القدس ليست أورشليم

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

لمسات بيانية الجديد 10 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | الرد على مقطع خالد بلكين : الوحي المكتوم المنهج و النظرية ج 29 (اشاعة حول النبي محمد) » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | قالوا : ماذا لو صافحت المرأة الرجل ؟ » آخر مشاركة: مريم امة الله | == == | () الزوجة الصالحة كنز الرجل () » آخر مشاركة: مريم امة الله | == == | مغني راب أميركي يعتنق الإسلام بكاليفورنيا » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الإعجاز في القول بطلوع الشمس من مغربها » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الكاردينال روبيرت سارا يغبط المسلمين على إلتزامهم بأوقات الصلوات » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | لمسات بيانية الجديد 8 لسور القرآن الكريم كتاب الكتروني رائع » آخر مشاركة: عادل محمد | == == | الرد على شبهة زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة رضي الله عنهما بعمر السادسة و دخوله عليها في التاسعة » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | المصلوب بذرة ( الله ) ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

القدس ليست أورشليم

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: القدس ليست أورشليم

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    1,559
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    22-12-2021
    على الساعة
    12:21 AM

    افتراضي القدس ليست أورشليم



    القدس ليست أورشليم
    مساهمة في تصحيح تاريخ فلسطين
    لم تذكر التوراة اسم فلسطين أو الفلسطينيين ولم تأتِ على ذكر القدس بأي صورة من الصور
    التوراة اليهودية تتحدث عن «قدس» أخرى عرفها شعب بني إسرائيل لا علاقة لها بالقدس العربية
    التوراة تروي أحداثاً لا علاقة لها بالتاريخ الفلسطيني



    بقلم: جهاد فاضل

    ..منذ أصدر المؤرخ اللبناني الدكتور كمال الصليبي كتابه «التوراة جاءت من جزيرة العرب» ثم كتابه الآخر «البحث عن يسوع»، شهد عالم البحث والنشر العربي صدور عدة كتب تنحو هذا المنحى، أي تحاول من جهة مراجعة التوراة وجغرافيتها وتاريخيتها، كما تحاول من جهة أخرى رسم صورة مختلفة لشخصية المسيح كما هي في الأناجيل.

    ويندرج هذا الكتاب الذي نعرض له اليوم، والصادر حديثاً عن دار رياض الريس في بيروت، في باب هذه الكتب البحثية في تاريخ المنطقة القديم.

    «القدس ليست أورشليم/ مساهمة في تصحيح تاريخ فلسطين» هو عنوان الكتاب الجديد لفاضل الربيعي.

    وقبل ذلك صدر للمؤلف أكثر من كتاب له صلة بموضوع كتابه الحالي منها «فلسطين المتخيلة: أرض التوراة في اليمن القديم» في مجلدين.

    كما أن له كتاباً آخر عن «المسيح العربي» المختلف في صورته عن صورة المسيح في الأناجيل.

    يبدأ فاضل الربيعي كتابه الجديد بطرح الأسئلة التالية:
    «هل القدس التي يُزعم أن اسمها ورد في التوراة، هي ذاتها المدينة التي ذكرها كتاب اليهودية المقدس باسم «أورشليم» وأن الاسمين معاً يدلان على مكان واحد بعينه، كما تقول الرواية الإسرائيلية المعاصرة؟

    وهل القدس العربية هي ذاتها «قدش- قدس» التي سجلتها التوراة بهذه الصيغة؟

    ثم هل ذكرت التوراة حقاً، بأي صيغة من الصيغ المفترضة اسم «القدس» بألف ولام التعريف العربية؟

    وهل يتطابق وصف التوراة لها مع وصف أورشليم، بحيث يجوز لنا مطابقة المكانين وعدهما مكاناً واحداً؟».

    ما يريد الباحث إثارته في كتابه هو الآتي: إن التوراة لم تذكر اسم فلسطين أو الفلسطينيين قط، وإنها لم تأت على ذكر «القدس» بأي صورة من الصور.

    وكل ما يقال عن أن المكان الوارد ذكره في التوراة باسم «قدش- قدس» قصد به المدينة العربية، أمر يتنافى مع الحقيقة التاريخية والتوصيف الجغرافي، ولا صلة له بالعلم لا من قريب ولا من بعيد.

    كما أن التوراة لا تقول البتة إن قدس التي وصلها بنو إسرئيل بعد رحلة التيه هي أورشليم. «لقد حامت الشبهات، بالنسبة لي، حول هذه البدهية الشائعة في المؤلفات التاريخية والسياسية في العالم كله، منذ أن قمتُ، وطوال سنوات من العمل الشاق، بإعادة تركيب الرواية التوراتية عن التاريخ الفلسطيني وبنائها استناداً إلى النص العبري، حيث تكشفت أمامي حقائق مذهلة غيبها المخيال الزائف لأسطورة أرض الميعاد اليهودي.

    والمدهش أن هذا الكشف، وهو تطوير لنظريتي التي عرضتها في كتابي السابق «فلسطين المتخيلة: أرض التوراة في اليمن القديم»، قد لا يكون صادماً لوجدان اليهود المتعصبين والتوراتيين والاستشراقيين وحسب، بل ربما يكون صادماً أيضاً للوجدان الفلسطيني والعربي والإسلامي على حد سواء، مادامت الفكرة الرائجة التي تقول إن اسم القدس ورد في التوراة، هي فكرة مغرية وجذابة في الثقافة الروحية، يصعب المس بها أو تعديلها لتتوافق مع التاريخ المتحقق، وذلك نظراً لارتباطها بالجانب العاطفي لا التاريخي من مسألة قدسية المدينة القديمة وقدمها.

    ويمكن للمرء أن يخمن بسهولة مقدار الصعوبة في مراجعة هذا النوع من الصور والأفكار الأثيرة. بيد أن الحقيقة التاريخية عن قدم القدس «وقدسيتها»، المؤكدة بالنسبة للمسلمين والمسيحيين كافة، هي أنهما أمران مسلم بهما ولا يستوجبان بأي شكل من الأشكال، الاستعانة بالتوراة، أو بما يُزعم أنه نصوص توراتية ورد فيها ذكر القدس من أجل التأكيد على هذا الجانب.

    بل على العكس من ذلك، ربما تكون الاستعانة بالتوراة ضرورية فقط من أجل البرهنة على أن الكتاب المقدس لليهودية يتحدث عن «قدس» أخرى عرفها شعب بني إسرائيل، لا علاقة لها بالقدس العربية».

    على هذا النحو يمضي الباحث في بحثه، فيرى أن الرواية الإسرائيلية المعاصرة القائلة بأن فلسطين هي أرض الميعاد اليهودي، وأن مملكة إسرائيل القديمة التي أقام فيها شعب إسرائيل، تقع في فلسطين التاريخية، لا تقوم إلا على أساس واهٍ من المماثلة الشكلية والتعسفية والباطلة بين الأرض التي وصفتها التوراة في النص العبري، وأرض فلسطين التاريخية.

    لقد تأسست طبقاً لهذا الزعيم غير التاريخي فكرة زائفة أخرى موازية تطابق بين القدس العربية الإسلامية وبين أورشليم الوارد ذكرها في التوراة.

    وبذلك تكون الرواية الإسرائيلية المعاصرة عن التماثل في أسماء الأماكن قد تأسست في الأصل على أرضية مطابقة ماكرة ومخادعة لا مثيل لها بين «أورشليم» و«القدس» حين اعتبرتهما المكان نفسه الذي وصفته التوراة.

    ويضيف الباحث إن النص التوراتي يميز بدقة متناهية بين مكانين منفصلين لا صلة بينهما يُدعى أحدهما «قدش» فيما يُدعى الآخر «أورشليم»، وهما مكانان لا رابط بينهما على مستوى الجغرافيا أو على مستوى الثقافة الدينية.

    أما الاسم الآخر أورشليم فاسم لمدينة من المدن يتكرر حضورها في نصوص مختلفة من التوراة من دون أي رابط جغرافي مع الجبل. وبكلام آخر، فإن التوراة تُطلق على مكان بعينه اسم أورشليم ولا تقول عنه أبداً، ولا بأي شكل من الأشكال، إن المقصود منه القدس أو «قدش».

    وهذا يعني أن شعب بني إسرائيل القديم، وهو من الشعوب والقبائل العربية البائدة، وطبقاً للرواية التوراتية، عرف مدينة باسم «أورشليم» كما عرف مكاناً آخر باسم قدش/ قدس.

    وإلى هذا كله، فسوف يكون أمراً مدهشاً عندما تخبرنا التوراة عن وجود ثلاثة أماكن، كل منها لا يشبه الآخر، عرفها شعب بني إسرائيل باسم قدش/ قدس، وليس مكاناً واحداً.

    على أن المثير أن كل «موضع» من هذه الأماكن الثلاثة، هو جبل بعينه له جغرافيته الخاصة به. وبالطبع لا توجد في جغرافية فلسطين التاريخية مثل هذه الأماكن.

    إن الفضاء الجغرافي الوحيد الذي ضم في الماضي البعيد ثلاثة أماكن لها الاسم نفسه، هو الأرض الممتدة من وادي الرمة حتى جنوب مدينة تعز اليمنية.

    وذلك ما يفسر لنا مغزى وجود أسماء مدن يمنية وأسماء قبائل وشعوب عربية بائدة في قصص التوراة، مثل عدن وحضرموت ووادي الرمة.

    ولعل وصف التوراة الدقيق لجبل قدش/ قدس من النوع الذي لا يقبل أي تأويل مغاير، لأنه وصف واضح لجبل وليس لمدينة.

    وهو يشير في آن واحد إلى جبل بعينه وإلى موضعين آخرين، لا يُدعى أي منهما «أورشليم».

    وهذا ما لا ينطبق على وصف القدس العربية لا من قريب ولا من بعيد. ولأن النص يتحدث عن جبل شامخ وليس عن مدينة، فإن من غير المنطقي مطابقة القدس العربية التاريخية بقدش/ قدس الوارد ذكرها في التوراة.

    كما أن القدس العربية ليست جبلاً ولا تقع في جبل. وهي بكل يقين ليست فوق جبل. وفضلاً عن هذا كله، فلا وجود في جوارها القريب أو البعيد لجبل بهذا الاسم يمكن أن يُنسب إليها وتعرف به.

    ويرى الباحث أنه لا يوجد في طول فلسطين وعرضها جبل يُدعى جبل صهيون الذي تتحدث عنه التوراة.

    فالجغرافيون العرب ومعهم جغرافيو اليونان الذين وصفوا بلاد الشام في حقب وفترات مختلفة من التاريخ لم يذكروا قط اسم جبل في جنوب سوريا يُدعى جبل صهيون، كما لم يذكروا أي شيء عن بلاد تُدعى «اليهودية» قامت في أي وقت فوق أرض فلسطين.

    ويستعين الباحث بكتاب الهمداني «صفة جزيرة العرب» ليُثبت أن جبل صهيون يقع في اليمن القديم. فهو يصل سلسلة جبال السر بنجران في سرو حِمْير إلى الشرق من صنعاء.

    إن التطابق المذهل بين النصوص التي سجلها الهمداني لجغرافية اليمن ونصوص التوراة بلغتها الأصلية يقطع بحقيقة أن التوراة تروي أحداثاً لا علاقة لها بالتاريخ الفلسطيني، كما تروي وتصف أماكن لا صلة بينها وبين جغرافية فلسطين.
    إن التوراة، برأي الباحث، هي كتاب إخباري ديني من كتب يهود اليمن، لا صلة له بتاريخ وجغرافية فلسطين.

    «وأستطيع أن أؤكد اليوم بالدليل القاطع أن التوراة لم تأت على ذكر فلسطين أو الفلسطينيين أو مدينة القدس، وأن كل ما يُزعم عن ذلك، يدخل في نطاق الدور الذي لعبه المخيال الاستشراقي الاستعماري في الترويج لأسطورة أرض الميعاد اليهودي».

    ويروي الباحث حكاية جبل صهيون الذي يقع في اليمن القديمة لا في فلسطين، على النحو التالي:

    عندما صعد الملك اليمني اليهودي يوسف بن زرعة بن حِمْيَر الأصغر، المعروف عند المؤرخين العرب باسم ذي نواس الحميري في العام ٥٢٤م إلى عرش اليمن، إثر مكيدة انقلاب قصر انتزع بواسطتها السلطة من أيدي الأسرة السبئية، أعلن على الفور عن عودة اليهودية إلى اليمن كله ديناً رسمياً داعياً اليمنيين جميعاً للعودة إلى دين آبائهم وأجدادهم. هذه الواقعة يتوافق عليها كل المؤرخين العرب الكلاسيكيين.

    إثر ذلك قرر الملك اليمني اليهودي الزحف على نجران التي كانت المسيحية الوليدة فيها آنئذ تتطور بسرعة مذهلة حيث تنتشر وتقام على أرضها الكنائس الكبرى. ويبدو أن لانتشار المسيحية الشرقية على المذهبين النسطوري والمونوفيزي في نجران صلة حميمة بتصاعد المشاعر المعادية لها في اليمن. كما أن لهذا الانتشار صلة موازية بيقظة مشاعر اليمنيين للعودة إلى اليهودية. وبذلك نشأ في هذا الوقت، وقبل ظهور الإسلام بأكثر من نصف قرن على الأقل، وضع ديني وسياسي معقد ساهم في تفاقم التوتر الديني بين العاصمتين اليمنية والنجرانية. وفي هذا الوقت، وحين كان الملك اليمني المتهود يستعد للزحف نحو العاصمة المسيحية في الجنوب الغربي من جزيرة العرب، كان الأعشى الهمداني، اليمني النصراني المتعاطف مع أساقفة نجران، يسافر على عجل ويلتقي أساقفتها من بني كعب ، محذراً من حرب يُعد لها يهود اليمن. وفي هذا اللقاء قال الأعشى قصيدته الشهيرة التي حذر فيها عبدالمسيح بن الديان أسقف نجران وشقيقه ومساعده وراعي كنيسته يزيد قائلاً:

    أيا سيدي نجران لا أوصينّكما
    بنجران خيراً فيما نابها واعتراكما
    فإن تفعلا خيراً وترتديا به
    فإنكما أهل لذاك كلاكما
    وإن تكفيا نجران أمر عظيمة
    فقبلكما ما سادها أبواكما
    وإن أجلبت صهيون يوماً عليكما
    فإن رحى الحرب الدكوك رحاكما

    وفي نطاق هذه الحرب وقع الحادث التاريخي الذي سجله القرآن الكريم في آية الأخدود من سورة البروج. قال تعالى: «قتل أصحاب الأخدود. النار ذات الوقود.إذ هم عليها قعود». وهي الآية التي سجلت لحظة الاضطهاد اليهودي لنصارى نجران، حيث رُمي ما يزيد على ١٦ ألف نصراني في أخدود من نار، فكانت محرقة عظيمة لم يعرفها التاريخ من قبل. وقد اهتز وجدان العرب في الجزيرة والبادية وهم يتلقون أنباء الاضطهاد الذي تعرض له نصارى نجران، ورأوا فيه نذر حرب دينية مخيفة.

    لذلك فإن رواة الأخبار القدامى ممن رووا القصة- والتي سجلتها وثائق الكنيسة بدقة، كانوا يعرفون جغرافية الحدث التاريخي، ويعرفون جيداً جبل صهيون الذي هبط منه جنود الملك اليهودي ذي نواس الحميري، ليتجهوا منه مباشرة نحو نجران.

    «فمن غير المنطقي افتراض أن جبل صهيون كان في هذا الوقت من التاريخ ضمن جغرافية فلسطين، وأنها هي التي هاجمت نجران وأحرقت النصارى. فالتاريخ لا يعرف واقعة من هذا النوع، والأدق والأقرب إلى الحقيقة التاريخية والمنطق، أن اليمن اليهودية هي التي هاجمت نجران. وهذا نزاع قديم سجلته التوراة في مواضع كثيرة» على حد ما يقوله الباحث.

    وتحت عنوان صورة الفلسطيني في التوراة يعقد الباحث فصلاً يتحدث فيه عن مواقع جغرافية لا تعرفها فلسطين مثل جبل سلمى وجبل لبنان. في التوراة أن بني إسرائيل اصطدموا بجماعة تُدعى «الفلستيين» نسبة إلى مكان بعينه يُدعى «فلس»، وأن هؤلاء خاضوا أولى معاركهم وتمكنوا من الاستيلاء على تابوت العهد في موضع آخر بعينه يُدعى «أوبن العيزار»، وفي الترجمة العربية «أبان» والصحيح «أوبن» كما هو واضح من التهجئة بالعبرية. وفي الواقع لا وجود للفلس أو أوبن أو أبان إلى جوار بعضها البعض في فلسطين التاريخية مهما فتشنا، بينما نعلم من الهمداني في كتابه «صفة جزيرة العرب»، والشعر الجاهلي كذلك، أن جبل أبان من أشهر جبال العرب وأقدمها، وهو جبل يقع على مقربة مباشرة من أشهر بيوت العبادة الوثنية عند القبائل العربية «بيت الفلس»، وكان موضعاً جبلياً يتبع قبيلة طيء اليمنية غير بعيد عن جبلي سلمى ولبنان. كما نعلم من الشعر الجاهلي أنه كان مسرحاً لمعارك القبائل.

    يحدد بيت للبحتري جبل أبان هذا تحديداً دقيقاً للغاية:

    ولما غربت أعراف سلمى
    لهن وشرقت قنن القنان
    وخلفنا أياسر واردات
    جنوحاً والأيامن من أبان

    ومن الواضع أن جبل سلمى، وجبل لبنان كذلك، هي مرتفعات على مقربة من جبل أبان، إذ يمكن للسائر أن يصل إلى الشمال من موضع واردات، قبل أن يتجه إلى الجنوب ويصبح في قلب وادي الرمة.

    يقول الباحث إن مثل هذا الفضاء الجغرافي لا وجود له في فلسطين. فليس ثمة سلمى يمكن بلوغها إذا ما سرنا في الشمال الفلسطيني من موضع واردات، ثم حين ننعطف إلى الجنوب باتجاه أبان.. ولعل تحديداً جغرافياً من هذا الطراز يتلاءم وينسجم بصورة مدهشة مع الإطار التاريخي للمعارك التي دارت بين القبائل العربية الوثنية واليهودية في طفولتها البعيدة، والتي تُعرف في كتب التراث بـ«أيام العرب»، وهي وقائعهم وحروبهم وغزواتهم. ففي هذا المكان تتزاحم القبائل بالمناكب بسبب سلسلة من التوترات والتفجرات الدينية والاجتماعية. فضلاً عن ذلك، ترك لنا أبو تمام أبياتاً من الشعر عن هذه الحروب الشرسة التي دارت في المكان نفسه الذي تتحدث عنه نصوص التوراة. وهذا أمر مثير وجدير باهتمام مؤرخي الأدب العربي القديم. والأبيات التالية محض استطراد في ذكريات العرب التي ظلت تلازمهم عن المعارك في سفح أبان:

    وأخافكم كي تغمدوا أسيافكم
    إن الدم المغتر يحرسه الدمُ
    ولقد جهدتم أن تزيلوا عزه
    فإذا أبان قد رسا ويلملم!

    ترسم هذه المقتطفات الشعرية صورة مماثلة للصورة التوراتية عن معارك طاحنة بين القبائل، لا يوجد ما يماثلها في فلسطين القديمة. أما معبد الإله «فلس» فهو إلى جوار لبنان وسلمى التي تُعد من جبال طيء. ولذا فإن المعارك التي دارت عند سفوح أبان بين بني إسرائيل والفلستيين لم تنشب في فلسطين، بل دارت في هذا الفضاء الجغرافي الذي كان موطن قبائل وثنية كانت على موعد مع فجر ديانة عربية توحيدية هي الإسلام.

    وبالتالي فإن الفلسطينيين لم يكونوا طرفاً فيها، والزج باسمهم في «قلب تاريخ زائف» من تلفيق مخيلة أوروبية، لا غرض له سوى إخراجهم من التاريخ الحقيقي بعد زحزحتهم من الجغرافيا، وذلك عبر تصويرهم كأحفاد لجماعات مهزومة أمام بني إسرائيل ليس في العام ١٩٤٨ للميلاد، وإنما في العام ٩٤٨ قبل المسيح!



    جريدة الراية - السبت 31/7/2010 م

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    388
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    27-02-2011
    على الساعة
    10:57 AM

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا ونفع بكم الاسلام والمسلمين
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    المشاركات
    160
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    23-09-2011
    على الساعة
    10:58 PM

    افتراضي


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2012
    المشاركات
    5
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    26-11-2018
    على الساعة
    03:41 PM

    افتراضي

    جزاكم الله خيراً على الطرح المميز

القدس ليست أورشليم

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مُعجزة ضوء أورشليم (القدس) "المُقدس"
    بواسطة عبد الله القبطى في المنتدى من ثمارهم تعرفونهم
    مشاركات: 32
    آخر مشاركة: 17-11-2018, 04:44 AM
  2. اذهبوا وعمدوهم باسم الآب والإبن والروح القدس ... محرفة ليست من الإنجيل
    بواسطة Blackhorse في المنتدى حقائق حول الكتاب المقدس
    مشاركات: 77
    آخر مشاركة: 18-07-2006, 04:20 PM
  3. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 20-02-2006, 12:22 AM
  4. خــراب أورشليم وهيكلــها
    بواسطة ali9 في المنتدى منتدى نصرانيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-12-2005, 03:47 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

القدس ليست أورشليم

القدس ليست أورشليم