من كان بالله اعرف كان لله اخوف

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

من كان بالله اعرف كان لله اخوف

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: من كان بالله اعرف كان لله اخوف

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    214
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    13-03-2023
    على الساعة
    12:58 AM

    افتراضي من كان بالله اعرف كان لله اخوف


    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

    لقد حقق النَّبيِّ العبودية تحقيقاً كاملاً، بأدبه صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ مع ربه عز وجل اذ ليس هُناك أدنى شك بأن النَّبيّ كان قدوةً, وإماماً, ومثالاً, فريداً في أدبه مع الله عَزَّ وجَلَّ وسيرته عَلَيهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ حافلة بذلك
    من المعاني العظيمة ما تدلنا، وترشدنا إلى أمور كثيرة، ومنها أدبه الجم مع الله عَزَّ وجَلَّ كثرة عبادته، وتهجدهُ، والانطراح بين يدي خالقه مع أنه قد غُفر له ما تقدم من ذنبه وصفه نفسه بكونه عبداً شكوراً ، وذلك تأدباً منه تجاه خالقه ومولاه

    نبيٍّ بلغ درجة عظيمة في حبه، وخوفه،وتقواه،وورعه، وخشيته من خالقه سبحانه وتعالى كان صلوات ربي وسلامه عليه يحبُ الأعمال التي تقربه إلى الله عز وجل وترفعه درجات عند مولاه لتربية الأمة الإسلامية على هذا الخلق العظيم ، وهذه السجايا والصفات الطيبة والرفيعة
    الله سبحانه وتعالى تفرد لنفسه بالبقاء واياته ودلائل عظمته مبثوثة في ارجاء الارض وطبقات السماء عظمه الانبياء والصالحون والاولياء و ضجوا اليه بالبكاء ومدوا اليه الايادي بالرحمة والدعاء الخالق الرازق سبحانه جل في علاه

    التعريف بالله جل جلاله يتمّ في القرآن الكريم من خلال طريقتين
    بيان ما في المخلوقات من إبداع وإعجاز تدل على عظيم قدرة الله تعالى وبديع صنعه
    دراسة الآيات القرآنية التي تتحدث عن الله حديثاً مباشراً ذاته ، وأسمائه ، وصفاته ، وأفعاله ونحن نؤمن بها بما يليق بجلاله من غير تكيف ولا تعطيل ولا تحريف ولا تمثيل

    لقد اتفق السلف الصالح على أنه يجب الإيمان بجميع أسماء الله الحسنى ، وما دلت عليه من الصفات ، وما ينشأ عنها من الأفعال ، فمثلاً : اسم الله القدير يجب الإيمان بأنّه سبحانه على كل شيء قدير ، والإيمان بكمال قدرته ، والإيمان بأنّ قدرته نشأت عنها جميع الكائنات .
    و من الفوائد التي يجنيها المسلم من معرفة أسماء الله وصفاته التعرف على الله سبحانه وتعالى ، فأسماء الله وصفاته هي أعظم وسيلة تعرفنا بربنا سبحانه وتعالى ، وبدون ذلك سيبقى الإيمان بالله فكرة غامضة لا تعطي ثماراً طيبة
    كذلك زيادة الإيمان فكلما علم العبد شيئاً عن الله وصفاته ازداد إيمانه
    و الأجر العظيم الذي نحصله من وراء هذه المعرفة ، فتعلم هذه الأسماء والصفات أشرف ما يمكن أن يدرس ، وتعلمها وتعليمها خير عمل يقام به


    ان القرآن العظيم دلّ على أن مبحث الصفات يرتكز على ثلاثة أسس
    الإيمان بما وصف الله به نفسه والإيمان بما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم (وما يَنطِقُ عَنِ الهوى (3)إن هو إلاَّ وحيٌ يُوحَى )[النجم 4]
    وتنزيهه جلّ وعلا عن أن يشبه شيء من صفاته شيئاً من صفات المخلوقين . وهذا الأصل يدل عليه قوله تعالى : (ليس كمثله شيءٌ)[الشورى :11]، (ولم يكن لَّّهُ كفواً أحد )[الإخلاص :4](فلا تضربوا لله الأمثال)[ النحل:74] .
    والأساس الثالث : الذي ترتكز عليه مباحث الصفات – كما يقول الشيخ الشنقيطي – قطع الأطماع عن إدراك حقيقة الكيفية ، لأنّ إدراك حقيقة الكيفية مستحيل . وهذا نص الله عليه في سورة (طه110) حيث (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون به علماً)


    إنّ الإنسان عاجز عن معرفة حقيقة الروح التي تتردد بين جنبيه ، وعاجز عن معرفة حقيقة الضوء الذي هو من أظهر الأشياء لديه ، وعاجز عن إدراك حقيقة المادة ، وحقيقة الذرات التي تتألف منها المادة ، فكيف يطمح إلى معرفة حقيقة الذات والصفات الإلهية ؟


    عظمة الله سبحانه وتعالى
    وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (لقمان 27)
    يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية الكريمة (5/394):"يقول الله تعالى مخبراً عن عظمته ، وكبريائه ، وجلاله ، وأسمائه الحسنى ، وصفاته العلا ، وكلماته التامة التي لا يحيط بها أحد ، ولا اطلاع لبشر على كنهها وإحصائها ، كما قال سيد البشر محمد :salla-s: (لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك )(رواه مسلم) فقال تعالى :(ولو أنَّما في الأرض من شجرةٍ أقلامٌ ) أي : ولو أنَّ جميع أشجار الأرض جعلت أقلاماً ، وجعل البحر مداداً ، ومدّه سبعة أبحر معه ، فكتبت بها كلمات الله تعالى الدالة على عظمته وصفاته وجلاله لتكسّرت الأقلام ، ونفد ماء البحر ، ولو جاء أمثالها مدداً" .
    وصدق الله العظيم إذ يقول : (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا )[الإسراء:85

    والله سبحانه وتعالى يتكلم متى شاء كيف يشاء ، لا يشبه كلامه كلام المخلوقين ، وقد كلم الله بعض خلقه وكلموه ، منهم نبي الله موسى (وكلَّم الله موسى تكليماً )[النساء : 164 ]،(ولمَّا جاء موسى لِمِيقَاتِنَا وكلَّمهُ ربُّه )[الأعراف:143]
    وكلم الله آدم وحواء (وناداهما ربُّهما ألم أنهكما عن تلكما الشَّجرة وأقل لَّكما إنَّ الشَّيطان لكما عدوٌّ مُّبينٌ ) [الأعراف :22] .
    ويكلم الله جبريل ، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( إنّ الله تبارك وتعالى إذا أحب عبداً نادى جبريل : إنّ الله أحبّ فلاناً فأحبه ، فيُحبهُ جبريل ، ثم ينادي جبريل في أهل السماء : إنّ الله قد أحب فلاناً فأحبوه ،فيحبه أهل السماء ،ويوضع له القبول في الأرض ).رواه البخاري:13/461 ، ورقمه : 7458
    والقرآن الكريم كلام الله حقيقة لا شك في ذلك، (وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجره حتَّى يسمع كلام الله ) [التوبة :6]
    ونعلم أن الله سبحانه وتعالى متصف بصفة العلم ، وقد سمى نفسه سبحانه بعدة أسماء تفيد هذه الصفة ، منها (العليم ) (إنَّه هو السَّميع العليم )[الشعراء :220]، ومنها :(الخبير) ويختص بأن يعلم ما يكون قبل أن يكون .ومنها (الحكيم ) ويختص بأن يعلم دقائق الأوصاف . ومنها :(الشهيد) ويختص بأن يعلم الغائب والحاضر .ومعناه أنّه لا يغيب عنه شيء .ومنها (الحافظ )ويختص بأنّه لا ينسى ما علم .ومنها (المحصي ) ويختص بأنه لا تشغله الكثرة عن العلم مثل ضوء النور ، واشتداد الريح ، وتساقط الأوراق ، فيعلم عند ذلك عدد أجزاء الحركات في كل ورقة


    الحسيب جل جلاله: الذي يحفظ أعمال عباده من خير وشر ، ويحاسبهم إن خيراً فخير وإن شراً فشر
    القدوس جل جلاله : المعظّم المنزّه عن مماثلة المخلوقين
    القدير جل جلاله : فهو قدير بالاحاطة بالمكان والزمان والعاجل والاجل لا يفوته شيء , ولا يعجزه شيء ولا يتطرق اليه العجز

    ان في وجود المخلوقات التي لا تحصى بتعدد اشكالها وبتنوع اصنافها برهان ساطع ودليل باهر وآية ظاهرة على كمال قدرة الله تعالى . وقد بسط الله سبحانه وتعالى تلك الدلائل في مواضع شتى من كتابه الكريم , فمخلوقاته سبحانه على تنوعها برهان على قدرته اللا متناهيه وارادته اللا محدودة جل جلاله
    القيوم جل جلاله: هو كامل القيومية ، الذي قام بنفسه ، وعظمت صفاته ، واستغنى عن جميع مخلوقاته .
    من تمام حياته وقيوميته سبحانه أنّه لا ينام (الله لا إله إلاَّ هو الحيُّ القيُّوم لا تأخذه سنةٌ ولا نومٌ ) [البقرة : 255]،
    والسنة : أوائل النوم ، والسنة والنوم نقص يتنزه الخالق سبحانه عنهما


    تحقيق التوحيد :اي تخليص التوحيد وتصفيته من شوائب الشرك والبدع والمعاصي، تخليصه من الشرك المنافي لأصل التوحيد و تخليصه من البدع التي تنافي كماله الواجب أو تنافي أصله إن كانت من البدع المكفرة و تخليصه من المعاصي التي تنقص من ثوابه وتؤثر فيه و تحقيق كمال مرتبة الإحسان و اليقين

    أن الشرك أعظم ناقض لكلمة التوحيد ، والتي منها سب الله والعياذ بالله وسب الدين وسب النبي الكريم الذي أرسله الله رحمة للعالمين ، قال الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا} الأحزاب
    انّ الله تعالى يحب أفعالاً معينة ، كما يحب كلاماً معيناً ، ويحبّ بعض خلقه الذين اتصفوا بصفات خاصة بيّنها وما أخبرنا بذلك إلا لكي نبادر إلى الاتصاف بما يحبّه من الأخلاق ، والقيام بالأعمال التي يحبها ، والإكثار من ذكر الكلام الذي يحبه ، وبذلك يحبنا سبحانه وتعالى .
    والله تعالى يحبّ المتقين (إنّ الله يحبُّ المتَّقين ) [التوبة :4] ، ويحب المحسنين :(والله يحبُّ المحسنين) [ آل عمران : 146]، ويحبّ التوابين والمتطهرين :(إنَّ الله يحبُّ التَّوَّابين ويحبُّ المتطهّرين) [البقرة :222]، ويحب الصابرين : (والله يحبُّ الصَّابرين)[ آل عمران :146]، ويحب العادلين( إنَّ الله يحبُّ المقسطين )[المائدة : 42 ] ، ويحب المتوكلين (إنَّ الله يحبُّ المتوكلين )[آل عمران :159] ، ويحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً :(إنَّ الله يحبُّ الَّذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنَّهم بنيانٌ مَّرصوصٌ )[الصف : 4].
    وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال :(كلمتان خفيفتان على اللسان ، ثقيلتان في الميزان ، حبيبتان إلى الرحمن ، سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم).رواه البخاري : 11/206،ورقمه :1406
    وقال صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس :إنّ فيك خَصلتين يُحبهما الله:الحلمُ ، والأناةُ )رواه مسلم :1/48
    وعن عبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (من أحبّ لِقاء الله أحبّ الله لقاءهُ ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءهُ ) رواه مسلم : 4/2065
    كما ان هناك أعمال لا يحبها الله ، بل يكرهها ويبغضها ، وكراهيته وبغضه – سبحانه وتعالى – حق على وجه يليق بذاته الكريمة ،
    من هذه الأعمال الفساد (والله لا يحبُّ الفساد )[البقرة :205 ]وجاء في النصوص أنّه لا يحب :الكافرين ، والظالمين ، والمسرفين ، والمستكبرين ، والمعتدين ، والخائنين ، والفرحين . ولا يحب كل مختال فخور ، وكفّار أثيم ، وخوّان أثيم .

    يتحقق الإيمان بالله عز وجل بالاعتقاد بأن لهذا الكون رباً واحداً تفرد بخلقه وملكه وتدبيره وتصريف شئونه رزقاً وقدرة وفعلاً وإحياء وإماتة ونفعاً وضراً لا رب سواه، يفعل وحده ما يشاء ويحكم ما يريد، يعز من يشاء ويذل من يشاء ، بيده ملكوت السموات والأرض وهو على كل شيء قدير، وبكل شيء عليم ، غني عما سواه ، له الأمر كله وبيده الخير كله ، ليس له شريك في أفعاله ، ولا غالب له على أمره ، بل الخلق جميعاً بمن فيهم الملائكة والإنس والجن عبيد له ، لا يخرجون عن ملكه وقدرته وإرادته سبحانه ،
    وأفعاله لا تدخل تحت حصر ، ولا يحصرها عدد ،
    وكل تلك الخصائص هي حق له وحده لا شريك له ، لا يستحقها أحد سواه ، ولا يجوز نسبتها ولا إثبات شيء منها لغير الله عز وجل .

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) سورة الحج

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    214
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    13-03-2023
    على الساعة
    12:58 AM

    افتراضي

    نُورًا مُبِينًا



    يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا
    (سورة النساء: الآية 174)

    الإنسان خُلق في الأرض لماذا خُلق؟ ماذا ينبغي أن يفعل ؟ أيأكل ويشرب وينام وانتهى الأمر ؟!، أم عليه مهمة لا يعرفها ؟ متى يموت ؟ لماذا يموت ؟ لماذا يعيش ؟ يُحسن، يُسيء يصدق يكذب، يُؤتَمن يخون ماذا يفعل ؟ يأتيه كتاب من الله تعالى يقول له أنت خُلقت لجنة عرضها السماوات والأرض أنت خُلقت في الدنيا لتعمل عملاً صالحًا يدخلك الجنة، أنت لا يُسعدك إلا أن تتصل بالله عزّ وجل، لا تَسلمَ إلا إذا أطعت الله عز وجل ، لا تسعد إلا بِقُرب الله عز وجل، الله تعالى الذي خلق السماوات والأرض هو إلهٌ عظيم، ربٌ كريم، سميعٌ بصير، عليم قوي، مُجيب جل جلاله ، و القرآن الكريم عرّفك بالله، عرّفك بالكون، عرّفك بحقيقة الحياة، عرّفك بحقيقة الإنسان،
    قال لك افعل ولا تفعل، بيَّنَ لك الحلال والحرام، الخير والشر، الحق والباطل، ما ينبغي وما لا ينبغي، نشأةُ العالَم ومصيرُ العالَم، تاريخ الأمم والشعوب، قصص الأنبياء، مشاهد يوم القيامة.

    اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ
    وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
    (سورة النور35)

    الكون بما فيه من أدلة ساطعة على أسماء الله الحسنى وصفاته الفضلى نور.
    والكتاب الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على نبيه فيه الأمر والنهي، وفيه الحلال والحرام، وفيه الآيات الدالة على عظمته، وفيه أخبار من كان قبلنا، وفيه نبأ ما بعدنا، وفيه الوعد والوعيد، وفيه البشارة والإنذار، هذا القرآن الكريم الذي فيه بيان كل شيء، وتفصيل كل شيء هو نور.
    والنبي عليه الصلاة والسلام ببيانه وسنته وأقواله وأفعاله وإقراره وصفاته نور أيضا.
    والعقل الذي أودعه الله في الإنسان هو أيضا نور.
    فالله سبحانه وتعالى خلق السماوات والأرض، ونورها بالأدلة التكوينية، ونورها بالآيات القرآنية، ونورها ببعثة الأنبياء والرسل، ونورها بالعقل الذي هو أكبر نعمة أخذها الإنسان من رب العالمين

    أحيانا تكون الفكرة مجردة، غير محسوسة، نشبهها لشيء محسوس تقريبا للأذهان، ربنا عز وجل شبه الكفار في إعراضهم عن الحق، وفي جمود عقولهم، وفي ضيق أفُقِهم، كأنهم خشب مسندة، هذا تشبيه، وشبه الكفار تارة ثانية بأنهم كالأنعام.. كالبهائم، والله الذي لا إله إلا هو هذا الذي لا يعرف الله عز وجل، ولا يعرف لماذا خلقه، ولا لماذا أوجده، ولا يعرف مهمته، إن هو إلا كالأنعام، بل أضل سبيلا،

    اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ

    خلق الله جل جلاله السماوات والأرض، ونصب الأدلة التي تشير إليه .. التي تدل عليه، ما من اسم من أسمائه الحسنى إلا وملايين الأدلة التي تدل عليه وتشير إليه "، فالأدلة الكونية التي نصبها الله عز وجل لتكون تجسيدا لأسمائه الحسنى، وصفاته الفضلى هي بمثابة النور، فهذه الأدلة نور، تهدي الى الحق والايمان وتهدي الى الصواب ناطقة بعظمة الخالق سبحانه ، مُسبّحة بحمده تبارك وتعالى

    مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ

    يوضع المصباح في المشكاة لأنه أجمع للضوء، ولأن المصباح وهو بالمشكاة أكثر إنارة منه في غيرها

    الْمِصْبِاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ

    والزجاجة تمنع تأثير الرياح على المصباح، وتزيد من تألق الضوء، فالمصباح في زجاجة أكثر منه إضاءة في غيرها،
    فربنا عز وجل بين أن نوره في قلب المؤمن كأن صدره مشكاة، وكأن نور الله هو المصباح، وكأن قلبه زجاجة، يوقد هذا المصباح من شجرة الزجاجة، كأنه كوكب دري، كوكب شديد اللمعان، كثير التألق.

    يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ

    وصفها الله عز وجل بأنها زيتونة، هذا المصباح، الذي هو في مشكاة، وهذا المصباح الذي هو في زجاجة، وهذه الزجاجة التي كأنها كوكب دري، وهذا النور الذي يمد المصباح يوقد من شجرة مباركة،

    لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ

    ولا تكون ذات طعم طيب إلا إذا تلقت الشمس من كل جهة، فالأشجار المزروعة في حديقة مكتظة، وحولها أبنية أو جدران، هذه الأشجار لا تعطي ثمرا طيبا،

    يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ

    وكأن الدهن الذي يمد المصباح هو أعلى دهن في صفائه، وفي استعداده للاشتعال، بل إن من استعداده للاشتعال أنه يكاد يضيء، ولو لم تمسسه نار تعبير عن استعداده التام للاشتعال، وعن صفائه من الشوائب، الوقود مع مواد أخرى يطلق دخانا كثيفا، ولكن الوقود الصافي الذي ليس فيه شوائب يكاد يضيء، ولو لم تشعله، هذا تعبير عن هذا النور

    نُورٌ عَلَى نُورٍ

    الله سبحانه وتعالى جعل الكون نوراً تستنير به لمعرفة الله، وجعل القرآن لك نوراً، فهو نور على نور، وجعل الأنبياء والرسل لك نوراً، وجعل العقل لك نوراً، وجعل الأحداث التي تقع في الدنيا نوراً،

    يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ

    موضوع دقيق جدا، فمن هذا الذي يشاء الله أن يهديه إلى النور ؟
    وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (سورة العنكبوت: الآية 69)
    فالذي يجاهد نفسه وهواه يدفع ثمن هذا النور، يهدي الله لنوره من يشاء هذا أول ثمن.

    يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنْ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ (سورة المائدة: الآية 16)
    والله الذي لا إله إلا هو إن الإنسان يعلم بفطرته ما إذا كان في سلوكه يرضي الله أو يسخطه، فمن أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه، وأرضى الناس، ومن أرضى الناس بسخط الله سخط الله عليه، وأسخط الناس، فالذي يتبع رضوان الله عز وجل يهديه إلى هذا النور، وهذا ثمن ثان.

    وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ (سورة الجن: الآية 13)
    الهدى لابد أن تستمع إليه، والهدى له أمكنة توضح فيه ، ويقال فيها الحق
    إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ (سورة يونس: الآية 9)
    لابد من حضور مجالس العلم، لأن طلب العلم فريضة،

    وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا (سورة النور: من الآية 54)

    وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (سورة النحل: الآية 15)
    هل فكرت في الكون، فإن أحد أسباب الهداية أن تفكر في هذا الكون

    موانع الهدى: الظلم – الفسق - الخيانة – الكذب – الإسراف - الاستكبار

    يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ
    مشيئة الله تعالى
    هناك شيء دقيق في الهدى...الهدى ليس بيد أحد لقوله عز وجل:
    إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ (سورة القصص: الآية 56)
    فإن الإنسان مخير، و الهدى اختيار

    وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ

    ويضرب الأمثال للناس؛ ليعقلوا عنه أمثاله وحكمه تقريبا لأفهامهم ليعتبروا فيؤمنوا.
    والله بكل شيء عليم, لا يخفى عليه شيء وهو أعلم بمن يستحق الهداية



    تفسير الآية 35 من سورة النور لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ (2) سورة الحج

من كان بالله اعرف كان لله اخوف

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. اعرف قلبك
    بواسطة gardanyah في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 08-01-2012, 06:08 PM
  2. كيف اعرف انه الحق
    بواسطة (طالب الحق) في المنتدى استفسارات غير المسلمين عن الإسلام
    مشاركات: 33
    آخر مشاركة: 04-10-2011, 08:14 PM
  3. لا اعرف
    بواسطة حقيقة المسيحية في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 07-02-2010, 07:40 PM
  4. اعرف نفسك !
    بواسطة downtown في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 14-03-2008, 07:11 AM
  5. اعرف عدوك
    بواسطة muslim1979 في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 13-08-2006, 03:15 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

من كان بالله اعرف كان لله اخوف

من كان بالله اعرف كان لله اخوف