى عنها وأرضاها: {وتُوفي صلى الله عليه وسلم في بيتي، وفي يومي، وبين سحري ونحري، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته } . (5


فما أعظم هذه الخاصية العظيمة ، وما أجل تلك المنحة الشريفة من الله عزو جل لها
باختيار خيرة البشر صلى الله عليه وسلم للتمريض عندها، ومن ثم موته بين يديها ، رضي الله تعالى عنها وأرضاها..

~نسأل الله عزوجل أن يجمعنا برسول الله صلى الله عليه وسلم وبزوجه حبيبة قلوبنا وأمنا أم المؤمنين عائشة وسائر أزواجه المطهرات والصحابة الكرام رضي الله عليهم وأرضاهم أجمعين في الفردوس الأعلى~

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

المراجع:

(1)من كتاب (الرحيق المختوم)-بتصرُّف يسير-،بحث في السيرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام،
تأليف فضيلة الشيخ صفي الرحمن المباركفوري،
البحث الفائز بالجائزة الأولى لمسابقة السيرة النبوية التي نظمتها رابطة العالم الإسلام.
(2) صحيح البخاري، كتاب المغازي ، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته(6/13) رقم الحديث: (4450).
(3) إسناده حسن، انظر: {سنن أبي داود} كتاب النكاح، باب في القسم بين النساء (2/243) رقم الحديث: (2137)
(4) صحيح البخاري، كتاب المغازي ، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته(6/13) رقم الحديث: (4450)
(5) صحيح البخاري، كتاب المغازي ، باب مرض النبي صلى الله عليه وسلم ووفاته وقول الله تعالى : "إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ" الزمر:30، (6/14) رقم الحديث: (4459)

جميع الأدلة السابقة مأخوذة من كتاب (وأظلمت المدينة)، للشيخ
الشهيد نزار ريان أستاذ الحديث النبوي الشريف بالجامعة الإسلامية بغزة، رحمه الله تعالى.