مناقشه هادئه حول حديث الدكتور على جمعه ..حول بول النبى صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم فى كل لمحه ونفس عدد ما وسعه علم الله ....وبعد...
إن الكلام فى كلام العلماء يحتمل أمرين ..أما أكون جرىء على الفتوى لعلمى الغزير ...أو أكون غير ذى علم وأتكلم وكأنى صاحب علم ..وهذه هى الطامه الكبرى ....وندخل فى الموضوع...
فضيله المفتى لم يقول فتوى ..ولكنها واقعه تاريخيه ...وحدثت كا الاتى :
حضره النبى صلى الله عليه وسلم يسأل أم المؤمنين ...التى كانت ليلتها ..يسألها فى صباح اليوم التالى أين الماء الذى كان فى الاناء ....فقالت لقد شربته ...فقال صلى الله عليه وسلم إنه بول ...هذاماحدث بطريق الخطأ والله أعلى وأعلم ....وأقول:
عندما شربت أم المؤمنين من هذا الماء هل لم تشم رائحته ...علما بأن من يشرب من كوب يكون أنفه فى داخل الكوب ...وهى لم تشم له رائحه ...وهل عندما شربت هذا الماء لم تشعر بطعم غريب وأنه ليس ماء للشرب ..
طبعا لم يكون له راحه ...إذن القدير سبحانه غير هذا الماء بحيث أصبح ليس له رائحه
وغير سبحانه طعم هذا الماء بحيث لم تشعر بتغيير طعمه ..
وهنا ملاحظه: 1) عندما يكون بول أى إنسان و يمكث ليله فى إناء فإن رائحته تكون صعبه جدا
2)ويكون طعمه صعب جدا
إذن هذا الماء تحول بقدره القدير الخبير سبحانه إلى ماء من الجنه
وهنا ملاحظه أخرى ...لماذا هذا الكلام فى هذا الموضوع ...بعد أن سمعناه من قناه الحياه التنصيريه (الخاصه بزكريا بطرس _الخنزير الاجرب)...لقد سمعت هذا الكلام يردده أمامى نصرانى من عام تقريبا قبل أن يتكلم فيه فضيله المفتى ...وقلت للنصرانى وقتها ...إن قال حضره النبى ذلك فقد صدق ...لا أكذب أى إنسان يقول قال النبى ...فأقول له لا لم يقول ...هذا خطأ ...
يقول قال النبى ...على الفور أقول مثلما قال سيدنا أبو بكررضى الله عنه (أو قد قال فقد صدق ) ...ثم بعد ذلك إن كان كلام محدثى كذبا على رسول الله فهذا له حُكمه...
وأعود ..فأقول :
القضيه منتهيه ...لماذا ؟...لأن صاحب الموضوع سيدنا رسول الله ليس بين أظهرنا الان ...ولا يوجدبوله ...لا النبى بيننا ..ولا بوله موجود ...إذن منتهيه القضيه
وأيضا الله يعلم فى كونه أنه سوف يحدث ذلك الكلام ...فجعل بعض الناس يمرض ...ويكون دواؤه فى بول الابل ...(تشرب بول الجمل _سبحان الله )...ولو وجدنا مريض بمرض عضال (أعاذنا الله ) وقيل له إشرب بول الحمار سيشرب...ولو قيل له إشرب من المجارى وستشفى سيشرب ...ياناس لا النبى بيننا ..ولا بوله موجود ..فلماذا نردد كلام النصارى ....( لأ حصل ...لأ محصلش ...وهكذا) و نترك عبادتنا لله ونبحث خلف النصارى لترهات وكلام فاضى لا يودى ولا يجيب
سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس شخصا عاديا...وعندما نتكلم عن خصائصه الجسمانيه فلا يجوز أن نطبق عليه علوم التحاليل الطبيه البشريه ...
وعندما يكون ما يخرج منه طاهرا فذلك دليل على قدره الله سبحانه وتعالى لا قدرته هو صلى الله عليه وسلم ...والفيصل هو العين التى تراه ...فعين أبى لهب ليست كعين أبى بكر ...وعين المحب له ليست كعين أطباء التحاليل والاشعه والعرق والبول
لكن ..ليس كل ما يعرف يقال ..وليس كل ما يقال جاء أوانه ..وليس كل ما جاء أوانه حضر أهله ...
قرأ سيدنا عمر بن الخطاب الفاتحه على عين فشُفيت ...لكن عندما جاء غيره وقرأ الفاتحه على عين لم تشفى ...فالسبب هو أن عمر بن لخطاب هو الذى قرأ الفاتحه ..والفاتحه متاحه ..لكن عمر بن الخطاب غير متاح ...
كل شىء له أهله ..والحكيم هو الذى لا يعطى الحكمه إلا لأهلها ..فإن أعطاها لغير أهلها ظلمها وإن حجبها عن أهلها ظلمهم ....
من هنا قيل كفا بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع ... سيدنا على بن أبى طالب قال عن نفسه ..لوحدثتكم بحديث سمعته من أبى القاسم لقلتم أن عليا أكذب الكاذبين ...
لو سمعوا ذلك الحديث من النبى سيصدقونه(صلى الله عليه وسلم) ولكن لو سمعوه من أقرب الناس إليه لكذبوه .ولقالوا إن النبى لا يقول ذلك أبدا
ولقد أرسل أحد الصالحين إثنين من أولاده ...وفى الطريق وجدوا ناس تتكلم كلاما فارغا ...فوقف واحد من أولاد الرجل الصالح يشرح لهم من العلم الذى أفاض به الله عليه ..وعاد الاخر إلى أبيه الذى سأله أين أخوك ؟...فأجاب تركته يعلق الدر فى أعناق الخنازير ...والخطأ هنا هو خطأ من تطوع بعلمه لمن لا يهضمه ..
فالعالم يجب أن يتأكد بأن علمه سيصل كما هو... ودون فهم خاطىء ..عليه أن يقول قولا لمن يتذكر أو يخشى ..ومن ثم لابد من طهو العلم حتى يسهل هضمه ...فلا يجوز أن نعلم الطفل الجبر قبل القراءه ...إن العالم لابد أن يكون عالما بالمعلومه وعالما بمن يتلقاها
يقول سبحانه وتعالى لو كنتم تحبون الله فأتبعونى يحببكم الله ...ومعانى الكلمات كثيره ...فمثلا مفهوم الحب هنا غير مفهوم الحب بين الرجل والمرأه حيث هو المفهوم الوحيد الذى يقفز إلى عقولنا عندما نذكر كلمه حب ...وتغير مفهوم القوه ..فأصبح يذكرنا بالعضلات ..وليس بقو الايمان ولا إمتلاك النفس عند الغضب ......وتغير مفهوم الرزق فأصبح ينصب على المال ...فى حين أن الهواء والماء والصحه والاولاد كل هذا رزق
ولعل سوء ا لفهم حول معانى الكلمات هو الذى يسبب سوء التفسير لما يقوله العلماء ..
ومن ثم فإن على العالم أن يتأكد بأن رسالته ستصل صحيحه قبل أن ينطق بها ...
وربما كان هذا هو خطأ المفتى عندما تحدث فى تلك الامور الاخيره لتى أهاجت الدنيا عليه ...يقول صلى الله عليه وسلم ما معناه (ما حدٌث أحد قوما بحديث لا تدركه عقولهم إلا كان فتنه عليهم ...وكأن العلماء الذين يبعدون الناس عن الفتن يمكن أن يكونوا سببا لها لو كان حديثهم بعيدا عن إدراك الناس بغض النظر عن صحه ما يقوله ...
إن المعلومه قد تكون صحيحه لكن توقيت عرضها قد يكون خطأ ...وهنا تشتعل الفتنه ... وقد يكون عرضها على العامه دون تفرقه فتنه ...فليس كل الناس تفهم فى الجواهر ...
والكلام عن حضره النبى هو أثمن الجواهر ...
ولو كانت هناك شروط فى تقديم العلم فإن هناك أدبا يجب أن يتحلى به المتلقون لهذا العلم ولو لم يعجبهم ما يسمعون ,,,لو كان هناك أدب للإلقاء فإنه يقابله أدب للمتلقى ...
أو أن يقابل أدب الكلام أدب الاستماع ...
ولو كان المفتى بما قال عن الرسول تكلم فى وقت غير مناسب لبشر غير محبين ...فإنه كان عليهم أن يقابلوه بأدب المتلقى أو أدب الاستماع
لو كان هناك من سخر من الكلام عن بول النبى دون مناقشه ..فلماذا لم نسخر ممن طالبوا بشرب بول الابل بنفس القدر ...هل الابل أكرم عند الله من النبى ؟
إن لكل شىء أهله ...فعند إختراع الراديو قالوا يسكنه الجن ..ثم تقبلوه ...وعند إختراع التلفاز قالوا بل هو الجن بعينه ...ثم تقبلوه ...إن الجهل بالشىء ليس عيبا ولكن العيب هو السخريه من كل ما لا نعرف ولا ندرك ولا نستوعب
يقول الشاعر :
قدتنكر العين ضوء الشمس من رمد.*. وينكر الفم طعم الماء نسقم
وتنكر الاذن صوت الرعد من صمم
فالمشكله ليست فى صوت الرعد وإنما فى الاذن الصماء ....
إن الجهل ليس حجه ...العلم هو الحجه ..وقل ربى زدنى علما
ويقول سبحانه وتعالى للنبى :وكان فضل الله عليك عظيما ..وصور ذلك الفضل لا حصر لها ...كان الطعام يكثر فى يده ..ورحله الاسراء والمعراج...وغيرها...وهذا ليس دليلا إلا على عظمه الصانع ..والخالق الذى خلقه ..لم يخطىء المفتى فيما قال إلا فى إختيار الوقت والناس الذين تحدث إليهم ....وصلى الله على سيدنا محمد فى كل لمحه ونفس عدد ما وسعه علم الله