رد: السلسلة الضعيفة

141 - " إياكم و الزنا فإنه فيه ست خصال : ثلاثا في الدنيا و ثلاثا في الآخرة ، فأما
اللواتي في الدنيا فإنه يذهب بالبهاء ، و يورث الفقر ، و ينقص الرزق ، و أما
اللواتي في الآخرة : فإنه يورث سخط الرب ، و سوء الحساب و الخلود في النار " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 270 ) :

موضوع .

أخرجه ابن عدي ( 20 / 23 ) و أبو نعيم ( 4 / 111 ) من طريق مسلمة بن علي عن
الأعمش عن شقيق عن حذيفة رضي الله عنه مرفوعا ، و قال ابن عدي : و هذا عن
الأعمش غير محفوظ و هو منكر ، و قال أبو نعيم : غريب من حديث الأعمش ، تفرد به
مسلمة و هو ضعيف الحديث .
قلت : و هو مجمع على تركه ، بل قال الحاكم : روى عن الأوزاعي و الزبيدي
المناكير و الموضوعات و قد ساق له الذهبي من مناكيره أحاديث كثيرة منها هذا ،
و آخر قال فيه أبو حاتم : باطل موضوع و سيأتي إن شاء الله برقم ( 145 ) .
و الحديث أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 107 ) من طريق أبي نعيم ثم
قال : مسلمة متروك ، و تابعه أبان بن نهشل عن إسماعيل بن أبي خالد عن الأعمش به
و أبان منكر الحديث جدا ، قال ابن حبان : و لا أصل لهذا الحديث ، و تعقبه
السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 191 ) بما نقله عن أبي نعيم من اقتصاره على تضعيف
مسلمة ، و بأن البيهقي أخرجه في " شعب الإيمان " و قال : هذا إسناد ضعيف ،
مسلمة متروك و أبو عبد الرحمن الكوفي مجهول .
قلت : أبو عبد الرحمن هذا وقع في رواية ابن الجوزي بين مسلمة و الأعمش ، و ليس
هو في سند " الحلية " و لا في سند الحديث في " الميزان " فالله أعلم .
ثم رأيت الحديث في جزء من " أمالي الشريف أبي القاسم الحسيني " ( 55 / 1 )
و فيه أبو عبد الرحمن الكوفي هذا ، و كذا هو في " الشعب " ( 4 / 379 / 5475 )
.ثم وجدت له طريقا آخر عن الأعمش أخرجه الواحدي في " الوسيط " ( 3 / 100 / 1 )
من طريق معاوية بن يحيى عن سليمان عن الأعمش .
قلت : و معاوية هذا هو الصدفي و هو ضعيف جدا ، قال النسائي : ليس بثقة و ضعفه
هو في رواية و غيره ، و لا يخفى أن تعقب السيوطي المذكور لا فائدة منه لأن كلام
البيهقي و كذا أبي نعيم ليس نصا في أن الحديث غير موضوع حتى يعارض به حكم ابن
الجوزي بوضعه لما أخبرناك غير مرة أن الموضوع من أنواع الحديث الضعيف .
فتنبه ، و قد روي هذا الحديث بلفظ آخر و هو :
(1/218)
________________________________________

142 - " إياكم و الزنا فإن في الزنا ست خصال ، ثلاث في الدنيا و ثلاث في الآخرة ،
فأما اللواتي في دار الدنيا فذهاب نور الوجه ، و انقطاع الرزق ، و سرعة الفناء
و أما اللواتي في الآخرة فغضب الرب ، و سوء الحساب ، و الخلود في النار إلا أن
يشاء الله " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 271 ) :

موضوع .

أخرجه الخطيب ( 12 / 493 ) و عنه ابن الجوزي في " الموضوعات " ( 3 / 107 ) من
طريق كعب بن عمرو بن جعفر البلخي إملاء ، حدثنا أبو جابر عرس بن فهد الموصلي في
الموصل : حدثنا الحسن بن عرفة العبدي : حدثني يزيد بن هارون عن حميد الطويل عن
أنس مرفوعا ، و قال الخطيب و تبعه ابن الجوزي : رجال إسناد هذا الحديث ثقات
سوى كعب و كان غير ثقة ، ثم روى عن محمد بن أبي الفوارس أنه قال : كان سيء
الحال في الحديث ، و عن العتيقي قال : فيه تساهل في الحديث .
و الحديث رواه من هذا الوجه الواحدي في " تفسيره " ( ق 155 / 1 ) ، و تعقب
ابن الجوزي السيوطي في " اللآليء " ( 2 / 191 ) بقوله : قلت : و له طريق آخر
واه أخرجه أبو نعيم : حدثنا أبو بكر المفيد حدثنا أبو الدنيا الأشج عن علي بن
أبي طالب رفعه ، والله أعلم .
قلت : لم يخجل السيوطي عفا الله عنا و عنه من أن يستشهد بهذا الإسناد الباطل
فإن أبا الدنيا هذا كذاب أفاك لا يخفى حاله على السيوطي ، فقد ترجمه الذهبي في
" الميزان " فقال : كذاب طرقي ، كان بعد الثلاث مئة ادعى السماع من علي بن
أبي طالب و اسمه عثمان بن خطاب أبو عمرو ، حدث عنه محمد بن أحمد المفيد بأحاديث
و أكثرها متون معروفة ملصوقة بعلي بن أبي طالب ... و ما يعني برواية هذا الضرب
و يفرح بعلوها إلا الجهلة ، و قال في ترجمته من الأسماء : طير طرأ على أهل
بغداد ، و حدث بقلة حياء بعد الثلاث مئة عن علي بن أبي طالب فافتضح بذلك و كذبه
النقادون .
فإذا كان السيوطي لا يحكم بوضع حديث يرويه مثل هذا الرجل البين كذبه ، فهو دليل
واضح على مبلغ تساهله في حكمه على الأحاديث ، فاعلم هذا و لا تنسه يفدك ذكرك
إياه في مواطن النزاع .
و روي هذا الحديث على لفظ آخر و هو :
(1/219)
________________________________________

143 - " إياكم و الزنا فإن فيه أربع خصال : يذهب بالبهاء من الوجه ، و يقطع الرزق ،
و يسخط الرحمن ، و الخلود في النار " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 273 ) :

موضوع .

رواه الطبراني في " الأوسط " ( 2 / 144 / 2 / 7238 ـ بترقيمي ) و ابن الجوزي في الموضوعات " ( 3 / 106 ) من رواية ابن عدي عن عمرو بن جميع عن ابن جريج عن
عطاء عن ابن عباس مرفوعا ، و قال الطبراني : لم يروه ، عن ابن جريج إلا
عمرو ، و قال ابن الجوزي : عمرو كذاب ، و هو كما قال الهيثمي في " المجمع "
( 6 / 255 ) : رواه الطبراني في " الأوسط " و فيه عمرو بن جميع و هو متروك ،
و أما السيوطي فتعقبه في " اللآليء " ( 2 / 189 ) بقوله : قلت : أخرجه الطبراني
في " الأوسط " ، و بناء على هذا التعقيب الذي لا يسمن و لا يغني من جوع أورد
السيوطي الحديث في " الجامع " برواية الطبراني و ابن عدي فتعقبه الشارح المناوي
بعد أن ذكر تعقب السيوطي لابن الجوزي فقال : و هو تعقب أوهى من بيت العنكبوت
لأن ابن جميع الذي حكم بوضع الحديث لأجله في سند الطبراني أيضا فما الذي صنعه ؟
! ثم وجدت له متابعا فقال أبو سعيد بن الأعرابي في " معجمه " ( 99 / 2 ) أنبأنا
إبراهيم بن إسماعيل الطلحي أبو إسحاق الكوفي يعرف بابن جهد ، أنبأنا مختار بن
غسان قال سمعت إسماعيل بن مسلم عن ابن جريج به .
قلت : و من طريق ابن الأعرابي رواه ابن الحمامي الصوفي في " منتخب من
مسموعاته " ( 34 / 2 ) ، و هذا السند خير من الذي قبله ، و لكنه معلول من وجوه
ثلاثة : الأول : إسماعيل هذا هو البصري ثم المكي ضعيف .
الثاني : مختار بن غسان لم يوثقه أحد .
الثالث : إبراهيم بن إسماعيل لم أجد من ترجمه نعم ذكره ابن حبان ( في الثقات )
(80 / 88 ) ثم إن مدار السندين على ابن جريج و قد عنعنه !
(1/220)
________________________________________

144 - " أكذب الناس الصباغون و الصواغون " .

قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة ( 1 / 274 ) :

موضوع .

أخرجه الطيالسي في " مسنده " ( 1 / 262 من ترتيب المسند ) قال : حدثنا همام عن
فرقد السبخي عن يزيد بن عبد الله الشخير عن أبي هريرة مرفوعا ، و كذا أخرجه
ابن ماجه ( 2 / 6 ) و أحمد ( 2 / 292 ، 324 ، 345 ) و أبو سعيد بن الأعرابي في
" معجمه " ( 78 / 2 ) من طرق عن همام به ، و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات غير
فرقد هذا و هو أحد زهاد البصرة ، قال أبو حاتم : ليس بقوي في الحديث ، و قال
النسائي : ليس بثقة ، و قال البخاري : في حديثه مناكير كذا في " الميزان " ثم
ساق له من مناكيره أحاديث هذا أولها ! و لهذا أورده ابن الجوزي في " العلل "
و قال : لا يصح ، و للحديث طريق أخرى رواه ابن أبي حاتم في " العلل " ( 2 / 278
) من طريق يحيى بن سلام عن عثمان بن مقسم عن نعيم بن المجمر عن أبي هريرة
مرفوعا بلفظ : " أكذب الكاذبين الصياغ " ، ثم قال : قال أبي هذا حديث كذب ، و
عثمان هو البري و يحيى بن سلام هو الذي روى عنه عبد الحكم بصرى وقع إلى مصر .
قلت : زاد في ترجمته من " الجرح و التعديل " ( 4 / 2 / 155 ) : و هو صدوق .
و أما الدارقطني فضعفه ، و قال ابن عدي : يكتب حديثه مع ضعفه ، و أما عثمان
البري فقد كذبه ابن المعين و الجوزجاني ، فهو علة هذه الطريق ، و قد ساق الذهبي
في ترجمته هذا الحديث .
و له طريق ثالث عن أبي هريرة ، رواه ابن عدي ( 316 / 2 ) عن محمد بن يونس
الكديمي حدثنا أبو نعيم الفضل بن دكين حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة
به و قال : و الكديمي أظهر أمرا من أن يحتاج أن يبين ضعفه .
قلت : يشير بذلك إلى أنه كذاب وضاع .
و للحديث شاهد أخرجه ابن عدي ( 315 / 2 ) عن محمد بن الوليد بن أبان حدثنا هدبة
قال حدثنا همام عن قتادة عن أنس مرفوعا ، و قال : و هذا عن أنس بهذا الإسناد
باطل ، و ابن الوليد القلانسي يضع الحديث ، و الحديث أورده ابن طاهر في
" تذكرة الموضوعات " ( ص 15 ) من الطريقين الأولين ، و قال ابن القيم رحمه الله
: الحس يرد هذا الحديث ، فإن الكذب في غيرهم أضعافه فيهم ، كالرافضة فإنهم أكذب
خلق الله و الكهان و الطرقية و المنجمون ، و قد تأوله بعضهم على أن المراد
بالصباغ الذي يزيد في الحديث ألفاظا تزينه ، و الصواغ الذي يصوغ الحديث ليس له
أصل ، و هذا تكلف بارد لحديث باطل ، و تعقبه الشيخ القاري في " موضوعاته " ( ص
107 ) بقوله : و هذا غريب منه فإن الحديث بعينه رواه أحمد و ابن ماجه عن
أبي هريرة كما في " الجامع الصغير " .
قلت : و هذا لا شيء فبعد ثبوت ضعف سند الحديث لا مجال للرد به على من انتقده من
حيث معناه ، و إنما يصح مثل هذا التعقيب فيما لو صح سند الحديث و هيهات هيهات !
(1/221)