متى نكون واقعيين مع الله
الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر
والصلاة والسلام على خير البشر
سيدنا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين
اما بعد
الواقع اننا معشر المسلمين لسنا واقعيين مع الله
تبارك وتعالى ولا مع دينه ولا مع كتابهولا مع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم
ولكننا واقعيين مع عادات ورثنا ها من اسلافنا
وتقاليد احاطت بنا فى مجتمعاتنا
وهذه العادات وتلك التقاليد هى التى سيطرت
على عقولنا واستولت على كل مرافق حياتنا
حتى اننا نحاول إخضاع ديننا لها
بل لقد بلغ بنا الهوان بعقيدتنا ان اتخذنا الهوى الها نعبده وإن لم تصرح بذلك أقوالنا ولكن اعمالنا ناطقة بذلك فما ارادته اهواء نا نفعله
وما إ ستغنى على نفوسنا نتركه رغم اننا كثير ما نقرا او نسمع قول الله تعالى فى سورة الاحزاب (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم) إن مظاهر عبوديتنا لله ليست هى العبوديه الصادقه التى يجب ان تكون الصله بين العابد والمعبود ولابد من(الرب )و (المربوب)
ذلك لان العبوديه الحقيقيه يجب ان تقوم على ركيزتين قويتين المحبه الكامله والطاعه الشامله فلا عبوديه بغير محبه ولا محبه بغير طاعه ويوم ان قال الله تعالى فى سورة الذاريات
(وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون )
لم يكن يقصد بهذا مجرد الصلاه والزكاه والصيام والحج وان كان كل ذلك من دلائل العبوديه
ولكنه يصف الطاعه الكامله المبنيه على المحبه الصادقه والتى تدفع صاحبها الى اقام الصلاه وايتاء الزكاهوصوم رمضان وحج البيت
فالمحبه والطاعه شيئى اعم وهذه الفروض شيئى اخص وهى من ضمن دلاائل العبوديه
والعبوديه الصادقه إذا كانت على المحبه والطاعه فإنها تثمر التقوى التى هى فى جملتها (الا يجدك الله حيث نهاك وألا يفقدك حيث امرك
فأنت فى كل لحظات عمرك قائم على حدود الله
امرا ونهيا مؤثرا طاعة الله على طاعة نفسك ومقدما رضاه على هواك
على ان الصلاه وهى الركن الاول من اركان الاسلام بعد الشهادتين إذا كملت فقد حققت العبوديه الكامله وكما لا يكون بتنفيذ ما تقوله فيها فإذا صدقت فى إفتتاحية الصلاه بقولك الله اكبر عظم الله وحده فى قلبك حقر ما دونه عندك فلا تخاف غيره ولا تخشى سواه ؟لآنه فى إعتقادك الكبير الآكبر وكل ما سواه ومن سواه بقبضته فكيف تخاف بعدج ذلك من مخلوق
أما إذا خفت بعد ذلك من مخلوق غير الله فقد كذبت فى قولك الله أكبر
وكذلك إذا قلت الحمد لله رب العالمين إقتضت منك هذه الجمله أنتكون حامد لله فى كل امورك فى الشده والرخاء فى الفقر والغنى فى الصحه والمرض وان تقف من قضاءه وقدره
لا موقف الصبر والرضا فحسب بل موقف الحمد ايضا وهو ارقى مراتب العبوديه لان معنى الحمد استحسان مل يجرى به القضاء
مهما كان حتى ولو كرهته نفسك واضعا نصب عينيك قول الله عز وجل (وعسى ان تكرهو شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا)
فإذا قلت الرحمن الرحيم كنت بها واثقا برحمة الله ورحمانيته وانه ارحم بك من نفسك ويقتضى ذلك منك ان تكون كامل التسليم لهذا الاله الرحمن الرحيم
فإذا قلت ما لك يوم الدين إلتهبت مشاعرك خوفا من اهوال ذلك اليوم الذى جعل الله فيه فصل الخطاب بين العالمين والذى بلغ من هوله ان وصفه الله بقوله (تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد )
فلا يسعك بعد ذلك إلا ان تعمل للنجاة من هول ذلك اليوم إلا كنت فى قرارتك شكليا لا واقعيا
ف‘ذا قلت إياك نعبد وإياك نستعين علمت ان العبوديه يجب ان تكون له وحده
وان الاستعانه لا تكون الا منه سبحانه فإذ ا حاولت ان توقع نفسك فى عبودية غيره
او تستعين بأحد سواه فقد أثبت على نفسك الكذب فى قولك إياك نعبد وإياك نستعين
إنما تجمع معك فى العبوديه كل مخلوق فى السماوات والارض والله تعالى يقول (إن كل من فى السماوات والارض إلا اتى الرحمن عبدا لقد احصاهم و عدهم عدا وكلهم ءاتيه يوم القيامة فردا) وعليك ان تعلم وانت تجمع الخلائق معك فى هذه العبوديه أن من أهم صفات العبوديه الذله امام إلاههم العزيز والفقر امام خالقهم الغنى والضعف امام ربهم القوى والعجز امام مولاهم القادر فالعالمون معك يشركونك فى اهم صفات العبوديه الاربع الذل والفقر والضعف والعجز فإذا حاولت ان تعز من ذل او تغتنى من فقر او تقوى من ضعف او تقدر من عجز
لم تجد امامك الا الله العزيز الغنى القوى القادر ذاكرا فى ذلك قول الله تعالى (من كان يريد العزه فلله العزة جميعا) وقوله (يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغنى الحميد
والى لقاء قادم بمشيئة الله
بقلم
رشدى العطار
رد مع اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رشدى العطار
المفضلات