الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فإن من اصول معتقد النصارى موضوع الخطيئه الاصليه والتى هى اصل الاصول عندهم فهى سبب لتجسد الرب عندهم ومن ثم قتله وصلبه وهذا الموضوع رغم تهافته الشديد وتجاوزه المنطق والعقل الا انهم قامو بتاصيل له وقعدو له قواعد ونظرو له فقالو لما اخطى ادم واكل من الشجره استحق العقاب فتعارض عدل الله مع رحمته العدل يقتضى ان يعاقب ادم والرحمه تقتضى ان يغفر له فالتقى كل من العدل والرحمه على عود الصليب
والغريب ان هذا الكلام يعدونه تفسير وتاصيلا لهذه العقيده وفى اسلوب احتيالى يلبس على الناس الحق بالباطل وكانه يضع امامك نتيجه وحل منطقى لمشكله حقيقيه
وطبعا هناك من يتلقى هذا بدون تفكير ولا ادنى تدبر وهناك من يقف معه ويجد فى عقله غصه عن هضمه ويجد فى قلبه نفره عن تصديقه والايمان به
اولا سؤال مباشر واضح صريح لو ان الله غفر لادم من كان سوف يظلم يعنى اى ظلم يكون بغفران الله لادم خطاياه حتى نقول انه المغفره منافيه للعدل
ثانيا : هل العدل ينافي الرحمه
ثالثا : هل هناك قانون يحكم الله ودستور يقيد اردته فيحتار ويقع تحت حيره بين العدل والرحمه
رابعا : وهل من الرحمه والعدل ان يعاقب غير المسى على عقوبه لم يفعلها فمثلا من كان قبل صلب المسيح من منذ آدم كانو يدخلون النار دون نقاش وظلو فى الجحيم منتظرين خطة الرب لانقاذهم بعد الاف السنيين نتج عنها دخول ملايين البشر فى الجحيم يعذبون لا لشى الا انهم ابناء آدم الذى اخطى فاين العدل واين الرحمه ثم لماذا لم يعجل الرب باخرجهم من الجحيم وصبر على تعذيبهم دون ذنب ارتكبوه فهل يسمى ذلك رحمه او هل يسمى ذلك عدل
خامسا : يقولون ان العدل والرحمه اجتمعتا على عود الصليب ولا ادرى اى رحمه فى اهدر دم انسان برى بل هو الرب عندهم واى عدل بان يتحمل شخص طاهر ذنوب العبيدحاملوالخطيئه ولماذا لم يغفر الله ذنب ادم بلا دم وهل مجبر سبحانه وتعالى عما يصفون على ان يامر بقتل نفس طاهره ليغفر ذنب اكل من الشجره
والسؤال الذى يثار هاهنا ايهما اشد الاكل من شجره محرمه ام قتل بشر طاهر هذه القتله البشعه وكيف تكون هذه مثل تلك ناهيك عن انهم يعتقدون ان الاكل من الشجره ذنب اعظم من قتل نفس طاهره كنفس المسيح بل يجعلونها سبب للمغفره وبالله عليكم يا اهل العقل والايمان كيف يكون علاج ذنب ذنب كيف وهوذنب اعظم منه واشنع
ان عدل الله لايتعارض مع رحمته لانه يرحم من يشاء ويعذب من يشاء ولايسال عما يفعل سبحانه وتعالى فإذ غفر الله لعاصى فهذه فضل منه ورحمه
والله غفر عندنا لادم لما استغفر ادم ربه وهذه رحمه الله سبحانه وتعالى لان الامر فى حقه سبحانه وتعالى فلهو ان يغفر وله ان يعاقب وليس من شيى حاكم على الله بل الله له الحكم والامر سبحانه وتعالى ان قصه ادم فى الاسلام بسيطه فطريه صادقه ادم اخطى واكل من الشجره هبط للارض استغفر الله فغفر الله له برحمته
اما عند القوم فإن آدم اكل من الشجره فلم يغفر الله له بل وعاقب ذريته على حساب ذنبه وساقهم للجحيم صالحهم وطالحهم فرعون وموسى ابراهيم والنمرود نوح وقومه قابيل وهابيل الكل دخل الجحيم فإين الرحمه واين العدل ولا حول ولاقوه الا بالله