هل تحبي أختي المسلمة أن تكوني دائمًا مع الله؟

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

هل تحبي أختي المسلمة أن تكوني دائمًا مع الله؟

النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: هل تحبي أختي المسلمة أن تكوني دائمًا مع الله؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    1,559
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    21-12-2021
    على الساعة
    11:21 PM

    افتراضي هل تحبي أختي المسلمة أن تكوني دائمًا مع الله؟


    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    كيف أكون مع الله في كل حال

    الاحد 05 سبتمبر 2010




    (1) ذكر الله:

    هل تحبي أختي المسلمة أن تكوني دائمًا مع الله؟
    تحقيق هذه الأمنية الغالية لا يكون إلا بالذكر وتأملي معنا الحديث القدسي الرائع:
    (أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه)
    [صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، (1906)].

    شتان بين حي وميت:

    عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
    (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره كمثل الحي والميت) [رواه البخاري]،
    فشتان أختي المسلمة بين ميت القلب وإن كان صحيح البدن، وبين من امتلأ قلبه حياة، وإن مرض جسده فالذاكر لربه وإن ماتت منه جميع الأعضاء والغافل عن ذكره ميت وإن مشى وتحرك بين الأحياء [ورقع رمضان يغيرنا5] وبالذكر تحيا القلوب
    يقول أبو الدرداء رضي الله عنه: (لكل شئ جلاء وإن جلاء القلوب ذكر الله)
    [الوابل الصيب ص(81)].

    ويقول ابن القيم عن شيخه بن تيمية:
    (الذكر للقلب مثل السمك للماء فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء ؟)
    [الوابل الصيب، ص(85)].

    عندما يذكرك الرحمن: يقول تعالى {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: 152]
    وقال صلى الله عليه وسلم يقول الله تبارك وتعالى:
    (أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه) [متفق عليه].

    خير ما تشبثت به:

    وإليك أختي المسلمة توصية النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الذي جاءه فقال:
    (يا رسول الله إن شرائع الله قد كثرت علي فأخبرني بشئ أتشبث به قال صلى الله عليه وسلم لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله)
    [صححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، (3375)]،

    وتأملي معي تعبير النبي صلى الله عليه وسلم عن استدامة الذكر برطوبة اللسان يلقى عليك ظلالًا ندية من السكينة والهدوء فتشعرين كأن الذكر ماء بارد ينساب على لسانك فيرطبه ثم ينساب على قلبك الذي ألهبته حرارة المعاصي، فينديه ويرطبه ببرد الإيمان.

    الذكر من أفضل الطاعات:

    قال صلى الله عليه وسلم:
    (ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قالو بلى قال: ذكر الله
    [صححه الألباني في صحيح الكلم الطيب، (1)]،

    ولذلك فإن ذكر الله يجدد الإيمان ويزيده ويجلو القلب، ويعيده الى صفائه قبل أن يعلوه الران أو يعتريه الصدأ [روح الصيام ومعاينه ص(56)]

    ولذلك كان الذكر روح الأعمال كلها لأنه اكبر الأعمال كلها قال تعالى:
    {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ} [العنكبوت: 45]
    فقد بيَّن أهل العلم في معنى الآية، أن ذكر الله اكبر من كل شئ، فهو أفضل الطاعات لأنه المقصود في اكثر الطاعات فهو سرها ولهذا اقترب باكبر اعمالها كالصلاة والحج والجهاد [روح الصيام ومعانيه، عبد العزيز كامل باختصارص(57)].

    سبق المفردون:

    يقول تعالى{وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 35]،
    وقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}[الأحزاب: 41- 42]،

    وقال صلى الله عليه وسلم: (سبق المفردون قالوا وما المفردون يارسول الله قال الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات) [رواه مسلم]
    والمفرِّدون جمع مفرِّد وهو المنفرد مع ا لله بقلبه ولسانه ذكرًا، ولوكان مخالطًا للناس، فإن كنت تريدين السبق في الدنيا ثم بعد ذلك في الآخرة فاكثري من ذكر الله
    [روح الصيام ومعانيه، عبد العزيز كامل، ص(57)].

    ابن دارك بذكرك:

    فدور الجنة تبنى بالذكر فإذا امسك الذاكر عن الذكر أمسكت الملائكة عن البناء، فإذا أخذ في الذكر أخذوا في البناء [الوابل الصيب ص(4)]،

    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقيت ابراهيم ليلة أسري بي فقال يا محمد أقرئ أمتك مني السلام وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة وعذبة الماء وأنها قيعان وأن غراسها سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر [حسنه الألباني في صحيح جامع الترمذين، (3462)][من كتاب الإيمان أولًا فكيف نبدأ به ص(201]

    الواجب العملي:

    1. اقتني كتيبًا للأذكار مثل حصن المسلم أو اذكار اليوم والليلة، وواظبي يوميًا على حفظ ذكر جديد لا تعرفينه.
    2. لا تضيعي أذكار الصباح والمساء مهمًا كلفك الأمر.
    3. احرصي على أن يكون لسانك رطبًا من ذكر الله بأن تكثري من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير يقول النخعي رحمه الله (صوم يوم من رمضان أفضل من ألف يوم وتسبيحة فيه أفضل من ألف تسبيحة وركعة فيه أفضل من ألف ركعة) [وظائف رمضان، ابن رجب، ص(15)]، وبذلك تكونين دائمًا مع الله.

    مع الله في سبحات الفكر
    مع الله في لمحات البصر
    مع الله في احتدام الخطر
    مع الله في الرهط والمؤتمر
    مع الله في حب أهل التقى
    مع الله في كره من قد فجر

    اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك في رمضان وفي غير رمضان

    (2) الدعاء:

    إذا سدت أمامك الأبواب فبابه مفتوح
    إذا انقطعت بك السبل فسبيله ممتد موصول ...
    إذا ضافت بك الدنيا فضده الفرج ...
    اذا ابتعد عنك الكل فإنه قريب ... فقط ارفعي يدك وقول "يارب".

    سهام الدعاء ليس فيها (قل):

    ما أعظمها من سهام تخرج من كنانة الإيمان، فتصيب كبد حاجة العبد بعد أن يتقبلها منه سيده ومولاه فتقضى حاجته بإذن من الكريم المنان الذي قال لنا في كتابه

    {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186]،

    ولم يقل سبحانه قل يا محمد إني قريب اتعلمين لماذا؟ حتى لا تنشأ واسطة بينك وبينه حتى وان كانت تدعينه في حضرك وسفرك وفي سعتك وضيقك مع الناس ولوحدك، بل

    وأوحى الى نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعلمنا حقيقة الدعاء في قوله صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة) [صححه الألباني في صحيح الجامع، (3407)]،

    وكيف لا يكون الدعاء كذلك وقد اجتمعت فيه حقيقة العبودية، والتي هي كمال الذل مع كمال الحب.

    إياك وغضبه:

    وتأملي كيف يغضب الله تعالى على من ترك دعائه
    {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60]،
    ويشرح ذلك النبي صلى الله عليه وسلم في بيان واضح فيقول (إنه من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه) [صححه الألباني في صحيح الجامع، (2418)]،
    نعم يغضب عليه لأنه استغنى عن ربه وجعل يستجدي من الفقراء أمثاله مع أن سيده ومولاه قد بين له الحقيقة فقال عز وجل:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر: 15].

    الله يغضب إن تركت سؤاله وبني آدم حين يسأل يغضب

    لن يردك:

    وإذا خشيت أن يرد مولاك دعائك فأنت واهمة وإليك الدليل من حديث البشير النذير صلى الله عليه وسلم:
    (إن ربكم تبارك وتعالى حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرًا) [صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، ((1488)]،
    الله يستحي منك وانت لا تستحين من الله؟ واعلمي أن الله يحب من دعاه ولهذا أمر بالدعاء.

    شروط الاستجابة:

    1. جردي نيتك، قال تعالى "فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} [غافر: 14] فالإخلاص هو سر القبول، وكلما تأخرت الإجابة فراجعي نيتك وانظري هل خالطها شئ؟ وكما قال بن الجوزي رحمه الله: (إنما يتعثر من لم يخلص).
    2.أطب مطعمك، ذكر صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه الى السماء يا رب يارب ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي من حرام فأنى يستجاب لذلك.
    3. تيقني الإجابة قال صلى الله عليه وسلم: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب غافل لاه) [حسنه الألباني، في صحيح الجامع، (245)].
    وإني لأرجو الله حتى كأنني أرى بجميل الظن ما الله صانع
    4. لا تتعجلي فأنت فائزة في كل الأحوال: كما أخبر بذلك سيد البشر صلى الله عليه وسلم: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم، ما لم يستعجل وحين سئل عن العجلة،
    قال صلى الله عليه وسلم يقول: (قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي، فيستحسر عند ذذلك ويدع الدعاء) [رواه مسلم]،
    فأنت الفائزة في كل الأحوال وحائزة على جوائز مضمونة بمجرد ان يكون الدعاء، خالصًا لله يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
    (ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها اثم ولا قطيعة رحم الا أعطاه عز وجل إحدى ثلاث: إما يعجل له دعوته، وإما أن يؤخرها له في الآخرة وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها) [رواه البخاري في الأدب المفرد (710)].
    5. تحري أوقات الاجابة:
    أبشري اختي الصائمة فلك دعوة لا ترد يقول صلى الله عليه وسلم:(إن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد) [رواه مسلم]، وأبشري اختي القائمة في السحر فلك دعوات لا ترد كما قال صلى الله عليه وسلم: (ينزل ربنا كل ليلة الى السماء الدنيا حين يبقى الثلث الاخر من الليل فيقول من يدعوني فاستجيب له ومن يسألني فأعطيه ومن يستغفرني فأغفر له) [متفق عليه]، وأبشري أختي المبكرة الى المسجد فلك دعوة لا ترد : (لا يرد الدعاء بين الآذان والإقامة) [صححه الألباني في صحيح أبي داود، (520)]، وأبشري أختي الساجدة المتذللة إلى ربك فلك دعوة لا ترد يقول صلى الله عليه وسلم: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء) [صححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، (875)].

    الواجب العملي:

    1. اصطحبي كتيبًا من كتب الأذكار والأدعية المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم واقرأي ما تيسر منها في أوقات الاجابة.
    2. قبل كل صلاة مفروضة أونافلة حددي ما ستدعين به في سجودك.
    3. اجتهدي في الدعاء في رمضان وأكثري من الدعاء بالعتق من النار والفوز بالجنة.
    4. تأدبي بآداب الدعاء من الطهارة واستقبال القبلة وتحري أوقات الاجابة والخشوع والسكينة.
    5. كوني لحوحة في الدعاء ولا تيأسي من رحمة الله وخاطبي ربك بلسان الذلة وتضرعي اليه بدموع الاشفاق اللهم انا نسألك باسمك الاعظم الذي اذا سئلت به أعطيت، وإذا دعيت به اجبت أن تعطينا سؤلنا وتغفر لنا ذنبنا كله وتمن علينا بالرضا كله .. آمين [مستفادة من كتاب روح الصيام ومعانيه، عبد العزيز كامل].


    3. القرآن

    رمضان هو شهر القرآن قال تعالى :
    {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ} [البقرة: 185].

    رسائل ربانية:

    إنه لشئ عظيم باهر أن يخص الله الكبير المتعال مالك الملك سبحانه وتعالى،
    هذا الإنسان الضعيف الصغير القليل بخطابه وبكلامه فعن الحسن بن علي قال:
    إن من كان قبلكم رأوا القرآن رسائل من ربكم فكانوا يتدبرونها بالليل ويتفقدونها بالنهار [ التبيان في آداب حملة القرآن، ص(28)].

    إنه كرامة لم تعطى للملائكة:

    وهنيئًا لك أختي المسلمة المرتلة للقرآن المتدبرة لمعانيه فأنت في كرامة/ لم تعطها الملائكة الكرام البررة كما قال بن الصلاح: قراءة القرآن كرامة أكرم الله بها البشر فقد ورد أن الملائكة لم يعطوا ذلك وأنها حريصة على استماعه من الإنس [الإتقان في علوم القرآن (1/291)].

    علامة حبك لله:

    فالله تعالى أعطاك اذن مناجاته من خلال ترنمك بآيات الذكر الحكيم وهو بذلك أعطاك سر محبته وكما قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: من أحب القرآن فهو يحب الله ورسوله وتأملي كيف أحب الله عبدًا لمجرد أنه أحب سورة من قصار السور في القرآن وهي سورة الاخلاص، فكان يؤم قومه بها كل صلاة فلما سئل عن ذلك قال:
    (لأن فيها صفة الرحمن وانا احب ان اقرأ بها فقال صلى الله عليه وسلم: أخبروه ان الله يحبه) [متفق عليه] [مختصر تفسير بن كثير في تفسير سورة الاخلاص].

    صلاح القلب بالقرآن:

    فقراءة القرآن بالتفكر هي أصل صلاح القلب، ولهذا قال ابن مسعود: لاتهذوا القرآن هذا الشعر ولا تنثروه نثر الدقل وقفوا عند عجائبه وحركوا به القلوب لا يكن هم أحدكم آخر السورة، وروى ابو ايوب عن أبي جمرة، قال قلت لابن عباس: إني سريع القراءة إني اقرأ القرآن في ثلاث، قال لأن أقرأ سورة من القرآن في ليلة فأتدبرها وأرتلها، أحب إلي من أن أقرأ القرآن كما تقرأ) [مفتاح دار السعادة، ابن القيم، (1/187)].

    تجارة رابحة:

    قال الآجري رحمه الله: من تلا القرآن وأراد به متاجرة مولاه الكريم فانه يربحه الربح الذي لا بعده ربح ويعرفه بركة المتاجرة في الدنيا والآخرة كما قال تعالى:
    {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ} [فاطر: 29-30].

    انزع أقفال قلبك:

    حرري قلبك من قيود الدنيا وحلقي في سماء القرآن الرحبة وانزعي عن قلبك أقفاله التي تحول بينك وبين التدبر {فَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَ} [محمد: 24]،
    ولا تكوني أقل من الحجارة الجامدة التي لو أنزل عليها القرآن لتصدعت من خشية الله {لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}[الحشر: 21]، واحذري أن تكوني ممن اشتكى منهم النبي صلى الله عليه وسلم الى ربه فقال: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا} [الفرقان: 30] وتذكري أن الله يحب أهل القرآن فهم أهل الله وخاصته ولا يرضى عن هاجري التدبر ولو كانوا من حفظته، ويرضى عن التالين الذاكرين المتدبرين، ويشملهم بعطفه ورحمته، لذلك جعل ابن القيم رحمه الله أول سبب من الأسباب العشرة الموجبة لمحبة الله (قراءة القرآن مع التدبر والتفكر لمعانيه وما أريد به كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه) [مدارج السالكين، (3/7)].

    إنه عملك في رمضان:

    سئل الإمام الزهري عن العمل في رمضان فقال: انما هو تلاوة القرآن واطعام الطعام ونقل عبد الرازق عن الإمام الثوري أنه كان اذا دخل رمضان ترك جميع العبادات غير الواجبة وأقبل على تلاوة القرآن، وحكى بن عبد الحكم عن الإمام مالك أنه كان إذا دخل رمضان فر من مجالس العلم وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف [وظائف رمضان، ابن رجب، ص(42)، مستفاد من كتاب روح الصيام ومعانيه].

    الواجب العملي:

    1. حافظي على ورد يومي من كتاب الله واحرصي على أن تختمي القرآن ولو مرة واحدة في هذا الشهر الكريم
    2. اقرأي القرآن ترتيلًا واستحضري أن الله يكلمك وأنه أنزله إليك.
    3. توقفي عند كل آية فإن كان فيها تسبيح، فسبحي وإن كان فيها نعمة فاشكري الله وإن كان فيه نعيم فاسألي الله من فضله، وإن كان فيها عذاب فتعوّذي بالله منه كما كان يفعل سيد الخلق صلى الله عليه وسلم.
    4. كرري الآيات التي تشعرين فيها بالخشوع، فالآية كالتمرة كلما مضغتيها استخرجت حلاوتها.
    5. اختمي في رمضان هذا ختمتين، ختمة قراءة بدون تدبر، ثم ختمة بعدها بتدبر لمعاني القرآن والتفكر فيه.
    6. حافظي على ورد ثابت لكِ من القرآن، حتى يكون لكِ زادًا في آخرتك.
    الههم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وذهاب غمنا وحزننا وذكرنا منه ما نسينا وعلمنا منه ما جهلنا .. آمين

    4.الصدقة:

    قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل كريم يحب الكرم ومعالي الأخلاق ويبغض سفسافها) [صححه الألباني في السلسلة الصحيحة، (1378)]، وجود الله على عباده يزداد في رمضان وهو يحب من عباده أيضًا أن يزيدوا في الجود والكرم في هذا الشهر الفضيل تأملي معنا حال أجود الناس في رمضان: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن وكان جبرائيل يلقاه كل ليلة من شهر رمضان فلرسول الله حين يلقاه جبريل أجود من الريح المرسلة) [متفق عليه]، (والصدقة برهان) [أخرجه مسلم(1328)] كما قال صلى الله عليه وسلم فهي تبرهن على ايمان صاحبها واحسان صاحبها وسلامة قلبه.

    صومي رمضان مرتين: وذلك بافطار الصائمين فأنت بجودك على الصائمين وأصحاب الحاجة تحوزي معهم مثل أجورهم فقد قال صلى الله عليه وسلم: (من فطّر صائمًا فله مثل أجره لا ينقص ذلك من أجر الصائم شيء) [صححه الألباني في صحيح الجامع، (6415)].

    أنفقي ليخلف الله عليك:

    قال صلى الله عليه وسلم: ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملكان ينزلان فيقول أحدهما اللهم أعط منفقًا خلفًا ويقول الآخر اللهم أعط ممسكًا تلفًا [رواه البخاري(1442)]، وقال صلى الله عليه وسلم: (انفق يا بن آدم ينفق عليك) [متقق عليه] واعلمي أن إنفاق المال لا ينقص من المال شيئًا قال صلى الله عليه وسلم (ما نقصت صدقة من مال) [رواه مسلم].

    أشكال الصدقة والجود:

    هناك أشكال غير المال من الجود والصدقة منها الاحسان الى الخلق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فانه دعوة الى طاعة الله وتعليم العلم النافع والدعاء للمسلمين وازالة الأذى عنهم كما جاء في حديث(تبسمك في وجه أخيك صدقة وأمرك بالمعروف، ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال صدقة، وإفراغك في دلوك في دلو أخيك لك صدقة) [صححه الألباني في صحيح الجامع، (2908)] وتأملي في هذا الحديث الجامع (كل معروف صدقة) [متفق عليه] فأنت ان جمعت بين القيام وإسحسان الكلام واطعام الطعام فإنك تجازى بذلك الجود جزاء حسنًافقد قال صلى الله عليه وسلم: (إن في الجنة غرفًا يرى ظاهرها من باطنها وبطونها من ظهورها قالو لمن يا رسول الله قال لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وصلى بالليل والناس نيام) [حسنه الألباني في صحيح الجامع، (2123)].

    نماذج من الجود:

    أخبر عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال: ما رأيت امرأتين قط أجود من عائشة وأسماء وجودهما مختلف أما عائشة فكانت تجمع الشئ الى الشئ حتى اذا اجتمع عندها قسمته وأما أسماء فكانت لا تمسك شيئًا لغد [شخصية المرأة المسلمة، ص(362)].

    أبو الدحداح وصفقته الرابحة:

    وما أجمل هذه القصة العظيمة، التي تدل على أهمية التعاون بين الزوجين على الصدقة، (فعندما سمع أبو الدحداح الأنصاري رضي الله عنه قوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} [البقرة: 245].

    فيسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: آلله يستقرضنا؟ فيرد المربي العظيم صلى الله عليه وسلم: (نعم يا أبا الدحداح) فيقول رضي الله عنه: أرني يدك يا رسول الله فإني قد أقرضت ربي حائطي، وحائطه ذلك يومئذ من أجمل بساتين المدينة، وأحب ماله إلى قلبه، فيذهب إلى حائطه وينادي على زوجه أن اخرجي يا أم الدحداح، فقد أقرضت ربي حائطي، فتعمد الزوجة الصالحة رضي الله عنها إلى صبيانها، تخرج ما في أفواههم، وتنقض ما في أكمامها من ثمر البستان، تربيهم بدورها على نور (سمعنا وأطعنا) بفعلها قبل قولها، وهي ترد على زوجها: ربح البيع أبا الدحداح، ربح البيع أبا الدحداح، وهنا تأتي الجائزة النبوية لهذه الأسرة الكريمة، فيبشرهم رسول الهدى صلى الله عليه وسلم بقوله: (كم غذق رداح في الجنة لأبي الدحداح) [تفسير الطبري، (5/285)، تفسير ابن كثير (8/14-15)، نقلًا عن حياة النور، فريد مناع، ص(39-40)].

    الواجب العملي:

    1.تصدقي يوميًا في رمضان ولو بشق تمرة (اتقوا النار ولو بشق تمرة) [رواه البخاري].
    2. احتسبي النية في اطعام الطعام وافطار الصائمين واحرصي أن تشملي أكبر عدد ممكن من المسلمين ولا تنس صلة رحمك وأقاربك وجيرانك وتذكري قوله صلى الله عليه وسلم (يا معشر النساء تصدقن وأكثرن من الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار) [صححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، (4003)].

    اللهم جد علينا بجودك واشملنا بعفوك واجعلنا من المقبولين عندك .. آمين



    مفكرة الإسلام - الأحد 05 سبتمبر 2010
    مفكرة الإسلام - الاحد 05 سبتمبر 2010
    التعديل الأخير تم بواسطة نعيم الزايدي ; 13-09-2010 الساعة 08:26 AM

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    7,561
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    21-01-2019
    على الساعة
    02:09 PM

    افتراضي

    بجد ما أكثرالاعمال التي تقربنا من الله عز وجل ....لماذا الكثير تائه عنها؟!

    اللهم قربنا منك وأعنا على أن نكون من عبادك المخلصين الصالحين

    اللهم صل وسلم وبارك علي إمام المرسلين وسيد المحبين ونور قلوبنا سيدنا ونبينا محمد وعلى

    آله وصحبه وسلم

    موضوع رائع _

    جزاك الله خيراا اخى الفاضل نعيم الزايدى

    ادعو الله ان يغفر لنا خطاينا وان يرحمنا ويتوب علينا
    توقيع نضال 3


    توقيع نضال 3

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    المشاركات
    26
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    30-05-2012
    على الساعة
    01:43 PM

    افتراضي

    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

هل تحبي أختي المسلمة أن تكوني دائمًا مع الله؟

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. إلى أختي المسلمة: أين دورك في نهضة الأمة؟
    بواسطة pharmacist في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 27-03-2013, 08:53 AM
  2. رسالة إلى أختي المسلمة !!
    بواسطة نسيبة بنت كعب في المنتدى منتديات المسلمة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 13-12-2012, 07:07 PM
  3. أختي المسلمة .. هل تعرفين مريم جميلة ؟
    بواسطة نعيم الزايدي في المنتدى منتديات المسلمة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 13-01-2012, 09:14 AM
  4. كلمات من القلب إلى أختي المسلمة
    بواسطة المهتدي بالله في المنتدى منتديات المسلمة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 11-01-2009, 06:37 AM
  5. مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 06-10-2005, 04:59 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

هل تحبي أختي المسلمة أن تكوني دائمًا مع الله؟

هل تحبي أختي المسلمة أن تكوني دائمًا مع الله؟