السلام على من اتبع الهدى . لقد قرأت المداخلات وفهمت منها أنك معترض على تحريم الله للخمر في الدنيا، وسماحه بها في الجنة . أولا: الخمر التي في الجنة ليست مثل خمر الدنيا فهي لا تسكر ،فالله الذي خلق كل أنواع الغلال والفواكه قادر على خلق أي شيء. ثانيا: متى كانت الخمر حلالا حتى تحرم! فمنذ خلق الكون إلى نهاية الكون حرم الله الخمر وجعلها ضمن الأطعمة النجسة. وخير دليل على ذلك ورود تحريمها في التوراة و الإنجيل قبل نزول القرآن، ورغم التحريفات التي لحقتهما لايزال فيهما شواهد كثيرة . وأكتفي بما يخص النبيين الكريمين ابني الخالة، يحيى وعيسى- عليهما الصلاة والسلام- وإني لأعجب منهما كلما تذكرتهما فهما يشبهان بعضهما في كل شيء.في معجزة ولادتهما،في اختيار الله لاسميهما،في السلام الذي نالاه من الله وهما رضيعين(اقرأ سورة مريم)،في تنعمهما برفقة بعضهما في الأرض وفي السماء-فهما الآن مع بعضهما في السماء الثانية، لأن يحيى مات شهيدا لذا فهو حي، وعيسى المسيح رفعه الله إلى السماء حين أراد اليهود القبض عليه لصلبه فهو أيضا حي. ومن نقاط التشابه أن الملاك جبريل بشرمريم و زكريا -عليهما السلام -أن ابنيهما لا يشربان خمرا و لا يأكلان أطعمة نجسة (مثل لحم الخنزير وذبائح الأوثان...).والدليل هذه المرة في إنجيل لوقا وإنجيل برنابا. فيما يخص يحيى أو يوحنا قال الملاك لزكريا:~"لا تخف يا زكريا ،لأن الله سمع دعاءك وستلد لك امرأتك أليصابات ابنا تسميه يوحنا.وستفرح به وتبتهج،و يفرح بمولده كثير من الناس،لأنه سيكون عظيما عند الرب،=ولن يشرب خمرا ولا مسكرا=..."~ أما ما يخص المسيح عيسى فقد ورد في إنجيل برنابا ما يلي:~" (( بشرى جبريل للعذراء مريم بولادة المسيح ))
لقد بعث الله في هذه الأيام الأخيرة بالملاك جبريل إلى عذراء تدعى مريم من نسل داود من سبط يهوذا ، بينما كانت هذه العذراء العائشة بكل طهر بدون أدنى ذنب المنزهة عن اللوم المثابرة على الصلاة مع الصوم يوما ما وحدها وإذا بالملاك جبريل قد دخل مخدعها وسلم عليها قائلا : ليكن الله معك يا مريم . فارتاعت العذراء من ظهور الملاك ، ولكن الملاك سكن روعها قائلا : لا تخافي يا مريم لأنك قد نلت نعمة من لدن الله الذي اختارك لتكوني أم نبي يبعثه إلى شعب إسرائيل ليسلكوا في شرائعه بإخلاص . فأجـابت العذراء : وكيف ألد بنين وأنا لا أعرف رجلا . فأجاب الملاك : يا مريم إن الله الذي صنع الإنسان من غير إنسان لقادر أن يخلق فيه إنسانا من غير إنسان لأنه لا محال عنده . فأجابت مريم : إني لعالمة أن الله قدير فلتكن مشيئته . فقال الملاك : كوني حاملاً بالنبي الذي ستدعينه يسوع ، =فامنعيه الخمر والمسكر وكل لحم نجس =لأن الطفل قدوس الله . فانحنت مريم بِضَعَة قائلة : ها أنا ذا أمة الله فليكن بحسب كلمتك . فانصرف الملاك ، أما العذراء فمجدت الله قائلة : اعرفي يا نفس عظمة الله ، وافخري يا روحي بالله مخلصي ، لأنه رمق ضعة أمته ، وستدعوني سائر الأمم مباركة ، لأن القدير صيّرني عظيمة ، فليتبارك اسمه القدوس لأن رحمته تمتد من جيل إلى جيل للذين يتقونه ، ولقد جعل يده قوية فبدد المتكبر المعجب بنفسه ، ولقد أنزل الأعِزاء من عن كراسيهم ورفع المتضعين ، أشبع الجائع بالطيبات وصرف الغني صفر اليدين ، لأنه يذكر الوعود التي وعد بها إبراهيم وابنه إلى الأبد ."~أما ما تعرفه اليوم من حال المسيحيين مع الخمر ،فسببه الأول هو بولس الذي حرم الشريعة أي حرم كتب الله-تصور معي ذلك-والبديل الذي أعطاه لأتباعه هو تحليل كل شيء.اقرأ معي قول بولس في كورنثوس الأولى 10(23-30):~"كل شيء حلال... كل شيء حلال...كلوا من اللحم كل ما يباع في السوق و لا تسألوا عن شيء بدافع الضمير!!!..."~أرأيت إلى أي وادي يهوي بك بولس،يجذبك إليه بمكر بخدعة تحليل كل شيء لك ولغيرك لأنه يعلم أن الجسد مجبول على حب الشهوات،ويطلب منك العيش دون ضمير،دون شريعة،ومع ذلك يفتح لك بابا في الجنة ويعطيك الوعود الكاذبة ويضمن لك الحياة الأبدية .بالله عليك،أليست هذه طريقة الشيطان في إغواء الناس وإبعادهم عن طاعة ربهم.ألم يصرح بولس بنفسه أن الشيطان شكه بشوكة في جنبه ليرغمه على طاعته . وأنت بطاعتك لبولس وأتباعه تطيع الشيطان ،لا الله و لا المسيح،فكن يقضا و فطنا كما نصحتك سابقا ، وتأكد أي إلاه تعبد، و أي دين تتبع،فو الله الذي نفسي بيده ما كان المسيح هكذا يوما من الأيام. (......) المنادية على السطوح فاطمة كمون
المفضلات