السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيراً أخي الكريم على هذا الطرح الطيب

نادى عليٌ بن ابي طالب رضي الله عنه غلامه مرات فلم يُجبه ... فلما ذهب إليه علي رضي الله عنه
سأله ألم يسمعه؟ أجاب بأنه قد سمعه إلا أنه أمن مكره وعقابه فسولت نفسه له العصيان!!!

ولعل الرجل منا يتساءل ...
ماذا لو كان الرب له صفة الرحمة المطلقة التي لا يصاحبها عقاب أو غضب؟!!!

أما كان هذا دعوة إلى الفوضى وإغتصاب الحقوق؟ّ!!!
أليس هذا ترجمة لما يدور في دول الغرب من سرقة بالإكراه وتدمير وإرهاب؟!!!
يقول أمريكي زميل لي " إننا نطبق القانون خوفاً من العقوبة, لا حباً في النظام!!!"

أوليس ذلك داعياً إلى ما يرتكبه الكثير من القساوسة من إغتصاب وتحرش و شذوذ وعلاقات جنسية يشتكي الحياء منها؟!!!

أليست طبيعة البشر تختلف من شخص لآخر؟
قد يزداد الكريم بالعفوا تقديرا وأحتراما وحبا للعافي, إلا أن اللئيم يزادد خبثا ومكرا وكرها لمن عفى عنه, وكان أكثر الناس أغتصابا لحقوقه, وتدنيسا لأعراضه!!!



فلله الأسماء الحسنى والصفات العلا ,,,
فيزداد المؤمن المحب لله حبا

وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ

وكان العالم بالله أشد خشية فيعلم أن الله لا يُغالب ولا يُعجز وأنه غفور رحيم , وعزيز ذو انتقام

إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ [فاطر : 28]


وكان للئيم الذي لا يرده عن مكره إلا أسلوب التهديد والوعيد ما يناسبه ويحميه من نفسه ويحفظ حقوق غيره منه

إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [المائدة : 33]

لكنه لم ييئس أحدا من رحمته

قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [الزمر : 53]

فكان التوازن بين الرحمة بما يقرب المحبين منه, والوعيد لمن سولت له نفسه ظلم نفسه أو غيره