المقاومة الوطنية السودانية للاحتلال البريطاني

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

المقاومة الوطنية السودانية للاحتلال البريطاني

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: المقاومة الوطنية السودانية للاحتلال البريطاني

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2010
    المشاركات
    1,559
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    ذكر
    آخر نشاط
    21-12-2021
    على الساعة
    11:21 PM

    افتراضي المقاومة الوطنية السودانية للاحتلال البريطاني



    المقاومة الوطنية السودانية للاحتلال البريطاني

    د. علي محافظة


    كان السودان حتى العقدين الأولين من القرن التاسع عشر مؤلفاً من ممالك وامارات إسلامية ووثنية من أهمها: مملكة سنار ومملكة بربر وسلطنة دارفور والامارات القبلية الوثنية في منطقة خط الاستواء. ولما فتح محمد علي باشا السودان بين سنتي 1820 و 1842 بحملات عسكرية كبرى ثلاث ، وضمه إلى مصر ، بلغت حدود السودان المصري في نهاية حكم محمد علي (1848) منابع النيل جنوباً وجزيرة جونكر ، أي الى الحدود الشمالية لمديرية خط الاستواء وأوغندا (منطقة البحيرات الكبرى) ، والى البحر الأحمر شرقاً ، والصحراء الليبية غرباً. ولم يشمل سلطنة دارفور مع أن محمد علي حصل على فرمان من السلطان العثماني عبد المجيد في 13 ـ 2 ـ 1841 يسند إليه ولاية أقاليم السودان وهي: النوبة ، ودارفور ، وكردفان وسنار وجميع توابعها وملحقاتها.

    وفي عهد الخديوي إسماعيل 1863( - )1879 تم فتح دارفور سنة 1874 وضم زيلع وبربرة وهرر من أراضي الصومال (اليوم) في السنة التالية. وعين الخديوي إسماعيل الجنرال البريطاني تشارلز غوردون Charles Gordon حاكماً عاماً على بلاد السودان بحدودها الجديدة التي شملت دارفور وخط الاستواء وسواحل البحر الأحمر الصومالية ، في 17 ـ 2 ـ ,1877 ومنحه السلطتين العسكرية والمدنية ، أي أنه أصبح الحاكم المطلق للسودان. وبقي في منصبه هذا حتى أوائل عهد الخديوي توفيق 1879( - )1892 وحل محله محمد رؤوف باشا في آذار ,1881 وكان حاكماً ضعيفاً يفتقر الى الكفاءة العسكرية والادارية.

    في ظل حكم غوردون ورؤوف باشا انتشر الظلم في السودان ، وعانى سكانه من العسف وفداحة الضرائب. وكان ضباط الجيش المصري المنتشر في السودان ، ومعظمهم من الأتراك والشراكسة وقليل منهم من المصريين ، يمارسون أبشع أنواع الابتزاز والاجحاف ، مما أثار كراهية السودانيين لهم وحقدهم على الجيش المصري المحتل الذي بلغ تعداده نحو (33) ألف جندي سنة ,1881 وكانت نفوس الناس مهيأة للثورة على هذا الوضع ، ولاسيما بعد أن منعت الادارة المصرية تجارة الرقيق ، وتجار الرقيق من كبار الأعيان والمتنفذين في السودان ، واحتكرت هذه الادارة تجارة العاج الذي يعد من أهم مصادر الثروة في السودان ، في عهد إدارة غوردون. ناهيكم عن انتشار الجهل على نطاق واسع جداً في البلاد ، ومارافقه من إيمان بالخرافات والأوهام ، والاعتقاد بقرب ظهور المهدي المنتظر.

    فلما ظهرت دعوة محمد بن أحمد إلى الثورة على الحكم ، وادعى انه المهدي المنتظر التحق به الآلاف من الناس ، ولقيت دعوته استجابة في مختلف أنحاء السوادن. وكان أهم مؤيديه ومساعديه عبد الله التعايشي شيخ قبيلة البقارة في كردفان. بدأت ثورة المهدي في 12 ـ 8 ـ 1881 حينما بعث إليه رؤوف باشا بمئتي جندي الى جزيرة أبا حيث كان يقيم فقضى عليهم جميعاً. وكان أنصار المهدي يسمون أنفسهم "الدراويش". وانتقل المهدي الى جبل قدير شمال فاشودة وجنوبي كردفان. ولما حاول مدير فاشودة قتال المهدي فتك به الدراويش وقتلوا (1400) رجل من قواته وغنموا ذخائرها ، في 19 ـ 12 ـ ,1881

    أقيل رؤوف باشا وعين عبد القادر باشا حلمي حاكماً للسودان في آذار ,1882 وقبيل وصول الحاكم الجديد ، قاد يوسف باشا الشلالي حملة من أربعة آلاف جندي قاصداً المهدي في جبل قدير ، غير أن المهدي هزمها في 29 ـ 5 ـ 1882 وغنم أسلحتها وذخائرها. سيطر المهدي على كردفان واحتل عاصمتها "الأبيض" في 8 ـ 9 ـ ,1882 وحاصر المهدي مدينة بارة في كردفان واحتلها في 19 ـ 1 ـ ,1883 وجاءت الامدادات العسكرية من مصر لاخماد الثورة. وأحرز عبد القادر حلمي إنتصارات لابأس بها ، غير أن الخديوي توفيق أقاله ، بطلب من المسؤولين البريطانيين ، وعين علاء الدين باشا حاكماً للسودان مكانه في 20 ـ 1 ـ 1883 ، مثلما عين سليمان نازي باشا قائداً للجيش المصري في السودان.

    كانت بريطانيا ، في هذه الأثناء ، قد استغلت ثورة أحمد عرابي على الخديوي توفيق ، واحتلت مصر ، وحلت الجيش المصري وحاكمت كبار ضباطه ، وبدأت بانشاء جيش مصري جديد بقيادة من الضباط البريطانيين. وأصبحت فعلياً تحكم مصر والسودان. عندها عينت الجنرال هكس Hicks رئيساً لأركان حرب الجيش في السودان ، وعهدت إليه بقيادة العمليات الحربية ضد المهدي. أدى هذا التعيين إلى زيادة عدد أنصار المهدي في السودان.

    وهزم عامل المهدي في السودان الشرقي ، عثمان دقنه ، القوات المصرية في آبار طماي في 2 ـ 12 ـ ,1883 كما مني هكس الذي قاد حملة من (13) ألف جندي لاسترجاع الأبيض في كردفان ، بهزيمة ساحقة على يد الدراويش في 5 ـ 11 ـ 1883 في معركة شيكان. عندها قابل اللورد كرومر Lord Cromer ، المعتمد البريطاني في القاهرة ، الخديوي توفيق ، وطلب منه باسم حكومته ، إخلاء السودان وسحب الجيش المصري منه. رفض شريف باشا ، رئيس الحكومة المصرية طلب المعتمد البريطاني ، بينما قبل به الخديوي فاستقال الأول احتجاجاً على ذلك. وتألفت وزارة مصرية جديدة برئاسة نوبار باشا قبلت باخلاء السودان في 10 ـ 1 ـ ,1884 وعهدت الحكومة البريطانية إلى الجنرال تشارلز غوردون بتولي عملية الاخلاء. وتم سحب نحو (25) ألف جندي مصري من السودان ، وجميع الموظفين المصريين في الادارة السودانية. وعين غوردون حاكماً عاماً على السودان بقرار من الخديوي توفيق في 26 ـ 1 ـ ,1884

    وصل غوردون الى الخرطوم في 18 ـ 2 ـ 1884 ، وبعث إلى المهدي برسالة يدعوه فيها إلى إيقاف القتال ويمنحه لقب أمير كردفان ، وارسل اليه مجموعة من الهدايا. ولكن المهدي رد إليه الهدايا ودعاه إلى اعتناق الاسلام. لم تفلح سياسة اللين والمداهنة التي بدأ بها غوردون فلجاً الى العنف. وأنفذ حملة عسكرية بقيادة الجنرال غراهام Graham ، هزمت على يد أنصار المهدي في طوكر في 24 ـ 2 ـ ,1884 وسقطت مدن سنكات والحلفاية والقضارف وبربر في أيدي قوات المهدي. وأصبح غوردون محاصراً في الخرطوم. وتمكن الدراويش من قتل الكولونيل ستيوارت Stuart في إيلول 1884 وهو مساعد غوردون ، وزحفوا على الخرطوم التي احتلوها في 26 ـ 1 ـ 1885 بعد أن سقطت أم درمان في أيديهم في 5 ـ 1 ـ 1885 ، وقتل غوردون ومايربو على عشرين ألف من جنده وأنصاره. أحدث مقتل غوردون دوياً في لندن وفي الأوساط الاستعمارية البريطانية.

    اغتنمت بريطانيا الفرصة وطلبت من الحكومة المصرية جعل حدود مصر الجنوبية وادي حلفا والتخلي نهائياً عن سيادتها على السودان. أذعنت الحكومة المصرية وأخلت دنقلة ، وقررت في حزيران 1885 جعل حدودها الجنوبية في كوشة.

    توفي المهدي بمرض السحايا في 22 ـ 6 ـ 1885 ، وخلفه في حكم السودان عبد الله التعايشي. واستمرت المقاومة السودانية للحكم البريطاني وبموجب قرار إخلاء القوات المصرية للسودان ، جلت الحامية المصرية عن مصوع سنة 1885 واحتلها الايطاليون من بعدهم. وانسحبت القوات المصرية من مديريتي زيلع وبربرة سنة 1884 ، وحلت القوات البريطانية محلها ، مثلما حلت القوات الفرنسية محل القوات المصرية في تاجورة وجيبوتي. واستولت الحبشة على هرر بعد جلاء المصريين عنها سنة ,1884

    ظلت مديريات السودان في يد المهديين إلى أن استعادتها بريطانيا منهم واحدة بعد الأخرى بدءاً من سنة 1891 حتى مقتل عبدالله التعايشي في 24 ـ 11 ـ 1898بعد استعادة جميع هذه المديريات.

    وتحت ضغوط الحكومة البريطانية أبرمت الحكومة المصرية اتفاقية 19 ـ 1 ـ 1899 التي نصت على الحكم الثنائي الانكلو - مصري على السودان. وتراجع الحد بين مصر والسودان فصار ينتهي عند دائرة العرض (22). وأصبح حد السودان الشمالي يبدأ عند "فرص" شمالي وادي حلفا ، بعد أن كان هذا الحد قبل الفتح الأول للسودان يصل الى جزيرة ساي" جنوبي وداي حلفا. والواقع أن الحكم الثنائي كان حكماً بريطانيا مباشراً للسودان ، ودور مصر فيه دور أسمي وشكلي.




    جريدة الدستور - 4 / 7 / 2010م


  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    699
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    15-11-2012
    على الساعة
    02:50 PM

    افتراضي

    تحية كبيرة لاهلنا فى السودان الشقيق بارك الله فيهم هم اهل خير واخلاق وطيبة

    جزاك الله خير اخى لتعريفنا بجزء من تاريخ اخوانا

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2010
    المشاركات
    388
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    27-02-2011
    على الساعة
    09:57 AM

    افتراضي

    جزاكم الله خيرا ونفع بكم الاسلام والمسلمين

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2012
    المشاركات
    52
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    25-02-2014
    على الساعة
    01:58 PM

    افتراضي

    مشكور عزيزي , بارك الله فيك

المقاومة الوطنية السودانية للاحتلال البريطاني

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. المقاومة المشروعة
    بواسطة عبد الله عبد الرحمن حارث في المنتدى الأدب والشعر
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 05-11-2014, 10:08 PM
  2. هى دى الوطنية
    بواسطة ابوالسعودمحمود في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-04-2013, 05:52 AM
  3. القرنفل أفضل التوابل المقاومة للأكسدة
    بواسطة مريم في المنتدى مائدة المنتدى
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-03-2010, 01:00 AM
  4. محاولات الاحتلال لتشويه المقاومة.. قصة واقعية
    بواسطة عبد الله المصرى في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-08-2005, 10:28 PM
  5. الصناعة الوطنية
    بواسطة الريحانة في المنتدى المنتدى العام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 14-07-2005, 06:48 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

المقاومة الوطنية السودانية للاحتلال البريطاني

المقاومة الوطنية السودانية للاحتلال البريطاني