تفنيد عقيدة الصلب والفداء

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

الرد على مقطع خالد بلكين : الوحي المكتوم المنهج و النظرية ج 29 (اشاعة حول النبي محمد) » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | الإعجاز في القول بطلوع الشمس من مغربها » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الكاردينال روبيرت سارا يغبط المسلمين على إلتزامهم بأوقات الصلوات » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | لمسات بيانية الجديد 8 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | الرد على شبهة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنهما بعمر السادسة و دخوله عليها في التاسعة » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | المصلوب بذرة ( الله ) ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | كاهن يعلنها بصدق من داخل الكنيسة : الإسلام أكثر منطقية من المسيحيّة ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | إجابة عن سؤال : من نسب لله الصّاحبة و الولد ؟؟ » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | Moses PBUH in the river » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | قـُــرّة العُــيون : حلقة 01 » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

تفنيد عقيدة الصلب والفداء

صفحة 3 من 4 الأولىالأولى ... 2 3 4 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 39

الموضوع: تفنيد عقيدة الصلب والفداء

  1. #21
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,195
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    25-07-2012
    على الساعة
    06:43 PM

    افتراضي

    المبحث الثالث :
    (الايمان والاعمال )
    مطلب اول : مفهوم الايمان
    من كتابة كيف ننتفع بكفارة المسيح
    مسألة : - معني الايمان


    1- ما ماهية الإِيمان الذي بواسطته يمكن أن نخلص من قصاص الخطيئة ونتائجها، وأن نتمتع أيضاً بالحياة الروحية مع الله إلى الأبد؟
    2- كلمة الإيمان لكثرة تداولها بين الناس فقدت معناها عند معظمهم، وأصبحت تطلق على مجرد الإعتراف بعقيدة ما. فكل من اعترف بوجود الله (مثلاً)، أصبح في نظرهم مؤمناً.
    3- لكن هذا ليس من الصواب في شيء، لأن من يؤمن بوجود الله، يبغض الخطيئة ويأبى السلوك فيها. وبما أن كثيرين من الذين يعترفون بوجود الله، يرتكبون الكثير من الآثام غير حاسبين له تعالى حساباً، إذاً فهم ليسوا بمؤمنين. وإن قالوا أنهم مؤمنون، فإيمانهم هذا لا يكون حقيقياً بل اسمياً فحسب.
    4- وإيمان مثل هذا (إن جاز أن يسمى إيماناً) لا قيمة له في نظر الله، حتى إن كان ذووه يصومون ويصلون ويتصدقون كثيراً.
    5- وإذا كان الأمر كذلك، يجب علينا جميعاً أن نعرف ما هو الإيمان الحقيقي الذي يهيئنا للتمتع بالبركات السابق ذكرها
    6- الإيمان لغة هو الثقة بحقائق غير منظورة بناء على شهادة الله عنها، بغض النظر عن حكمنا نحن عليها وقد استعمل الكتاب المقدس كلمة الإيمان بهذا المعنى فقال «ٱلإِيمَانُ فَهُوَ ٱلثِّقَةُ بِمَا يُرْجَى وَٱلإِيقَانُ بِأُمُورٍ لاَ تُرَى» (عبرانيين 11: 1).
    7- هذا هو المعنى العام للإيمان، وإذا أردنا تطبيقه على سبيل الإفادة من خلاص المسيح، يكون هو العمل الروحي الذي به تتفتح نفوسنا لله وتثق في خلاصه الذي عمله في المسيح، ثقة تجعلها توقن كل اليقين أنها امتلكت هذا الخلاص مع البركات المترتبة عليه.
    8- المؤمن شخصاً يعيش في سلام واطمئنان مع الله، كما يكون شخصاً أميناً مخلصاً له، وهذان المعنيان يردان في الكتاب المقدس ليس تعريفاً للإيمان بل نتيجة له. فقد قال الوحي «إِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا فَلاَ تَأْمَنُوا» (إشعياء 7: 9)، كما قال غير المؤمنين إنهم أشخاص لا أمانة فيهم (تثنية 32: 20).
    9- والإيمان بلغة المسيحية هو
    (أولاً) عودة الإنسان إلى حالة الطفولة التي تتجلى فيها النفس ببراءتها وصفاتها، ثم تصديق الأطفال الذي لا يشوبه شك أو ريب. ولذلك قال المسيح «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ ٱلأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَاتِ» (متى 18: 3).
    (ثانياً) قبول المسيح في النفس فقد قال الوحي «وَأَمَّا كُلُّ ٱلَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ ٱللّٰهِ، أَيِ ٱلْمُؤْمِنُونَ بِٱسْمِهِ» (يوحنا 1: 12). وقبول المسيح لا يراد به فقط قبول عقيدة الخلاص الذي عمله المسيح على الصليب، بل وأيضاً قبول شخصه بحالة روحية في أعماق النفس كما ذكرنا. (ثالثاً) الإعتماد على المسيح أو بالحري إراحة القلب والعقل عليه. فقد قال النبي لله «يَا مُخَلِّصَ (جميع) ٱلْمُتَّكِلِينَ عَلَيْكَ» (مزمور 17: 7). وقال أيضاً «يَفْرَحُ جَمِيعُ ٱلْمُتَّكِلِينَ عَلَيْكَ. إِلَى ٱلأَبَدِ» (مزمور 5: 11). وأيضاً «ٱلرَّبُّ فَادِي نُفُوسِ عَبِيدِهِ، وَكُلُّ مَنِ ٱتَّكَلَ عَلَيْهِ لاَ يُعَاقَبُ» (مزمور 34: 22).
    10 - ان الإيمان الحقيقي ليس مجرد الإعتراف بالمسيح أو مجرد تصديق رسالته كحقيقة أعلنها الوحي وأيدها الإختبار، لأنه إن وقف إيمان إنسان عند هذا الحد يكون إيمانه عقلياً فحسب. والإيمان العقلي، وإن كان ينشئ في النفس اقتناعاً بحقيقة الخلاص، لكنه لا يهيء لها سبيل الإفادة منه.
    وقد أعلن الوحي عن عدم فائدة هذا النوع من الإيمان، فقال عن الشياطين إنهم يؤمنون ويقشعرون (يعقوب 2: 19)، ومع ذلك لا خلاص لهم على الإطلاق.
    11- كما أن القيام بالصلاة والصوم والصدقة ليس دليلاً على وجود الإيمان الحقيقي فالإيمان الحقيقي هو عمل باطني يشغل قوى النفس كلها
    مسألة ً - أهمية الإيمان

    1- إذا رجعنا إلى حياة المسيح على الأرض، نرى أن الإيمان كان يشغل جانباً كبيراً من تعليمه. فكان يقول لسامعيه «كُلُّ مَا تَطْلُبُونَهُ حِينَمَا تُصَلُّونَ، فَآمِنُوا أَنْ تَنَالُوهُ، فَيَكُونَ لَكُمْ» (مرقس 11: 24). و «كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ» (مرقس 9: 23). و «لِيَكُنْ لَكُمْ إِيمَانٌ بِٱللّٰهِ» (مرقس 11: 22). و «لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهٰذَا ٱلْجَبَلِ: ٱنْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلاَ يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ» (متى 17: 20) يراد بالجبل الصعوبات التي تعترضنا في الحياة
    2- وكان للإيمان كل الأهمية لدى المسيح ليس في عمل المعجزات فحسب، بل وأيضاً في منح الغفران للخطاة النادمين على خطاياهم. فالمرأة الخاطئة التي ندمت على خطاياها قال المسيح لها: «مَغْفُورَةٌ لَكِ خَطَايَاكِ إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ! اِذْهَبِي بِسَلاَمٍ» (لوقا 7: 48 و50). والمفلوج الذي أتى به حاملوه إلى المسيح، غفر له خطاياه وشفاه من أجل إيمانهم (مرقس 2: 5).


    3- يجب أن تتوافر الشروط الآتية في كل من يريد أن يكون مؤمناً حقيقياً:
    أ- الرغبة الخالصة في الحصول على الخلاص:
    ولذلك ليس كل من يقول بفمه «إرحمني اللهم أنا الخاطئ»، يحصل على الخلاص، لأن العبرة ليست بالكلام بل بالحالة التي تكون عليها النفس. فالمرأة الخاطئة لم تخلص إلا بعد أن أحست بثقل خطاياها والتجأت إلى المسيح بكل قلبها (لوقا 7: 36 - 50). وزكا لم يخلص إلا بعد أن أحس بحاجته إلى المسيح أكثر من المال (لوقا 19: 1 - 10). واللص لم يدخل الفردوس إلا بعد أن أدرك في نفسه أنه لا يستحق سوى الهلاك، وأنه لا خلاص له إلا بواسطة المسيح (لوقا 23: 43).
    ب - التوبة عن الخطيئة:
    ولا يراد بالتوبة الندم على ارتكاب الخطيئة فحسب، بل والتحول عنها والرجوع إلى اللّه أيضاً. فقد قال الوحي: إن اللّه يأمر جميع الناس في كل مكان أن يتوبوا وأن يرجعوا إليه عاملين أعمالاً تليق بالتوبة (أعمال 17: 30 ، 26: 20)
    ت- الإتجاه إلى المسيح:
    إن الندم على ارتكاب الخطيئة والتوبة عنها أمران هامان، لكنهما لا يخلصان من دينونة الخطيئة أو سلطانها الخفي على النفس، لأن الذي يخلّص من هذين معاً هو المسيح دون سواه. لذلك على المرء أن لا يقف عند حد الندم على الخطيئة والتوبة عنها، بل أن يتجه بكل قلبه إلى المسيح، الذي أحبه ومات على الصليب كفارة عنه، فيفيد منه مثلما أفاد بطرس وبولس (إن كان مثلهما متديناً)، أو مثلما أفادت المرأة الخاطئة والعشار (إن كان مثلهما مستبيحاً)، لأن خلاص المسيح ليس لفئة خاصة من الناس، بل لكل الناس دون استثناء. فقد قال الوحي عن المسيح إنه ذاق بنعمة اللّه الموت لأجل كل واحد (عبرانيين 2: 9). وإنه كفارة لخطايانا، ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضاً (1 يوحنا 2: 2).
    4- دلائل الإِيمان الحقيقي بكل وضوح وجلاء، وأهم هذه الدلائل ما يأتي:
    أ - المحبة للّه والتعبد له:
    هذه هي أولى العلامات التي تدل على الإِيمان الحقيقي. فقد قال بولس الرسول عنه إنه «ٱلإِيمَانُ ٱلْعَامِلُ بِٱلْمَحَبَّةِ» (غلاطية 5: 6
    ب- الصلاة:
    الصلاة فهي طلب ما نحتاج إليه من الله في هذه الحياة. المصلي فيطلب شيئاً من الله ، سواء أكان هذا الشيء روحياً أم مادياً
    ت - دراسة كلمة اللّه:
    لأنه يستمع فيها لصوت اللّه... يفهمه ويعرفه ويدأب على الرجوع إليه من وقت إلى آخر، حتى يتشبع به ويسير على هداه.
    تعليق المطلب
    1- من اين جاء الاستاذ سمعان بهذه التعريفات للايمان ؟ المسيح لم يقل ان الايمان هو كذا ..... بما يعني ان هذه التعريفات هي اجتهادات الاستاذ ومن نقل عنهم
    2- وهذه الاجتهادات معيبة من امثلة عيوبها
    3- كيف يمكن التوفيق بين قول الاستاذ سمعان
    (أن القيام بالصلاة والصوم والصدقة ليس دليلاً على وجود الإيمان الحقيقي فالإيمان الحقيقي هو عمل باطني يشغل قوى النفس كلها)
    وقوله (دلائل الإِيمان الحقيقي بكل وضوح وجلاء... المحبة للّه والتعبد له ... الصلاة)
    2- كيف تكون الصلاة ليست دليلا علي الايمان الحقيقي ودليلا عليه في نفس الوقت ؟
    3- ماذا عن المعمودية ؟ اليست ركن في الايمان ؟
    4- وماذا عن النصوص الاخري الاتية :
    أ- فَتُوبُوا وَٱرْجِعُوا لِتُمْحَى خَطَايَاكُمْ» ( أعمال 3: 19)
    ب- تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى ٱسْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ ٱلْخَطَايَا، فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ» (أعمال 2: 38)
    ت- إِنِ ٱعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ» (1 يوحنّا 1: 9).
    ث- إِنِ ٱعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِٱلرَّبِّ يَسُوعَ، وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ ٱللّٰهَ أَقَامَهُ مِنَ ٱلأَمْوَاتِ، خَلَصْتَ» (رومية 10: 9).
    ج- لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ يَخْلُصُ» (رومية 10: 13).
    ح- «وَهٰذِهِ هِيَ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ ٱلإِلٰهَ ٱلْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ ٱلَّذِي أَرْسَلْتَهُ» (الإنجيل بحسب يوحنّا 17: 3).
    5- اليست كل هذه شروط للايمان المسيحي ؟

  2. #22
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,195
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    25-07-2012
    على الساعة
    06:43 PM

    افتراضي

    مطلب ثاني : الاعمال
    من كتاب الايمان والاعمال
    مسالة : الخلاص ليس بالاعمال
    1- الذين يعتقدون أن الخلاص يكون بالإيمان والأعمال معاً السبب في اعتقادهم هذا، يرجع إلى فهم بعض الموضوعات الواردة في الكتاب المقدس فهماً يختلف عن المقصود منها
    2- إن "الخلاص بالإيمان" الوارد في الآية "لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان، وذلك ليس منكم، هو عطية الله" (أفسس 2: 8) ليس معناه أن الإيمان هو ثمن الخلاص بل معناه أن الإيمان هو الوسيلة التي ننال بها هذا الخلاص
    3- لأن ثمن الخلاص هو دم المسيح دون سواه. فقد قال الوحي للمؤمنين "اشتريتم بثمن"
    (1 كورنثوس 6: 20)، وإن هذا الثمن هو "دم المسيح" (1 بطرس: 18 – 19).
    4- الإيمان لا يزيد عن كونه الثقة القلبية (أو بالحري حالة الاستقبال الروحية) التي تهيئنا للحصول على الخلاص الذي أحسن الله به إلينا على أساس دم المسيح
    5- فإننا عندما نتناول الخلاص من الله بالإيمان، لا نكون قد دفعنا ثمن هذا الخلاص، بل نكون قد تناولناه هبة مجانية منه تعالى، ومن ثم يكون الفضل وكل الفضل له.
    6-الخلاص كلف المسيح ثمناً لا قدرة لنا على الإحاطة به، قد وهبه الله لنا مجاناً،
    وذلك لسببين: (الأول) إننا لا نستطيع أن ندفع جزءاً يسيراً من ثمن الخلاص، لأن الأعمال الصالحة التي نقوم بها لا تستطيع أن تكفر عن خطية واحدة من خطايانا
    (الثاني) إن الله قصد بالخلاص إحساناً لنفوسنا، والإحسان إذا كنا نقدم شيئاً في سبيل الحصول عليه، لا يكون إحساناً. ومن ثم عندما نحصل عليه بالإيمان (أو بالحري بالإيمان الحقيقي) ، لا نكون قد دفعنا ثمناً له، بل نكون قد تناولناه هبة مجانية من إلهنا الذي يفيض قلبه بالحب والعطف من نحونا. فقد قال الرسول "أما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا" (رومية 6: 23).
    7- فليس هناك شخص مسيحي يمكن أن يخطر بباله أن يضع هذه الأعمال جنباً إلى جنب مع دم المسيح الكريم، ويطلب من الله أن يعفو عنه ويقبله في حضرته لأجل استحقاقهما معاً لأن من يتصرف هذا التصرف، يقلل من شأن دم المسيح ويجعله غير كاف للخلاص، أو يرفع من شأن أعماله التي يدعوها صالحة، لكي يكون لها قدر عظيم بجانب دم المسيح
    8- ومن ثم فإن إضافة الأعمال التي ندعوها الصالحة، إلى دم المسيح للحصول على الخلاص، إهانة بالغة للمسيح، وخطية قائمة بذاتها إلى جانب الخطايا الأخرى التي تصدر منا في بعض الأحيان.
    9- إن الخلاص بواسطة الإيمان دون الأعمال، الوارد في الآية "وأما الذي لا يعمل لكن يؤمن بالذي يبرر الفاجر، فإيمانه يحسب له براً" (رومية 4: 5)، وغير ذلك من الآيات، لا يفسح المجال أمام المؤمنين الحقيقيين لعمل الشر أو الإقلال من عمل الخير، كما يعتقد القائلون بالإيمان والأعمال. لأن هؤلاء المؤمنين مولودون من الله (1 بطرس 1: 3)، وحاصلون على طبيعته الأدبية كما ذكرنا في هامش سابق، ولذلك فهم لا يكرهون الشر فحسب، بل ويسعون بتأثير الروح القدس في نفوسهم إلى القيام بكل الأعمال الصالحة التي يستطيعون القيام بها.
    10- غير أنهم لا يقومون بهذه الأعمال لكي يخلصوا من دينونة خطاياهم، بل لكي يمجدوا الله الذي خلصهم من هذه الدينونة [وذلك تنفيذاً لقول المسيح "لكي يروا أعمالكم الحسنة، ويمجدوا أباكم الذي في السموات" (متى 5: 16)]،
    11- إذ أن دينونة خطايانا قد حملها المسيح بأسرها على الصليب (1 بطرس 2: 24ولم يبق لنا منها شيئاً لنتحمله نحن. ومن البديهي أن يكون الأمر كذلك، لأنه لو ترك المسيح لنا خطية واحدة، لما استطعنا أن نكفر عنها بكل أعمالنا الصالحة، ولكان مصيرنا جميعاً إلى جهنم النار تبعاً لذلك.
    12- إن التبرير بالإيمان الوارد في الآية "فإذ قد تبررنا بالإيمان، لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح" (رومية 5: 1) وغير ذلك من الآيات، وليس معناه أن المؤمنين الحقيقيين يصبحون كاملين أو أبراراً في طبيعتهم، بل معناه أنهم يحسبون كاملين أو أبراراً في المسيح وبواسطته، فقد قال الوحي "وأما الذي لا يعمل (شيئاً كثمن للخلاص)، ولكن يؤمن (إيماناً حقيقياً بالمسيح) الذي يبرر الفاجر، فإيمانه يحسب له براً" (رومية 4: 5). ولذلك فإن هذا البر لا يكون براً ذاتياً بل براً اكتسابياً فحسب، لأنه لم يعمل بواسطة المؤمنين الحقيقيين، بل عمل بواسطة الله في المسيح، ثم أعطى لهؤلاء المؤمنين هبة مجانية. وقد أشار الوحي على هذه الحقيقة، فقال "ظهر بر الله .... بالإيمان بيسوع المسيح إلى كل ، وعلى كل الذين يؤمنون" (رومية 3: 21).
    13- ولإيضاح معنى البر الاكتسابي نقول: كما أن الخطايا التي حسبت على المسيح عندما كان معلقاً على الصليب، هي خطايانا نحن وليس خطايا ذاتية له، كذلك ما يحسب لنا نحن المؤمنين من بر، هو بر الله في المسيح وليس براً ذاتياً لنا.
    13- فشخصية المؤمنين الحقيقيين القديمة التي كانوا فيها تحت الدينونة بسبب الخطية الأصلية والخطايا الفعلية، قد نزعت عنهم شرعاً من أمام
    ا لله، لأن المسيح أخذها على نفسه بقبوله الصلب نيابة عنهم، وصارت لهم عوضاً عنها شخصيته البارة التي لا عيب فيها على الإطلاق، وذلك بقيامته من الأموات، لأنه أسلم من أجل خطايانا وأقيم لأجل تبريرنا (رومية 4: 5)
    14- إن المسيح لم يكفر بموته على الصليب عن خطية آدم وحده كما يعتقد القائلون بالإيمان والأعمال. بل وكفر أيضاً عن كل خطايا المؤمنين الشخصية. فمن جهة تكفيره عن خطية آدم، قال الوحي عن المسيح إنه "يرفع خطية العالم" (يوحنا 1: 29)،
    15- ومن جهة تكفيره عن خطايا المؤمنين الشخصية، قال الوحي عن المسيح إنه "أسلم من أجل خطايانا" (رومية 4: 5) وإنه مات من أجل خطايانا" (1 كورنثوس 15: 10)
    16- ومما يثبت هذه الحقيقة ا لأدلة الآتية:
    (الأول) استحالة تكرار كفارة ا لمسيح: لو فرضنا أن المسيح مات نيابة عن آدم وحده، بسبب الخطية الواحدة التي أتاها، يكون من الضروري أن يموت كذلك نيابة عن كل واحد منا مرات بعدد الخطايا التي تصدر منه، حتى تغفر له هذه الخطايا.
    (الثاني) تكفير المسيح عن نفوسنا، وليس عن خطايانا فحسب: إن المسيح لم يكفر عن خطايانا بالانفصال عن نفوسنا، بل كفر عن نفوسنا بذاتها، لأنها هي التي تستحق القصاص بسبب معاصيها، فقد قال الوحي "مات البار عوضاً عن الآثمة" (1 بطرس 3: 8)
    (الثالث) عدم إفادتنا من كفارة المسيح بشيء، لو كانت عن آدم وحده: لو كانت كفارة المسيح هي عن خطية آدم وحده، لما كانت تعود على واحد من نسله بفائدة ما، ولهلك تبعاً لذلك جميع الناس بما فيهم الرسل والأنبياء، لأنهم جميعاً خطاة مثل غيرهم من البشر، وليس في وسع واحد منهم أن يكفر عن خطية واحدة من خطاياه مهما عمل من أعمال صالحة كما ذكرنا فيما سلف.
    مسألة : خطأ الاعتقاد بأن الخلاص يكون بالإيمان والأعمال
    1- إننا مع تقديرنا للأعمال الصالحة وحثنا لأنفسنا ولغيرنا على القيام بها والإكثار منها، نعلن بناءً على كلمة الله أن هذه الأعمال ليست شرطاً ثانياً مع الإيمان للحصول على الخلاص، بل إن الشرط الأول والأخير الذي وضعه الله أمامنا للحصول عليه هو الإيمان الحقيقي بالمسيح
    2- لو كانت الكفارة التي قدمها المسيح على الصليب غير كافية للتكفير عن خطايانا، لكان هناك مجال للظن بوجوب تكميلها أو تكميل خلاصنا بها ببعض الأعمال الصالحة. لكن هذه الكفارة، كما أعلن الوحي، كافية للتكفير عن خطايانا، وليس عن خطايانا فقط، بل وعن خطايا كل العالم أيضاً (1 يوحنا 2: 2)
    3- أن الحية الأبدية هي هبة من الله فقد قال "وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا". (رومية 6: 23)، وما دامت الحياة الأبدية هي هبة من الله، لا يكون الحصول عليها متوقفاً على الأعمال الصالحة.
    4- كما أنه لو كانت الحياة الأبدية تتوقف على الإيمان والأعمال معاً، لكان الوحي قد حدد لنا القدر الذي يجب على كل منا القيام به من كل نوع من الأعمال الصالحة
    5- لو كان الحصول على الحياة الأبدية (أو جزء منها، إن كانت تتجزأ)، يتوقف على شيء من الأعمال الصالحة، لكانت هذه الحياة تعطي لنا بعد انتقالنا من العالم الحاضر، حتى يكون من الممكن تقدير هذه الأعمال ومعرفة ما نستحقه من جزاء عنها. لكن الحياة الأبدية لا تمنح للمؤمنين الحقيقيين بعد انتقالهم من هذا العالم، بل تمنح لهم بمجرد إيمانهم وهم لا يزالون فيه كما ذكرنا فيما سلف. فقد قال المسيح "الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي ويؤمن بالذي أرسلني، فله (أي له الآن، وليس سوف يكون له في المستقبل) حياة أبدية، ولا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل (وليس سوف ينتقل) من الموت إلى الحياة" (يوحنا 5: 24).
    6- إن المسيح ليس طريقاً للخلاص حتى نحتاج إلى طريق آخر معه، بل إنه الطريق الوحيد للخلاص (يوحنا 14: 6)
    7- إن من يقول إنه يؤمن بالمسيح، ولكن خلاصه يتوقف على ما يقوم به من أعمال صالحة، يكون مؤمناً بهذه الأعمال وليس مؤمناً بالمسيح، لأن المؤمن بالمسيح يعتمد في خلاصه على المسيح دون سواه.
    8- إن من يقول إنه آمن بالمسيح لكن إيمانه ضعيف، ولذلك يرفع من شأنه ببعض الأعمال الصالحة حتى يصبح مقبولاً لدى الله، يكون معتمداً على إيمانه وليس على المسيح،وهذا هو الخطـأ بعينه لأن ثمن الخلاص ليس هو الإيمان بل هو دم المسيح، ودم المسيح فيه كل الكفاية للخلاص، ولا يمكن أن تزيد من كفايته كثرة الأعمال الصالحة، أو تقلل من كفايته قلة هذه الأعمال.
    تعليق المطلب
    يقول الاستاذ سمعان ان الاعمال ليست شرطا للخلاص وسنورد فيما بعد نقلا عن اباء الكنيسة الارثوذكسية علي عكس هذا ونقارن الاثنين لاحقا

  3. #23
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,195
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    25-07-2012
    على الساعة
    06:43 PM

    افتراضي

    مطلب ثالث : الحجج القائلة بتوقف الخلاص على الإيمان والأعمال
    اتضح لنا فيما سلف أن ثمن الخلاص هو دم المسيح وحده، وأن الواسطة للحصول عليه هي الإيمان الحقيقي دون سواه. ومع ذلك فهناك آيات يقول بعض المسيحيين إنها تدل على أن الخلاص يكون بواسطة الإيمان والأعمال معاً، ولذلك رأينا من الواجب أن نفحص هذه الآيات بكل تدقيق، لكي يتضح لنا المعنى الحقيقي لها.
    مسألة : الايات الواردة في الرسائل
    (أولاً) ترون إذاً أنه بالأعمال يتبرر الإنسان، لا بالإيمان وحده" (يعقوب 2: 21 – 23).
    1- فآمن (إبراهيم) بالرب فحسب له براً" (تكوين 15: 4، 6)، وبعد حصول إبراهيم على هذا البر بأربعين سنة تقريباً كما ذكرنا، طلب الله منه أن يقدم ابنه إسحاق ذبيحة (تكوين 22: 2)، ومن ثم فإبراهيم عندما قدم ابنه لله على المذبح لم يكن غير مبرر، بل كان مبرراً ومبرراً لديه تعالى.
    2- وإذا كان الأمر كذلك، فما الغرض من تبرير إبراهيم بعد ذلك بسبب تقديم ابنه؟ (الجواب) "لأنه إن كان إبراهيم قد تبرر بالأعمال فله فخر، لكن ليس لدى الله" (رومية 4: 2)
    3- فتبرير إبراهيم بالأعمال أو تكميل إيمانه بها الوارد ذكره في رسالة يعقوب، لا يقصد به سوى الشهادة العلنية على أنه كان حقاً باراً أو كاملاً في إيمانه
    (ثانيا ) ما المنفعة يا إخوتي إن قال أحد إن له إيماناً ولكن ليس له أعمال، هل يقدر الإيمان أن يخلصه ... هكذا الإيمان أيضاً، إن لم يكن له أعمال ميت في ذاته .... لأنه كما أن الجسد بدون روح ميت، هكذا الإيمان أيضاً بدون أعمال، ميت" (يعقوب 2: 14 – 18).
    1- يعقوب لا يتحدث هنا عن مؤمن حقيقي، بل عن شخص يقول إنه مؤمن، وطبعاً ما لم يبرهن هذا الشخص على صدق إيمانه بالحياة المقدسة والأعمال الصالحة، فإيمانه يكون شكلياً لا حقيقياً، لأن الإيمان الحقيقي لا يكون ميتاً بل حياً، والإيمان الحي هو المصحوب بالحياة الإلهية، والحياة الإلهية من شأنها أن تثمر أثماراً صالحة.
    2- ليس هناك أي اختلاف بين أقوال بولس التي ذكرناها في الفصل السابق عن السبيل إلى التبرير أمام الله، وبين أقوال يعقوب الواردة في الآيات التي نحن بصددها عن هذا السبيل.
    3- لأن الأول يعلن أن التبرير هو بالإيمان الحقيقي، ويعلن الثاني أنه ليس بالإيمان الإدعائي، وكلا الإعلانين حق.
    4- ويعلن الأول أن الخاطئ يتبرر أمام الله بالإيمان ويعلن الثاني أن المؤمن الذي يحصل على الخلاص بالإيمان، يجب أن يبرهن على وجود هذا الإيمان في نفسه بالأعمال الصالحة، لأن هذه الأعمال هي التي تعلن أنه مؤمن حقيقي، وكلا الإعلانين حق أيضاً.
    (ثالثا) كذلك راحاب الزانية أيضاً، أما تبررت بالأعمال إذ قبلت الرسل وأخرجتهم في طريق آخر،" (2: 25).
    1- إن قبول راحاب الوثنية للرسل المذكورين ومحافظتها على حياتهم، هو ثمر إيمانها بالله وقدرته الفائقة .... أن الذي أنقذ راحاب ليس هو محافظتها على حياة الرسل المذكورين، بل إيمانها الحقيقي بالله الذي تميزت به عن جميع مواطنيها.
    2- أن بولس قال إنه بالإيمان راحاب الزانية لم تهلك مع العصاة، إذ قبلت الرسل بسلام (عبرانيين 11: 31).
    (رابعا ) الله لا يقبل الوجوه، بل في كل أمة الذي يتقيه ويصنع البر مقبول عنده" (أعمال 10: 35). وقال بولس الرسول "مجد وكرامة وسلام لكل من يفعل الصلاح .... لأنه ليس عند الله محاباة" (رومية 2: 10).
    السبب في قول الرسولين بطرس وبولس في الآيتين اللتين نحن بصددهما. إن الأعمال الصالحة تجعل صاحبها مقبولاً أمام الله وأهلاً للحصول على المجد والكرامة والسلام، فيرجع إلى أن هذين الرسولين كانا في مستهل حديثهما مع أشخاص أمميين، لا يعرفون شيئاً عن الخلاص الكامل من الخطية والتوافق مع الله في صفاته الأدبية السامية
    (خامسا) "لأن الذي ليس عنده هذه هو أعمى قصير البصر قد نسي تطهير خطاياه السالفة" (2 بطرس 1: 9).
    الرسول لا يقول: إن المؤمن الذي لا يتصف بهذه الصفات يطرح في جهنم أو يهلك إلى الأبد
    (سادسا ) تمموا خلاصكم بخوف ورعدة، لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا من أجل المسرة" (فيلبي 2: 11 – 13)
    الرسول لا يقول للمؤمنين أن يتمموا خلاصهم بخوف ورعدة بواسطة الأعمال الصالحة ولا يقول تمموا خلاصكم بخوف ورعدة لئلا تهلكوا أن السبب في وجوب إتمام خلاصنا بخوف ورعدة، هو وجود الله معنا
    (سابعا) لا بد أننا جميعاً نظهر أمام كرسي المسيح لينال كل واحد منا ما كان بالجسد، بحسب ما صنع خيراً كان أم شراً" (2 كورنثوس 5: 9).
    بالرجوع إلى الإصحاح المقتبسة منه هذه الآية، نرى أن الرسول افتتحه بالقول "لأننا نعلم أنه إن نقض بيت خيمتنا الأرضي، فلنا في السماء بناء من الله بيت غير مصنوع بيد، أبدي" (2 كورنثوس 5: 1)
    (ثامنا ) "لاحظ نفسك والتعليم، لأنك إن فعلت هذا، تخلص نفسك والذين يسمعونك" (1 تيموثاوس 4: 16) وقال عن "النساء إنهن سيخلصن بولادة الأولاد، إن ثبتن في الإيمان والمحبة والقداسة مع التعقل" (1 تيموثاوس 2: 15).
    الآية الثانية فقد قيلت بمناسبة الإشارة إلى الحكم الذي أصدره الله على حواء، [وهو تكثير أتعاب حبلها وولادتها الأولاد بالأوجاع (تكوين 3: 16)] بسبب تصديقها للشيطان وتنفيذها لمشورته. ولكن المؤمنات الحقيقيات من بناتها أعطى الله لهن الوعد بالخلاص من هذه الأتعاب والأوجاع، إذا ثبتن في الإيمان والمحبة والقداسة مع التعقل
    (تاسعا) إن علمتم أنه بار فاعلموا أن كل من يصنع البر مولود منه" (1 يوحنا 2: 9).
    إن الإنسان لا يستطيع بطبيعته أن يعمل البر الذي يتوافق مع كمال الله، فقد قال الوحي" ليس بار، ليس ولا واحد" رومية 3: 10)
    (عاشرا) اكتب طوبى للأموات الذي يموتون في الرب منذ الآن، نعم يقول الروح لكي يستريحوا من أتعابهم وأعمالهم تتبعهم" (رؤيا 14: 13).
    إن وصف هؤلاء الناس بأنهم "يموتون في الرب" دليل على أنهم كانوا يحيون فيه أثناء وجودهم على الأرض فهؤلاء الأشخاص إذاً ستكون لهم الحياة الأبدية مع المسيح، ليس بسبب أعمالهم، بل بسبب إيمانهم به إيماناً حقيقياً.
    مسألة – الآيات الواردة في البشائر الأربع
    اولا : فيخرج الذين فعلوا الصالحات إلى قيامة الحياة، والذين عملوا السيئات إلى قيامة الدينونة" (يوحنا 5: 28 و 29).
    إن الإنسان بحسب طبيعته البشرية العتيقة لا يسكن فيه، أي في جسده، شيء صالح (رومية 7: 18)، فقد قال المسيح في موضع آخر "الإنسان الصالح من الكنز الصالح في القلب، يخرج الصالحات" (متى 12: 25)، وقلب مثل هذا لا يوجد إلا في المؤمنين الحقيقيين
    ثانيا : قد غفرت لها خطاياها الكثيرة لأنها أحبت كثيراً. (لوقا 7: 46).
    ليس لأن محبتها في ذاتها هي السبب في ذلك، بل لأن سمعان لم يكن يرى الإيمان الحقيقي الذي كان في قلبها، والذي كان المسيح يراه وعلى أساسه منحها الغفران.
    والدليل على ذلك أن المسيح لم يقل لها: محبتك قد خلصتك، بل قال لها "إيمانك قد خلصك. اذهبي بسلام" (لوقا 7: 50).
    ثالثا : إن المسيح سيقول للعذارى الجاهلات اللاتي لم يأخذن زيتاً معهن في آنيتهن "الحق الحق أقول لكنّ: إني ما أعرفكن" (متى 25: 1 – 30).
    الزيت المذكور في هذه الآيات ليس رمزاً للأعمال الصالحة، كما يعتقد القائلون بالإيمان والأعمال، بل رمز للروح القدس الذي يسكن في المؤمنين الحقيقيين دون غيرهم (1 كورنثوس 6: 19)
    رابعا : إن المسيح سيقول لبعض الناس: "تعالوا إلي يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم منذ تأسيس العالم. لأني جعت فأطعمتموني .... " (متى 25: 23 – 46).
    أن الملك الوارد بها لا يراد به أمجاد السماء، بل ملك المسيح على الأرض عند مجيئه إليها في المرة الثانية
    خامسا : قال المسيح "لكن الذي يصبر إلى المنتهى، فهذا يخلص" (متى 24: 13)
    أن المسيح عندما نطق بها كان يتحدث عن الضيقة العظيمة، وفي هذه الضيقة سيرجع نفر من اليهود الأتقياء إلى النبوات ويعرفون أن المسيح الذي صلبه آباؤهم هو حقاً مسيح الله، ومن ثم سوف يتجهون إليه ويؤمنون بشخصه، ضاربين عرض الحائط بسلطة المسيح الكذاب

  4. #24
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,195
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    25-07-2012
    على الساعة
    06:43 PM

    افتراضي

    مسألة : رد الاستاذ سمعان علي البابا شنودة
    نقلنا في المبحث الاول في تعليق علي المطلب الثالث – طرق الغفران - تعليق البابا شنودة علي مذهب البروتستانت والان ننقل رد الاستاذ سمعان علي بعض ما كان اورده البابا
    1- من الخطأ أن نتمسك بشطر من آية ونترك الشطر الآخر منها، أو نتمسك بآية ونترك الآيات الأخرى الخاصة بموضوعها
    الرد: إن المقدمة الموجودة في صدر هذا الاعتراض أمر يسلم به كل مخلص للحق، ونحن نوافق المعترض عليها كل الموافقة
    إن الفاجر الذي يؤمن بالمسيح إيماناً، حقيقياً تولد نفسه من الله ولادة روحية يصبح بها شريكاً لله في طبيعته الأدبية (2 بطرس 1: 4)، ومن ثم لا يكون فاجراً بعد بل قديساً.
    2- إن كل المسيحيين مؤمنون بالمسيح، ومع ذلك سيهلك كثيرون منهم لأنهم لا يقومون بالأعمال الصالحة.
    الرد: إن أساس الخلاف بين القائلين بأن الخلاص بالإيمان وبين القائلين بأنه بالإيمان والأعمال، هو اختلافهم في مفهوم الإيمان.
    فالفريق الثاني يرى أن الإيمان هو فقط الاعتراف بالمسيح رباً وفادياً. أما الفريق الأول فيرى بالإضافة إلى ذلك أن الإيمان هو الثقة القلبية في الخلاص الذي عمله المسيح، ثقة تولد النفس بها من الله ولادة روحية تؤهلها للتوافق معه في صفاته الأدبية
    3- هناك فرق كبير بين فائدة دم المسيح واستحقاق دم المسيح، ففائدة دم المسيح لا حد لها وتكفي لخلاص كل الناس. لكننا لا نستحق شيئاً من فائدته، إلا إذا كنا نعمل أعمالاً صالحة
    الرد: (أ) ذكرنا فيما سلف أننا لو عملنا كل البر، لا نكون أكثر من عبيد بطالين، لأننا لا نكون قد عملنا أكثر مما يجب علينا من نحو الله (لوقا 17: 10)، ومن ثم فإننا لا نستحق شيئاً من جوده وفضله.
    تعليق المطلب
    1- لايتفق تفسير الاستاذ سمعان للايات مع نص الكتاب المقدس ولا مع عقيدة الارثوذكس المسيحية
    2- لننظر اولا نص رسالة يعقوب ثم تفسيراتها
    10لأَنَّ مَنْ حَفِظَ كُلَّ النَّامُوسِ، وَإِنَّمَا عَثَرَ فِي وَاحِدَةٍ، فَقَدْ صَارَ مُجْرِماً فِي الْكُلِّ. 11لأَنَّ الَّذِي قَالَ: «لاَ تَزْنِ» قَالَ أَيْضاً: «لاَ تَقْتُلْ». فَإِنْ لَمْ تَزْنِ وَلَكِنْ قَتَلْتَ، فَقَدْ صِرْتَ مُتَعَدِّياً النَّامُوسَ.
    14مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَاناً وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ؟ هَلْ يَقْدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟17هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ. 18لَكِنْ يَقُولُ قَائِلٌ: «أَنْتَ لَكَ إِيمَانٌ، وَأَنَا لِي أَعْمَالٌ!» أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي. 19أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ! 20وَلَكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ؟ 21أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ؟ 22فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَانُ، 23وَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً» وَدُعِيَ خَلِيلَ اللَّهِ. 24تَرَوْنَ إِذاً أَنَّهُ بِالأَعْمَالِ يَتَبَرَّرُ الإِنْسَانُ، لاَ بِالإِيمَانِ وَحْدَهُ. 25كَذَلِكَ رَاحَابُ الّزَانِيَةُ أَيْضاً، أَمَا تَبَرَّرَتْ بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَبِلَتِ الرُّسُلَ وَأَخْرَجَتْهُمْ فِي طَرِيقٍ آخَرَ؟ 26لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ.
    3- يتضح من الرسالة انه لاايمان نظري بلا عمل
    4- يدعم ذلك تفسيرات الارثوذكس
    أ- تفسير الاب انطونيوس فكري
    1- من يقول أن له إيمان وليس له أعمال فإيمانه ميت، هو إيمان خيالى غير واقعى وغير موجود، هى مجرد فكرة فلسفية.
    2- يذكر لنا الرب من بين الهالكين أناساً مؤمنين بل وأصحاب مواهب ومعجزات. لكن إذ ليس لهم أعمال يقول لهم إنى لا أعرفكم قط، إذهبوا عنى يا فاعلى الإثم.
    3- إذن فالإيمان وحده دون أعمال لا يخلص. ويشير أثناسيوس الرسولى لأن بولس الرسول يبدأ أحاديثه دائماً بالإيمان ثم يكمل الحديث عن الوصايا والأعمال. فلا خلاص لنا بدون إيمان، ولا نفع لإيمان نظرى بغير أعمال.
    4- الأعمال الحية برهان على وجود الإيمان " من ثمارهم تعرفونهم " (مت7: 16)
    5- وبالأعمال يكون أولاد الله ظاهرون وأولاد إبليس (1يو3: 10)
    6- المثال الثانى للإيمان الميت، فالشياطين يعرفون أن الله موجود ومتأكدون، ولكنهم كل أعمالهم شر. لذلك هم لا يعاينون الله، فلا يعاين الله سوى أنقياء القلب. فإيماننا الحى ينقى القلب وإيمانهم الميت يجعلهم مذنبين إذ هم بلا أعمال صالحة.
    7- يقول الإنسان الباطل لأنه يوجه كلامه لمن يقول أنا لى إيمان لكنه بدون أعمال. هل لو كان إبراهيم قال أنا أؤمن ولم يقدم إبنه ذبيحة، هل كان قد تبرر ؟
    8- الإيمان كالجذور والأعمال كالثمار، ينبغى أن يكون لدينا كليهما. المسيحية ليست فلسفة فكرية بل حياة فى نور الرب يسوع.
    ب- تفسير الاب تادرس يعقوب
    1- يجدر بنا أن نراعي أن الرسول يعقوب كان يحث أناسًا مؤمنين انحرف بعضهم في سلوكهم تحت دَعْوَى أن دم المسيح يطهر وكافٍ لخلاصهم دون حاجة إلى الجهاد والمثابرة، لذلك وجه إليهم الحديث قائلاً: "ما المنفعة يا إخوتي إن قال أحد أن له إيمانًا ولكن ليس له أعمال؟
    2- أن الأعمال التي يقصدها الرسول يعقوب غير ما قصده الرسول بولس. فالإيمان وحده لا يقدر أن يخلص، فحنانيا وسفيرة آمنا بالرب لكن بسبب انحرافهما عن السلوك في النور هلكا (أع ٥: ٩).
    3- وإذ تحدث البابا أثناسيوس الرسولي يقول:
    أ- بحق يَلزمنا أن نبحث في الفكر الرسولي، لا في بداية الرسائل بل وفيما جاء بنهايتها وفي صُلْبِهاحيث يورد المعتقدات (الإيمان) والنصائح (الأعمال)...
    ب- وقد استخدم موسى المؤمن – خادم الله – نفس الطريقة لأنه عندما أذاع كلمات الشريعة الإلهيّة، تكلم أولاً عن الأمور الخاصة بمعرفة الله... (تث ٦: ٤) وبعدما أشار للشعب عن الله وعلمهم بمن يؤمنون به وأخبرهم عن الله الحقيقي، عندئذ بدأ يقدم الشريعة الخاصة بالأمور التي بها يكون الإنسان مرضيًا لله قائلاً: "لا تزنِ. لا تسرق" مع بقيَّة الوصايا.
    ت- هكذا بحسب التعليم الرسولي: "يجب أن الذي يأتي إلى الله يؤمن بأنه موجود، وأنه يجازي الذين يطلبونه" (عب ١١: ٦). الآن فإنه يُبْحَث عن الله عن طريق الأعمال الصالحة كقول النبي: "اطلبوا الرب ما دام يُوجد.
    4- يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: هل تعليمنا ضعيف؟ إن كنت مسيحيًا آمن بالمسيح، وإن كنت تؤمن به أرني إيمانك بأعمالك
    5- لقد دعاهما البابا أثناسيوس الرسولي بأختين قائلاً: الإيمان والأعمال أختان مرتبطتان ببعضهما البعض. فمن يؤمن بالرب يكون نقيًا، ومن يكون نقيًا فهو مؤمن بالأكثر.
    الخلاصة ان نظرية الاستاذ سمعان عن الخلاص بالايمان وحده والتي نقلها عن البروتستانت حسب تفسيرهم لرسائل بولس غير مقبولة عند الارثوذكس

  5. #25
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,195
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    25-07-2012
    على الساعة
    06:43 PM

    افتراضي

    مطلب رابع : الحجج القائلة بتوقف الخلاص على العمل بالناموس
    1- يقول أصحاب هذا الرأي إن الأعمال التي لا تصلح للتبرير الوارد ذكرها في قول الرسول: "إذاً نحسب أن الإنسان يتبرر بدون أعمال الناموس" (رومية 3: 27 – 28)، هي أعمال الناموس الطقسي الخاصة بالفرائض الدينية التي كان يمارسها اليهود قديماً
    2- لأن هذه كانت رموزاً مؤقتة للمسيح وعمله الفدائي الكريم. وبمجيء المسيح وإتمامه للفداء، أصبحت هذه الفرائض بلا قيمة أمام الله.
    3- أما الناموس الأدبي الخاص بالامتناع عن الخطية والقيام بعمل الصلاح، فليس هناك ما يعطله أو يلغيه، ولذلك فإنه باق مع الإيمان إلى نهاية الدهر
    4- فكل من لا يحفظ وصية من وصايا هذا الناموس، لا بد أن يقع تحت قضائه المريع، فقد قال الوحي "ملعون كل من لا يثبت في جميع ما هو مكتوب في كتاب الناموس ليعمل به" (غلاطية 3: 10).
    الرد:
    1- نعلن بملء أفواهنا أننا لا نبيح لأنفسنا أو لغيرنا فعل الشر أو التهاون في فعل الخير، لكن ما ننبه إليه هو أن الأعمال الصالحة مهما كثرت لا تستطيع أن تكفر عن خطية واحدة من خطايانا للأسباب التي ذكرناها فيما سلف.
    2- أما من جهة الآيات المشار إليها فنقول:
    إن الأعمال التي ذكر الرسول أنها لا تصلح للخلاص هي أعمال الناموس عامة، والناموس عامة يشمل الناموس الطقسي كما يشمل الناموس الأدبي.
    3- وقد أعلن بولس الرسول تحررنا من حكم الناموس الأول فقال عن المسيح، إنه "أبطل بجسده ناموس الوصايا في فرائض" (أفسس 2: 15)، وإنه "محا الصك الذي كان علينا في الفرائض الذي كان ضداً لنا" (كولوسي 2: 14)، ولذلك قال للمؤمنين "فلا يحكم عليكم أحد في أكل أو شرب، أو من جهة عيد أو هلال أو سبت، التي هي ظل الأمور العتيدة" (كولوسي 2: 16 – 17). وقال لهم أيضاً "فلماذا كأنكم عائشون في العالم تفرض عليكم فرائض: لا تمس ولا تذق ولا تجس التي هي جميعها للفناء في الاستعمال" (كولوسي 2: 20 – 23).
    4- كما أعلن الرسول تحررنا من حكم الناموس الأدبي (من جهة كونه تشريعاً يقتصر على الأمر والنهي والتهديد والوعيد)، فقال "إذاً يا إخوتي أنتم أيضاً قد متم للناموس بجسد المسيح، (أي أن علاقتكم بالناموس قد انتهت لأن المسيح بموته على الصليب حقق كل مطالب الناموس
    5- حتى نعبد بجدة الروح لا بعتق الحرف " (رومية 7: 4 – 6). وقد طبق الرسول هذه الحقيقة على نفسه، ولذلك قال "مت بالناموس للناموس، لأحيا لله" (غلاطية 2: 19)
    6- إذ بموت المسيح نيابة عنهم حمل في نفسه عقوبة الخطية التي كان الناموس يهددهم بها إلى الأبد. فمكتوب عن المسيح أنه "افتدانا من لعنة الناموس إذ صار لعنة لأجلنا" (غلاطية 3: 13)، ومن ثم سلب من الناموس سلطته بالنسبة للمؤمنين الحقيقيين
    تعليق المطلب :
    1- يدعي الاستاذ سمعان ان الناموس قد انتهي بصلب المسيح لانه حقق كل مطالب الناموس
    فهل يعقل ان يكون بولس الذي قال عن الناموس في رسالته الي رومية ان الناموس صالح ومقدس وعادل ، يكون قال في رسالة افسس كما يعتقد الاستاذ سمعان ان الناموس قد بطل ؟
    لاشك ان الاستاذ اخطأ الفهم
    2- لنعيد الان تفسير الايات التي فسرها الاستاذ سمعان ولكن بمفهوم شامل وليس مبتور كما يفعل
    3- لننظر رسالة افسس التي يقول انها دليل علي تحررنا من احكام الناموس
    أ- تفسير الاب انطونيوس
    1- بالنعمة أنتم مخلصون: النعمة هى عطية مجانية، فالله من محبته أعطانا الخلاص والحياة مجاناً، فالمسيح مات عنا ونحن بعد خطاة أى دون أى إستحقاق منا أى مجاناً.
    2- كان كل ما أخذناه ليس فى مقابل أعمال صالحة عملناها، ولكن أعطى الله ما أعطاه لنا من محبته. ولو كان الله قد أعطى ما أعطاه فى مقابل أعمال صالحة فما هى الأعمال الصالحة التى عملها الأمم حتى يعطيهم الله الخلاص.
    3- ولكن: بعد أن ندخل الإيمان يجب أن نعمل أعمالاً صالحة حتى تستمر النعمة منسكبة علينا، أمَا من يحيا فى استهتار فهو غير مستحق للنعمة.
    4- هنا يجب أن نفرق بين إستعمالين لكلمة النعمة:
    أ) فداء المسيح وإرساله للروح القدس كان نعمة مجانية ليس فى مقابل أعمال.
    ب) تغيير طبيعتى من طبيعة الإنسان العتيق الفاسد إلى الإنسان الجديد هذا يكون بعمل النعمة، وهذه النعمة تستوجب أن نجاهد لأجلها.
    5- إذاً بالمعمودية نتحد بالمسيح.
    هل يظل المُعمّد متحداً بالمسيح مهما فعل ؟ قطعاً لا وإلا ما كان السيد المسيح يوصينا "اثبتوا فىّ وأنا فيكم".
    6- كان اليهود يحتقرون الأمم ويسمونهم كلاباً، ويعتبرون أنهم وحدهم هم شعب الله، ولهم موسى العظيم صانع العجائب، ولهم الناموس وعهد الختان وهم أولاد إبراهيم وحدهم.
    7- وكان اليونانيون أيضاً يعتزون بجنسيتهم ويعتبرون أنفسهم أبناء الآلهة ويسمون غيرهم برابرة (وهكذا كان الرومان أيضاً). وقال شعراء اليونان أنهم ذرية الله (أع28:17).
    8- وهنا نرى وجهه نظر بولس المسيحى فى الأمم. فى ذلك الوقت: قبل إيمانكم. بلا إله فى العالم: أى بلا معرفة عنه. فلم يكن لهم إيمان اليهود الذين كانوا على رجاء، ولهم النبوات التي تعطيهم هذا الرجاء في مجيء المسيح المخلص. وكان لهم رجاء فى حياة بعد الموت. أما الأمم فماذا كان رجاؤهم بعد الموت إلا العدم مثل الحيوانات.
    9- وأبطل ناموس الوصايا فى فرائض بجسده: فالمسيح أبطل فرائض الناموس التى كانت سبباً فى العداوة بين الأمم واليهود، مثل عدم الأكل مع الأمم، فكان اليهودى يمتنع عن أن يأكل مع أممى، وكان اليهود مهتمين جداً بالغسلات والتطهيرات،" فهم إذا تلامسوا مع أممى لابد ان يغتسلوا
    10- ولكنه قطعاً لم يبطل الوصايا العشر ولا كل الوصايا الأخلاقية. ولاحظ دقة قول الرسول أبطل ناموس الوصايا فى فرائض فهو أبطل ناموس الفرائض فقط وليس ناموس الوصايا الأخلاقية.(ات)
    4- المسيح لم يبطل الوصايا العشرة ولا كامل الناموس لانه جاء ليكمل كما ورد في انجيل متي
    5: 17 لا تظنوا اني جئت لانقض الناموس او الانبياء ما جئت لانقض بل لاكمل
    5: 18 فاني الحق اقول لكم الى ان تزول السماء و الارض لا يزول حرف واحد او نقطة واحدة من الناموس حتى يكون الكل
    5: 19 فمن نقض احدى هذه الوصايا الصغرى و علم الناس هكذا يدعى اصغر في ملكوت السماوات و اما من عمل و علم فهذا يدعى عظيما في ملكوت السماوات
    19: 17 فقال له لماذا تدعوني صالحا ليس احد صالحا الا واحد و هو الله و لكن ان اردت ان تدخل الحياة فاحفظ الوصايا
    19: 18 قال له اية الوصايا فقال يسوع لا تقتل لا تزن لا تسرق لا تشهد بالزور
    19: 19 اكرم اباك و امك و احب قريبك كنفسك
    5- في تفسير بنكرتين :
    لا تظنوا إني جئت لأنقض الناموس والأنبياء. ...
    أ- كان الناموس نيرًا لم يستطع إسرائيل أن يحمله (أعمال الرسل 10:15). وطالما وبخهم الأنبياء على مخالفتهم إياه. ولكن بدون نتيجة حسنه. ولم يزل الناموس حاكمًا عليهم (غلاطية ا10:3).
    ب- وأما الآن فقد حضر المسيح بينهم ليعلمهم. فهل يا ترى يُنسخ الناموس؟ أو يُخفف مطاليبهُ عنهم؟ إنه لا يعمل هذا ولا ذاك، لأن الناموس صالح ومقدس وعادل (رومية 12:7)، وليس اللوم عليه، بل عليهم. فإذن، لم يأت المسيح ليُنقض شيئًا من الناموس أو الأنبياء.

  6. #26
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,195
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    25-07-2012
    على الساعة
    06:43 PM

    افتراضي

    مطلب خامس : الحجج القائلة بجواز هلاك المؤمنين الحقيقيين
    1- أن المؤمنين الحقيقيين لا يمكن أن يهلكوا على الإطلاق، ولكن هناك آيات يقول بعض المسيحيين أنها تدل على جواز هلاك هؤلاء المؤمنين، الأمر الذي يدل في نظرهم على أن الخلاص يكون بالإيمان والأعمال
    2- لذلك رأينا من الواجب أن نفحص هذه الآيات أيضاً لكي يتضح لنا الغرض الحقيقي منها.
    3- قال المسيح مرة للآب عن تلاميذه "الذين أعطيتني حفظتهم، ولم يهلك منهم أحد إلا ابن الهلاك ليتم الكتاب" (يوحنا 17: 22)
    4- معنى الآية التي نحن بصددها أن الذين أعطاهم الآب للمسيح لم يهلك منهم أحد، أما ابن الهلاك (أو بالحري ابن الشيطان الذي لم يعطه الآب للمسيح) فقد هلك، الأمر الذي لا مفر منه على الإطلاق. فهلاك يهوذا إذاً ليس دليلاً على جواز هلاك المؤمن الحقيقي، بل على وجوب هلاك المؤمن المزيف
    5- قال المسيح لتلاميذه في مثل الزارع إن هناك فريقاً من الناس يسمعون كلمة الله، وبعد ذلك يخطفها إبليس من قلوبهم. وإن فريقاً آخر يسمعون هذه الكلمة بفرح، ولكن عندما تصادفهم التجربة يرتدون. وإن فرقاً ثالثاً يسمعون كلمة الله، ولكن هموم الحياة وغناها ولذاتها تؤثر عليهم، فلا يأتون بثمر (لوقا 8: 9 – 14) وهذا دليل على جواز ارتداد بعض المؤمنين بالمسيح وهلاكهم إلى الأبد تبعاً لذلك.
    6- أن الأشخاص المذكورين لا يمثلون المؤمنين الحقيقيين بل يمثلون المؤمنين بالاسم، لأنهم قبلوا كلمة الله قبولاً سطحياً فحسب.
    7- إن كان أحد لا يثبت في يطرح خارجاً كالغصن، فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحرق" (يوحنا 15: 2 – 6)
    8- لا يراد بالأغصان المؤمنون الحقيقيون وحدهم، بل كل المنتمين إلى المسيح. وهؤلاء ينقسمون (كما نعلم) إلى فريقين: مؤمنين حقيقيين ومؤمنين بالاسم: فالمؤمنون الحقيقيون هم الذين تسري فيهم حياة المسيح، فيأتون بثمر لأجل مجد الله، ومن ثم يقوم الله بتنقيتهم من وقت إلى آخر لكي يأتوا بثمر كثير. أما المؤمنون بالاسم فلا نرى فيهم حياة المسيح، لأنهم غير ثابتين فيه أو مولودين منه، بل هم ينتسبون إليه انتساباً إليه انتساباً ظاهرياً فحسب، ومن ثم لا يأتون بثمر ولا يكون لهم نصيب إلا الهلاك الأبدي.
    9- قال المسيح لبطرس الرسول "هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة، ولكني طلبت من أجلك لكيلا يفنى إيمانك ... وأنت متى رجعت ثبت إخوتك" (لوقا 22: 31 – 32).
    10- المؤمنون لا يعتمدون في أمر خلاصهم الأبدي على أنفسهم بعد إيمانهم بالمسيح، بل يعتمدون على المسيح نفسه الذي مات مرة لأجل التكفير عن خطاياهم، ويحيا الآن ليشفع فيهم ويعضدهم، ولذلك فإن إيمانهم لا يفنى على الإطلاق.
    11- إن حنانيا وسفيرة الذين كذبا على بطرس قد ماتا وهلكا (أعمال 5: 1 – 11)، مع أنهما كانا مؤمنين حقيقيين.
    12- إن الوحي لا يقول إنهما هلكا للسببين الآتين (الأول) إن الخطية التي سقطا فيها لم تكن خطية التجديف على الروح القدس أو الارتداد عن المسيح وإنكار كفارته اللتين لا مجال لغفرانهما، بل كانت خطية الكذب فحسب. وهذه الخطية مثل غيرها من الخطايا التي يتعرض لها المؤمن الحقيقي يمكن غفرانها بفضل كفارة المسيح (1 يوحنا 1: 9)..
    13- وقال بولس الرسول للعبرانيين أيضاً "فإنه إن أخطأنا باختيارنا بعد ما أخذنا معرفة الحق، لا تبقى بعد ذبيحة عن الخطايا، بل قبول دينونة مخيف وغيرة نار عتيدة أن تأكل المضادين" (عبرانيين 10: 26).
    14- بالرجوع إلى الكتاب المقدس يتضح لنا أن الخطايا التي لا تغفر، هي خطية التجديف على الروح القدس وخطية إنكار المسيح، أما باقي الخطايا فتغفر عند الاعتراف بها والإقلاع عنها، فمكتوب "إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم" (1 يوحنا 1: 9)
    تعليق المطلب
    اولا : سنعيد فحص الايات التي فحصها الاستاذ سمعان
    أ- إن كان أحد لا يثبت في يطرح خارجاً كالغصن، فيجف ويجمعونه ويطرحونه في النار فيحرق" (يوحنا 15: 2 – 6)
    تفسير بارنز
    though it may be applied to anyone who has made a profession of Christ, and denies the truths of the Gospel, neglects the ordinances of it
    يطبق هذا علي اي شخص يعترف بالمسيح وينكر حقائق الانجيل ويهمل وصاياه
    تفسير بنكرتين
    1- جميع الذين يعترفون باسمهِ هم أغصان فيهِ ... ويمكن أن نتظاهر بأننا أغصان في الكرمة ونحن لسنا سوى مرائين ... مثل يهوذا الإسخريوطي. فإن كنا هكذا ولا نتوب فلا بد أن ينزعنا الآب يومًا ما بالدينونة لأنهُ لا يزال يحكم بغير محاباة في بيتهِ الآن (انظر عبرانيين 4:12-11؛ بطرس الأولى 17:1).
    2- لا شك بأن المرائين يهلكون إلى الأبد غير أن ذلك ليس الموضوع هنا بل معاملة الآب على الأرض مع الذين اعترفوا بالمسيح. فالثبوت فيهِ هو الاستمرار على الاعتراف بهِ والطاعة لهِ
    3- الذين يتظاهرون إلى حين بأنهم قد تعلَّقوا بالمسيح بالإيمان فلا بد أنهم يرتدون يومًا ما ولا يصلحون إلاَّ للحريق فقط. انظر مثل الزارع حيث يتضح أن كثيرين يتأثرون من سماع كلام الله ولكن في وقت الامتحان يسقطون ولا يأتون بشيء من الثمر.
    4- أن الرب حين تكلَّم عن إمكانية حريق بعض الأغصان لم يخاطب التلاميذ رأسًا قائلاً: إن كنتم أنتم تثبتون بل رتَّب كلامهُ على صيغة الغائب قائلاً: إن كان أحد لا يثبت فيَّ الخ. لأنهُ لا يفرض هلاك أحد تلاميذهِ الحقيقيين.
    5- وثبت كلامي فيكم. يعني انغراسهُ في قلوبهم كالزارع الجيد ثم محافظتهم على طاعتهِ فحينئذٍ تكون لهم الشركة مع الآب والابن
    موسوعة الكنيسة القبطية
    "إن ثبتم فىَّ": من خلال جسدى ودمى، وثبتت كل وصاياى فى قلوبكم وظهرت فى أعمالكم،فالعطية الخاصة لكم هى استجابتى الفورية لكل ما تُصَلُّونَ من أجله.
    يتضح مما نقلناه اتفاق المسيحين علي جواز هلاك الذين يؤمنون بالمسيح لانهم لم يعملوا بما قاله لهم المسيح ، وهذا دليل علي ان العمل يكمل الايمان ، وهذا خلاف مايقوله الاستاذ سمعان

  7. #27
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,195
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    25-07-2012
    على الساعة
    06:43 PM

    افتراضي

    مطلب سادس : تاريخ الاعتقاد بأن الخلاص يكون بالإيمان والأعمال
    1- إذا كان الكتاب المقدس يعلن في كل جزء من أجزائه أن الخلاص من الخطية يكون فقط بواسطة الإيمان الحقيقي، بفضل كفارة المسيح الدائمة الأثر، فكيف وصل إلينا الاعتقاد بأن هذا الخلاص يكون بواسطة الإيمان والأعمال معاً؟
    2- إذا رجعنا إلى العصر الرسولي نجد أن بعض اليهود المنتصرين كانوا يحرضون المسيحيين من الأمم على أن يختتنوا ويحفظوا ناموس موسى، بجانب الإيمان بالمسيح، بدعوى أنه لا خلاص لهم بالإيمان به فحسب (أعمال 15: 1 – 21، غلاطية 3: 2)
    3- فقاومهم بولس الرسول بكل شدة قائلاً لهم "أيها الأغبياء .... أبأعمال الناموس أخذتم الروح، أم بخير الإيمان .... أهكذا أنتم أغبياء؟! لأن جميع الذين هم من أعمال الناموس هم تحت لعنة ... إن أختتنتم لا ينفعكم المسيح شيئاً. تبطلتم عن المسيح أيها الذين تتبررون بالناموس، سقطتم من النعمة. فمن صدكم حتى لا تطاعوا للحق؟!" (غلاطية 3: 1 – 10، 5: - 7).
    4- في القرن الثاني ظهرت جماعة الأبيونيين التي اتخذت لها ديناً مزيجاً من اليهودية والمسيحية، ونادت فيما نادت به من بدع بأنه لا خلاص إلا بالختان وممارسة الطقوس اليهودية، وتقديس يومي السبت والأحد معاً، مع الامتناع عن أكل لحم الحيوان بتاتاً. وأخطر ما نادت به من بدع أن المسيح ولد ولادة طبيعية لا معجزية، وتبعاً لذلك يكون إنساناً عادياً، وتكون كفارته غير كافية للخلاص، ويجب إضافة حفظ الناموس إليها، للحصول على هذا الخلاص.
    5- وفي القرن الخامس نادى رجل من رجال الدين البريطانيين يدعى بيلاجيوس بأن الإنسان يولد طاهراً لا أثر للخطية في نفسه على الإطلاق، فتجاهل قول النبي "بالإثم صورت وبالخطية حبلت بي أمي" (مزمور 51: 7). كما نادى بأن الشر لا يكون شراً إلا بالفعل فقط، وهكذا الحال من جهة الخير، فقد قال إنه لا وجود له إلا في الأعمال الصالحة التي يقوم بها الإنسان – وبناء على رأيه لا تكون الأهواء الشريرة التي تجول في النفس خطايا، ولا تكون التقوى والأمانة والقداسة والشركة الروحية مع الله، أموراً هامة؛ ويكون الخلاص (حسب رأيه) هو فقط بواسطة الصدقة والأعمال التي تسمى الصالحة.
    6- غير أن رأي بيلاجيوس هذا لم يستمر طويلاً بين أتباعه، فخلطوا في القرن السادس بينه وبين تعليم القديس أوغسطينوس، وكان هذا يعتقد بناء على كلمة الله [أن الإنسان مولود بالخطية وعاجز من تلقاء ذاته عن عمل الصلاح الذي يتوافق مع كمال الله، ولذلك فإن خلاصه من قصاص الخطية لا يكون إلا بالإيمان الحقيقي بكفارة المسيح، وأن تأهيله لعمل الصلاح لا يكون إلا بعمل الروح القدس في نفسه]
    7- ولذلك قال أتباع بيلاجيوس إن خطية آدم أثرت في البشر جميعاً، وإنها وإن لم تسلبهم القدرة على عمل وصايا الله غير أنها جعلتهم عاجزين عن إتمام هذه الوصايا، دون معونة منه. كما قالوا إن عجز البشر هذا، وإن كان لا يحسب عليهم خطية بل مجرد تعطيل، إلا أنه هو السبب الذي يجعلهم يسقطون في الخطية من وقت لآخر.
    8- ولذلك فإن الخلاص (حسب رأيهم) يبدأ بارتقاء الإنسان فوق العجز الكامن في نفسه، ثم قيام الله بتقديم المساعدة اللازمة له بعد ذلك، وبناء عله يكون نصف الخلاص محسوباً للإنسان والنصف الآخر محسوباً لله
    9- وفي القرن العاشر أصدرت الكنيسة الكاثوليكية صكوك الغفران بناء على قرار مجلس راتس سنة 924 م ، فأقبل معظم الكاثوليك على شرائها، حتى يتمتعوا (حسب اعتقادهم) بالحياة الأبدية، وهكذا أصبحت هذه الحياة تشترى بالمال، بغض النظر عن كفارة المسيح أو الحالة الروحية للذين يبتاعون هذه الصكوك.
    10- ولما قامت الحروب الصليبية سنة 1095 أصدر البابا أوربان الثاني غفراناً شاملاً لكل الذين يخرجون إلى هذه الحروب بدافع الرغبة في خدمة المسيحية، وبذلك ضمن الحياة الأبدية لكل العاملين في الحروب المذكورة بغض النظر عن حياتهم الروحية وعن كفارة المسيح أيضاً.
    11- وفي القرن الثاني عشر عقد رجال الدين الكاثوليك عدة مجامع لبحث موضوع التبرير أمام الله، فاستقر رأيهم على أن الإنسان بالإضافة إلى تبرره شرعاً أمام الله بكفارة المسيح، يتبرر فعلاً أمامه بالأعمال الصالحة التي يقوم بها في العالم الحاضر. وهذه الأعمال (كما يقولون) ليست فقط هي الصوم والصلاة والصدقة، بل إنها أيضاً ممارسة الطقوس الدينية وتنفيذ التأديبات الكنسية التي يفرضها رجال الدين المذكورين.
    12- ثم ذهبوا إلى أبعد من ذلك، فقالوا إن بعض المؤمنين يستطيعون القيام بأعمال صالحة تزيد عن حاجتهم للخلاص، وفي هذه الحالة يمكن للكنيسة الكاثوليكية بما لها من السلطان، أن تقوم بتوزيع ما زاد من هذه الأعمال على الأشخاص الذين لم يقوموا بالقدر الكافي منها، حتى يحسب الله لهؤلاء الأشخاص قيمة الأعمال المذكورة في خلاص نفوسهم.
    13 - وفي القرن السادس عشر، أعلن لوثر أن التبرير أمام الله هو فقط بالإيمان الحقيقي بالمسيح، كما أعلن أنه ليست هناك شريعة تفرض على المؤمنين الحقيقيين أن يقوموا بأعمال صالحة معينة، لأنهم يقومون بكل الأعمال الصالحة بتأثير الروح القدس الساكن فيهم.
    14 لكن خشية أن يستغل سامعوه قوله هذا في إهمال شيء من هذه الأعمال (بدعوى عدم إرشاد الروح القدس لهم في القيام بها)، كان يحثهم على السلوك بالتقوى والقداسة لكي يمجدوا الله بسبب تبريره لهم بدم المسيح.
    15- فضلاً عن ذلك فقد سن قانوناً للوعاظ والرعاة يحتم عليهم تنفيذ وصايا الله بكل دقة في حياتهم السرية والعلنية.
    16 - وحينئذ نهض رجل يدعى أجريكولا، ورمى لوثر بالخروج عن تعليم التبرير بالإيمان، وأعلن أن المؤمنين جميعاً ليسوا تحت التزام أن يحفظوا آية وصايا، كما أعلن أنهم حتى إذا عاشوا كل حياتهم في الشر والدنس لا يمكن أن يهلك واحد منهم على الإطلاق، ويعرف رأيه هذا بـالانتينومانية Antinomianism أي "المقاومة للناموس"
    17- فأراد بعض رجال الدين بعد ذلك أن يوفقوا بين لوثر وأجريكولا، فقالوا إن الخلاص لا يكون بالإيمان فقط، بل يكون بالإيمان والأعمال معاً، غير عالمين أنهم بقولهم هذا قد جعلوا كفارة المسيح غير كافية للخلاص، وأن الأعمال هي التي تكمل هذه الكفارة.
    18- القول بأن الخلاص هو بالإيمان والأعمال، ففضلاً عن أنه ليس له أساس في الكتاب المقدس، الأمر الذي لا يدع مجالاً للتمسك به (أي بهذا القول)، فهو يضع أعمال الإنسان الخاطئ المملوءة بالشوائب والنقائص جنباً إلى جنب مع كفارة المسيح الأمر الذي يعتبر أكبر إهانة لهذه الكفارة.
    تعليق المطلب :
    1- يدعي الاستاذ بقوله
    بعض اليهود المنتصرين كانوا يحرضون المسيحيين من الأمم على أن يختتنوا ويحفظوا ناموس موسى، بجانب الإيمان بالمسيح... فقاومهم بولس الرسول بكل شدة
    2- ننقل الان كامل الاصحاح من سفر الاعمال والذي نقله الاستاذ مبتورا
    الأصحَاحُ الْخَامِسُ عَشَرَ
    1وَانْحَدَرَ قَوْمٌ مِنَ الْيَهُودِيَّةِ، وَجَعَلُوا يُعَلِّمُونَ الإِخْوَةَ أَنَّهُ «إِنْ لَمْ تَخْتَتِنُوا حَسَبَ عَادَةِ مُوسَى، لاَ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تَخْلُصُوا».
    5وَلكِنْ قَامَ أُنَاسٌ مِنَ الَّذِينَ كَانُوا قَدْ آمَنُوا مِنْ مَذْهَبِ الْفَرِّيسِيِّينَ، وَقَالُوا:«إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُخْتَنُوا، وَيُوصَوْا بِأَنْ يَحْفَظُوا نَامُوسَ مُوسَى».
    13وَبَعْدَمَا سَكَتَا أَجَابَ يَعْقُوبُ قِائِلاً:«أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، اسْمَعُونِي.
    19لِذلِكَ أَنَا أَرَى أَنْ لاَ يُثَقَّلَ عَلَى الرَّاجِعِينَ إِلَى اللهِ مِنَ الأُمَمِ، 20بَلْ يُرْسَلْ إِلَيْهِمْ أَنْ يَمْتَنِعُوا عَنْ نَجَاسَاتِ الأَصْنَامِ، وَالزِّنَا، وَالْمَخْنُوقِ، وَالدَّمِ. 21لأَنَّ مُوسَى مُنْذُ أَجْيَال قَدِيمَةٍ، لَهُ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ مَنْ يَكْرِزُ بِهِ، إِذْ يُقْرَأُ فِي الْمَجَامِعِ كُلَّ سَبْتٍ».
    22حِينَئِذٍ رَأَى الرُّسُلُ وَالْمَشَايِخُ مَعَ كُلِّ الْكَنِيسَةِ أَنْ يَخْتَارُوا رَجُلَيْنِ مِنْهُمْ، فَيُرْسِلُوهُمَا إِلَى أَنْطَاكِيَةَ مَعَ بُولُسَ وَبَرْنَابَا: يَهُوذَا الْمُلَقَّبَ بَرْسَابَا، وَسِيلاَ، رَجُلَيْنِ مُتَقَدِّمَيْنِ فِي الإِخْوَةِ. 23وَكَتَبُوا بِأَيْدِيهِمْ هكَذَا:«اَلرُّسُلُ وَالْمَشَايخُ وَالإِخْوَةُ يُهْدُونَ سَلاَمًا إِلَى الإِخْوَةِ الَّذِينَ مِنَ الأُمَمِ فِي أَنْطَاكِيَةَ وَسُورِيَّةَ وَكِيلِيكِيَّةَ: 24إِذْ قَدْ سَمِعْنَا أَنَّ أُنَاسًا خَارِجِينَ مِنْ عِنْدِنَا أَزْعَجُوكُمْ بِأَقْوَال، مُقَلِّبِينَ أَنْفُسَكُمْ، وَقَائِلِينَ أَنْ تَخْتَتِنُوا وَتَحْفَظُوا النَّامُوسَ، الَّذِينَ نَحْنُ لَمْ نَأْمُرْهُمْ. 25رَأَيْنَا وَقَدْ صِرْنَا بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ أَنْ نَخْتَارَ رَجُلَيْنِ وَنُرْسِلَهُمَا إِلَيْكُمْ مَعَ حَبِيبَيْنَا بَرْنَابَا وَبُولُسَ، 26رَجُلَيْنِ قَدْ بَذَلاَ نَفْسَيْهِمَا لأَجْلِ اسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. 27فَقَدْ أَرْسَلْنَا يَهُوذَا وَسِيلاَ، وَهُمَا يُخْبِرَانِكُمْ بِنَفْسِ الأُمُورِ شِفَاهًا. 28لأَنَّهُ قَدْ رَأَى الرُّوحُ الْقُدُسُ وَنَحْنُ، أَنْ لاَ نَضَعَ عَلَيْكُمْ ثِقْلاً أَكْثَرَ، غَيْرَ هذِهِ الأَشْيَاءِ الْوَاجِبَةِ: 29أَنْ تَمْتَنِعُوا عَمَّا ذُبحَ لِلأَصْنَامِ، وَعَنِ الدَّمِ، وَالْمَخْنُوقِ، وَالزِّنَا، الَّتِي إِنْ حَفِظْتُمْ أَنْفُسَكُمْ مِنْهَا فَنِعِمَّا تَفْعَلُونَ. كُونُوا مُعَافَيْنَ».
    3- يتضح هنا انه ، خلافا لما يقول الاستاذ ، منذ بداية الكنيسة اتفق الجميع علي ان المتحولين من الامم يعملون بما لايرهقهم من الناموس ، ولم يقم احد بالغاء الناموس ، ولم يقاوم بولس وانما كان هو من بلغ الامم عن ضرورة الالتزام بذلك الجزء من الناموس ، فليس الامر بدعة كما يدعي
    تعليق الفصل الاول :
    1- بعد هذا النقل المطول والممل من كتب الاستاذ سمعان ماهي الحصيلة ؟
    2- ينقل لنا الاستاذ سمعان نظرية كفارة المسيح التي ساهم في تطويرها القديس انسلم و القديس اوغسطين ومارتن لوثر ...
    3- تتلخص النظرية في الخطوات الاتية باختصار
    أ- ادم اخطأ بعصيانه الرب
    ب- ورث البشر خطيئة ادم
    ت- الخطية اثرت علي كبرياء الرب ولاستعادة ذلك كان لابد من تكفير يتناسب مع الحدث
    ث- تجسد الرب ونزل للارض وصلب ومات ودخل جهنم ثم استيقظ وصعد للسماء
    ج- كل من يؤمن بهذه النظرية يكون بلا خطية
    ح- الايمان بتلك النظرية يغني عن العمل الصالح فيتحول الشخص بمجرد ايمانه من زاني او قاتل الي قديس
    خ- لايهلك من يؤمن بتلك النظرية مهما كانت معصيته
    4- لاتعقل هذه النظرية ، لانه لا ادلة عقلية علي التثليث ولا التجسد كما اوضحنا في كتابنا جامع العقائد استحالة ذلك نقلا وعقلا
    6- لو تركنا العقل جانبا وعدنا لنحكم علي الاستاذ من كتابه وعقيدة اهل ملته لوجدنا انه هذه النظرية لايوجد عليها ادلة نقلية من الكتاب المقدس وقد فندنا مايقوم به الاستاذ من بتر للايات واستخدامها في غير موضعها
    7- اوضحنا ان الكتاب لايوجد به ادلة علي التجسد باستثناء نص يوحنا عن تجسد الكلمة ، وهذا النص يثير مشكلات لاهوتية اكثر مما يفيد ، لانه لايعقل تجسد احد الاقانيم دون الاثنان الاخران
    8- اعترض الارثوذكس علي نظرية الكفارة لاسباب لاهوتية هي
    أ- الله لم يكن غاضباً قبل خطيئة الإنسان , لكن الخطيئة غيّرته .ومن الذي أحدث هذا التغيير ؟ هو الإنسان. إذاً الإنسان قادر أن يغيّر في الله!
    ب- الخطيئة مشكلة الله بالأحرى لا مشكلة الإنسان. إحدى أوجه هذه النظرية أن الله رحيم وعادل بنفس الوقت. رحمته تريد خلاص البشر, لكنه لا يستطيع أن يَنتهِك عدالته الإلهية.
    ت- هذه النظرية تؤدي الي وجود الضرورة في الله. حلّت محل حرية الله وأملت التجسد
    9- واعترضوا علي ذلك لاسباب اخلاقية
    أ- كيف ابتهج الآب بدم ابنه الوحيدوهوالذي لم يكن ليقبل حتى اسحق عندما قدّمه والده ؟
    ب- يبقى الإنسان بدون تغيير. فالخلاص يعني أن ذنب الإنسان قد زال ولكن الانسان لم يتغير
    ت- لاترهق نفسك في الاعمال الصالحة فقط اقبل فدية المسيح تصير من خاطئ مصيره الجحيم ,إلى قديس عظيم قد ضمن الملكوت
    10- الخلاصة ان هذه النظرية لاتصح لاعقلا ولا نقلا ولم يرض بها حتي المسيحيون انفسهم

  8. #28
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,195
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    25-07-2012
    على الساعة
    06:43 PM

    افتراضي

    الفصل الثاني : الارثوذكس
    المبحث الاول : الخلقة الجديدة للإنسانفي الإيمان المسيحي - الأب متى المسكين
    مطلب اول : نظرية الاب متي
    من كتاب الخلقة الجديدة للإنسان
    1- قولنا إن المسيح قد وُلِد، هذا يعني لاهوتياً أن الكلمة ابن الله أخذ جسداً لنفسه من العذراء القديسة مريم. ولكن شخص الكلمة ابن الله غير محدود، بل هو مطلق وطبيعته لانهائية. لذلك لمَّا أخذ جسده من العذراء واتَّحد به، نال الجسد صفات ابن الله في اللامحدودية. إذ حُسِبَ أنه جسد يضم ويجمع في ذاته البشرية كلها.
    2 - إن كان واحد قد مات لأجل الجميع، فالجميع إذاً ماتوا. «(2كو 14:5).فأصبح كل مَنْ يؤمن بالمسيح يكون قد مات معه وقام، أي استوفى عقوبة آدم وتبرَّأ من الخطية، أحيانا مع المسيح... وأقامنا معه. «(أف 5:2و6)
    3- فنحن الذين حُسِبنا أمواتاً موتاً أبدياً بمقتضى الذنوب والخطايا، صرنا بالإيمان الذي هو عطية الله وليس من أعمالنا، أحياءً الآن مع المسيح حياة أبدية وبحال القيامة كخليقة جديدة داست معه الموت والخطية.
    مسألة : الخليقة الاولي والثانية
    1- النفس أو الروح في الإنسان هي التي خُلِقت على صورة الله كشبهه. ومن البديهي أنها كانت كذلك يوم خُلِقت، ولكن بعد أن أوقع الله العقوبة على الإنسان وأخذ اللعنة، تمزَّقت الصورة واختفى الشبه، هذا بالنسبة للنفس أو الروح.
    2- تغيَّرت طبعة الجسد وتشوَّهت الصورة جداً حتى أصبح لا يُرى في صورة الجسد للإنسان أية ملامح من عند الله، خصوصاً لو ارتقينا بمعنى الصورة من حيث البهاء والمجد والحكمة والهيبة والقداسة.
    3- ولهذا انقطعت مع الله وشائج المحبة والأُلفة والصداقة والطاعة المطلقة ومعها الحكمة والقداسة والبرارة.
    4- فلما سقط آدم وطُرد من أمام وجه الله وعاد إلى الأرض التي منها أُخذ جسده صمَّم الله أن ينفِّذ خطة خلقته الأولى للإنسان وبدأ يعمل على إعادة خلقته (الميلاد الثاني)
    5- ولكن على الأساس الذي لا يمكن أن يخطئ فيه الإنسان للموت أو يعصاه أو يموت أو يفترق عنه. فهذه المرة صمَّم أن يخلقه، لا على صورته كشبهه فقط، بل من روحه وجسد ابنه بحال قيامته من بين الأموات خَلَقَه وليس من تراب الأرض
    6- أن هذه الخلقة الروحية التي قصدها الله أن تكون من طبيعة ابنه بحال قيامته من بين الأموات كانت قائمة في تدبير الله قبل أن يخلق الإنسان من تراب الأرض، بل وقبل أن يؤسِّس العالم المادي؛ 7- وأن خلقة الإنسان من تراب الأرض لم تأتِ كخطأ في حسابات الله، بل كدرجة أولى في الخلق يتدرَّج فيها الإنسان من خليقة مادية إلى خليقة روحانية
    8- مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح، الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويَّات في المسيح. كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم، لنكون قديسين وبلا لوم قدَّامه في المحبة، إذ سبق فعيَّننا للتبنِّي بيسوع المسيح لنفسه، حسب مسرَّة مشيئته، لمدح مجد نعمته التي أنعم بها علينا في المحبوب. «(أف 3:1-6)
    9- فنحن خُلِقنا، في تدبير الله، قبل تأسيس العالم، لنكون أبناءً لله في الابن الوحيد وعلى صورة الابن في البر وقداسة الحق!! وعلى شبهه في المجد والبهاء » سبق فعيَّنهم ليكونوا مُشابهين صورة ابنه «(رو 29:8)!!
    10- إذن، إن أراد الله أن يعود الإنسان إليه ويسلِّم له إرادته وينفتح وعيه وبصيرته الروحية لمعرفة الله والحق، فيتحتَّم أن يعيد الله صياغة أو خلقة الإنسان الذي تشوَّهت صورة الله وشبهه فيه ليصير على صورة الله من جديد وعلى شبهه. 11- لكي يعيد الله خلقة روح الإنسان ليكون على صورته وشبهه كان يلزم أولاً أن يرفع عنه العقوبة بالموت الأبدي واللعنة التي أوقعته تحت غضب الله
    12- هذا استلزم من الابن الوحيد أن يتجسَّد بجسد إنسان، إنما بدون خطية. فيأخذ جسداً من العذراء القديسة مريم ومن الروح القدس، أي جسداً طاهراً قدوساً، ثم يضع عليه خطايا البشرية،
    13- بموت المسيح بجسد الإنسان، وبقيامته به مبرَّءًا ومبرَّراً، خلق للإنسان فيه جسداً روحياً جديداً لا يخطئ ولا يستطيع أن يخطئ، كما يقول القديس يوحنا في رسالته الأولى (9:3)، لأنه من طبيعته وليس من التراب بعد.
    14- على أن الجسد الذي قام به المسيح من بين الأموات جسد روحاني له كل ما لجسد الإنسان من الخواص الإنسانية الطبيعية ما عدا الخطية، وبالتالي عدم قابلية الموت لأنه جسد القيامة من الموت الذي وُهِبَ لنا بسر المعمودية: » لأن كُلَّكم الذين اعتمدتم بالمسيح قد لبستم المسيح «(غل 27:3).
    15- وهكذا بالمعمودية استطاع المسيح أن يورِّثنا طبيعة جسده المُقام من الموت، غالباً الخطية ودائساً الموت » إذ خلعتم الإنسان العتيق مع أعماله، ولبستم الجديد الذي يتجدَّد للمعرفة حسب صورة خالقه. «(كو 9:3و10).
    16- كل مَنْ هو مولود من الله (بسر المعمودية) لا يفعل خطية، لأن زرعه يثبُتُ فيه (متَّحد بالمسيح)، ولا يستطيع أن يُخطئ لأنه مولود من الله (من طبيعة المسيح القائمة من بين الأموات). «(1يو 9:3)
    مسألة : الصراع بين الجسد والروح
    1- وهكذا صار الإنسان مكوَّناً من عنصرين: الإنسان القديم الخاطئ الترابي المحكوم عليه بالموت والقابل للخطية؛ والإنسان الجديد الثاني الروحي من السماء على صورة المسيح ومن طبيعته القائمة من بين الأموات، والذي لا يسود عليه الموت، وهو ليس تحت ناموس الخطية
    2- ويؤكِّد القديس يوحنا كل مَنْ هو مولود من الله لا يفعل خطية، لأن زرعه يثبت فيه، ولا يستطيع أن يُخطئ لأنه مولود من الله. (1يو 9:3)
    3- وهنا نشأ التصارع فينا لأن الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد، وهذان يُقاوِم أحدهما الآخر، حتى تفعلون ما لا تريدون. «(غل 17:5)
    وإنما أقول: اسلكوا بالروح فلا تكمِّلوا شهوة الجسد. «(غل 16:5)ولكن إذا انقدتم بالروح فلستم تحت الناموس. «(غل 18:5)
    إن عشتم حسب الجسد فستموتون، ولكن إن كنتم بالروح تُميتون أعمال الجسد فستحيون. لأن كل الذين ينقادون بروح الله، فأولئك هم أبناء الله. «(رو 13:8و14)
    4- وهذا لا ينفي أن تكون لنا خطايا بالجسد، ولكن يؤكِّد لنا القديس يوحنا ودم يسوع المسيح ابنه يُطهِّرنا من كل خطية. إن قلنا إنه ليس لنا خطية نُضِلُّ أنفسنا وليس الحقُّ فينا. إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل، حتى يغفر لنا خطايانا ويُطهِّرنا من كل إثم. «(1يو 7:1و8و9)
    5- سبق أن قلنا إن الجسد لا يُحسب - بحد ذاته كلحم وعظام - أنه مصدر الخطية أو الشر فهو خليقة الله، والله منزَّه عن أن يخلق الشر.
    6- ولكن طبيعة الخطية التي ورثناها من آدم هي “الحرية الساقطة” من مصدرها الإلهي الذي كان يحفظها ويدبِّرها، وما يتبعها من إرادة ومشيئة مسيبة لا ضابط لها، ثم معرفة مفصولة عن الله منحطَّة. هذه كلها صارت لعبة في يد الشيطان.
    7- وبناءً على ذلك أصبح لا نفع للجسد ولا منفعة فيه طالما هو مسيَّر تحت هذه القوى المسيبة.
    8- أن الصراع بين الجسد العتيق والجسد الجديد الروحاني ليس في طبيعة كل منهما، ولكن في الإرادة والمعرفة. فالجسد العتيق تتحكَّم فيه شهوات التراب التي خضع لها آدم أبوه، ودائرة معرفة الجسد العتيق مربوطة في الماديات وحدودها العقل. فكل ما هو غير معقول أو فائق مثل الروحيات، جهالة عنده. وعند العامة يقولون إن الله عُرف بالعقل. هذا غش وكذب، فالله لا يُعرف إلاَّ بالإيمان، والإيمان يكون بالوعي الروحي في الإنسان.
    9- فالصراع، في الواقع، على أشدّه بين العقل في الجسد العتيق، والوعي الروحي المفتوح في الإنسان الجديد المتَّصل بالله، ولا يمكن أن يتقابلا أو يتوافقا إلاَّ تحت سلطان الخضوع لله والتسليم له.
    10- لذلك يتحاشى أهل الفطرة والبسطاء الدخول في المعارف الإلهية العالية التي لا يستوعبها إلاَّ الوعي المفتوح على الله، ويكتفون بالخضوع والتسليم بالمسلَّمات دون مناقشة.
    11- طبيعة الإنسان الجديد هي من طبيعة المسيح القائم من بين الأموات، روحانية مبرَّرة مؤهَّلة لشركة الحياة الجديدة مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح؛ وإذا تنشَّطت بالإنجيل والصلاة، فإنها تؤهَّل للانفتاح لإدراك أسرار الكلمة والإحساس بالحق ومعرفة أسرار الله ومقاصده.
    12- وهي المؤهَّلة بالنعمة التي فيها أن تكون هيكلاً حقيقياً للروح القدس، يسكن فيها ويقودها ويرتاح فيها ويعلِّمها ويكشف لها حقائق المسيح حسب وعد المسيح. وهي مؤهَّلة للرؤى والمناظر والإعلانات عن غير استعداد منها ولا إعداد
    13- لبنيان جسد المسيح، إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله. إلى إنسان كامل. إلى قياس قامة ملء المسيح. «(أف 12:4و13)
    14- محبة الله أو محبة الآخرين بالجسد العتيق غش وادِّعاء كاذب، لأن المحبة الحقيقية هي وحدها التي تكون من طبيعة الله الذي هو المحبة الحقيقية، والجسد الجديد الروحاني وحده - وليس العتيق - هو الذي له طبيعة المحبة الحقيقية.
    15- فإذا سألتني: ما هي علامة الإنسان المسيحي الروحي الحقيقي؟ أقول لك: إنه يحب أعداءه!!
    16- ويقول أحد العلماء اللاهوتيين البارزين لدى الكاثوليك والبروتستانت، وهو العالِم الفرنسي أوجست ساباتييه (1839 - 1901م):
    إن خلاصنا سيكتمل حينما تتخلَّص الروح (الإنسان الجديد) من قيود الجسد المادي
    17- إذن، أصبح الإنسان المسيحي الذي يحيا بإيمانه وبحسب مواهب الإنسان الجديد في التعلُّق بالله والعبادة والصلاة ومحبة الآخرين بالقلب وبالروح؛ لن يدخل الدينونة، وهو من الآن محسوب أنه في المسيح يسوع، يعيش شركة الحياة الأبدية معه كالعربون، وله الرجاء أنه سيحيا معه إلى الأبد، وله ميراث الملكوت كابن لله في المسيح.

  9. #29
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    7
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    19-06-2012
    على الساعة
    02:48 AM

    افتراضي

    بارك الله فيكم

  10. #30
    تاريخ التسجيل
    Jun 2007
    المشاركات
    1,195
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    25-07-2012
    على الساعة
    06:43 PM

    افتراضي

    مسألة : هبوط وصعود البشرية
    1- كانت طبيعة آدم الترابية حائزة على صفات روحية ومميزات خاصة عالية تؤهِّله للتواجد مع الله والحديث إليه والسمع له؛ بل وقبول المعرفة وانفتاح الوعي.
    2- واللغة التي كان يخاطب بها الله لم تكن بالفم أو باللسان، والكلام الذي يسمعه من الله ليس بالأُذن وحاسة السمع؛ بل كان هذا كله بالتخاطب الفكري والسماع الداخلي، وهي من المواهب الراقية التي تنتمي إلى الروح أكثر منها إلى الجسد.
    3- ولكن كان بديهياً ألا تقوى خليقة ترابية على التوافق مع الله في حياة دائمة. فبعد مُدَّة لا يُعرف مداها ثبت عجز الخليقة الترابية، فلم تستطع أن تحتفظ بمستواها كخليقة شبه الله وعلى صورته؛ 4- إذ استخدم آدم نفس حرية الإرادة والمعرفة التي وهبها له الله على مستوى صورته كشبهه، استخدمها في التعدِّي على وصية الله، أي على مشيئته وإرادته، بقصد أن يكون آدم وحواء كالله حاصلَيْن على معرفة الخير والشر.
    5- وهكذا فَقَدَ كلاهما حالة الخضوع التي فيها كانا يستمدان من الله المشيئة والمعرفة الخيِّرة دون اجتهاد، فسقطا من مستوى طبيعتهما الخيِّرة المطلقة، ودخلا مجال المعرفة الشريرة ولم يخرجا منها.
    6- وبناءً على ظهور هذا العجز والقصور في الخلقة الترابية لم تقوَ على البقاء في مستوى الحياة مع الله، فكان يتحتَّم نزولها إلى ما دون مستوى طبيعتها التي أهَّلتها أن تحيا في الفردوس مع الله، إذ فقدت امتياز وجودها معه.
    7- كانت عقوبة الموت واللعنة التي وقع فيها آدم نتيجة لعصيانه هي في الحقيقة على مستوى خلقة التراب دون إجحاف من الله.
    8- فالموت هو في واقعه وحقيقته عودة إلى التراب. إذن، فعقوبة الموت كانت هي بعينها النزول إلى التراب.
    9- وأما اللعنة فهي بعينها النزول من مستوى الحياة مع الله أو الخروج من حضرة الله أو البُعد عنه
    10- النزول إلى التراب إلى مرحلتين
    المرحلة الأولى:والتي بدأت بآدم وحواء، وامتدَّت إلى نسلهما، فجاء الطوفان وأهلك الله كل ذرية آدم بسبب شر الإنسان
    11- المرحلة الثانية: وبدأت بإبراهيم، حيث تناقص العمر بدرجة منحدرة انحداراً شديداً، إذ كان عمره 175 سنة ومات. وظلت بعد ذلك تتناقص الأعمار بغاية السرعة حتى صارت في متوسطها أيام داود النبي 70 سنة
    12- وهكذا بدأت الطبيعة الترابية تتآكل، إذ استهلكتها السنون والأمراض والجهالات، ولكن الزمن كان أقوى العوامل لبلوغ الإنسان آخر انحداره، حيث بلغت الطبيعة الترابية للإنسان أضعف منتهاها
    13- أصبح الآن واضحاً أنه يتحتَّم أن تأتي قوة تغيير هذه الطبيعة أو تجديدها من خارجها ومن الله نفسه، بحسب قصد الله الأزلي وحسب خطته التي وضعها من قبل تأسيس العالم
    14-أن الإنسان قد استوفى عقوبته ولعنته على الأرض، وجاءت ساعة الرِّضا والخلاص ليبدأ الله عملية إصعاد الإنسان من التراب، أو خلقته الخلقة الجديدة بحسب تدبيره الأزلي.
    15- لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، صائراً في شِبه الناس. «(في 5:2و6) إذن، واضح أمامنا أنه لكي يُرسِل الله ابنه أي الكلمة وهو قائم دائم في صورة الله، لَزِمَ لهذا الابن لكي ينزل على الأرض ويأخذ صورة إنسان أن يُخلي ذاته. أفرغ ذاته من مجد الألوهة (وليس ترك اللاهوت) حتى يستطيع أن يلبس جسد إنسان ويظهر به أمام الناس فيروه ولا يرتعب منه أحد
    16- الله قد صنع عيِّنة سماوية للإنسان الجديد كنموذج أعلى وأكمل وأقدس للبشرية الجديدة التي بدأت تنفصل عن تراب الأرض، وأُعِدَّتْ بقوة إلهية سماوية للحياة مع الله في السماء متَّحدة بالابن القدوس.
    17- فكان لابد قبل أن يلبس الإنسان طبيعته الجديدة القدوسة السمائية، أن تُفرَّغ الطبيعة البشرية من عجزها وقصورها وكل ما آل إليها من خبرة التراب في العالم،
    18- فكان على ابن الله المتجسِّد أن يعمل هذين العملين معاً للإنسان الترابي: يرفع عن طبيعته الترابية وعن ذاته الترابية عجزها وقصورها الترابي وما اختزنه الإنسان في نفسه من هذه الخبرات؛ حتى يستطيع أن يعطيه من جسده الجديد الإلهي ومن ذاته القدوسة طبيعة جديدة وذاتاً جديدة لها كمالها السماوي الذي يمكن أن تقف به أمام الله.
    19- وبالفعل رَضِيَ الابن الكلمة المتجسد بتدبير الآب، أن يأخذ في طبيعته وفي نفسه كل مناقص وفضائح وعيوب وقصور الطبيعة البشرية التي اقتنتها لنفسها طول غربتها عن الله وهي على الأرض تحت العقوبة؛ كما يأخذ لنفسه نفس العقوبة بالموت واللعنة الواقعة على الطبيعة البشرية الترابية وعلى الذات البشرية القائمة عليها والمسئولة عنها.
    20- وهكذا تقرَّر في التدبير الإلهي أن يقف الابن بهذه الحال وعليه هذه العقوبة أمام الله، لا نائباً عن البشرية أو ممثِّلاً لها، بل حاملاً إيَّاها في جسده وفي نفسه، لينال معها (من أجلها) الحكم بالموت وجزاء اللعنة.
    21- فقد كشف المعمدان خطة الله كأول استعلان عن عمل المسيح: » هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم «(يو 29:1)، بمعنى أن يكون ذبيحة خطية عن العالم. وقد صدَّق المسيح على ذلك مراراً بقوله إنه سيتألم ويُصلب ويموت وفي اليوم الثالث يقوم
    22- والآن جاء دور تسليم عيِّنة كاملة من جسد المسيح هذا القائم من بين الأموات بمجد الله، وذلك في المعمودية بالسر الإلهي الذي هو “سر الخلق الجديد” غير المنظور للإنسان أو “سر ميلاده الثاني من فوق بالروح من المسيحلكل مَنْ يعترف ويؤمن ويشهد بموت المسيح وقيامته على الصليب.
    23- أن خلقة الإنسان كانت منذ الأزل قبل تأسيس العالم ولا زالت ولا تزال شغل الله الشاغل. وانظر وتأمل، كم تنازل، كم بذل، كم ضحَّى ليخلق الإنسان بالنهاية خلقة سماوية مباركة
    مسألة : الاعمال الصالحة
    1- لأننا نحن عمله، مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة، قد سبق الله فأعدَّها لكي نسلك فيها. «(أف 10:2)
    يُلاحَظ من هذه الآية، وبحسب موضعها في الرسالة، أن العمل الصالح هنا هو هاجس الخليقة الجديدة وشاغلها الشاغل؛ وليس هو الواسطة أو الوسيلة التي تؤدِّي إلى الخليقة الجديدة.
    2- ومع أن طبيعة الخليقة الجديدة التي صارت لنا بالقيامة هي من عمل النعمة المحض، ولم تستلزم منَّا عملاً مسبقاً ولا حتى سؤالاً أو صلاة، إذ أنها أُعطيت لنا كهبة عامة ونحن مغروسون بالجهالة في صميم الخطية والتعدِّي؛ إلاَّ أننا بمجرد أن نحصل على هذه الخليقة الجديدة وندخل في مجالها الحي نُطالَب في الحال بالأعمال اللائقة
    3- لأنكم بالنعمة مُخلَّصون، بالإيمان، وذلك ليس منكم، هو عطية الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد. لأننا نحن عمله، مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدَّها لكي نسلك فيها. «(أف 1:2-10)
    4- لا ينبغي أن نفصل المعرفة وحدها ونشرح صلتها بالقيامة، لأنه لا توجد معرفة صالحة صادقة بدون عمل حتى ولا عند الملائكة.
    5- إذا قبلنا المسيح قبولاً روحياً كاملاً، واستضاءت معرفتنا به عن طريق الكلمة بالإنجيل، نجد أن المعرفة تولِّد إيماناً وطيداً مساوياً للمعرفة الصادقة وحينئذ يبدأ العمل الصالح بدَفْع الإيمان كقوة منبثقة من مصدر سرِّي داخلي
    6- العمل الصالح قسمين كبيرين يلتحمان معاً في النهاية ليكوِّنا عملاً واحداً منسجماً:
    القسم الأول: ويشمل جميع الأعمال الصالحة المفروض علينا تأديتها والسلوك فيها ، لتجمعنا معاً نحن المؤمنين، كل المؤمنين، لنكون جسداً واحداً وروحاً واحداً حتى نصبح أهلاً للاتحاد بجسم المسيح.
    7- القسم الثاني: ويشمل جميع الأعمال الصالحة التي يقدِّمها لنا الله كوسائط أو كأعمال نعمة مملوءة بالأسرار لتجمعنا وتوحِّدنا بالمسيح.
    8- بعد أن أكمل المسيح كل أعمال الفداء والكفَّارة لمغفرة الخطايا ظلَّ الإنسان في حاجة واقعية فعلية للاتحاد بالمسيح نفسه لضمان سريان عمله الفدائي والخلاصي فينا، وسريان روحه وبره ونعمته لروحنا؛ حتى به، وبالاتحاد به، نضمن دوام خلع إنساننا العتيق الذي مات معه على الصليب، كما نضمن دوام لبس الإنسان الجديد الذي خلقه لنا من جسد قيامته بروحه.
    9- وهذا هو ما عمله الله فينا في سر المعمودية!!
    تقول في نفسك هذا كثير وفوق العقل والمعقول، ولكن هذه هي عطية الله والمسيح. ويتحتم أن تكون فوق العقل والمعقول، لأن الله عظيم والمسيح كذلك، ويلزم أن تكون عطاياه عظيمة وبلا حدود.
    10- اسمع القديس بولس وهو يصف عمق وامتداد خطة الله في عطاياه العظيمة:
    مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويَّات في المسيح، كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم، لنكون قديسين وبلا لوم قدَّامه في المحبة. إذ سبق فعيَّننا للتبنِّي بيسوع المسيح لنفسه، حسب مسرَّة مشيئته.
    «(أف 3:1-5)
    11- هنا خلقة الإنسان الجديد تجيء على أساس طبيعة الله: “بحسب الله” kat¦ QeÒn، وقد تُرجمت بالإنجليزية the likeness of God، في البر وقداسة الحق (أف 24:4). ذلك مقابل خلقة الإنسان العتيق «الإنسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور» (أف 23:4).
    12- وهكذا أصبح الإنسان الذي آمن بالمسيح واعتمد ونال مسحة الروح القدس وحاز على خلقة الإنسان الجديد الروحي، غير قابل للدينونة التي ستأتي على الخطاة الذين لم يؤمنوا وعاشوا في الإنسان العتيق، إنسان الخطية
    13- والعتق من ناموس الخطية هنا لم يأتِ بأعمال الإنسان، بل بسبب عطية الله المجانية
    14 ولكن يتبقَّى أن يتعرَّف الإنسان المسيحي على الفداء معرفة ذاتية واقعية من خبرته وحياته. فالفداء سيبقى منطوقاً إيمانياً وحسب، والإنسان الجديد كحقيقة تمَّت وكملت لنا من واقع الطقس والإيمان وحسب إلى أن يتقبَّل الإنسان حقيقة المسيح المصلوب القائم من بين الأموات في صميم حياته ويحدث التغيير، فإذا أحسَّ الإنسان بالتغيير في حياته واضحاً يكون هذا هو الفداء
    15-إن اعترفتَ بفمك بالرب يسوع، وآمنتَ بقلبك أن الله أقامه من الأموات، خَلَصْتَ. لأن القلب يُؤْمَن به للبر، والفم يُعْتَرَف به للخلاص.
    «(رو 9:10و10)فالإيمان ونوال بر الفداء يأتي أولاً وفي القلب، والاعتراف بالخلاص يأتي بعد ذلك بالفم للشهادة، كنتيجة للفداء.

صفحة 3 من 4 الأولىالأولى ... 2 3 4 الأخيرةالأخيرة

تفنيد عقيدة الصلب والفداء

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. دفن عقيدة الصلب والفداء الى الابد بالادلة القاطعة
    بواسطة مسعود بالاتايى في المنتدى الرد على الأباطيل
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 13-06-2012, 11:20 PM
  2. غير مسجل شاركنا فى تفنيد عقيدة الصلب والفداء
    بواسطة أسد الجهاد في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 95
    آخر مشاركة: 12-04-2012, 12:02 AM
  3. تفنيد عقيدة الخطيئة والفداء من الإنجيل.
    بواسطة ابن عبد في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-06-2010, 08:37 PM
  4. تساؤلات حول عقيدة الصلب والفداء
    بواسطة أسد الجهاد في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 15-07-2008, 01:01 AM
  5. عقيدة الصلب والفداء وتنفيذها
    بواسطة عبد الرحمن احمد عبد الرحمن في المنتدى حقائق حول عيسى عليه السلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-10-2006, 02:28 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

تفنيد عقيدة الصلب والفداء

تفنيد عقيدة الصلب والفداء