لمن يخاف من حرارة شمس الدنيا
بسم الله الرحمن الرحيم

نحن في هذه الدنيا نخاف من الشمس ولسعتها وخاصة في فصل الصيف ونتخذ الاحتياطات والأدوات اللازمة لتقينا حرارة الشمس , من نظارات شمسية ومظلات واقية ومراهم متنوعة من أجل الحفاظ علي أجسامنا من حرارتها والتوقي من الأمراض التي تصيبنا من التعرض لها بالرغم من ان الشمس تبعد عن الأرض بحوالي 93 مليون ميل , ويقول العلماء بأن الشمس لو تقترب من الأرض ميلا واحدا لحترقت الأرض ومن فيها .
هذا ما نعرفه عن شمس دنيانا , ولكن لم نكلف انفسنا معرفة أحوال الناس والشمس يوم القيامة, يوم يحشر الناس عراة حفاة غرلا منذ سيدنا آدم وحتى آخر من يموت من البشر , فتصور الزحام والأنفاس وحرارة الموقف ودنو الشمس من رؤوس الخلائق إلى قدر ميل واحد , فماذا تتصور ان يكون الحال .
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( تدنو الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاما )) رواه مسلم .

فالإنسان يتقزز من عرق بسيط حدث أثناء مشوار قريب في يوم مشمس من أيام الصيف في حياتنا وينفر من رائحته ويسارع إلى الاستحمام , فهل فكرت في مشهد يوم القيامة والناس معفرين بالتراب وهم خرجوا من قبورهم بلا ملابس ولا اغتسال ولا عطور , والعرق وصل بهم حتى الإلجام عن الكلام .
وقد تمكن العطش من الناس، وأشتد الكرب حتى يطلبوا بدء الحساب، تتجلى رحمة الله يومئذ بالمؤمنين، إذ لم يتركهم عطشى يعانون الظمأ، بل أكرمهم بحياض يشربون منها، وجعل لكل نبي من الأنبياء حوضا يشرب منه هو وأتباعه، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ( إن لكل نبي حوضا، وإنهم يتباهون أيهم أكثر واردة، وإني أرجو أن أكون أكثرهم واردة ) رواه الترمذي وصححه الألباني .
و روى البخاري عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم -، يقول: ( أنا فَرطُكُم – أي أتقدمكم - على الحوض فمن ورده شرب منه، ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبدا . ليردنَّ علي أقوامٌ أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم، فأقول: إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما بدلوا بعدك، فأقول: سحقاً سحقاً لمن بدل بعدي ) .
وهل فكرت أخي في ملجأ من هذا الحر وهذا الكرب ... نعم هناك أصناف سبعة يجدون عند الله ظلا خاصا بهم , فهل فكرت في الإنضمام لهذه الأصناف .
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله ورجل قلبه معلق بالمسجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه )
هذه تذكرة وموعظة للإخوة والأخوات ونحن نشعر بالحرارة وشدتها في منطقتنا و مناطق كثيرة من العالم , لنجعل منها تذكرة نوقظ بها أنفسنا ونشحذ بها هممنا ونجعل من وقتنا جزءا لنعيد حساباتنا مع انفسنا لنستعد ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم .
نسأل الله السلامة للجميع من أهوال يوم القيامة .