أبحاث تمهيدية ـ الجزء الثالث : أم المؤمنين خديجة بنت خويلد

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات

الرد على خالد بلكين في مقطعه قصة رضاع الكبير والداجن الذي اكل ايات من القران الشريط الاول » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | الرد على خالد بلكين في مقطعه حول قائمة مطالب الثوار و مطاعنهم على عثمان رضي الله عنه » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | 2 Por qué mi vida cambio ? » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | Was ist Islam » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | فجرية للقلب آسرة وللأذن باهرة » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | وثنية المسيحية وكله بالصور ، صدمة السنين ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | وثنية المسيحية وكله بالصور ، صدمة السنين ! » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | الرد على خالد بلكين في مقطعه قصة رضاع الكبير والداجن الذي اكل ايات من القران الشريط الاول » آخر مشاركة: محمد سني 1989 | == == | الكاردينال روبيرت سارا يغبط المسلمين على إلتزامهم بأوقات الصلوات » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == | وكذَلكَ أخذُ رَبِّكَ إِذآ أخَذَ ٱلقُرَىٰ وهِىَ ظَٰلِمَة » آخر مشاركة: *اسلامي عزي* | == == |

مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

أبحاث تمهيدية ـ الجزء الثالث : أم المؤمنين خديجة بنت خويلد

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 11 إلى 16 من 16

الموضوع: أبحاث تمهيدية ـ الجزء الثالث : أم المؤمنين خديجة بنت خويلد

  1. #11
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    157
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-07-2012
    على الساعة
    04:45 PM

    افتراضي

    النجومُ المضيئةُ والدررُ البهيجة .. المنثورةُ على طريقِ السيدة خديجة؛ صاحبةِ النسبِ والحسب والشرف والجمال والمال ..
    بحثٌ في سيرة أم المؤمنين
    « الطاهرة خديجة بنت خويلد » رضي الله عنها
    " لا والله ما أبدلني الله خيراً منها، آمنت إذ كفر الناس وصدقتني وكذبني الناس وواستني في مالها إذ حرمني الناس ورزقني الله منها أولاداً إذ حرمني أولاد النساء "
    [ أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ]
    مآثر السيدة خديجة ومناقبها العظيمة
    خديجة.. العفيفة الطاهرة :
    أول ما يبرز من ملامح السيدة خديجة الشخصيَّة صفتي« العفة والطهارة»، هاتان الصفتان التي قلّما تسمع عن مثلهما في بيئةٍ لا تعرفُ حراماً ولا حلالاً، في بيئةٍ تفشتْ فيها الفاحشةُ حتى كان البغايا يضعنَّ شارات حمراء تنبئ بمكانهنَّ . وفي ذات هذه البيئة، ومن بين نسائها انتزعت هذه المرأة العظيمة هذا اللقب الشريف، ولقبت بـــ « الطاهرة »، كما لُقب أيضا نبي آخر الزمان في ذات البيئة بـ « الصادق الأمين»، ولو كان لهذه الألقاب انتشار في هذا المجتمع آنذاك، لما كان لذكرها ونسبتها لأشخاص بعينهم أهمية تذكر .

    خديجة.. الحكيمة العاقلة :
    وتلك هي السمة الثانية التي تميز بها شخص السيدة خديجة رضي الله عنها، فكل المصادر التي تكلمت عن السيدة خديجة رضي الله عنها وصفتها بـ « الحزم والعقل »، وكيف لا وقد تجلت مظاهر حكمتها وعقلانيتها منذ أن استعانت بهما في أمور تجارتها . ثم جاء في أبلغ صور الحكمة،رغبتها وتفكيرها في الزواج من « الصادق الأمين»، بل وحينما عرضت الزواج عليه في صورة تحفظ ماء الوجه؛ إذ أرسلت السيدة نفيسة بنت منية بعد أن رجع من الشام؛ ليظهر وكأنه هو الذي أرادها وطلب منها أن يتزوجها . ونرى منها بعد زواجها « كمال الحكمة» و « كمال رجاحة العقل»، فها هي تستقبل أمر الوحي الأول بعقلانية قلَّ أن نجدها في مثل هذه الأحوال بالذات؛ فقد رفضت أن تفسِّر الأمر بخزعبلات أو أوهام، بل استنتجت بعقليتها الفذة وحكمتها التي ناطحت السحاب يوم ذاك أن الله لن يخزيه، ثم أخذته إلى ورقة بن نوفل ليدركا الأمر . ومن شواهد « فطنتها و سلامة فطرتها» حادثة إلقاء قناعها عند مجيء جبريل عليه السلام وإيقانها أن هذا ملك كريم، وليس شيطاناً رجيماً. فقد روى ابن الأثير في " أسد الغابة" قول خديجة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :" يا ابن عم، هل تستطيع أن تخبرني بصاحبك الذي يأتيك إذا جاءك؟"؛ تقصد جبريل عليه السلام، قال :" نعم" ، فبينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندها إذ جاءه جبريل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" هذا جبريل قد جاءني"، فقالت :" أتراه الآن؟" ، قال :" نعم"، قالت :" اجلس على شقي الأيسر"، فجلس فقالت :" هل تراه الآن؟" قال :" نعم"، قالت :" فاجلس على شقي الأيمن"، فجلس، فقالت :" هل تراه الآن؟" قال :" نعم"، قالت :" تحول فاجلس في حجري"، فتحول رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلس، فقالت :" هل تراه؟" قال :" نعم" ، فتحسرت (كشفت رأسها) وألقت خمارها فقالت :" هل تراه؟"، قال :" لا" ، قالت :" ما هذا شيطان، إن هذا لملك يا ابن عم، اثبت وأبشر" . (1)
    وهذه طريقة عقلانية منطقية بدأت بالمقدمات الصحيحة وانتهت بالنتائج المترتبة على هذه المقدمات،
    فيا لها من عاقلة! ويا لها من حكيمة! .
    وليت نساء أمة الإسلام يتعاملنَّ هكذا في جميع شؤنهنَّ كأمنا أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد.

    خديجة.. نصير رسول الله أم المؤمنين الأولى ووزير محمد النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
    جاء في زاد الميعاد :" وهي التي آزرته على النبوة، وجاهدت معه، وواسته بنفسها ومالها، وأرسل اللّه إليها السلامَ مع جبريل، وهذه خاصة لا تُعرف لامرأة سواها(2) . قال أبو عبدالله بن قيم الجوزية:" وعاشت السيدة خديجة مع رسول الله أحداث البعثة ونزول الوحي ومقاطعة قريش لرسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ولبني هاشم وكانت تخفف الأعباء والأحزان عنه حتي وافتها المنية قبل هجرة المصطفى بثلاثة أعوام".
    هذه السمة من أهم السمات التي تُميِّز شخص السيدة خديجة رضي الله عنها، تلك المرأة التي وهبت نفسها ومالها وكلّ ما ملكت لله ولرسوله، ويكفي في ذلك أنها آمنت بالرسول وآزرته ونصرته في أحلك اللحظات التي قلّما تجد فيها نصيراً أو مؤازراً أو معيناً . فلما بُعثَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكلف بتبليغ رسالة ربه إلى الناس أجمعين ودعوتهم إلى عبادة الله تعالى، كانت معه صلى الله عليه وآله وسلم بكل إحساسها ونبلها وحبها وعطفها، كانت حزينة معه يوم فتر الوحي، وينشرح فؤادها وهي ترى زوجها مستبشرة بعودته، علمها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كيف تتوضأ وتصلي .. ، ولقد شهدتهما أيام مكة و لياليها وهما يصليان لله ويحمدانه ويشكرانه على ما أولاهما من نعم "(3) ثم هي رضي الله عنها تنتقل مع رسول الله؛ الرحمة المهداة والنعمة المسداة من حياة الراحة والاستقرار إلى حياة الدعوة والكفاح والجهاد والحصار، فلم يزدها ذلك إلا حبّاً لمحمد وحبّاً لدين محمد وتحدياً وإصراراً على الوقوف بجانبه، والتفاني في تحقيق أهدافه .
    فلما خرج رسول الله مع بني هاشم وبني عبدالمطلب إلى شعاب مكة في عام المقاطعة، لم تتردد رضي الله عنها في الخروج مع رسول الله لتشاركه - على كبر سنها - أعباء ما يحمل من أمر الرسالة الإلهية التي يحملها، فقد نَأَتْ بأثقال الشيخوخة بهمة عالية، وكأنها عادت إليها صباها، وأقامت في الشعاب ثلاث سنين وهي صابرة محتسبة للأجر عند الله تعالى .
    وكأن الله اختصها بشخصها لتكون سنداً وعوناً للرسول في إبلاغ رسالة رب العالمين الخاتَمة، فكما اجتبى الله رسولَه محمداً واصطفاه من بين الخلق كافة، كذلك قدَّر له في مشوار حياته الأول لتأدية الرسالة العالمية مَن تضارعه أو تشابهه لتكون شريكاً له في حمل هذه الدعوة في مهدها الأول، فآنستهُ وآزرته وواسته بنفسها ومالها في وقت كان الرسول في أشد الاحتياج لتلك المواساة والمؤازرة والنصرة .

    فأين نساء الأقلية المسلمة في الغرب عامة والنمسا خاصة من تلك الشخصية !.

    خديجةُ بنت خويلد .. امرأةٌ مِنْ مَنْ كَملَ من نساء العالمين (4) العاقلةُ، الجليلةُ، أولُ من أسلمَ من الخلقِ أجمعين رجالاً ونساءً، الدَيِّنةُ، الفقيةُ(5) المصونةُ، صديقةُ (6) هذه الأمة كريمة، ومن أهل الجنة (7)، خديجةُ هي مسكن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل البعثة وبعدها، أحبته من كل قلبها، وكانت تعمل على نيل رضاه والتقرّب منه، حتى إنها أهدته غلامها زيد بن حارثة لما رأت من ميله إليه .
    مواقفها:
    عاشت السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها حياة حافلة بالكثير من المواقف التي عاشها رسول الله وكانت رضي الله عنها وأرضاها تعلم أنه النبي المنتظر حتى جاءها رسول الله يخبرها أنه يري نوراً، فقد أخرج الإمام أحمد أن النبي قال لخديجة :" إني أري ضوءاً وأسمع صوتاً وإني أخشي أن يكون بي جنن (أي جنون) قالت :" لم يكن الله ليفعل ذلك بك يا ابن عبدالله"، وعاصرت السيدة خديجة نزول الوحي على رسول الله وكان لها موقفها الشهير مع رسول الله لما عاد إليها فزعاً فطمأنته وهدأت من روعه، روي الإمام البخاري في صحيحه بسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت : أول ما بدئ به رسول الله من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء فيتحنث (أي يتعبد) الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع (يرجع) إلي أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلي خديجـة فيتزود لمثلها حتي جاءه الحق وهو في غار حـراء، فجاءه المَلك فقـال : " اقـرأ " قال : " ما أنا بقارئ " . قال : " فأخذني فغطّني حتي بلغ مني الجهد ثم أرسلني فقال : " اقرأ " ، فقلت : " ما أنا بقـارئ " ، فأخـذني فغطّـني الثانية حتي بلغ مني الجهــد ثم أرســلني فقــال : " اقرأ "، فقلت : ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال : "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ اْلإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ* ا قْرَأْ وَرَبُّكَ الأكْرَمُ" (العلق آية 1،2،3) فرجع بها رسول الله ( يرجف فؤاده، فدخل علي خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال :" زمّلوني زمّلوني " . فزمّلوه حتي ذهب عنه الروع، فقـال لخديجة وأخبرها الخبر :" لقد خشيت على نفسي " ، فقالت خديجة : كلا والله ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم وتحمل الكلّ وتُكسب المعدوم وتقري الضيف وتُعين علي نوائب الدهر . ثم انطلقت به خديجـة حتي أتت به ورقـة بن نوفـل .... وبقية القصة ذكرتها من قبل فلتراجع . وبرجاحة عقلها تصرفت هكذا وبحكمتها قالت قولتها المشهورة :".. كلا والله ما يخزيك الله أبداً .."

    وسارت السيدة خديجة مع زوجها العظيم في طريق الدعوة والآلام صابرة محتسبة، ردوا عليها بناتها رقية وأم كلثوم، وكانتا عُقدَ عليهما لعتبة وعتيبة ابني أبي لهب(8) . وكانت رضي الله عنها وأرضاها كثيرة الصدقة والعطف علي اليتامي والمساكين . ومن ثباتها في الأمر ما يدل على قوة يقينها ووفور عقلها وصحة عزمها، لا جرم كانت أفضل نسائه على الراجح . لا شك أن امرأة بمثل هذه الأوصاف لا بد أن يكون لها منزلة رفيعة، فها هو الرسول يعلن في أكثر من مناسبة بأنها خير نساء الجنة؛ فقد روي عن أنس بن مالك أن النبي قال :" حسبك من نساء العالمين : مريم ابنة عمران، وخديجة ابنة خويلد، وفاطمة ابنة محمد، وآسية امرأة فرعون" (9) ومن
    كرامتها وفضلها في الملأ الأعلي :
    أن الله تعالي أقرأها السلام، فقد أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله تعالي عنه قال : قال رسول الله :" أتاني جبريل، فقال :" يا رسول الله هذه خديجة ومعها إناء فيه طعام - أو إدام - وشراب وإذا هي أتتك فاقرأ عليها من ربها السلام ومنّي " .
    وزوجها النبي صلى الله عليه وآله وسلم يثني عليها في حضورها وزمن غيابها، ويستحضر مآثرها ومناقبها فيعظمها تعظيم الرجل المحب العاشق فهو بشر مثلنا يملك قلب، فإذا بلغ مسمع أمنا السيدة عائشة رضي الله عنها وعن أبيها أشتعلت غيرة الزوج المحب وهي التي تقول : " ولما لا تغير مثلي على مثلك" (10).
    ومن كرامتها عليه أنه لم يتزوج امرأة قبلها، ورزقه الله منها عدة أولاد، ولم يتزوج عليها قط، ولا تسرى بجارية إلى أن قضت نحبها، فوجَدَ لفقدها (11) .

    لقد بلغت خديجة في صلاحها حد الكمال (12) ذكر الإمام ابن كثير رحمه الله تفوق وسبق السيدة خديجة رضي الله عنها فقال :" هي أول من تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأول من آمن به من المؤمنات وصدقه بإيمان راسخ كالجبال، وأول من صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعلم الوضوء " .
    ويقول عنها الرسول صلى الله عليه وسلم " أمنت بي حين كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء ".
    للسيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها الكثير من المناقب التي لا يستطيع قلم أن يحصرها، فقد أخرج الإمامان البخاري ومسلم عن علي بن أبي طالب وعن ابن عباس قال‏ :‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏ :‏‏"‏ أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ‏"‏‏ .‏ قال أبوداود ‏:‏ عن أنس قال‏ :‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏"‏ خير نساء العالمين مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم ‏"‏‏.‏ وعن ابن عباس قال‏ :‏ خط رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض أربعة خطوط ثم قال ‏:‏"‏ أتدرون ما هذا ‏"‏‏.‏ قالوا‏ :"‏ الله ورسوله أعلم ‏" .‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏‏"‏ أفضل نساء أهل الجنة أربع خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ‏" ‏‏.‏ وروى عبدالرزاق عن معمر عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏‏"‏ حسبك من نساء العالمين‏ :‏ مريم بنت عمران فآسية بنت مزاحم امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم ‏"‏‏.‏ هكذا ذكره أبوداود وقال عبدالرزاق عن معمر بإسناده ‏:‏"‏ أفضل نساء العالمين أربع .. ‏"‏‏.‏ و عن ابن عباس قال‏ :‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏"‏ سيدة نساء العالمين مريم ثم فاطمة ثم خديجة ثم آسية ‏"‏‏.‏ هكذا رواه الزبير‏.‏ وذكر أبوداود قال‏:‏ حدثنا ابن عباس فقال‏ :‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ‏:‏"‏ سيدة نساء أهل الجنة بعد مريم بنت عمران فاطمة بنت محمد وخديجة وآسية امرأة فرعون ‏"‏ ‏.‏
    ومن مناقبها أنها لما ماتت حزن عليها رسول الله ( حزنًا شديدًا ونزل في قبرها وسمي هذا العام الذي ماتت فيه بعام الحزن رضي الله عنها وأرضاها.

    مروياتها :
    لم يذكر أصحاب السنن أن لها رواية حيث ماتت قبل هجرة رسول الله؛ إلا أن ابن هشام ساق هذه الرواية : عن ابن إسحاق عن إسماعيل بن أبي حكيم مولي الزبير أنه حدث عن خديجة رضي الله عنها أنها قالت لرسول الله:" يا ابن عم هل تستطيع أن تخبرني بصاحبك الذي يأتيك إذا جاءك؟" .... ,قد ذكرنا الآثر في بداية البحث هذا .... إلى أن قالت :" يا ابن عم فاثبت وأبشر، ثم آمنت به وشهدت أن الذي جاء به الحق.
    أقوالها:
    اشتهر عنها قولها لرسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لما خاف علي نفسه : كلا والله ما يخزيك الله أبدًا ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين علي نوائب الدهر .


    ... يتبع إن شاء الله تعالى

    (*) الصفحة السادسة من ملف الهدى – أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد ، رضي الله تعالى عنها
    04 ذو القعدة من العام الهجري 1431 ~ 12 أكتوبر من العام الميلادي 2010 .
    ــــــــــــــــــــــــــــ
    الهوامش والمراجع :
    (1. ) يراجع تخريج الحديث في حلقة سابقة .
    (2. ) ابن القيم ، زاد المعاد في هدي خير العباد ( ج 1 / 102 ) .
    (3. ) جاء رجل إلى العباس بن عبدالمطلب لأيبتاع منه بعض التجارة وكان امرءً تاجرا، ثم قال :" فوالله وإني عنده بمنى إذ خرج رجل من خباء قريب منه فنظر إلى السماء فلما رآها مالت قام يصلي ثم خرجت امرأة من ذلك الخباء فقامت خلفه فقلت :" ما هذا يا عباس "، قال :" هذا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب؛ ابن أخي "، فقلت :" من هذه!؟ "، فقال :" هذه امرأته خديجة "، قلت :" فما هذا الذي يصنع " ، قال :" يصلي !!! ؛ وهو يزعم أنه نبي ويزعم أنه ستفتح له عليه كنوز كسرى وقيصر " . جاء هذا الآثر عند البخاري في: التاريخ الكبير وحكم على هذا الآثر بأنه :" لا يتابع في هذا" . (المصدر: أمهات المؤمنين في مدرسة النبوة ص 46 ) .
    (4. ) تَجَوَزَ الكاتبُ في تعبيره والصحيح أنها كما بيّن العلماء أنها خير نساء الأرض في عصرها وتتبعنا الحديث والبحث فوجدنا أن عبدالله بن جعفر قال: سمعت علياً بالكوفة يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول:" خَيْرُ نِسَائِهَا : مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ، وَخَيْرُ نِسَائِهَا : خَدِيجَةُ بنت خويلد "، وأشار وكيع إلى السماء والأرض، الحديث متفق عليه، [رواه البخاري في: صحيحه، درجته: صحيح] . أراد وكيع بهذه الإشارة تفسير الضمير في نسائها، وأن المراد به جميع نساء الأرض، أي كل من بين السماء والأرض من النساء، والأظهر أن معناه أن كل واحدة منهما خير نساء الأرض في عصرها، وأما التفضيل بينهما فمسكوت عنه. قال القاضي : ويحتمل أن المراد أنهما من خير نساء الأرض، والصحيح الأول، هذا ما يفسره الحديث الآخر الذي يخاطب النبي فيه عمران بن حصين ويقول :" إنَّ لكَ عندنا منزلةً وجاهاً فهل لك في عيادة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم" ، فقلت:" نعم؛ بأبي وأمي يا رسول الله"، فقام وقمت معه؛ حتى وقفت بباب منزل فاطمة؛ فقرعَ البابَ وقال :" السلامُ عليكم؛ أأدخل!!؟"، فقالت :" ادخل يا رسول الله" قال :" أنا ومن معي! "، قالت :" ومنْ معك يا رسول الله؟" فقال :" عمران بن حصين" فقالت :" والذي بعثك بالحق نبياً ما علي إلا عباءةً"، فقال :" اصنعي بها هكذا وهكذا وأشار بيده" . فقالت :" هذا جسدي فقد واريته، فكيف برأسي؟"، فألقى عليه السلام إليها ملاءةً كانت عليه خلقة فقال :" شدي بها على رأسك"، ثم أذنت له فدخل. فقال :" السلام عليك يا بنتاه كيف أصبحت؟" قالت :" أصبحت والله وجعة، وزادني وجعاً على ما بي؛ أني لست أقدر على طعام آكله، فقد أجهدني الجوع" . فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال :" لا تجزعي يا بنتاه فوالله ما ذقت طعاماً منذ ثلاث وإني لأكرم على الله منك؛ ولو سألت ربي لأطعمني ولكني آثرث الآخرة على الدنيا"، ثم ضرب بيده على منكبها، وقال لها :" بشري فوالله إنك لسيدة نساء أهل الجنة، فقالت :" فأين آسية امرأة فرعون، ومريم بنت عمران؟"، فقال آسية سيدة نساء عالمها ومريم سيدة نساء عالمها وخديجة سيدة نساء عالمها وأنت سيدة نساء عالمك، إنكنَّ في بيوت من قصب لا أذى فيها ولا صخب"، ثم قال لها :" اقنعي بابن عمك فوالله لقد زوجتك سيداً في الدنيا سيداً في الآخرة. الحديث خرجه الإمام العراقي في تخريج إحياء علوم الدين للغزالي وقال: "لم أجده من حديث عمران"، وهذه إشكال أحاديث الإحياء (!!!) بيْد أننا استشهدنا به في المسألة على حاله إذ لم نجد غيره . قال القرطبي :"خَيْرُ نِسَائِهَا.. " الضمير عائد على غير مذكور، لكنه يفسره الحال والمشاهدة، يعني به الدنيا . وقال الطيبي : الضمير الأول يعود على الأمة التي كانت فيها مريم والثاني على هذه الأمة. قال ولهذا كرر الكلام تنبيها على أن حكم كل واحدة منها غير حكم الأخرى. قال القرطبي :" ووقع عند مسلم من رواية وكيع عن هشام في هذا الحديث " وأشار وكيع إلى السماء والأرض " فكأنه أراد أن يبين أن المراد نساء الدنيا، وأن الضميرين يرجعان إلى الدنيا، وبهذا جزم القرطبي أيضا . وقال الطيبي : أراد أنهما خير من تحت السماء وفوق الأرض من النساء، قال : ولا يستقيم أن يكون تفسيرا لقوله : نسائها؛ لأن هذا الضمير لا يصلح أن يعود إلى السماء، كذا قال . ويحتمل أن يريد أن الضمير الأول يرجع إلى السماء والثاني إلى الأرض إن ثبت أن ذلك صدر في حياة خديجة وتكون النكتة في ذلك أن مريم ماتت فعرج بروحها إلى السماء، فلما ذكرها أشار إلى السماء، وكانت خديجة إذ ذاك في الحياة فكانت في الأرض فلما ذكرها أشار إلى الأرض، وعلى تقدير أن يكون بعد موت خديجة فالمراد أنهما خير من صعد بروحهنَّ إلى السماء وخير من دفن جسدهنَّ الطاهر في الأرض، وتكون الإشارة عند ذكر كل واحدة منهما . والذي يظهر لي أن قوله : " خير نسائها " خبر مقدم والضمير لمريم فكأنه قال مريم خير نسائها أي نساء زمانها، وكذا في خديجة. وقد جزم كثير من الشراح أن المراد نساء زمانها لما تقدم في أحاديث الأنبياء في قصة موسى وذكر آسية من حديث أبي موسى رفعه " كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم وآسية " فقد أثبت في هذا الحديث الكمال لآسية كما أثبته لمريم، فامتنع حمل الخيرية في حديث الباب على الإطلاق، وجاء ما يفسر المراد صريحا، فروى البزار والطبراني من حديث عمار بن ياسر رفعه "لقد فضلت خديجة على نساء أمتي كما فضلت مريم على نساء العالمين " وهو حديث حسن الإسناد، واستدل بهذا الحديث على أن خديجة أفضل من عائشة . قال ابن التين : ويحتمل أن لا تكون عائشة دخلت في ذلك لأنها كان لها عند موت خديجة ثلاث سنين، فلعل المراد النساء البوالغ . كذا قال، وهو ضعيف، فإن المراد بلفظ النساء أعم من البوالغ، ومن لم تبلغ أعم ممن كانت موجودة وممن ستوجد . وقد أخرج النسائي بإسناد صحيح وأخرج الحاكم من حديث ابن عباس مرفوعا " أفضل نساء أهل الجنة خديجة وفاطمة ومريم وآسية "وهذا نص صريح لا يحتمل التأويل . قال القرطبي : لم يثبت في حق واحدة من الأربع أنها نبية إلا مريم . وقد أورد ابن عبدالبر من وجه آخر عن ابن عباس رفعه :"سيدة نساء العالمين مريم ثم فاطمة ثم خديجة ثم آسية " قال : وهذا حديث حسن يرفع الإشكال، ومن قال : إن مريم ليست بنبية أول هذا الحديث وغيره بأن " مَن " وإن لم تذكر في الخبر فهي مرادة . قال القرطبي :" الحديث الثاني الدال على الترتيب ليس بثابت، وأصله عند أبي داود والحاكم بغير صيغة ترتيب، وقد يتمسك بحديث الباب من يقول : إن مريم ليست بنبية لتسويتها في حديث الباب بخديجة، وليست خديجة بنبية بالاتفاق . والجواب أنه لا يلزم من التسوية في الخيرية التسوية في جميع الصفات، والله أعلم " . وقد جاء عند السهيلي في الروض الأنف :" وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ قَالَ :"خَيْرُ نِسَائِهَا : مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَخَيْرُ نِسَائِهَا : خَدِيجَةُ "وَالْهَاءُ فِي نِسَائِهَا حِينَ ذَكَرَ مَرْيَمَ عَائِدَةً عَلَى السّمَاءِ وَالْهَاءُ فِي نِسَائِهَا حِينَ ذَكَرَ خَدِيجَةَ عَائِدَةٌ عَلَى الْأَرْضِ وَذَلِكَ أَنّ هَذَا الْحَدِيثَ رَوَاهُ وَكِيعٌ وَأَبُو أُسَامَةَ وَابْنُ نُمَيْرٍ فِي آخَرَيْنِ وَأَشَارَ وَكِيعٌ مِنْ بَيْنَهُمْ حِينَ حَدّثَ بِالْحَدِيثِ بِإِصْبَعِهِ إلَى السّمَاءِ عِنْدَ ذِكْرِ مَرْيَمَ، وَإِلَى الْأَرْضِ عِنْدَ ذِكْرِ خَدِيجَةَ، وَهَذِهِ إشَارَةٌ لَيْسَتْ مِنْ رَأْيِهِ وَإِنّمَا هِيَ زِيَادَةٌ مِنْ حَدِيثِهِ عَنْ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلّمَ وَزِيَادَةُ الْعَدْلِ مَقْبُولَةٌ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى إشَارَتِهِ إلَى السّمَاءِ وَالْأَرْضِ عِنْدَ ذِكْرِهِمَا، أَيْ هُمَا خَيْرُ نِسَاءٍ بَيْنَ السّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهَذَا أَثْبَتُ عِنْدِي [القول مازال للإمام السهيلي] بِظَاهِرِ الْحَدِيثِ . وَلَعَلّنَا [أي السهيلي] أَنْ نَذْكُرَ اخْتِلَافَ الْعُلَمَاءِ فِي التّفْضِيلِ بَيْنَ مَرْيَمَ وَخَدِيجَةَ وَعَائِشَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُنّ وَأَزْوَاجِ النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ وَمَا نَزَعَ بِهِ كُلّ فَرِيقٍ مِنْهُمْ ." نهاية السهيلي ]. وقد روى الفاكهي في " كتاب مكة " عن أنس :" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان عند أبي طالب، فاستأذنه أن يتوجه إلى خديجة فأذن له، وبعث بعده جارية له يقال لها "نبعة" فقال لها:" انظري ما تقول له خديجة؟"، قالت نبعة :" فرأيت عجباً، ما هو إلا أن سمعت به خديجة فخرجت إلى الباب فأخذت بيده فضمتها إلى صدرها ونحرها ثم قالت :" بأبي وأمي، والله ما أفعل هذا لشيء، ولكني أرجو أن تكون أنت النبي الذي ستبعث، فإن تكن هو فاعرف حقي ومنزلتي وادع الإله الذي يبعثك لي . قالت : فقال لها :" والله لئن كنت أنا هو قد اصطنعت عندي ما لا أضيعه أبدا، وإن يكن غيري فإن الإله الذي تصنعين هذا لأجله لا يضيعك أبدا " .
    (5.) تقَوْلُ السيدة خَدِيجَة رضي الله عنها :" اللّهُ السّلَامُ وَمِنْهُ السّلَامُ وَعَلَى جِبْرِيلَ السّلَامُ ".
    تحقيق قولها :" عَلِمَتْ بِفِقْهِهَا أَنّ اللّهَ سُبْحَانَهُ لَا يَرِدُ عَلَيْهِ السّلَامُ كَمَا يَرِدُ عَلَى الْمَخْلُوقِ لِأَنّ السّلَامَ دُعَاءٌ بِالسّلَامَةِ فَكَانَ مَعْنَى قَوْلِهَا : "اللّهُ السّلَامُ"؛ فَكَيْفَ أَقُولُ عَلَيْهِ السّلَامُ وَالسّلَامُ مِنْهُ يُسْأَلُ وَمِنْهُ يَأْتِي؟؛ وَلَكِنْ عَلَى جِبْرِيلَ السّلَامُ فَاَلّذِي يَحْصُلُ مِنْ هَذَا الْكَلَامِ مِنْ الْفِقْهِ أَنّهُ لَا يَلِيقُ بِاَللّهِ سُبْحَانَهُ إلّا الثّنَاءُ عَلَيْهِ فَجَعَلَتْ مَكَانَ رَدّ التّحِيّةِ عَلَى اللّهِ ثَنَاءً عَلَيْهِ كَمَا عَمِلُوا فِي التّشَهّدِ حِينَ قَالُوا:" السّلَامُ عَلَى اللّهِ مِنْ عِبَادِهِ السّلَامُ عَلَى فُلَانٍ"؛ فَقِيلَ لَهُمْ لَا تَقُولُوا هَذَا، وَلَكِنْ قُولُوا :" التّحِيّاتُ لِلّهِ". وَقَوْلُهَا :" وَمِنْهُ السّلَامُ " إنْ كَانَتْ أَرَادَتْ السّلَامَ التّحِيّةَ فَهُوَ خَبَرٌ يُرَادُ بِهِ التّشَكّرُ كَمَا تَقُولُ هَذِهِ النّعْمَةُ مِنْ اللّهِ وَإِنْ كَانَتْ أَرَادَتْ السّلَامَ بِالسّلَامَةِ مِنْ سُوءٍ فَهُوَ خَبَرٌ يُرَادُ بِهِ الْمَسْأَلَةُ كَمَا تَقُولُ مِنْهُ يُسْأَلُ الْخَيْرُ . وَذَهَبَ أَكْثَرُ أَهْلِ اللّغَةِ إلَى أَنّ السّلَامَ وَالسّلَامَةَ بِمَعْنَى وَاحِدٍ كَالرّضَاعِ وَالرّضَاعَةِ وَلَوْ تَأَمّلُوا كَلَامَ الْعَرَبِ وَمَا تُعْطِيهِ هَاءُ التّأْنِيثِ مِنْ التّحْدِيدِ لَرَأَوْا أَنّ بَيْنَهُمَا فُرْقَانًا عَظِيمًا، وَأَنّ الْجَلَالَ أَعَمّ مِنْ الْجَلَالَةِ بِكَثِيرِ وَأَنّ اللّذَاذَ أَبْلَغُ مِنْ اللّذَاذَةِ وَأَنّ الرّضَاعَةَ تَقَعُ عَلَى الرّضْعَةِ الْوَاحِدَةِ وَالرّضَاعُ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ فَكَذَلِكَ السّلَامُ وَالسّلَامَةُ وَقِسْ عَلَى هَذَا : تَمْرَةً وَتَمْرًا، وَلَقَاةً وَلَقًى، وَضَرْبَةً وَضَرْبًا، إلَى غَيْرِ ذَلِكَ وَتَسَمّى سُبْحَانَهُ بِــ"السّلَامِ" لِمَا شَمِلَ جَمِيعَ الْخَلِيقَةِ، وَعَمّهُمْ مِنْ السّلَامَةِ مِنْ الِاخْتِلَالِ وَالتّفَاوُتِ إذْ الْكُلّ جَارٍ عَلَى نِظَامِ الْحِكْمَةِ كَذَلِكَ سَلِمَ الثّقَلَانِ مِنْ جَوْرٍ وَظُلْمٍ أَنْ يَأْتِيَهُمْ مِنْ قِبَلِهِ سُبْحَانَهُ فَإِنّمَا الْكُلّ مُدَبّرٌ بِفَضْلِ أَوْ عَدْلٍ أَمّا الْكَافِرُ فَلَا يَجْرِي عَلَيْهِ إلّا عَدْلُهُ وَأَمّا الْمُؤْمِنُ فَيَغْمُرُهُ فَضْلُهُ فَهُوَ سُبْحَانَهُ فِي جَمِيعِ أَفْعَالِهِ سَلَامٌ لَا حَيْفَ وَلَا ظُلْمَ وَلَا تَفَاوُتَ وَلَا اخْتِلَالَ وَمَنْ زَعَمَ مِنْ الْمُفَسّرِينَ لِهَذَا الِاسْمِ أَنّهُ تَسَمّى بِهِ لِسَلَامَتِهِ مِنْ الْآفَاتِ وَالْعُيُوبِ فَقَدْ أَتَى بِشَنِيعِ مِنْ الْقَوْلِ إنّمَا السّلَامُ مَنْ سُلِمَ مِنْهُ وَالسّالِمُ مَنْ سَلِمَ مِنْ غَيْرِهِ؛ وَالسّلَامَةُ خَصْلَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ خِصَالِ السّلَامِ . (هذا ما يقوله السهيلي في الروض الأنف).
    (6. ) جاء في البداية والنهاية لابن كثير عن عبدالله بن عمر أنه قال : نزل جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما أرسل به وجلس يحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مرت خديجة فقال جبريل :" من هذه يا محمد!؟"، قال :" هذه صديقة أمتي"، قال:" جبريل معي إليها رسالة من الرب عز وجل يقرئها السلام ويبشرها ببيت في الجنة من قصب بعيد من اللهب لا نصب فيه ولا صخب " ، قالت:" الله السلام ومنه السلام والسلام عليكما ورحمة الله وبركاته على رسول الله، ما ذلك البيت الذي من قصب !. قال :" لؤلؤة جوفاء بين بيت مريم بنت عمران وبيت آسية بنت مزاحم وهما من أزواجي يوم القيامة " . بيْدَ أنَّ في إسناده نظر، كما يقول أهل العلم .
    (7. ) بيَّن النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - فضلها حين قال: ( أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، ومريم ابنة عمران رضي الله عنهن أجمعين ) رواه الإمام أحمد بن حنبل .
    (8. ) أمهات المؤمنين في مدرسة النبوة ص 48 .
    (9) حديث غريب من حديث قتادة تفرد به عنه معمر، رواه الترمذي في سننه، وقال : صحيح ورواه أيضاً أبو نعيم في: حلية الأولياء. وجاء برواية آخرى :" عن عبدالله بن عباس :" أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم بنت عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون" رواه: النووي في: تهذيب الأسماء واللغات وقال إسناده حسن، وجاء في رواية أنس بن مالك " خير نساء العالمين أربع مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد " رواه ابن القيسراني في: ذخيرة الحفاظ وذكر أن : [فيه] عبدالله بن أبي جعفر لم يتابع على روايته هذا الحديث عن أبيه، وأورده ابن عدي في : الكامل في الضعفاء. وجاءت رواية آخرى عن قرة بن إياس المزني :" كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا ثلاث مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام" رواه ابن كثير في: البداية والنهاية وقال إسناده صحيح إلى شعبة وبعده، ورواية أنس بن مالك :" خير نساء العالمين أربع مريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم " .
    (10. ) سنتحدث في السلسلة عن غيرة النساء في فصل لاحق .
    (11. ) سير أعلام النبلاء (3 / 56) .
    (12. ) قال الإمام النووي في شرحه لــ"صحيح مسلم" بعد أن ذكر حديثاً عن أبي موسى قال :" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء غير مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وإن فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام " . فقال في قوله صلى الله عليه وسلم :" كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء غير مريم بنت عمران ، وآسية امرأة فرعون ". يقال : كمَـُـِل بفتح الميم وضمها وكسرها ثلاث لغات مشهورات، الكسر ضعيف . قال القاضي : هذا الحديث يستدل به من يقول بنبوة النساء ونبوة آسية ومريم ، والجمهور على أنهما ليستا نبيتين، بل هما صديقتان ووليتان من أولياء الله تعالى ، ولفظة " الكمال" تطلق على تمام الشيء وتناهيه في بابه، والمراد هنا التناهي في جميع الفضائل وخصال البر والتقوى . قال القاضي : فإن قلنا : هما نبيتان، فلا شك أن غيرهما لا يلحق بهما، وإن قلنا : وليتان لم يمتنع أن يشاركهما من هذه الأمة غيرهما . هذا كلام القاضي، وهذا الذي نقله من القول بنبوتهما غريب ضعيف، وقد نقل جماعة الإجماع على عدمها . والله أعلم . ونزيد فائدة من قوله صلى الله عليه وسلم :"وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام " قال العلماء : معناه أن الثريد من كل الطعام أفضل من المرق، فثريد اللحم أفضل من مرقه بلا ثريد، وثريد ما لا لحم فيه أفضل من مرقه، والمراد بالفضيلة نفعه، والشبع منه، وسهولة مساغه، والالتذاذ به، وتيسر تناوله، وتمكن الإنسان من أخذ كفايته منه بسرعة، وغير ذلك، فهو أفضل من المرق كله، ومن سائر الأطعمة . وفضل عائشة على النساء زائد كزيادة فضل الثريد على غيره من الأطعمة . وليس في هذا تصريح بتفضيلها على مريم وآسية ؛ لاحتمال أن المراد تفضيلها على نساء هذه الأمة . [هذا ما جاء عند الإمام النووي] ؛ والكمال من فضائل النفس ودرجة القرب وصحة اليقين وذروة الإيمان، فأعطت ـ أمنا السيدة خديجة رضي الله عنها ـ القدوة في الفطنة والبصيرة والصبر والتضحية والجود وطهارة النفس والعفة والوفاء وهي زهرة فاح أريجها بعطر الإيمان فآزرت النبي في دعوته، وآنسته في وحدته .
    ــــ
    يتبع بإذن الواجد القادر على كل شئ وهو السميع البصير

  2. #12
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    157
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-07-2012
    على الساعة
    04:45 PM

    افتراضي

    النجومُ المضيئةُ والدررُ البهيجة .. المنثورةُ على طريقِ السيدة خديجة؛ صاحبةِ النسبِ والحسب والشرف والجمال والمال ..

    بحثٌ في سيرة أم المؤمنين(*)
    « الطاهرة خديجة بنت خويلد » رضي الله عنها
    " توفيت خديجة فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" أريت لخديجة بيتا من قصب لا صخب فيه ولا نصب قال وهو قصب اللؤلؤ"
    « ... الحزن »

    تمهيد :
    تضيقُ الدنيا على رحابتها، وتطبقُ السماءُ على الأرضِ من جميع أطرافِها وكأنها سقطت عليها، وتنكسف الشمس وتغيب عن مدارها وكأنها تريد أن تنقض على رأس رائيها وينفلق القمر ويستتر فتتيه الخطوات على طريق الألم وتتعثر؛ حين نفقد عزيز نحتاجه ووليف نريد أن يسير معنا على درب الحياة لنصل إلى غايتنا فيقف المرء وحيداً فلا يجد آحدا بجواره فيشعر وكأن تدفق الدماء في عروقها يكاد يكون مستحيلاً فينغلق القلب على سويداءه وغرفِهِ وأجنحتِه فلا تدري أهو ينبض أم يخفق أم آخر نبض له ما تسمعه، وتنسد منافذ الهواء فلا يكاد يصل إلى الرئتين فيختنق الزمان قبل الإنسان وتئن النفس أنين الكليم أكثر مما يئن المذنب في نار الجحيم ويتوجع الألم وليس صاحبه السليم ويسري سم الوحدة في مفاصله فيقعده ويشل أجزاء جسده ويتملكه زعاف الغربة .... ولولا عقيدة بقضاءِ الخالقِ العادل و إيمان بقدرِهِ عقيدة إيمانية راسخة كالجبال العوالي الشمخ الثوابت في قلب المؤمن لأقدم على خلع نفسه من بين جوانحها وفسخ روحه من جعبتها وصدق السميع البصير العليم حين يقول " ومايشاؤون إلا أن يشاء الله "، بغياب الحبيب يمتلؤ المكان بدخان الفراق المنبعث من موقد الموت ... وتحترق الدمعة حين انبعاثها وتدحرجها فتحد أخدودا على خد الحزين كبركان منفجر يسيل لحيظة معرفة خبر الوفاة، ساعتها قد يغيب الإدراك ويتوقف التفكير وتتملك المرء حيرة خاصةً حين يحتاج الخليل خليله والمحب رفيقه والعاشق وليفه فشريط الخطوات على درب الحياة مازال معقودا على خصلاتها وضفائرها فإذا انفرط المعقود وانفك الشريط تقلب بمفرده في فراشه البارد وإن لم يرقد عليه وتبرز أشواك الوحدة على دربه وإن لم يمش عليه بعد، وهنا نحتاج لمواقف الرجال؛ وعزيمتهم التي لاتخور ... اقول هذا لأن الناس بأكملهم؛ كافرهم ورافضهم ومكذبهم ومعاندهم والعالمين بآنسهم وجنهم إلآ قليلاً في جانب على المعمورة يقفون ضده صلى الله عليه وآله وسلم ويأتمرون لإنهائه وتصفيته .. وامرأة واحدة بلكل كيانها ووجودها تقف على الجانب الآخر؛ امرأة واحدة؛ هي معه بقلبها قبل كلماتها، وبعقلها وبإدراكها تسانده على تبعة الرسالة التي يتحلمها بمفرده قبل احاسيسها وشجونها وعواطفها وموهبتها الجبارة كأنثى وقدراتها تفهم الرجل الذي هو قدرها ومصيرها أكثر من بقية الرجال الذين حوله وإن كانوا معه، وبمخزون عاطفة الأمومة التي فطرت المرأة عليها وحبها المتدفق كشلالات عظام الأنهار أعطت هذا الرجل عليه السلام كل كيانها وكل وجودها وعاطفتها وجوانب حياتها .. هكذا فهمت حين اطلعت على سيرتها العطرة؛ في حقيقة الأمر لا يريد الرجل جسد المرأة وإن رغب فيه لإشباع شهوة قد تبقى ذكراها لحيظات أو آمد ما بقدر ما يريد الرجل المرأة ككيان أنثى تنسجم معه فتشعره برجولته قبل أن يشعر بأنوثتها، تشعره أنها مَلِكَته التي توجت على رأس مملكته وامبراطوريته وإن سارت بجوار قدمه، الرجل الحق لا يريد الجسد بقدر ما يريد عاطفة الأنثى الجياشة التي تمتلكه وإن قالت له أنت أمير قلبي وملك روحي وأنت سيدي .
    هي ... خديجة؛ أم المؤمنين التي إذا ألم به شئ توجه إليها فتأنسه وتواسيه؛ فتضعه بين القلب والفوأد وتجلسه بين الرمش والحدقة وتسقيه من شفتي حنانها قبل ان يرتوي من ماء زمزم امرأة ملئت كونه ودنياه رُزقَ منها الولد، فتحت له قلبها فافترشه وجلس بمفرده في ثناياه فرزق حبها اصغت إليه ففتحت عقلها قبل أذنها ليسمع قلب المحب كلمات الحبيب وأيُّ حبيبٍ إنه رسول رب العالمين وخاتم الأنبياء وآخر المرسلين وإمام القادة الغر المحجلين سيد ولد آدم آجمعين، امرأة نزل في قبرها ليضعها بيده الشريفة ليكن آخر العهد أن ترقد في انتظاره من جديد وضع رأسَها على تراب الأرض وكأنه يريد أن يفرش رموشه لها لتضع رأسها المتعب من أعباء الرسالة والدعوة وأيام المقاطعة، إنه رجل من طراز خاص ندر أن يوجد وإن طلبَ منا جميعاً أن يكون هو لنا قدوة، شهد له العدو قبل الصديق وشهد له المتربصون به السوء قبل المحبين والتابعين وتابعي التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، هذا الرجل عاشر امرأة من طراز خاص ؛ وليت نساء أمتي يدرسن سيرتهالعطرة، عرفها حق المعرفة كـــ "امرأة" وإن غابت بجسدها إلا أن عبيق حبها يملؤ أنفه ويتمركز بين خياشيمه تصعد أبخرة حبها من فوأده الذي وسع الدنيا برحمته للعالمين؛ وإن غابت بكلماتها لكنه يسمع صوتها ليل نهار ما فارقه نبرة الصوت الندي وما غاب عنه نظراتها، يتذكرها؛ أعتذر ... فهو ما نساها ... أقصد ... يردد اسمها كأنها تعيش معه في ذهابه ومجيئه . أن تفقد شيئاً غالياً مسألة تقلقك أما حين تفقد عمادك فقد تنهار قواك والمعين هو الله تعالى ...
    قال الزبير :" ... ماتت على الصحيح(!) بعد المبعث بعشر سنين في شهر رمضان، وقيل : بثمان(!)، وقيل : بسبع(!)، فأقامت معه صلى الله عليه وسلم خمساً وعشرين سنة على الصحيح، وقال ابن عبدالبر : أربعاً وعشرين سنة وأربعة أشهر، وسيأتي من حديث عائشة ما يؤيد الصحيح في أن موتها قبل الهجرة بثلاث سنين، وذلك بعد المبعث على الصواب بعشر سنين،و توفيت رضي الله عنها قبل معراج النبي صلى الله عليه وسلم، ولها من العمر خمس وستون سنة، ودفنت بالحجُون، لترحل من الدنيا بعدما تركت سيرةً عطرة، وحياة حافلةً، لا يُنسيها مرور الأيام والشهور والأعوام والدهور فرضي الله عنها وأرضاها .

    قال عروة بن الزبير :" توفيت خديجة فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" أريت لخديجة بيتا من قصب لا صخب فيه ولا نصب قال وهو قصب اللؤلؤ" [الألباني - السلسلة الصحيحة 7/1612، ثم قال:" حديث مرسل ورجاله ثقات]
    قال ابن هشام :" وعاشت معه خمساً وعشرين سنة؛ وظلا معاً إلى أن توفاها الله وهي في الخامسة والستين، وكان عمره في الخمسين، وهي أطول فترة أمضاها النبي مع هذه الزوجة الطاهرة من بين زوجاته جميعاً، وهي - وإن كانت في سن أمِّه - أقرب زوجاته إليه؛ فلم يتزوج عليها غيرها طوال حياتها" .

    وفاتها : العام الثالث قبل الهجرة [ 3 ق. هـ ~ العام الميلادي: 619 ب.م.]
    جاء في الموسوعة التاريخية ما نصه :" 3 ق ه وفاة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها. تفاصيل الحدث: توفيت زوج النبي صلى الله عليه وسلم، خديجة التي آمنت به إذ كفر به الناس، وآوته إذ رفضه الناس، وصدقته إذ كذبه الناس، ورزقه الله منها الولد. وفي البخاري عن عروة بن الزبير أنه قال: (تُوُفِّيَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ مَخْرَجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمَدِينَةِ بِثَلاَثِ سِنِينَ، فَلَبِثَ سَنَتَيْنِ، أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ وَنَكَحَ عَائِشَةَ وَهْيَ بِنْتُ سِتِّ سِنِينَ ثُمَّ بَنَى بِهَا وَهْيَ بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ). قال ابن حجر :"هذا ـ الحديث ـ صورته مرسل لكنه لما كان من رواية عروة مع كثرة خبرته بأحوال عائشة يحمل على أنه حمله عنها..." والرواية في صحيح البخاري عن عروة بن الزبير / 3896 والحديث صحيح]
    قال في الاستيعاب :" فأقامت معه صلى الله عليه وسلم أربعاً وعشرين سنة وتوفيت وهي بنت أربع وستين سنة وستة أشهر‏.‏ " وجاء في الاستيعاب قوله :" واختلف في وقت وفاتها فقال أبوعبيدة معمر بن المثنى ‏:‏ توفيت خديجة قبل الهجرة بخمس سنين ‏.‏
    وقيل بأربع سنين ‏.‏
    وكانت وفاتها قبل تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة ‏.‏
    وقال قتادة ‏:‏ توفيت خديجة قبل الهجرة بثلاث سنين ‏.‏
    قال أبو عمر‏ :‏ قول قتادة عندنا أصح لما حدثنا بن فتح قال حدثنا محمد ابن عبدالله بن زكريا النيسابوري بمصر قال ‏:‏ حدثنا عمي قال ‏:‏ حدثنا الميموني قال ‏:‏ حدثنا أحمد بن حنبل حدثنا عبدالرزاق عن معمر عن هشام ابن عروة عن أبيه قال ‏:‏ توفيت خديجة قبل مخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين أو نحو ذلك وروى يونس عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت ‏:‏ توفيت خديجة قبل أن تفرض الصلاة قال ‏:‏ ابن شهاب وذلك بعد مبعث النبي صلى الله عليه وسلم بسبعة أعوام ‏.

    ونميل إلى قول قتادة وعروة بن الزبير وهذا مانعتمده من الروايات .

    وتشاء الأقدار أن يتزامن وقت وفاتها والعام الذي تُوفِّي فيه أبوطالب عم رسول الله، الذي كان أيضًا يدفع عنه ويحميه بجانب السيدة خديجة رضي الله عنها؛ ومن ثَمَّ فقد حزن الرسول ذلك العام حزنًا شديدًا حتى سُمي " عام الحزن "، وحتى خُشي عليه، ومكث فترة بعدها بلا زواج.
    قال العسقلاني :" قال ابن إسحاق كانت وفاة خديجة وأبي طالب في عام واحد وكانت خديجة وزيد صدقا على الإسلام وكان يسكن إليها وقال غيره ماتت قبل الهجرة بثلاث سنين على الصحيح وقيل بأربع وقيل بخمس وقالت عائشة ماتت قبل أن تفرض الصلاة يعني قبل أن يعرج بالنبي صلى الله عليه وسلم ويقال‏ :‏ كان موتها في رمضان وقال الواقدي توفيت لعشر خلون من رمضان وهي بنت خمس وستين سنة ثم أسند من حديث حكيم بن حزام أنها توفيت سنة عشر من البعثة بعد خروج بني هاشم من الشعب ودفنت بالحجون ونزل النبي صلى الله عليه وسلم في حفرتها ولم تكن شرعت الصلاة على الجنائز‏.‏ [ المرجع: "الإصابة في تميز الصحابة الجزء السابع " ]
    قال ابن إسحاق ‏:‏ وتوفي أبوطالب وخديجة قبل مهاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بثلاث سنين قال ‏:‏ فلما توفي أبوطالب خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف يلتمس من ثقيف المنعة ثم رجع من الطائف إلى مكة ‏.‏ وحدثنا عبدالله بن معاوية عن هشام ابن عروة أن عروة بن الزبير كتب إلى عبدالملك بن مروان أما بعد فإنك كتبت إلي تسألني عن خديجة بنت خويلد متى توفيت وإنها توفيت قبل مخرج النبي صلى الله عليه وسلم من مكة بثلاث سنين ‏.‏
    قال أبوعمر ‏:‏ يقال إنها كانت وفاتها بعد موت أبي طالب بثلاثة أيام وقيل إنها كانت يوم توفيت خزيمة بنت جهم بن قيس العبدرية ‏.‏ من بني عبدالدار بن قصي هاجرت مع أبيها وأمها خولة أم حرملة إلى أرض الحبشة روى عنها أبوالسفر سعيد بن محمد ذكرها ابن السكن في الصحابيات وليس في حديثها دليل على صحبتها ولا على رؤيتها ‏.‏المرجع: الاستيعاب كتاب النساء وكناهنَّ ".
    عاشت السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها حياة حافلة بالعطاء حتي وافتها المنية في العاشر من رمضان قبل هجرة المصطفي بثلاثة أعوام ولها من العمر 65 عاماً ودفنت في الحجون؛ وهو مكان مرتفع بمكة " مقابر المعلاة "، وفي أحلك فترات الدعوة وأشد مراحل الاضطهاد للنبي صلى الله عليه وسلم ومن اتبعه من المؤمنين.
    قال الواقدي :" خرجوا من شعب بني هاشم قبل الهجرة بثلاث سنين، فتوفي أبو طالب، وقبله خديجة بشهر وخمسة أيام. [سير أعلام النبلاء ( 3 / 57 ) ].
    ونزل رسول الله في قبرها ولم تكن صلاة الجنازة فرضت بعد وحزن عليها رسول الله حزناً شديداً .تاقت روح السيدة خديجة رضي الله عنها إلى بارئها.
    وجاء في أسد الغابة في معرفة الصحابة :تحت عنوان "بداية ذكر وفاة خديجة وأبي طالب وذهاب رسول الله إلى الطائف وعودته"
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏ :" ‏مازالت قريش كاعة عني حتى مات عمي أبو طالب ‏"‏ ‏.‏ وفي السنة العاشرة أول ذي القعدة وقيل‏ :‏ النصف من شوال توفي أبوطالب وكان عمره بضعاً وثمانين سنة، ثم توفيت بعده خديجة بثلاثة أيام، وقيل بشهر، وقيل ‏:‏ كان بينهما شهر وخمسة أيام، وقيل ‏:‏ خمسون يوماً ودفنها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجون، ولم تكن الصلاة على الجنائز يومئذ ، وقيل ‏:‏ إنها ماتت قبل أبي طالب وكان عمرها خمساً وستين سنة، وكان مقامها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما تزوجها أربعاً وعشرين سنة وستة أشهر ، وكان موتها قبل الهجرة بثلاث سنين وثلاثة أشهر ونصف ، وقيل‏ :‏ قبل الهجرة بسنة ، والله أعلم ‏.‏

    قال عروة ‏:‏ ما ماتت خديجة إلا بعد الإسراء، وبعد أن صلت الفريضة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما اشتد بأبي طالب مرضه دعا بني عبدالمطلب فقال‏ :‏ إنكم لن تزالوا بخير ما سمعتم قول محمد واتبعتم أمره؛ فاتبعوه وصدقوه ترشدوا‏ .‏
    أخبرنا عبيدالله بن أحمد بإسناده عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال ‏:‏ ثم إن خديجة وأبا طالب ماتا في عام واحد؛ فتتابعت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المصائب، وكانت خديجة وزير صدق على الإسلام، وكان يسكن إليها، ولم يتزوج عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ماتت ‏.‏ [المرجع: أسد الغابة ]

    ذكرتُ المراجع والأقوال إذ أحياناً يتعذر التوفيق بين الروايات والله اعلم بالصواب.

    يتبع إن شاء الله تعالى

    17 ذو القعدة 1431 هـ ~ 25 أكتوبر 2010م.
    ــــــــ
    الهوامش :
    قال عبدالله بن عباس:" لما توفيت خديجة بنت خويلد بمكة جاءه جبريل عليه السلام بصورة عائشة في سرقة حرير أخضر فقال يا محمد هذه عائشة زوجتك في الدنيا وزوجتك في الآخرة عوضا عن خديجة بنت خويلد" [ ابن عدي في كتابه الكامل في الضعفاء : 8/66 ، حديث: باطل]
    وجاء الحديث بصياغة آخرى فقد ورد :" لما توفيت خديجة بنت خويلد بمكة جاء جبرائيل عليه السلام بصورة عائشة في سرقة حرير أخضر فقال : يا محمد هذه عائشة زوجتك في الدنيا وزوجتك في الآخرة عوضا عن خديجة بنت خويلد " . [الراوي: عبدالله بن عباس رواه ابن القيسراني في كتابه: ذخيرة الحفاظ - 4/1970 ، مِن رواة الحديث: موسى بن عبدالرحمن منكر الحديث عن الثقات.]
    ـــ
    يتبع بإذنه سبحانه وتعالى

  3. #13
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    7,558
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    21-01-2019
    على الساعة
    03:09 PM

    افتراضي


    بارك الله فيك اخانا الفاضل د\ الرمادى

    وعظم الله اجرك

    وشكرا لهذا البحث القيم

    السيدة خديجة اعظم مثال للزوجة المسلمة المؤمنة العابدة ربها

    اللهم احشرنا معها _ اللهم امين

    واسجل متابعة ؛؛؛
    توقيع نضال 3


    توقيع نضال 3

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي




    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #14
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    157
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-07-2012
    على الساعة
    04:45 PM

    افتراضي

    النجومُ المضيئةُ والدررُ البهيجة .. المنثورةُ على طريقِ السيدة خديجة؛ صاحبةِ النسبِ والحسب والشرف والجمال والمال ..

    بحثٌ في سيرة أم المؤمنين(*)
    « الطاهرة خديجة بنت خويلد » رضي الله عنها

    « البشارة »
    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن جبريل عليه السلام قال للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : « بشّر(1) خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب »
    أخرجه البخاري ومسلم

    تمهيد :

    مع الإيمان الكامل المطلق بالقضاء و القدر(2) خيرهما وشرهما من الله تعالى ذكره؛ إلا أن الإنسان بصفته الآدمية يملك مساحةً عريضةً من الإختيارِ والرفضِ والقبول؛ لكل ما يفعل ويقول، ويملك قدراً وحجماً كبيراً في تصريف أمور حياته كما يشاء ويهوى وكما يرغب ويريد؛ ولديه القدرة على تحديد أختياراته وتصويب الأفكار التي ترده واستحسان الآراء التي يتداولها مع الآخرين. القدرة المطلقة على الفعل للخالق الواجد المحيّ المميت الذي بيده الخير وهو على كل شئ قدير نأتي لها بدليل من قول الذي رفع السموات بغير عمدٍ ترونها :" إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " [ سورة يس؛ آية 82]، وهي تخصه وحده سبحانه وتعالى، بيْد أن باستقراء ما يقوم به الإنسان من أفعال وتصرفات نجد أن هناك أفعال يقوم به الإنسان بمحض أرادته وبكامل وعيه وإدراكه وعلى فعله هذا يحاسب إن فعلَ خيراً فخير؛ ويجازى على ما قام به أن كان شراً. والقناعة التامة ــ كعقيدةٍ ــ بالأصطفاءِ والإختيارِ سواء للأنبياءِ أو المرسلين وهذه درجة، وفي درجة تماثلها يجري الإصطفاء والإختيار للأصحاب والحواريين أو أزواج الأنبياء ونساء المرسلين، فقد جرى إختيارُ صديقِ هذه الأمة وفاروقِها عليهما رضوان الله، لزمنه وصحبته في عهد النبوة؛ واختارك أنت وأنا لنعيشا في نهاية العقد الأول من الألفية الثالثة أو النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري؛ ونأتي بدليل صريح على ما نقول :" وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ " [ سورة آل عمران؛ آية 42] إلا أن اصحاب الدرجة التالية بعد درجة الأنبياء والمرسلين لا يملكون العصمة؛ وقاموا بدور اختياري لافت للنظر؛ هذا الدور قاموا به دون تدخل آلهي وأن تم كله بعنايته وتوفيقه وإلا كانوا كالريشة في مهب الريح، فهم إذاً ساروا وفق الخطوط العريضة الأساسية التي يصلح لكل إنسان أن يسير في هداها ليصل إلى نفس الدرجة فالمنافسة مشروعة وحلبه الصراع مفتوحة قال تعالى ذكره ::" وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ" [سورة المطففين؛ آية رقم 26]، والسيدة أم المؤمنين خديجة بنت خويلد ينطبق عليها ما قصدناه في هذا التمهيد، فهي قامت بدور أساسي وجوهري أشرتُ إليه في الحلقات السبع السابقة من هذه السلسلة، فحق لها وجاز أن تحصل على البشارة(3) من خالق الإنسان وواجد الكون ومبدع الحياة.
    بشرها المولي عز وجل بمنزلة عظيمة في الجنة فقد أخرج البخاري ومسلم : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن جبريل قال للنبي عليهما السلام :" بشّر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب ( والقصب هو اللؤلؤ المجوف) . وخرَّج البخاري في صحيحه من رواية أبي هريرة(4) أيضاً أن جبريل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال:" يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت؛ معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب(5) لا صخب(6) فيه ولا نصب(7) .[الألباني ؛ صحيح الجامع؛ 69، حديث صحيح](8)، وهذه فضائل ظاهرة لخديجة رضي الله عنها: الأولى منها سلامُ اللهِ عز وحجل عليها ثم سلامُ رسولِ السماءِ جبريل يخبر رسولَ الأرض عليهما السلام، و الفضيلة الثانية البشارة ببيت في الجنة .

    **
    ... يتبع إن شاء الله تعالى
    (*) الصفحة السابعة من ملف الهدى ـ أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد ـ، رضي الله تعالى عنها
    15 ذو القعدة من العام الهجري 1431 ~ 23 أكتوبر من العام الميلادي 2010 .
    ــــــــــ
    (1. ) قال السهيلي في الروض الأنف :" قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ : وَحَدّثَنِي هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ عُرْوَةَ بْنِ الزّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِاللّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللّهُ عَنْهُ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلّمَ :" أَمَرْت أَنْ أُبَشّرَ خَدِيجَةَ بِبَيْتِ مِنْ قَصَبٍ لَا صَخَبٌ فِيهِ وَلَا نَصَبٌ " . ثم قال :" وَذِكْرُ حَدِيثِ عَبْدِاللّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلّمَ أَمَرَ أَنّ يُبَشّرُ خَدِيجَةَ بِبَيْتِ مِنْ قَصَبٍ لَا صَخَبٍ فِيهِ وَلَا نَصَبٍ. هَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ، رَوَاهُ مُسْلِمٌ مُتّصِلًا عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ :" مَا غِرْت عَلَى أَحَدٍ مَا غِرْت عَلَى خَدِيجَةَ وَلَقَدْ هَلَكْت قَبْلَ أَنْ يَتَزَوّجَنِي رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بِثَلَاثِ سِنِينَ وَلَقَدْ أَمَرَ أَنْ يُبَشّرُهَا بِبَيْتِ مِنْ قَصَبٍ فِي الْجَنّةِ "، قَالَ ابْنُ هِشَامٍ : الْقَصَبُ هَاهُنَا : اللّؤْلُؤُ الْمُجَوّفُ، [المحدث الإمام الهيثمي في كتابه مجمع الزوائد 9/226، ثم قال :" رجال أحمد رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق وقد صرح بالسماع، ذكره الشوكاني في كتابه در السحابة 246، ثم قال:" [رجاله] رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق وقد صرح بالتحديث "، الإمام الألباني ذكر رواة الحديث وهم :" عبدالله بن جعفر و عائشة و أبا هريرة و عبدالله بن أبي أوفى) ثم قال في سلسلة الأحاديث الصحيحة 1554 :" وردَ من حديث جمع من الصحابة" ] .
    قَالَتْ خَدِيجَةُ :" يَا رَسُولَ اللّهِ هَلْ فِي الْجَنّةِ قَصَبٌ؟، فَقَالَ " إنّهُ قَصَبٌ مِنْ لُؤْلُؤٍ مُجَبّى"، قَالَ الْخَطّابِيّ : يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ مُجَوّباً مِنْ قَوْلِك:" جُبْت الثّوْبَ" إذَا خَرَقْته، فَيَكُونُ مِنْ الْمَقْلُوبِ وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْأَصْلُ مُجَبّباً بِبَاءَيْنِ مِنْ الْجُبّ وَهُوَ الْقَطْعُ أَيْ قُطِعَ دَاخِلُهُ وَقُلِبَتْ الْبَاءُ يَاءً كَمَا قَالُوا : تَظَنّيْتُ مِنْ الظّنّ وَتَقَصّيْت أَظْفَارِي، وَتَكَلّمَ أَصْحَابُ الْمَعَانِي فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَقَالُوا : كَيْفَ لَمْ يُبَشّرْهَا إلّا بِبـــَيْتِ، وَأَدْنَى أَهْلِ الْجَنّةِ مَنْزِلَةً مَنْ يُعْطَى مَسِيرَةَ أَلْفِ عَامٍ فِي الْجَنّةِ كَمَا فِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ خَرّجَهُ التّرْمِذِيّ، وَكَيْفَ لَمْ يُنْعِتْ هَذَا الْبَيْتَ بِشَيْءِ مِنْ أَوْصَافِ النّعِيمِ وَالْبَهْجَةِ أَكْثَرَ مِنْ نَفْيِ الصّخَبِ وَهُوَ رَفْعُ الصّوْتِ فَأَمّا أَبُوبَكْرٍ الْإِسْكَافُ فَقَالَ فِي كِتَابِ "فَوَائِدِ الْأَخْبَارِ" لَهُ مَعْنَى الْحَدِيثِ أَنّهُ بُشّرَتْ بِبَيْتِ زَائِدٍ عَلَى مَا أَعَدّ اللّهُ لَهَا مِمّا هُوَ ثَوَابٌ لِإِيمَانِهَا وَعَمَلِهَا؛ وَلِذَلِكَ قَالَ لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ أَيْ لَمْ تَنْصِبْ فِيهِ وَلَمْ تَصْخَبْ. أَيْ إنّمَا أَعْطَيْته زِيَادَةً عَلَى جَمِيعِ الْعَمَلِ الّذِي نَصَبَتْ فِيهِ. وَالْخَطّابِيّ قَالَ:" الْبَيْتُ هَاهُنَا عِبَارَةٌ عَنْ قَصْرٍ وَقَدْ يُقَالُ لِمَنْزِلِ الرّجُلِ بَيْتُهُ" كقوله :" مَنْ كَسَا مُسْلِماً عَلَى عُرْيٍ كَسَاهُ اللّهُ مِنْ حُلَلِ الْجَنّةِ وَمَنْ سَقَى مُسْلِماً عَلَى ظَمَإِ سَقَاهُ اللّهُ مِنْ الرّحِيق "، وَمِنْ هَذَا الْبَابُ قَوْلُهُ عَلَيْهِ السّلَامُ :" مَنْ بَنَى لِلّهِ مَسْجِداً بَنَى اللّهُ لَهُ مِثْلَهُ فِي الْجَنّةِ " فقَابِلٌ الْبُنْيَانِ بِالْبُنْيَانِ أَيْ كَمَا بَنَى يُبْنَى لَهُ، فَهَاهُنَا وَقَعَتْ الْمُمَاثَلَةُ لَا فِي ذَاتِ الْمَبْنِيّ أَوْ الْمَكْسُوّ وَإِذَا ثَبَتَ هَذَا، فَمِنْ هَاهُنَا اقْتَضَتْ الْفَصَاحَةُ أَنْ يُعَبّرَ لَهَا عَمّا بُشّرَتْ بِهِ بِلَفْظِ الْبَيْتِ وَإِنْ كَانَ فِيهِ مَا لَا عَيْنَ رَأَتْهُ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْهُ وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ .
    (2. ) قال أحمد بن تيمية:"اتفق المسلمون وسائر أهل الملل على أن الله على كل شئ قدير " [مجموع فتاوي شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، جمع وترتيب المرحوم عبدالرحمن محمد بن قاسم بمساعدة ابنه محمد، المجلد الثامن، كتاب القدر؛ ص: 7، فصل في "قدرة الرب "عز وجل.
    (3. ) ينبغي ان نعقد مقارنةً في مسألةِ البشرى بين السيدةِ خديجة بنت خويلد زوج النبي الخاتم للأنبياء والمرسلين وبين العذراء البتول مريم بنت عمران؛ أم المعجزة "عيسى ابن مريم" ؛ عليهما السلام في جزء لاحق [الكاتب]
    (4. ) قال النووي في شرحه على صحيح مسلم :" هذا الحديث من مراسيل الصحابة، وهو حجة عند الجماهير [يقصد العلماء] كما سبق، وخالف فيه الأستاذ أبو إسحاق الإسفرايني لأن أبا هريرة لم يدرك أيام خديجة، فهو محمول على أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم، أو من صحابي، ولم يذكر أبو هريرة هنا سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم ."، فلم يقل :" سمعت"، ولم يقل في الحديث :" ومني". وهو عند الإمام مسلم برقم 2432.
    (5. ) وقوله :" ببيت من قصب " قال جمهور العلماء المراد به قصب اللؤلؤ المجوف كالقصر المنيف، وقيل قصب من ذهب منظوم بالجوهر . قال أهل اللغة : القصب من الجوهر ما استطال منه في تجويف . قالوا : ويقال لكل مجوف قصب وقد جاء في الحديث مفسرا ببيت من لؤلؤة محياة، وفسروه بمجوفة . قال الخطابي وغيره : المراد بالبيت هنا القصر .[شرح النووي]
    (6. ) " الصَخَب" فبفتح الصاد والخاء وهو الصوت المختلط المرتفع .[النووي بشرح مسلم]
    (7. ) "النصب " المشقة والتعب، ويقال فيه :" نُصْب" بضم النون وإسكان الصاد أو بفتحهما " نَصَب"، لغتان، حكاهما القاضي وغيره كالحزن، والحزن، والفتح أشهر وأفصح، وبه جاء القرآن . وقد نَصِب الرجل بفتح النون وكسر الصاد إذا أعيا . [النووي بشرح مسلم]
    (8. ) بتتبع الحديث من طرقه وجد الآتي :
    الطريق الأول عن عبدالله بن أبي أوفى قال :"اعتمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واعتمرنا معه، فلما دخل مكة طاف وطفنا معه، وأتى الصفا والمروة وأتيناهما معه، وكنا نستره من أهل مكة أن يرميه أحد، فقال له صاحب لي : أكان دخل الكعبة ؟ . قال : لا . قال : فحدثنا ما قال لخديجة ؟ . قال : بشروا خديجة ببيت من الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب" . [صحيح البخاري/ 1791 ]
    طريق آخر :" سَألَ إسماعيلُ عبدَالله بن أوفى أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرَ خديجة ببيت في الجنة ؟ ، قال : نعم . بشرها ببيت في الجنة من قصب . لا صخب فيه ولا نصب . [صحيح مسلم 2433 و صحيح البخاري 3819] .
    طريق آخر : وعن فاطمة بنت رسول الله قالت:" أين أمنا خديجة ؟ قال : في بيت من قصب، لا لغو فيه ولا نصب، بين مريم، وآسية امرأة فرعون . قالت : أمن هذا القصب ؟ قال : لا : من القصب المنظوم بالدر واللؤلؤ والياقوت [جاء عند ابن كثير في موسوعته البداية والنهاية 2/236 وقال حديث غريب وله شاهد في الصحيح، وروى جابر بن عبدالله الحديث بألفاظ آخرى وخرَّجه أيضا ابن كثير في بدايته 3/9 ثم قال وإسناده حسن، ورواه أيضاً الهيثمي في مجمع الزوائد 9/226 ثم قال:" [فيه] مهاجر بن ميمون ولم أعرفه ولا أظنه سمع منها والله أعلم وبقية رجاله ثقات‏"، وحدث به الشوكاني في در السحابة 247، وجاء عند الإمام السيوطي في كتابه شرح الصدور 328 ثم قال:" إسناده منقطع".]
    طريق آخر: وعن عائشة أنها قالت :" .. خديجة ... هلكت قبل أن يتزوجني بثلاث سنين ... ولقد أمره ربه عز وجل أن يبشرها ببيت من قصب في الجنة ... [الحديث بتمامه عند مسلم في صحيحه/ 2435، وذكره الألباني في صحيح ابن ماجه 1636 ثم قال:" حديث صحيح" ]
    طريق آخر: وعن عائشة ايضاً أنها قالت :" ... وما تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بعد ما ماتت وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب " [ الحديث بتمامه عند الترمذي في سننه/ 3876، والحديث حسن، بيْد أن الإمام الألباني خرَّجه في صحيح الترمذي وقال حديث صحيح 3876.]
    طريق آخر : عن عبدالله بن عمر أنه قال :"نزل جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أرسل به وجلس يحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ مرت خديجة فقال جبريل من هذه يا محمد قال هذه صديقة أمتي قال جبريل معي إليها رسالة من الرب عز وجل يقرئها السلام ويبشرها ببيت في الجنة من قصب بعيد من اللهب لا نصب فيه ولا صخب، قالت:" الله السلام ومنه السلام والسلام عليكما ورحمة الله وبركاته على رسول الله ما ذلك البيت الذي من قصب قال لؤلؤة جوفاء بين بيت مريم بنت عمران وبيت آسية بنت مزاحم وهما من أزواجي يوم القيامة" [جاء عند ابن كثير في موسوعته البداية والنهاية 2/57 ثم قال:" في إسناده نظر"]
    طريق آخر :" روى جابر بن عبدالله الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن خديجة أنها ماتت قبل أن تنزل الفرائض والأحكام قال أبصرتها على نهر من أنهار الجنة في بيت من قصب لا لغو فيه ولا نصب وسئل عن أبي طالب هل نفعته قال أخرجته من جهنم إلى ضحضاح منها [المحدث: الهيثمي في مجمع الزوائد 9/226؛ ثم قال:" رجاله رجال الصحيح غير مجالد بن سعيد وقد وثق وخاصة في أحاديث جابر، قال الألباني في ضعيف الجامع / 3081، حديث ضعيف.]
    طريق آخر : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن خديجة لأنها ماتت قبل الفرائض وأحكام القرآن فقال أبصرتها على نهر من أنهار الجنة في بيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب، الراوي: جابر بن عبدالله الأنصاري، قال الألباني في السلسلة الصحيحة 7/1613:" فيه مجالد وهو ابن سعيد من مشاهير الضعفاء لكنه يتقوى بشواهده"

  5. #15
    تاريخ التسجيل
    May 2010
    المشاركات
    157
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    07-07-2012
    على الساعة
    04:45 PM

    افتراضي

    ذكر بعض متعلقات السيدة خديجة رضي الله عنها
    ماشطة السيدة خديجة رضي الله عنها
    عن عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ : قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ :" أَلا أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ؟ "
    قُلْتُ :" بَلَى !".
    قَالَ :" هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ ، أَتَتْ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لِي .
    قَالَ صلى الله عليه وسلم :" إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ " .
    فَقَالَتْ :" أَصْبِرُ "، فَقَالَتْ :" إِنِّي أَتَكَشَّفُ ؛ فَادْعُ اللَّهَ لِي أَنْ لا أَتَكَشَّفَ "، فَدَعَا لَهَا .
    وعَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّهُ رَأَى أُمَّ زُفَرَ؛ تِلْكَ امْرَأَةً طَوِيلَةً سَوْدَاءَ عَلَى سِتْرِ الْكَعْبَةِ . [ رواه البخاري 5220 ، ومسلم 4673 ، وأحمد 3070 ]
    قال الحافظ في الفتح :
    وَذَكَرَ اِبْن سَعْد وَعَبْد الْغَنِيّ فِي " الْمُبْهَمَات " مِنْ طَرِيق الزُّبَيْر أَنَّ هَذِهِ الْمَرْأَة هِيَ " مَاشِطَة خَدِيجَة " الَّتِي كَانَتْ تَتَعَاهَد النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بِالزِّيَارَةِ . [ فتح الباري 10/142 ]
    وفي هذا الحديث فوائد عظيمة منها :
    (1. ) فضل الصبر على البلاء .
    (2. ) إيثار الصحابيات للآخرة على الدنيا .
    (3. ) حرص النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم على الستر والحجاب .
    (4. ) قرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الناس واهتمامه بشؤونهم ؛ وحرصه على ما فيه المنفعة لهم .
    **
    قابلة السيدة خديجة رضي الله عنها
    القابلة : أي المرأة التي تقوم بتوليد النساء
    قال ابن الجوزي :" وقال محمد بن عمر :وكانت سلمى مولاة صفية بنت عبدالمطلب ، تُقَبّل خديجة في ولادها وكانت تعق عن كل غلام شاتين ، وعن الجارية شاة ، وكان بين كل ولدين لها سنة ، وكانت تسترضع لهم ، وتُعِد ذلك قبل ولادتها ". [ في موسوعته " المنتظم " 2/317 ]
    ** بيت السيدة خديجة رضي الله عنه
    قال الطبري :" قال أبو جعفر : وكان منزل خديجة يومئذ المنزل الذي بها اليوم ؛ أي مكة ، فيقال منزل خديجة، فاشتراه معاوية فجعله مسجدًا يصلي فيه الناس ، وبناه على الذي هو عليه اليوم لم يغير .
    وأما الحجر الذي على باب البيت عن يسار من يدخل البيت فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يجلس تحته يستتر به من الرمي إذا جاءه من دار أبي لهب ، ودار عدي بن حراء الثقفي خلف دار ابن علقمة والحجر ذراع وشبر في ذراع ". [ تاريخ الطبري 1/522 ]
    **
    ملاحق بحث السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها

    (1. ) فرية على خديجة رضي الله عنها

    هل كانت السيدة خديجة رضي الله عنها نصرانية قبل زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

    لا يوجد دليل يدل على أن خديجة رضي الله عنها كانت قبل إسلامها على دين النصرانية ، ولم نقف على أحد من أهل العلم ذكر ذلك. والله أعلم.

    وينبغي أن نعلم ان الكثير من الشبهات فرشت بالقصد والعمد من البعض ؛ في طريق الأنبياء والصالحين ورواد النهضة ، وينبغي التحقق، ويكفينا في هذه الحادثة قول الحبيب الصادق المصدوق إذ يقول :" الإسلام يهدم ما قبله". ، مع علمنا أنه لا يوجد مرجع ما معتبر أشار إلى هذا القول المزعوم .
    **

    ملحق (2. )

    سؤال حير الأوربيون طويلا ... فقد اجتمعوا في عام 586 بعد الميلاد العجيب لبحث هذا الأمر:
    " هل المرأة إنسان!!؟ "
    وانتهوا بعد المناقشات إلى أن المرأة إنسان خلق لخدمة الرجل!!...

    ولم يمض سوى 30 سنة على ذلك الاجتماع حتى أتى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليعلن للعالم أجمع أن " النساء شقائق الرجال " ، وليعلن أن " من سعادة ابن آدم المرأة الصالحة " وليعلن " رفقا بالقوارير " .
    **
    المرأة هي الأم أو الزوجة أو العاملة أو المجاهدة أو الطبيبة أو المعلمة أو المهندسة أو العالمة وهي التي كانت تروي الأحاديث وتفتي في المسائل الشرعية بل وتمارس السياسة وتساعد الحاكم وتشير عليه ، كما أشارت أم سلمة على الرسول بحلق رأسه يوم الحديبية وغيرها من الأمثلة كثير ...

    فلماذا هذه الانتكاسة في هذا العصر؟.....

    لقد همش دور المرأة اليوم لدرجة أن بعض الناس أصبح يتعامل مع اسم المرأة وكأنه عورة !!..يتحاشا ذكرها ..
    وقد كتب الأستاذ حسين شبكشي مقالاً ولفت انتباهي لهذا الأمر ...... فبعض الناس يطلقون على زوجاتهم
    "" الأهل ؛ الله يكرمك""
    والآخرون
    "" الحرمة ؛ الله يعزك ""
    وآخرون
    "" المرة ""
    وآخرون
    "" أم العيال ""
    وقيل إن البعض في المغرب يقول
    "" زوجتي ؛ حاشاك"" !!!...

    فلماذا؟..
    لماذا لا ينادي الرجل المرأة باسمها بين أصحابه؟!..
    هل أصبح اسم المرأة عورة؟!....
    آآآه يا رسول الله....عندما سألك أحد الصحابة: من أحب الناس إليك يا رسول الله فقلت بملء فمك أمام الناس أجمع "" عائشة"".....
    لا أدري ما أصل الحرج من ذكر اسم الزوجة أو الأخت عند البعض ولا أدري ما الحكمة منه؟

    صرح بعضهم بالقول أن القرآن ستر اسم النساء سترا لحالهنَّ سوى العذراء البتول أم المعجزة عيسى ابن مريم .
    **
    ملحق ( 3. )
    أزواجها قبل الرسول صلى الله عليه وسلم

    ذكرت خديجة لورقة بن نوفل بن أسد ، وهو ابن عمها ، و لكن لم يقدر بينهما زواج
    المرجع : المنتظم لابن الجوزي 2/315.
    **

  6. #16
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    المشاركات
    11,737
    الدين
    الإسلام
    الجنس
    أنثى
    آخر نشاط
    01-05-2024
    على الساعة
    07:49 PM

    افتراضي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    تحمَّلتُ وحديَ مـا لا أُطيـقْ من الإغترابِ وهَـمِّ الطريـقْ
    اللهم اني اسالك في هذه الساعة ان كانت جوليان في سرور فزدها في سرورها ومن نعيمك عليها . وان كانت جوليان في عذاب فنجها من عذابك وانت الغني الحميد برحمتك يا ارحم الراحمين

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2

أبحاث تمهيدية ـ الجزء الثالث : أم المؤمنين خديجة بنت خويلد

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. إني رزقت حبها ... خديجة بنت خويلد!
    بواسطة د. الرمادي في المنتدى منتديات المسلمة
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 24-01-2017, 06:49 AM
  2. خديجة بنت خويلد من لقاء الأحبة للشيخ أحمد أبو ضية.
    بواسطة ابو ياسمين دمياطى في المنتدى منتدى الصوتيات والمرئيات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08-06-2012, 05:42 PM
  3. نبذة عن أم المؤمنين خديجة ض
    بواسطة @سالم@ في المنتدى منتديات المسلمة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 07-11-2011, 09:07 PM
  4. أبحاث تمهيدية لمستقبل أمة غائبة - الجزء الثاني
    بواسطة د. الرمادي في المنتدى منتدى الأسرة والمجتمع
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 18-07-2010, 01:42 AM
  5. زواج النبي صلى الله عليه و سلم و خديجة بنت خويلد رضي الله عنها على اي دين ؟
    بواسطة .maryam. في المنتدى شبهات حول السيرة والأحاديث والسنة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 06-04-2008, 01:32 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

أبحاث تمهيدية ـ الجزء الثالث : أم المؤمنين خديجة بنت خويلد

أبحاث تمهيدية ـ الجزء الثالث : أم المؤمنين خديجة بنت خويلد