اصدر الدكتور جلال مصطفي سعيد محافظ الفيوم، قرارا بإلغاء تخصيص مساحة 500 فدان كانت مخصصة لشركة "أوراسكم تيلكوم" التي يملكها رجل الأعمال النصراني نجيب ساويرس وشقيقه سميح ساويرس كانت مخصصة لإنشاء مساكن لمحدودي الدخل من الشباب ضمن البرنامج الانتخابي للرئيس حسني مبارك.

جاء ذلك بعد أن كادت الشركة تتسبب في اندلاع فتنة طائفية بمحافظة الفيوم، إثر قيامها بإنشاء مدينة للنصارى على هيئة قباب ورسوم وطراز قبطي بقرية الوابور، رغم أن الأرض مخصصة في الأصل لإنشاء مساكن لمحدودي الدخل ضمن البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك، الأمر الذي أثار حفيظة المواطنين من سكان القرية.

وكاد ذلك يؤدي إلى اندلاع أزمة طائفية لولا تدخل جهات أمنية وجهات رقابية عليا، وهو ما ترتب عليه صدور قرار المحافظ بوقف أعمال البناء وإلغاء قرار التخصيص ومصادرة مساحة 87 ألف و500 متر مكعب بإجمالي 500 فدان التي كانت مخصصة لشركة "أوراسكوم تيلكوم" بالفيوم.

تعود تفاصيل الأزمة عندما وقع محافظ الفيوم في 9/7/2007 عقدا مع شركة "أوراسكوم تيلكوم" التي يملكها ساويرس ينص على تخصيص مساحة 87 ألف و500 متر مكعب بإجمالي 500 فدان بزمام محافظة الفيوم، لإنشاء مساكن للشباب ضمن البرنامج الانتخابي للرئيس مبارك، على أن تبدأ الشركة أعمالها ببناء 5000 وحدة سكنية من الإسكان التعاوني للشباب وتنتهي في 9/7/2010.

وتمت عملية البيع بأسعار زهيدة، حيث نص العقد علي أن سعر البيع للمتر الواحد لشركة "أوراسكوم تيلكوم" ثمانية جنيهات فقط، على أن تلتزم الشركة ببيعه للمواطنين بعد التشطيب وبعد توصيل جميع المرافق للوحدات السكنية بمبلغ 358 جنيها فقط ليصبح سعر الوحدة السكنية مساحة 70 مترا 26950 جنيها.


كما نص العقد على أن تبدأ المرحلة الأولى بتسليم الشركة مساحة 150 فدانا بزمام منشأة عبد المجيد بمركز إطسا بالفيوم لإنشاء أول مدينة تعاونية سكنية للشباب عليها، إلا أن الشركات لم تلتزم ببنود العقد وقامت ببناء وحدات سكنية فاخرة جدًا وعلى الطراز القبطي تعلوها القباب والصلبان، مثيرة ردود فعل غاضبة بين المواطنين وحالة من الاحتقان الطائفي بقرية الوابور الجديدة التي يقام فيها المشروع، خاصة أن القرية ينتشر بها عدد من الجماعات الدينية الإسلامية والمسيحية المتشددة.


وعلى خلاف العقد المبرم مع محافظ القيوم، قامت الشركة برفع أسعار بيع الوحدات السكنية بشكل مبالغ فيه جدا، حيث حددت سعر بيع المتر الواحد بمبلغ 3000 جنيه، رغم أن سعره بعد التشطيب وتوصيل المرافق هو 358 جنيها فقط، كما ينص الاتفاق المبرم، وبالتالي فإن شركة "أوراسكوم تيلكوم" سوف تحقق من وراء هذه الصفقة مكاسب قد تصل إلى مبلغ 262 مليون جنيه بالمخالفة للقانون.


وكان لافتًا للانتباه، أن المسيحيين يشكلون الغالبية العظمى من المتقدمين لشراء الوحدات السكنية بالمشروع الذي اقتصر العمل فيه على الأقباط، مستغلين تقديم الكنيسة الدعم المادي لهم لشراء هذه الوحدات السكنية، والذي يتجاوز 50 % من قيمتها، حسبما علمت "المصريون" من جهات رقابية وشعبية وتنفيذية ولجان تقصي الحقائق بالمحافظة.


في مقابل ذلك، رفضت الشركة طلبات الشراء لمواطنين مسلمين ، بحجة أنهم كبار السن، رغم أن العقد لم يحدد سن معين للشراء، الأمر الذي عزز من الشائعات التي تؤكد أن المدينة التي ستقام على مساحة 87 ألف و500 متر مكعب بإجمالي 500 ستكون أشبه بولاية نصرانية داخل محافظة الفيوم.


وعلى إثر ذلك، تقدم عشرات المواطنين بالعديد من الشكاوى للجهات الرقابية، وعقد المجلس الشعبي المحلي لمحافظة الفيوم جلسة عاصفة برئاسة أحمد صبري البكباشي وبحضور الدكتور جلال مصطفي سعيد محافظ الفيوم وإبراهيم عبد الفتاح المليجي رئيس المجلس المحلي بمركز إطسا وانتهت بقرار المحافظ تشكيل لجنة عليا لفحص مخالفات شركة "أوراسكوم تيلكوم" تمهيدا لفسخ العقد معها.


وفي 31/5/2010، عقد اللواء إبراهيم عبد الباري السكرتير العام لمحافظة الفيوم اجتماعا مع اللجنة العليا التي ضمت كلا من جلال فوزي مراد وكيل الوزارة رئيس مركز ومدينة إطسا والمهندسة عنايات طاهر مدير عام أملاك الدولة بالفيوم و سليمان شاكر مدير عام الشئون القانونية بالمحافظة والمهندسة سوزان جاد مدير مديرية الإسكان بالفيوم و أحمد شوقي مدير مكتب السكرتير العام.


وبعد فحص التقارير الواردة من كافة الجهات الرقابية والإدارية، خلصت اللجنة إلى أن "أوراسكوم تيلكوم" خالفت كافة بنود العقد المبرم بينها وبين المحافظة، كما أنها لم تف بالتزاماتها ولم تنفذ من عقد الاتفاق سوى 5 % فقط من حجم الوحدات السكنية المتفق علي تنفيذها، وهي 5000 وحدة سكنية بينما لم تنفذ الشركة منها سوى 58 وحدة سكنية فقط رغم انتهاء المدة القانونية للعقد في 9/7/2010.

وبناء عليه تقرر إلغاء العقد مع شركة "أوراسكوم تيلكوم" بالفيوم ومطالبتها بقيمة ما يخصها في المرافق التي تم تنفيذها بالفعل.


http://www.tanseerel.com/main/articl...rticle_no=9237


اللهم عليك بكل من اراد بأهل طاعتك و اوليائك سوءا يا جبار السموات و الارض