مدينة صينية لإنجاز قطار المشاعر
صينيون من عمال قطار المشاعر يرفهون عن أنفسهم بممارسة لعبة رفع أكياس الأسمنت في مكة المكرمة
هاني اللحياني ـ مكة المكرمة
فتح مشروع قطار المشاعر المقدسة الباب لوجود أكبر تجمع صيني في تاريخ المملكة، وتحولت المنطقة المحاذية لحرم عرفات خارج حدود الحرم في مكة المكرمة إلى ما يشبه المدينة الصينية، بوجود نحو ثمانية آلاف عامل يتناوبون على العمل لتنفيذ مشروع القطار، في حين يتوقع وصول نحو ستة آلاف عامل خلال الأسابيع القليلة المقبلة. ويمكن لزائر هذا الموقع التعرف على طبيعة وعادات الشعب الصيني ذي المليار و300 مليون نسمة، في الوقت الذي يمارس فيه العمال فيه حياتهم بشكل طبيعي متوزعين على طرفي طريق الطائف الهدا السريع في معسكرات تضم مطاعم ومكاتب ومساكن منها ما هو مخصص للمسلمين وغير المسلمين. ويعشق الصينيون أكل الموز والتفاح والمكرونة، وتعد مطاعمهم الأكلات الصينية الخاصة التي عادة لا تخرج عن الخضار المسلوقة والشربة والأسماك، ويعملون في هذا المكان أكثر من 14 ساعة يوميا، وبعد العمل يزاولون طقوسهم وهواياتهم ويتنافسون في المسابقات، منها مسابقة حمل أكياس الاسمنت لإظهار القوة وسط ذهول العمالة العربية التي تشاركهم العمل في ذات المشروع.
وتطلبت طبيعة العمل لإنجاز قطار المشاعر تدخل أعداد هائلة من العمالة العربية من اليمن والسودان والصومال، الأمر الذي كون علاقات وصداقات لغتها الوحيدة «الإشارة». ويؤكد أحمد صالح وهو سائق آلية ثقيلة أن صعوبة اللغة الصينية حال دون تعلمها، «لا نعرف سوى كلمة واحدة أصبحت متداولة فيما بيننا وهي كلمة «نيهاو» وهي تحية الصينين».
وخرج العمال العرب الذين يشاركون الصينيين في هذا المشروع بتصور عن ملامح الشخصية الصينية التي تميزها الدقة في المواعيد والقوة في أداء العمل، في حين أن الصينيين يستغربون التناول الجماعي للعمالة العربية لوجبة الفول، فالعامل الصيني لا يمكن أن يتناول الطعام جماعيا فلكل عامل طبق خاص.
ولعل من أهم الصعوبات التي تواجه العمالة الصينية أثناء تنفيذ مشروع قطار المشاعر ارتفاع درجة الحرارة هذه الأيام والتي تصل في عرفات إلى 44 درجة الأمر الذي حمل الشركة إلى توزيع حافظات صغيرة للمياه لكل عامل.
تواجد الصينيون على أرض المشاعر نتج عنه ارتفاع أعداد العمالة التي دخلت في الإسلام إذ وصل عدد المسلمين بينهم إلى 1500 عامل في حين يبذل متطوعون جهودا كبيرة لجذب البقية من خلال برامج ترويحية وترفيهية، لكن قلة الدعم يقف حجر عثرة أمام ذلك ولا يوجد سوى ثلاثة دعاة ومترجمين أمام أكثر من ثمانية آلاف عامل صيني، كما أن ترجمة 10 كتب دعوية باللغة الصينية تعتبر من العوائق التي تواجه الدعاة هناك.
صحيفة عكاظ - الأربعاء 9 / 8 / 1431 هـ - العدد 16034
المفضلات