(1. ) الميلاد المجيد

مدخل :

بدايةً يجب الإعتراف والتسليم بأن سكان كوكب الأرض يسيرون في فلك الغرب؛ وعوا هذا الواقع أم تجاهلوه، كما ويأتمرون بأمره ويزدجرون بنهيه سواء من خلال المنظمات العالمية كمنظمة الأمم المتحدة وأجهزتها، أو صندوق النقد الدولي ورغباته أو التجمعات السكانية كدول إتحاد أوربا وسياسته وتفعيل مبدأ الكيل بكيالين، أو رؤساء بعض الدول المتنفذة كأمريكا؛ إنجلترا أو فرنسا، ويلتزمون ــ سكان كوكب الأرض ـــ خطاه سواء من الناحية العلمية أو الإقتصادية أو الإجتماعية ــ إلا من رحم ربي ــ ويصدقون دعوات زائفة يطلقها أمثال باراك أوباما؛ الرئيس الأسمر للولايات الأمريكية المتحدة تارة من قاهرة المعز (!!!) وتارة من القارة الأسيوية، كما وأن نمط الحياة اليومية وطرازها يسيطر عليه الغرب بمفاهيمه وأرآءه وقناعاته ومقاييسه في جميع مناحي الحياة سواء أثاث البيوت أو أدوات المطبخ والأجهزة الكهربائية أو موديلات الملابس الداخلية أو الخارجية أو شكل السيارات ... أو الأطعمة ألخ ... ، ـ إلآ من رحم ربي ـ كما وأن صور الأعياد وأشكالها كعيد الحب وعيد الميلاد الشخصي أو السيدي(1)، صار تقليدا في الكثير من البلاد العربية والتي يطلق على بعضها تجاوزاً إسلامية ــ يقصد عدد المسلمين فيها؛ دون التقييد بالشريعة والأحكام العملية للحياة اليومية، وأن العرب و المسلمين ليس لهم دور فاعل يذكر كما وأن ليس لهم وزن في الساحة الدولية؛ أو في إتخاذ قرار أممي وهذا ليس تقليل من شأنهم بل هو توصيف حال وتبيان واقع؛ والجدير بالذكر أن أمة العرب ستصبح بعد سنوات قلائل تتعدى 400 مليون إنسان؛ كما وأن أمة المسلمين تجاوزت المليار ونصف المليار ــــ وفق تعداد أعده الفاتيكان ـــ على جميع أجزاء المعمورة، والأمة الأولى تملك جامعة عربية مهلهلة تفرق 22 دولة أكثر ما تجمعهم؛ فالجامعة صناعة بريطانيا زمن كانت عظمى، والأمة الثانية (المرحومة!!!) تملك منظمة المؤتمر الإسلامي بعدد 54 دولة؛ والمناسب الآن دعوة الكيان العبري الغاصب لكلتا المنظمتين، في منظومة ما يطلق عليه الشرق الأوسط الجديد؛ الكيان الذي لا يتعدى عدد أفراده 5 مليون صهيوني من الشتات، والكون الآن ببحوثه العلمية يعتمد على القدرات الغربية؛ والتكنولوجيا المتقدمة وموطنها غرب الكرة الأرضية، والحال هكذا رأيت قبل أن تبدأ الإحتفالات العالمية بمولد السيد المسيح عليه السلام؛ وسيشاركهم العرب والكثير منهم من المسلمين(2) أن أعرض لمسألة المولد في سلسلة حلقات، إذ تجري في المجتمعات الخليجية ـــ المحافظة ـــــ والدول العربية احتفالات تشبه إن لم تكن تماثل احتفالات الغرب بمولد السيد المسيح، فما حقيقة هذا المولد، ومن هنا بدأت في التفكير والبحث، وقد سبقني مَن هم أفضل مني وأعلم بيْد أن لي رغبة في المشاركة وتنسيق ما سبق ذكره .

**
محمد الرمادي
21 ذو الحجة 1431 هــ ~ 27 نوفمبر 2010م
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش والمراجع :

(1. ) شرح هذا المعنى الكاهن بيشوي عياد في كنيسة الشهيدين أبي سيفين ودميانه في شبرا ~ القاهرة. فقال :" يعتبر « عيد الميلاد المجيد » ثاني الأعياد السيدية الكبيرة التي تخص السيد المسيح بعد عيد القيامة، ويسمى « سيدي » نسبة إلى السيد المسيح، ويحتفل به المسيحيون في كل المسكونة تذكارا لميلاد المسيح من السيدة العذراء مريم حسب نبوات الكتب : « ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانوئيل » (سفر أشعياء 7: 14). وعيد الميلاد - عند المسيحيين- هو عيد التجسد الإلهي (تجسد كلمة الله في جسم بشري) كما يقول الكتاب المقدس : « عظيم هو سر التقوى، الله ظهر في الجسد » .. كلنا نعلم أن هذا الميلاد العجيب المعجز قد تم بدون زرع بشر وهو ما لم يحدث أبدا في تاريخ البشرية." انتهى تعريف غبطة الكاهن؛ الأحد 06 يناير 2008م.
(2. ) وأذكر بعض الفقرات والتي وردت في جريدة "العرب" الصادرة بتاريخ 29. ديسمبر 2009م :" الاحتفال بأعياد رأس السنة هو من العادات الغربية أساسا، ويرتبط به تقاليد وسلوكيات تتنافى مع الأخلاق والتعاليم الإسلامية، وتتعارض مع التقاليد العربية، فإن الشعوب العربية والإسلامية أصبحت أكثر اهتماما بالاحتفال بهذه الأعياد على الطريقة الغربية في السنوات الأخيرة حيث إن الفنادق والمولات التجارية ترتدي حلة غربية بأشجار الكريسمس . وأصبح للاحتفال بهذه الأعياد انعكاسات اقتصادية ملحوظة على الأسواق ونشاطها في العالم أجمع، ومنها أسواق البلاد العربية والإسلامية."
**
ميزانية الأسرة

" انشغلت الأسرة العربية والمسلمة المقيمة والمواطنة كغيرها من الأسر الغربية باحتفالات رأس السنة، وهو أمر دخيل على تلك الأسرة، وجاء بسبب التقليد الأعمى لكل ما هو غربي، ولأن الاحتفال بتلك الأعياد يعني مزيدا من الإنفاق فقد تحملت تلك الأسر أعباء جديدة رغم أنها لم تنته بعد من سداد أعباء عيد الأضحى وتأثيرات الأزمة المالية العالمية المتتالية وتخفيضات الأجور ومشاكل السكن والإيجارات وتسريح العمالة، وقد زادت عمليات الشراء أكثر من 3 أضعاف في تلك الفترة مقارنة بغيرها من فترات العام حسب بعض التجار، ومع الأيام الأخيرة من عام 2009 بدأت معظم الأسر تستعد للسفر لقضاء بعض الأيام في الأماكن السياحية في البلدان المجاورة، أو السفر إلى الخارج بأوروبا وآسيا، وبسبب تزايد السفر في هذه الفترة تراجع النشاط في معظم الأجهزة الإدارية للدول العربية، بل وتعطلت بعض الأجهزة العامة خلال ذلك الأسبوع، وبغض النظر عن الجانب الديني لاحتفال العرب والمسلمين بأعياد رأس السنة، وما يمكن أن يؤخذ عليهم، إلا أن الأسرة قد حملت بذلك ميزانياتها أعباء كانت في غنى عنها."

**
ورود عيد الميلاد
" ويشير بائع أحد محلات الورود إلى الإقبال الكبير على شراء ورود بنت القنصل الشهيرة التي يحتفل بها الجمهور بأعياد الكريسماس والتي تتراوح أسعارها بين 15 ريالا و25 ريالا وشجرة عيد الميلاد المميزة ذات اللون الأخضر والتي تباع بأسعار تتراوح ما بين 30 ريالا و150 ريالا.. أما شجرة الكريسماس فتتراوح أسعارها ما بين 35 ريالا و75 ريالا."
**
المصدر :"جريدة العرب" 2009-12-29

http://www.alarab.com.qa/details.php...o=741&secId=17