انتاج سنمائي هوليوودي ضخم عن سيدنا محمد عام 2011

[صدى الحقيقة]

تستعد شركة «النور» القطرية لتمويل إنتاج فيلم سينمائي عالمي
ضخم عن سيرة الرسول الكريم :salla-s:. الفيلم حسب ما جاء في الخبر يتكلف 150 مليون دولار ويهدف إلي تعريف الغرب بشخصية الرسول:salla-s:، وإزالة الصورة السلبية لدى الغرب عن الإسلام. الفيلم ناطق بالإنجليزية وسيعرض بدور العرض في أمريكا والعالم، ويشرف علي إنتاجه المنتج الأمريكي «باري أوزبورن» أحد المنتجين
الذين شاركوا في عدد من الأفلام المهمة مثل «سيد الخواتم» «The Lord of
the Rings» و«ماتريكس» «The Matrix». الخبر الذي نشر في عدة صحف ومواقع إخبارية علي الإنترنت من بينها موقع مجلة «فارايتي» الأمريكية أشار إلي
عدة نقاط مهمة..

أولها
أن الفيلم لن تظهر فيه شخصية الرسول بسبب تحريم
الفقهاء لذلك

الثاني
أن بداية تصوير الفيلم ستكون عام 2011

الثالث
أن الشيخ «يوسف القرضاوي» سيكون مستشار
المادة الدينية في السيناريو

وقد ينضم هذا الفيلم إلي قائمة المشروعات
الملحمية العالمية التي تنتهي إلي لا شيء بعد الفرقعة الإعلامية المؤقتة،
وهذا معتاد مع الأفلام التي تكون بلا سيناريو مكتوب، أو مجموعة ممثلين تم
التعاقد معهم وأُعلنت أسماؤهم أو مخرج أو أي تفاصيل فنية حول المشروع، وقد
يتم تنفيذ الفيلم الباذخ التكاليف فعلياً ويعرض في بعض القاعات الأجنبية
القليلة كما حدث مع فيلم مثل «الرسالة» الذي أخرجه المخرج الراحل «مصطفي
العقاد» عام 1976 وتكلف 17 مليون دولار وعرض داخل عدد محدود من صالات
العرض الأمريكية، ولكن طموح البعض من المتحدثين باسم المشروع وصل إلي وصف
الفيلم بأنه سيكون أهم وأشهر من فيلم المخرج والممثل «ميل جيبسون» «آلام
المسيح» «The Passion of the Christ» وهي مبالغة غير منطقية، فلو تم
الفيلم بنفس الشكل الذي جاء وصفه في المؤتمر الصحفي، فمن المؤكد أنه لن
يلقي نجاحاً كبيراً في الغرب الذي لم يتعود علي مشاهدة فيلم يتناول شخصية
تاريخية أو دينية دون تجسيدها علي الشاشة. السينما الغربية تناولت سيرة
كثير من الأنبياء مثل «موسي» و"نوح» و"المسيح» و"إبراهيم» أكثر من مرة
وبأكثر من شكل فني، وإذا استثنينا الأعمال الساخرة والمهينة أو تلك التي
تحمل رؤية فنية وفكرية لن تعجب المتدين المسيحي المتحفظ، فهناك كثير من
الأفلام والمسلسلات التليفزيونية التي نجحت في مس قلوب المشاهدين بتقديمها
رواية تاريخية معتدلة لسيرة الأنبياء، ولكن الرهان علي فيلم ملحمي ناجح عن
الرسول دون أن يظهر فيه الرسول يظل مغامرة غير محسوبة، قد يكون هذا
مقبولاً جماهيرياً في الدول الإسلامية، حيث يحظي منع تجسيد الأنبياء
والصحابة والخلفاء الراشدين بقبول العامة وليس فقط المؤسسات الدينية، وبلا
شك جزء كبير من نجاح فيلم «آلام المسيح» يعود إلي أن المسيح لم يكن شخصية
يتحدث عنها الآخرون بصفة الغائب كما يحدث عادة في الأفلام الدينية العربية
ومن بينها فيلم «الرسالة» والذي يعد واحدًا من أهم الأفلام الدينية
العربية المتميزة علي مستوي التكنيك والأداء والذي عاني رغم التزامه بحظر
تجسيد شخصية الرسول والصحابة من منع عرضه في بعض الدول الإسلامية ومن
بينها مصر وسوريا بسبب تجسيد الفيلم شخصية «حمزة» عم الرسول من خلال
«أنطوني كوين» في النسخة الإنجليزية و«عبدالله غيث» في النسخة العربية،
ومازالت بعض القنوات التليفزيونية ملتزمة بهذا الحظر، وتتم حالياً إعادة
هوليوودية لنفس الفيلم بعنوان جديد هو «رسول السلام»، ولم تتسرب حتي الآن
سوي أنباء قليلة عن أن السيناريست والمخرج الأمريكي «رمزي توماس» هو من
سيقوم بكتابة السيناريو وربما الإخراج، ومشكلة اسم «رمزي توماس» ليست فقط
أنه كاتب غير مسلم وقد يتبني وجهة نظر غربية للسيرة النبوية، بل هو أيضاً
اسم غير معروف في عالم كتابة السيناريو والإخراج في أمريكا، وقائمة أعماله
لا تحتوي سوي المشاركة في إدارة الإنتاج بفيلمين فقط هما «ستارجيت»
«Stargate» إنتاج عام 1994 و"نقطة الغليان» «Boiling Point» من إنتاج عام
1993.

الأمر المنتظر والأهم هو الإعلان عن مجموعة العمل الفنية
التي ستقوم بالتمثيل والكتابة والإخراج، وقد أتي خبر هذا الفيلم مصاحباً
لضخ شركة «النور» القطرية مبلغ 200 مليون دولار لصالح صندوق تمويل دولي
يساهم في إنعاش شح التمويل في هوليوود بعد الأزمة الاقتصادية العالمية
الأخيرة، وقد ربطت كثير من الصحف الأجنبية بين الخبرين بصورة خبيثة كما لو
كان دعم الفيلم من شخصيات هوليوودية جزء من الصفقة التي تمت لإنعاش
هوليوود بأموال إسلامية عربية.

وجود الشيخ «يوسف القرضاوي» كعالم
إسلامي مشرف علي المادة التاريخية قد يكون عاملاً مساعداً في تصحيح أي
أخطاء قد يقع فيها السيناريو، ولكن الأهم من ذلك أن يعمل علي ألا تقف
الفتوي التي تحرم تجسيد أغلب الشخصيات التي حول الرسول أمام خروج عمل
سينمائي متميز، فنياً يحتاج مشاهد السينما إلي أبطال يتحركون علي الشاشة
ويتحدثون عن أنفسهم، ويحتاج الفيلم إلي توسيع قائمة إباحة تجسيد شخصيات
التاريخ الإسلامي إلي الحد الذي يسمح بخروج فيلم عالمي بالفعل وغير مسبوق
عن الرسول، وألا يتحول الفيلم باهظ التكاليف إلي نسخة من الأعمال الدينية
العربية المشوهة درامياً، ولكن بصورة ومؤثرات سينمائية هوليوودية حلوة
شوية.

[قطري]

قطر سباقه في كل شي حتى في هوليود