صلاح البلاد في استقامة العباد

[محمد هزاوي]

صلاح البلاد في استقامة العباد

بسم الله الرحمن الرحيم

الإنسان بطبيعته يسعى إلي اسعاد نفسه ويتمنى أن يكون سعيدا طوال حياته ولا يألو جهدا في تحقيق هذه الأمنية , ولكن السعادة تكمن في تحديد الهدف والعمل علي تحقيقه , ومن هذا المنطلق نرى أن الإنسان المسلم يتميز عن غيره بوضوح أهداقه وغاياته , لأنه يدرك ان الغاية من خلقه هي عبادة الله سبحانه , لذلك سعادته تكمن في استقامته في حياته علي منهج عقيدته ودينه .
وبما اننا امة مسلمة , وحبانا الله عز وجل بموقع فريد من نوعه حيث أرضنا العربية تقع في وسط العالم , وحفظها الله من الزلازل والبراكين التي تدمر كل شئ ,ومن الفيضانات والعواصف التي تفسد الأرض وتتلف الزرع وتقتل الإنسان والحيوان , وتوزعت فيها انهار جعلت مصادر قوتها منها , وجعل من صحرائها الواسعة منبع خيراتها ومصدر ثرواتها , ولنا دستور وضح الله لنا فيه طرق العيش السعيد في الدنيا والآخرة , من أعظم الأمور وهو التوحيد وحتى كيف نقضي حاجتنا في الخلاء , ولله الحمد علي كل ذلك .
فلماذا تعاني أمتنا من التخلف , و يعيش بعضنا حياة الفقر والعوز ؟ , فلو نظرنا إلى امرنا لوجدنا أن هناك خلل أنتج هذا التخلف وهذا الفقر , هل تعرف يا اخي ما هو .!! ..؟ لأننا تركنا المهمة التي خلقنا من أجلها , وتهاونا في الاستقامة علي منهج الله , و نسينا قول الحق تبارك وتعالى :( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) ونسينا أمر الله لنا بالاستقامة كما في قوله عز وجل : ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) فالاستقامة المطلوبة في الظاهر والباطن تركناها ولم نؤدي عباداتنا علي الوجه الأكمل , بل كانت عبادة شكلية لم تؤثر في سلوكنا , فلم يكن لنا إخلاص في العمل , ولا صدق في الحديث , ولا مراعاة للأمانة , ولا تسامح ولطف في المعاملة , وكثر بيننا البغض والحسد ,وغفلنا عن الرزاق واعتمدنا علي شطارتنا التي لم تورثنا إلا الطغيان والتسابق علي حطام الدنيا , فلو طبقنا شرع الله في حياتنا اليومية , لأخلصنا في أعمالنا , وتعاونا علي الخير , وحافظنا علي مؤسساتنا , وازدهر نشاطنا الاقتصادي , وأدينا حق الله من زكاة وصدقة , مصداقا لقول الحق تبارك وتعالى : " (وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ ) لو حصل كل ذلك لتغير حالنا إلى خير مما هو عليه الآن .
فالأمر بأيدينا نحن أبناء هذه الأمة , فلو أردنا صلاح امتنا لسلكنا مسلك قادتها أيام صلاحها ونهضتها في صدر الإسلام , واعلموا إخواني أن صلاح هذه الأمة مرهون بصلاح أفرادها , كما قال العلماء , لا يصلح أخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها , فاعملوا علي إصلاح انفسكم واتبعوا أمر الله ورسوله وطبقوا شرعه في حياتكم اليومية تصلوا بإذن الله إلى أعلى المراتب بين الأمم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[محمد هزاوي]

هل في الموضوع شك لدرجة بخلنا بالرد ..... أم طال التفكير فنسينا الواجب .... للجميع التحية

[والدة لؤى]

الأمة بدأت تستيقظ
ولكن عمر الأمم ونهضتها لاتقاس بعمر الإنسان
لايختلف أحد أن هناك صحوة جيدة جدا خاصة فى الشباب
وهم رجال الغد
فالنور قادم بإذن الله ولكن مسألة وقت
جزاك الله خيرا أخى

[عبد الحميد عمران]

اقتباس

وبما اننا امة مسلمة , وحبانا الله عز وجل بموقع فريد من نوعه حيث أرضنا العربية تقع في وسط العالم , وحفظها الله من الزلازل والبراكين التي تدمر كل شئ ,ومن الفيضانات والعواصف التي تفسد الأرض وتتلف الزرع وتقتل الإنسان والحيوان , وتوزعت فيها انهار جعلت مصادر قوتها منها , وجعل من صحرائها الواسعة منبع خيراتها ومصدر ثرواتها , ولنا دستور وضح الله لنا فيه طرق العيش السعيد في الدنيا والآخرة , من أعظم الأمور وهو التوحيد وحتى كيف نقضي حاجتنا في الخلاء , ولله الحمد علي كل ذلك .
فلماذا تعاني أمتنا من التخلف , و يعيش بعضنا حياة الفقر والعوز ؟ , فلو نظرنا إلى امرنا لوجدنا أن هناك خلل أنتج هذا التخلف وهذا الفقر , هل تعرف يا اخي ما هو .!! ..؟ لأننا تركنا المهمة التي خلقنا من أجلها , وتهاونا في الاستقامة علي منهج الله , و نسينا قول الحق تبارك وتعالى :( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ )

بارك الله فيك..

لكن اسمح لى أن أوضح مسألة يغم فهمها على كثير من المسلمين...

يا أخى :ان الله تبارك وتعالى خلق الكون والوجود وفق سنن ونواميس ثابتة..

وقد جعل الله لكل شئ سببا

(اركض هذا مغتسل بارد وشراب)

(وهزى اليك بجزع النخلة ..تساقط عليك رطبا جنيا) مريم

وهكذا..يطلب الشئ فى أسبابه ومظانه..

فالرزق يطلب بالعمل ..والولد بالزواج لا بالصيام!

ودفع العدو الصائل بالجهاد..لا بالصلاة

(واعدوا لهم ما استطعتم من القوة ومن رباط الخيل..)الانفال

(قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ويخزهم وينصركم عليهم..)التوبة

ونفس الامر ينطبق على صلاح الدول والمجتمعات..

هناك اسباب ربط الله تبارك وتعالى بها هذه القضية..ينبغى تحصيلها والاخذ بها لبلوغ الثمرة.

هذه الاسباب تشترك فيها الدول الكافرة والمؤمنة..

منها أسباب سياسية واجتماعية ...

لذلك تقدم أهل الكفر وبسطوا هيمنتهم بسبب أخذهم بهذه الاسباب..

الا أن الله تبارك وتعالى منح الامة شريعة ربانية يكفل تطبيقها تحقيق الرفعة والسيادة والتقدم ..وفى ذات الوقت جلب البركة والخير والامن وهو ما تفتقده الدول الكافرة

فالتقدم يتحقق بتطبيق الشريعة ونشر العدل واستيفاء الحقوق وتحمل الامة لمسئوليتها

وبناء مقومات القوة والنهضة

[atayeb10]

أخى الكريم / محمد هزاوي

فى الحقيقة أنا مختلف مع توجه حضرتك و ان كان الخلاف بالطبع لا يفسد للود قضية ...

موجز القول أخى الكريم فان صلاح الأمم قضية خلافية و ان كنت متحمسا و بشدة الى المقولة التى تقول اذا صلح الراعى صلحت الرعية و البراهين على صدق تلك المقولة كثيرة جدا فمثلا أخى الكريم لك أن تتخيل أن فترة حكم الخليفة العادل عمر ابن عبد العزيز لم تتجاوز السنتين و نصف على ما أتذكر !!! و فى تلك الفترة امتلأت الأرض عدلا و خلقا و عملا !!!! بعكس ما نراه الآن فى أمتنا العربية المتراخية لبعدها عن صحيح الدين فتجد الحاكم يتسلم البلد و يمكث فى الحكم بالثلاثين سنة و الأربعين سنة و يترك البلد و الناس فى حال أسوأ بكثيييييييييييييييييييييييييييير مما تسلمها عليه !!! ... كما و ان الناصر صلاح الدين مثلا كان يسبقه أمة عربية متراخية متكاسلة مهلهلة و ليس من المعقول أن تلك الأمة فى عهد صلاح الدين تحولت من الكسل الى العمل من جراء نفسها بل لقد صلح الراعى فصلحت الرعية و فرض على الأمة منهج العمل و الصلاح ... و حتى فى عصرنا الحديث فأمامنا مثال حى للفاضل مهاتير محمد صانع نهضة ماليزيا أو الرجل الفاضل رئيس وزراء تركيا الحالى فهم من صنعوا نهضة بلادهم الأخلاقية و التقنية الادارية ............ الخ الخ الخ

الخلاصة أخى الفاضل :

اذا صلح الراعى صلحت الرعية

و ليس العكس

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .

[فى حب الله ورسوله]

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم المرسلين سيد الخلق سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
أستاذى الفاضل / محمد هزاوي
موضوع جميل ورائع .. ولا غبار عليه.
ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس
ويرجع ذلك أن الناس أصبحوا متواكلين وليسوا متوكلين على الله، وكلما تتحدث مع أحد وتكلمه عن إصلاح نفسه يقول إصلح من شأنك أولا .. ونسوا قول الله تعالى " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" .. فلابد من كل إنسان أن يغير ما فى نفسه حتى يغير الله ما بأنفسنا، كما نسى كثير من المسلمين حديث سيدنا رسول الله تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا . كتاب الله وسنتى " صدق رسول الله فالعيب كل العيب فينا , ومن الأمثال الشعبية الشائعة " إحيينى النهاردة وموتنى بكرة" وتركنا قول الله عز وجل " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون " .
ولكن لسنا فى عهد عمر بن الخطاب ولا عهد عمر بن عبد العزيز، فالافضل فى الإصلاح أن كل إنسان يبدأ بنفسه ولا ينتظر غيره أن يبدأ أولا.

[محمد هزاوي]

نعم يا إخوتي : إننا في هذا الوقت نرى الأمة قد بدأت تنهض لإستعادة مركزها التاريخي الرفيع في جميع نواحي الحياة , وهذه البشارة تظهر جليا في الوعي الديني بين الشباب خاصة , فاصبح الإقبال علي حفظ القرآن وتدارس السنة النبوية الشريفة ودراسة السيرة واخبار الصحابة ينتشر رويدا رويدا, هذه نقطة تحول في تاريخنا , وبشارة تبشر بخير قادم إن شاء الله , ولم أكن متشائما , وإنما وضحت الصورة التي نحن عليها الآن والسبب في نظري.
وطرحت الموضوع لإستشراف الآراء النيرة والأقلام المبدعة وإثراء النقاش حول هذا الموضوع .
فكان اقلام إخوتي : أم لؤي , عبدالحميد عمران , في حب الله ورسوله , atayeb10 : أوضحت الصورة وعالجت القصور ونشرت الأمل وشجعت العاملين في هذا المجال علي العمل وبذل الجهدة في سبيل استعادة الأمة الإسلامية مكانتها بين الأمم . ... اشكركم جميعا علي المشاركة وابداء الرأي فقد كان له كبير الأثر الطيب في نفسي .. جزاكم الله خيرا ... والسلام

[فى حب الله ورسوله]

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم المرسلين سيد الخلق سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
شكراً لك مع أطيب تمنايتى لك بالتوفيق والنجاج الباهر دائماً وأبداً.
أستاذى الفاضل / محمد هزاوي
ولك منى أجمل تحية على تقبلك منا آراءنا.