قصتي مع الإسلام

نور وريحانة: الإسلام غيَّر نظرتنا إلى الحياة ومنحنا السعادة


نور وريحانة مع موظفة إحدى المراكز الإسلامية

غدير عبد المجيد

إنهم إخوتنا في الله، ولدوا على الفطرة التي ولدنا عليها، لكنهم اعتنقوا الدين الذي وجدوا آباءهم وأهليهم عليه، حتى جاءت تلك اللحظة التي وقفوا فيها أمام أنفسهم تساءلوا عن سر وجودهم، وتأملوا في هذا الكون الفسيح، وتعجبوا من القدرات التي أبدعته..

نعم لقد استنكروا الضياع والحيرة والآلام النفسية التي لا يعرفون سببها ولا علاجها، فما كان إلا أن شرح الله صدورهم بالإسلام، وكشف عن قلوبهم الضياع والحيرة وأسكن مكانها الطمأنينة والراحة بذكره سبحانه..

بفضل من الله عز وجل اعتنق كثيرون الإسلام، ولا يزالون في تزايد مستمر لكل منهم قصته التي عاشها ودخل بسببها الدين الحنيف، فحري بنا ونحن نعيش في ظلال هذا الشهر الكريم الذي باتوا يشاركوننا فيه بالصيام والعبادة، أن نستذكر معهم تلك القصص التي تقشعر لها الأبدان، لما تحويه من معان وعبر لنا نحن المسلمين الذين ولدنا ونشأنا على الإسلام، بينما هم بدلوا دينهم بإصرار وعزيمة وتحد لأنفسهم ولأهاليهم.

إلسا وايفانتشيلين فتاتان من الفلبين صار اسمهما بعد الاسلام نور وريحانة، يرويان لنا قصتهما مع الاسلام وماذا وجدا في هذا الدين العظيم..

بلباسها الإسلامي المحتشم وكلامها العذب الصادق النابع من قلبها الذي بات يوحد الله ويحمده على نعمة الإسلام تروي نور 45 سنة حكايتها مع الإيمان، فتقول: «درست المحاسبة، وبينما كنت أعمل سكرتيرة في إحدى مدارس البحرين، نمت علاقة وطيدة بيني وبين المديرة والمعلمات المسلمات، وصرن يدعونني للإسلام ويحببنني فيه بمعاملتهن الطيبة، ويقصصن علي قصصاً ويأتوني بشواهد ودلائل على أن الخالق هو الله الذي ليس كمثله شيء. شيئا فشيئاً لان قلبي واقتنع عقلي ووجدت نفسي أدخل الاسلام عن رغبة واقتناع، ثم علمتني المعلمات كيفية الوضوء والصلاة، وحفظوني الفاتحة عبر كتابة كلماتها بحروف انجليزية، وبحكم مكتبي الذي كان يجاوره أحد صفوف الأطفال، كانت المعلمة تعلمهم الحروف العربية وترددها بصوت مرتفع، فكنت أسمع وأتعلم وإذا غابت إحدى المعلمات كنت أدرس الأطفال في ذاك اليوم اللغة الانجليزية والتربية الفنية فكانوا يتحدثون معي بالعربية فاستفدت منهم كثيرا فالعربية مهمة جداً لقراءة القرآن الكريم وفهم معانيه وها آنذا اليوم أتحدث العربية جيداً وأبذل قصارى جهدي في تهجئة القرآن عبر تركيب الحروف التي تعلمتها مع قراءة النسخة المترجمة له بالإنجليزية»..

انتقلت نور للعمل من البحرين إلى السعودية، حتى وصلت الإمارات حيث تعمل كمحصل مالي (كاشير) في مستشفى الإمارات الدولي في مدينة العين، وقد مضى على اسلامها 10 سنوات وأكرمها الله قبل عدة شهور بزوج لبناني مسلم..

تبين نور موقف أهلها بعد أن أشهرت إسلامها بأنه موقف إيجابي نوعاً ما، فأسرتها المسيحية أسرة ديمقراطية، لكنها في نفس الوقت ذهلت وتعجبت، وفي ذلك تقول: «عندما سافرت في الإجازة لزيارة أهلي تفاجأوا بأنني اعتنقت الإسلام، وقال لي اخوتي إعملي ما انت مقتنعة به، وصرت أشرح لهم ما تعلمته وأدعوهم للإسلام وأكرر ذلك في كل زيارة وأصوم أمـــامهم، وأصلي كذلك واصطحب معي كتبا بالانجليزية عن حياة الأنبياء وقصصهم وأقرأها لأمي وأخــواتي وحتى لأبناء إخوتي الصغار الذين صاروا يجــلسون يستمــعون لي بشغف، ويطلبون أن أقول المزيد.. أشعر أن قلوبهم جميعاً تميل إلى ما أدعوهم إليه، لكنهم يصرون ويعاندون للبقاء على الدين الذي تناقلوه عن العائلة، باستثناء اثنتين من أخواتي سهل الله لهما عملاً في الإمارات، فصرنا نسكن معا، وصرت أكلمهما وأدعوهما للإسلام مراراً وتكراراً حتى أسلمتا وصارتا تصليان وتصومان وترتديان الحجاب، وآمل أن يسلم جميع أفراد عائلتي، ولن أرتاح حتى يدخلوا جميعا في الإسلام».

ايفانتشيلين، أو ريحانة كما أحبت أن تسمي نفسها بعد الاسلام، هي إحدى الأختين اللتين أسلمتا على يد أختهما الكبيرة نور.. تتحدث ريحانة عن ذلك قائلة: «لقد أثرت في نور كثيرا بكلامها عن الاسلام وحلاوته، وأنه دين يمنح النفوس الكثير من الطمأنينة والسكينة، وها أنذا بعد أن كانت نفسي خاوية فارغة لا تدرك سر وجودها، ويملؤها الألم والتعب النفسي، صرت الآن فرحة سعيدة مطمئنة راضية لا أبحث إلا عن رضا الله وجنته».

تتفق نور مع أختها ريحانة في أن الإسلام بدل حياتها، وجعلها أكثر راحة وطمأنينة وسعادة، بل وصارت تشعر باحترام أكبر من الناس من حولها، وتعزو ذلك للوقار الذي أضفاه عليها الحجاب.

وتعرج نور وريحانة في حديثهما على الدور الكبير الذي قدمته لهما دار زايد للثقافة الإسلامية، حيث تلقيتا تعاليم الدين الاسلامي وفرائضه على الوجه الأمثل، وحفظا فيه سورا قرآنية صغيرة يقرآنها في الصلاة مثل آية الكرسي وسورة الفلق والناس والعصر وغيرها.

بدورها أثنت خديجة صالح، مساعدة المدير في مستشفى الإمارات الدولي الذي تعمل فيه الأختان، على سلوكهما وتعاملهما وأمانتهما الكبيرة في العمل، وبينت أنها تخوض معهما حوارات دائمة عن عظمة الإسلام، وتحاول أن تقدم لهما كل ما يحتاجانه كمسلمتين جديدتين يفرح بهما القلب.



تاريخ النشر: السبت 14 أغسطس 2010