بقلم / محمود القاعود


فى يوم 21 نوفمبر 2010م تم اعتقال الأخ والصديق والزميل خالد حربى مدير موقع المرصد الإسلامى لمقاومة التنصير ، بوشاية كنسية خسيسة ؛ حتى يتم التخلص من صداع مزمن يزعج الطاغوت المجرم شنودة الثالث البطريرك الغير شرعى للنصارى الأرثوذكس ..

مر خبر اعتقال حربى وكأن شيئاً لم يكن ! لم تصدر بيانات الإدانة من قبل عشش وأكشاك حقوق الإنسان .. لم تنشر كنيسةاليوم السابع أى خبر ، ومثلها مطرانية المصرى اليوم وموقع “ مصراوى ” .. لم يكتب أحد غلمان ساويرس مقالا طويلا عريضا يطالب فيه بإطلاق سراح حربى .. لم تفرش قناة ساويرس ” أون تى فى ” الملاية للحكومة مطالبة بالإفراج عن المدوّن والناشط خالد حربى .. لم تذكر برامج التوك شو أى شئ عن اعتقال مدير أحد أهم المواقع المصرية والعربية على الإطلاق .. ذلك أن حربى كان يسجد لله ولا يسجد لـ شنودة .. كان يركع لله ولا يركع لـ شنودة .. كان يعتبر شنودة مجرد بشر مجرم يستحق المحاكمة .. كان يرى فى الكنيسة المرقصية دويلة صغيرة تخرج على القانون والدستور .. كان يرى فى خطف المواطنات النصرانيات اللائى تحولن للإسلام اعتداءا على الحرية والقانون والوطن واستهزاءا بمشاعر الأمة الإسلامية .. كان يرى بعين الحق والحقيقة لا بعين ساويرس وشنودة .. لذلك كان لابد للآلة الإعلامية الجبارة للمجرم الصليبىساويرس أن تتجاهله تماما ولا تشير لخبر اعتقاله وألا يكتب أحد غلمان ساويرس مطالبا بالإفراج الفورى عنه .. كان لابد لحثالة اليسار الهالك من الشيوعيين والملحدين والماركسيين أن يتجاهلوا الخبر تماما .. وكان لابد لهم ألا يعقدوا مؤتمرا بنقابة الصحافيين للتضامن معه .. وكان لابد ألا يتظاهروا على سلالم النقابة ليطالبوا الحكومة بالإفراج عنه .. وكان لابد لمنظمات حقوق الإنسان الأرثوذكسى أن تتجاهله تماما وألا تعقد أى مؤتمر للتضامن معه ..

لو كان خالد حربى ملحدا لقامت الدنيا ولم تقعد .. لو كان يهوديا أو نصرانيا أو بهائيا أو من عبدة الشيطان لما تعرض له مخلوق بسوء ولتم عمل حفلة تطبير كبرى إن تم اعتقاله .. ولتم تدشين حملة ضخمة فى وسائل إعلام ساويرس ، ولهرعت برامج التوك شو للتسجيل مع أسرته ومعارفه والدعوة للإفراج عنه ..

فى العام 2006م تم القبض على أغيلمة أحمق متنصّر سب الله ورسوله .. وحكم عليه بأربع سنوات سجن .. قامت الدنيا ولم تقعد .. وأصدرت هيومان رايتس ووتش بيانات الإدانة المتتابعة .. وانتفضت عشش حقوق الإنسان فى مصر وظلت تتبع أخبار الأغيلمة المتنصّر .. وحالته وتدعو للإفراج عنه وتنظم المظاهرات الصاخبة للتضامن معه بحجة حرية الرأى والإبداع !

سب الله ورسوله حرية رأى وإبداع لا تستحق الاعتقال .. سب شنودة فتنة طائفية وتفتيت للنسيج ويجب اعتقال من يفعل ذلك !

إنه منطق منظمات حقوق “ قوم لوط ” .. منطق منظمات حرية البغاء والسحاق والدعارة وتبادل الزوجات وتعاطى الهرويين والكوكايين .. منطق القحاب وبنات الليل .. إنه منطق شنودة الثالث .. منطق بيشوى ومرقص وإرميا ويؤانس وساويرس ..

أليس خالد حربى مدونا .. فلماذا لا تدافعون عنه ؟؟

أليس خالد حربى ناشطا حقوقيا يدعو للإفراج عن الفتيات والسيدات اللائى اختطفهن الكنيسة المجرمة ؟؟

أليس خالد حربى مديرا لأحد المواقع الإليكترونية الشهيرة ويعد اعتقاله اعتداءا على حرية التدوين ؟؟

لماذا لم يكتب الموقع الصليبى العربية نت أى خبر عن اعتقاله ؟؟ أهو تحالف القوى الصليبية فى إماتة أى قضية تعكر صفو التنصير والحرب المجنونة على الإسلام ؟؟

لماذا لم تلتفت الفضائيات الأجنبية الناطقة بالعربية لاعتقال حربى وترويعه وقذفه فى السجون دون أى ذنب أو جريمة اللهم إلا اعتبارهم فضح شنودة جريمة ؟!

لو كان خالد حربى ملحدا لتم حرماننا من النوم .. ولظل بطلا على صفحات جرائد ساويرس ومواقعه وفضائياته .. ولأصدرت الخارجية الأمريكية البيانات الملتهبة التى تدعو للإفراج عنه ..

لو كان خالد حربى هو خالد منتصر .. لتم قلب مصر ولأعلنت وسائل إعلام ساويرس الحداد حتى يتم الإفراج عن مفكرهم ” الليبرالى ” الذى يدعو للاستنارة !

لو كان خالد حربى هو يوسف بطرس غالى الذى سب الدين لـ 85 مليون مواطن مصرى مسلم .. لما تعرض له مخلوق بكلمة عتاب ..

لو كان خالد حربى هو السفيه المدعو سليمان جودة الذى سب القرآن الكريم والرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم من فوق صفحات المصرى اليوم لما اهتز له جفن ..
لو كان خالد حربى هو العربجى سيد القمنى الذى سب الله ورسوله .. لتمت مكافأته بمائة ألف جنيه مصرى ..

لو كان خالد حربى هو ……

لماذا فى مصر سب الدين أسهل من تنفس الهواء ؟؟ ولماذا فضح شنودة وعصابته يعد تجديفا وكفرا وهرطقة وتجاوزا وتطاولا وخروجا على النواميس ؟؟

لماذا فى مصر لا يتم اعتقال نصرانى أو يهودى بينما لا يوجد أسهل من اعتقال أى مسلم بأى تهمة مكذوبة ؟؟

لماذا الاستئساد على المسلمين والانبطاح أمام النصارى وشنودة ؟؟

هل سمعتم عن دولة أوربية تنكل بالنصارى هناك وتجامل المسلمين وتدللهم كما تفعل الحكومة مع النصارى هنا وتجاملهم على حساب المسلمين ؟؟

لماذا دائما لا تظهر بطولة الحكومة وقوتها وجبروتها سوى على المسلمين بينما الخضوع والهوان والانحناء الدائم هو ما تقابل به النصارى ؟؟

يقول الشاعر :

أسد على وفى الحروب نعامة فتخاء تنفر من صفير الصافر

وفى زماننا هذا يجب أن يتم تعديل البيت إلى :

أسد علىّ وأمام شنودة نعامة فتخاء تنفر من صفير الراهب !


ما أسهل أن تتقبل الحكومة قذف الطوب والحجارة والزجاجات الحارقة من قبل النصارى كما فعلوا اليوم الأربعاء 24 / 11 / 2010م بحى العمرانية بالجيزة لبناء كنيسة بالدراع .. لكن ما أقسى الحكومة وأشدها إن نظم الإخوان مسيرة انتخابية أو ندوة دينية .. !

ما أسهل أن تتقبل الحكومة الاعتداء على حكمدار الجيزة ومدير الأمن وضباط الشرطة والجنود من قبل نصارى العمرانية .. لكن ما أقساها وأبطشها إن قام بعض الأفراد فى مظاهرة سلمية بالتنديد بـ شنودة وعصابته أو بالتنديد بالاعتداءات الصهيونية على فلسطين !

هو نفس المنطق الذى يطبق ويُنفذ مع كل مسلم ..

المجاهد مجدى أحمد حسين يقضى عقوبة الاعتقال لمدة سنتين منذ يناير 2009م لأنه عبر إلى غزة للتضامن معهم ضد الإجرام الصهيونى الفاشى النازى .. لم يُفرج عنه حتى الآن ! لم يتم العفو عنه ! لم تنظم مسيرات حاشدة من أجله .. لم تتحدث عنه وسائل إعلام ساويرس بكلمة .. لم تذكره المصرى اليوم بكلمة مثلما تذكر الكفرة الفجرة .. لم تمارس منى الشاذلى الثأثأة والفأفأة والتأتأة كنوع من التأثر والتضامن مع مجدى حسين .. لم يردح معتز الدمرداش للحكومة لتفرج عنه .. لم يخلع عمرو أديب ملابسه احتجاجاً على حبس مجدى حسين ..

بل كأنه لا يوجد إنسان يُدعى مجدى حسين !

هذى هى عادة صبيان ساويرس و مارينز الكنيسة .. لا يتضامنون إلا مع من يعبد شنودة .. لا يحتفلون إلا بمن يسب الله ورسوله .. لا يُقدّرون ويُكرّمون إلا من دخل فى حرملك صاحب القداسة ..

لا تتوقعوا منهم خيرا تجاه خالد حربى .. ذلك أن جريمة خالد حربى أنه يقول ربى الله وليس شنودة ..

على الجميع أن يُعرّفوا العالم بقضية حربى ومهزلة اعتقاله .. ومواصلة المظاهرات التى تفضح المجرم شنودة وتطالبه بإطلاق سراح كاميليا شحاتة وأخواتها المعتقلات .. ورفع صور حربى فى المظاهرات للمطالبة بالإفراج عنه .. وعمل بانرات تضامنية معه لوضعها بالمواقع والمنتديات .. فمن العار أن يكون الملاحدة وعباد الشيطان أكثر نشاطا فى مطالباتهم بالإفراج عن رفاقهم الشواذ .. بينما نصاب نحن بخرس مخزى ..

أرسلوا لوسائل إعلام ساويرس .. وطالبوهم بالكتابة عن محنة حربى واعتقاله مثلما يكتبون عن أى صعلوك تافه يُصاب بنزلة برد .. حاصروهم بالأسئلة لتجبروهم على الكتابة ..

الحرية لخالد حربى .. الحرية لكاميليا شحاتة .. الحرية لوفاء قسطنطين .. الحرية للمعتقلين والمعتقلات فى سجون الإرهابى النازى شنودة ..