بابا الفاتيكان والفضائح الأخلاقية

* جمال يونس

اختتم بنديكت السادس عشر، بابا الفاتيكان زيارته للعاصمة البريطانية أمس الأول والتي استغرقت أربعة أيام، وتكتسب الزيارة أهميتها نظرا للعداء التاريخي بين الفاتيكان والكنيسة الانجليكانية .

حيث عاني الكاثوليك من اضطهاد الحكومة البريطانية وكان محرما عليهم إقامة الصلوات في الكنائس، والقت القبض علي 50 الفا منهم ووصفتهم بالعصاه المتمردين.

وأغلقت الملكة إليزابيث الأديرة في ايرلندا اقتناعا منها بأن ايرلندا الكاثوليكية تمثل خطراً علي انجلترا، وقام بنديكت في زيارته بالاعتذار العلني لضحايا الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها قساوسة كاثوليك في كاتدرائية وستمنستر بحق الأطفال وتداركت الكنيسة الكاثوليكية أيضا ما انفلت به لسان بنديكت بوجود رابط بين الإلحاد والنازية.

وأكدت أن البابا مدرك تماماً معني الايدويولوجية النازية وذلك في إطار تهدئة خواطر النازيين ومنعا لاستفزازهم وتجنبا لغضبهم.

والفضائح الجنسية بالكنيسة الكاثوليكية لا تنقطع علي مدي التاريخ حيث يذكر لنا "دوبوتر" بعد أن زار الاديرة في النمسا وبعض الممالك التابعة للملك فرديناند الأول عام 1563 انه رأي مائة وعشرين ديرا تحتوي علي 436 راهبا و 160 راهبة و199 سرية و155 امرأة متزوجة و433 طفلاً.

وذكر أيضا انه يخشي أن يتكلم عن راهبات زمانه تفاديا أن يظن أنه يتكلم بإسهاب ومجون عن محلات الفسق والعهر لبنات الهوي بدلا من أن يتكلم عن حظائر الطهر التي تعيش فيها العذاري الواقفات أنفسهن لعبادة الله.

وأتعجب من قدرة بنديكت علي الاعتذار لليهود والنازيين وقدرته أيضا علي الاعتذار لضحايا الفساد الأخلاقي لقساوسة كاثوليك بينما أخذته العزة بالاثم ورفض الاعتذار عن تصريحاته المعادية للإسلام ورسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام في عام 2006 .بل وأبدي اسفه لا علي سوء ادبه ولكن علي سوء فهمنا لتصريحاته.

الكنيسة الكاثوليكية لحقت نفسها لعدم الاصطدام بالنازيين كما اعتذرت لأهالي الأطفال حرصا علي سمعتها في بريطانيا ثم تدعي تسامحاً دينيا تفضحه الممارسات الواقعية.

حيث رفضت الكنيسة الكاثوليكية ومجلس الكنائس العالمي الاعتراف بالإسلام كديانة سماوية ووقائع مؤتمر حول الأديان الذي عقد بالقاهرة عام 2000 خير شاهد ودليل.

ورغم قلة أدب بعض القساوسة في التطاول علي الإسلام وحرق القرآن إلا انك لا تجد مسلماً يتجرأ علي تمزيق أو حرق الإنجيل أو التهجم علي سيدنا عيسي عليه السلام أو أمه مريم البتول لمخالفة ذلك لتعاليم الإسلام..

المسلمون يعشقون السيدة مريم وابنها عيسي عليه السلام ويرفضون ممارسات من يدين بدينه، وسيأتي يوم يعتذر فيه الفاتيكان عن خطأ بنديكت في حق الإسلام.

*كاتب من مصر

جريدة الوفد

21/9/2010

http://www.moheet.com/show_files.aspx?fid=415395