عبد العزيز براون لـ «الشرق الأوسط»: دعائي المفضل «رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا»

نطقت بالشهادة على العشاء في غرفة صديقي المسلم بالجامعة


عبد العزيز براون («الشرق الأوسط»)

* يعتنق العديد من الجاليات غير المسلمة الموجودة في بريطانيا الإسلام بعد قناعة تامة بسماحة هذا الدين وطيبة أهله وتعاضدهم وتواصلهم، لذلك حرصنا من خلال هذا الاستطلاع على أن نتعرف على آراء وانطباعات الضيوف الجدد عن الإسلام وسر قناعتهم بهذا الدين بعد اطلاعهم عليه، فالشاب الإنجليزي عبد العزيز براون تزوج منذ أيام قليلة من فتاة مغربية محجبة بعد أن تعرف وتذوق طعم الدين الحنيف، ويقول عن قناعة إن الإسلام هو أعظم نعمة منّ الله بها على عباده ولو نزعت كل النعم من المسلم وبقيت نعمة الإسلام لكفى بها نعمة.

فالإسلام هو النور الذي يضيء لنا الطريق في السير إلى الله وهو الحياة للإنسان وبدونه فلا قيمة للحياة بل يكون الإنسان ميتا، وصدق الله العظيم في كتابه الكريم «أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ». ويضيف: أبدأ يومي بالدعاء «رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا» وجاء معه الحوار معه على النحو التالي:

* ما هي تجربتك الأولى مع الإسلام والمسلمين؟ ومتى فكرت في التحول إلى الإسلام؟

- كان يوجد طالب مسلم أو طالبان داخل المدرسة التي كنت فيها خلال المرحلة الثانوية، ولكني لم أكن أعرف على الحقيقة أي شيء عن الإسلام حينها. ولأول مرة أصبحت مهتما بالإسلام عندما كان لدي عدد أكبر من الأصدقاء المسلمين خلال المرحلة الجامعية.

* ما أكثر ما جذبك إلى الدين الإسلامي؟

- مزيج يجمع بين البساطة والشمولية، فالمبادئ الأساسية بسيطة، ولكن لها آثار رائعة وثرية في مختلف أنحاء الحياة. وبصورة مبدئية، جذبني مفهوم العدالة في الإسلام وتأكيد الإسلام على العدالة الاجتماعية. وعندما ذهبت إلى المسجد الرئيسي داخل لندن وشاهدت أناسا من مختلف الأعراق والثقافات يصلون سويا من دون تمييز في تواضع كان لذلك أثر كبير في نفسي.

* هل هناك من أثر على قرارك في التحول إلى الإسلام، أو هل هناك شخص شجعك على ذلك؟

- أصدقائي في الجامعة.

* هل قرأت أي أدبيات عن الإسلام؟ وما هي؟

- قرأت ترجمة لمعاني القرآن الكريم، وبعض الكتب البسيطة التي تعرّف بالإسلام. وتأثرت أيضا قبل أن أتحول إلى الإسلام بكتاب موريس بوكاي عن العلوم والقرآن، لأنني مثل معظم الناس في الغرب تربيت على افتراض أن كل شيء يجب أن يقيّم في مقابل العلوم. وفي الوقت الحالي، ما زلت أرى أن هذا العمل مثير ومهم، ولكن تغيرت نظرتي بصورة عامة وأصبحت متشككا بدرجة أكبر في الافتراضات والقيم التي تربيت عليها، لا سيما فيما يتعلق بالطبيعة ودور المعرفة العلمية.

* كيف كانت أفكارك عن المسلمين والإسلام قبل أن تتحول إلى الإسلام؟

- في الواقع، لم أكن أعرف سوى عدد قليل من المسلمين، وكانوا من أصدقائي، ولكن كان لي انطباع إيجابي من خلالهم.

* هل يمكن أن تصف اليوم الذي أصبحت فيه مسلما؟ هل تذكر اليوم والتوقيت؟

- في أحد الأيام كنت أتناول العشاء مع صديق من جمعية الطلاب الإسلامية، وكان صديقي هذا قد اعتاد الإجابة عن أسئلتي عن الإسلام. وبعد ذلك قال «هل يوجد شيء لا تقبل مما عرفته عن الإسلام؟» وكانت إجابتي بالنفي. ولذا نطقت الشهادة هناك داخل غرفته. وترددت للحظة لأنني فكرت «أنت ما زلت صغيرا، وسيكون عليك أن تتوقف عن شرب الخمر، والذهاب إلى الحفلات، انتظر حتى تنتهي المرحلة الجامعية». ولكن حينها أدركت أنه على ضوء اعتقادي أن ذلك شيء صحيح فعليّ التصرف وفق تعاليم الإسلام، ولم أشعر بالأسف مطلقا لذلك، والحمد لله على نعمة الدين الحنيف. وعلى النقيض، لا يمكن أن أتخيل حياتي بعيدا عن الإسلام.

* ما كان رد الفعل بصورة عامة من جانب عائلتك وأصدقائك بعد تحولك إلى الإسلام؟ هل كانوا يدعمونك أم لا؟

- بصورة عامة كانوا يدعمونني، على الرغم من أنهم فوجئوا بذلك، ولم يمكنهم فهم السبب الذي يدفعني إلى اختيار نمط حياة يعتقد معظم الناس أنه رجعي. وبمرور الوقت، حاولت أن أوضح كيف أن الإسلام يناسب الحياة المعاصرة، وأعتقد أن بعضهم يتفهم الأمر بصورة أفضل في الوقت الحالي.

* كإنجليزي تحول إلى الإسلام، هل شعرت أنك تعرضت لأي نوع من التمييز من جانب مسلمين آخرين أو من غير مسلمين؟

- لا. يعرف الجميع أن المجموعات العرقية المختلفة تكون مرتبطة ببعضها بعضا في بعض الأحيان، ولا سيما المجتمعات المهاجرة، ولذا ربما لا يختلط العرب كثيرا بالباكستانيين. ولكن يسعد الجميع عادة لمقابلة شخص تحول إلى الإسلام ويحتاج إلى المساعدة. وفي بعض الأحيان، يحاولون تقديم يد العون بصورة خاطئة، ولكن نواياهم طيبة.

* منذ أن أصبحت مسلما، كيف تنظر إلى الأمة الإسلامية بصورة عامة؟

- تعاني الأمة الكثير من المشاكل، وأعتقد أن الكثير من هذه المشاكل لها علاقة بالأمة الإسلامية نفسها أكثر من ارتباطها بالهجمات التي تأتي من الخارج، على الرغم من أن هذه الهجمات تحدث بالفعل. ولرحمة الله بنا، لا يزال هناك الكثير من الخير بين المسلمين، ولكني أعتقد أننا كمسلمين لدينا أزمة روحية عميقة. ويحظى هذا الأمر بأهمية كبيرة، أكثر من القوة الاقتصادية والعسكرية والأسلحة النووية أو أي شيء مادي آخر.

* ما هي أكثر آية في القرآن جذبتك إلى الإسلام؟ هل توجد أية معينة قريبة من قلبك؟

- الآيات من 33 حتى 35 بسورة يس. منذ أن تعلمت قراءة يس باللغة العربية شعرت بأهمية هذه الآيات كثيرا، فهي تذكرنا بعدم التعامل مع الأشياء الأساسية، مثل الطعام، باستخفاف، وعلينا التفكير في إبداع الله كلما نراها.

* ما هي النصيحة التي توجهها إلى جيل الشباب من المسلمين داخل المملكة المتحدة؟

- لا تسمحوا للغضب بأن يسيطر على مجتمعنا، حيث يسيطر علينا الغضب من الآخرين لوقت طويل: الغضب من المسلمين الآخرين ومن غير المسلمين. وقد حذرنا النبي محمد عليه السلام من الغضب. وعلينا قضاء وقت أطول في النظر إلى أنفسنا وفي تحسين وضعنا.




الشرق الأوسط - الثلاثـاء 15 شعبـان 1431 هـ 27 يوليو 2010 العدد 11564