يونيو 2010 .. الحصيلة الكارثيَّة "للناتو" في أفغانستان



الثلاثاء 24 رجب 1431 الموافق 06 يوليو 2010


لوموند الفرنسية

ترجمة/ سعد بن أحمد

يونيو 2010 تاريخ سيبقى محفورًا في ذاكرة القادة السياسيِّين والعسكريِّين لحلف شمال الأطلسي "الناتو" باعتباره الشهرَ الأكثر دمويَّة وارتفاعًا في عدد قتلى قوات التحالف الغربي بقيادة الولايات المتحِدة في أفغانستان، حيث حطَّم هذا الشهر حاجز المائة قتيل في صفوف قوات الناتو، وذلك لأول مرة منذ ثماني سنوات ونصف، تاريخ بدء المغامرة الأمريكية الغربيَّة في أفغانستان.

حصيلة شهر يونيو الكارثيَّة بالنسبة لقوات التحالُف الغربي في أفغانستان تجاوزتْ كثيرًا الرقم 77 والذي كان يمثِّل أعلى نسبة لقتلى القوات الغربية خلال شهر واحد، والمسجَّلة خلال شهر أغسطس 2009 .

وقد شهد شهر يونيو تصاعدًا كبيرًا في عدد العمليات العسكرية لمقاتلي حركة طالبان ضد الوجود الغربي، وهي الهجماتُ التي تستخدم أساليبَ وتقنياتٍ مختلفةً أهمُّها الألغام الأرضية محليَّة الصنع التي تمثِّل السلاح الفتَّاك الأبرز في وجه قوات حلف الناتو في أفغانستان، مما أعاد للأذهان كابوس الشهور السوداء التي واجهَتْها القواتُ الأمريكية في العراق (إبريل – يونيو 2007).

وقد أدَّت الوتيرةُ المتصاعدة لعمليات مقاتلي حركة طالبان إلى سقوط أكثر من 10 قتلى من قوات الناتو في اليوم الواحد، وخاصةً في منطقتي هلمَنْد وقندهار، أبرز معاقل حركة طالبان في الجنوب الأفغاني، وذلك تجسيدًا للاستراتيجية الجديدة المنتهَجَة من قِبل الحركة منذ عام 2005 في مواجهة قوَّات التحالف الغربي بالأراضي الأفغانية.

والنتيجة: حصيلة قياسيَّة جديدة في عدد قتلى القوات الغربيَّة نهاية كل عام.

ويُراهن المسئولون المدنيُّون والعسكريُّون في حلف شمال الأطلسي كثيرًا على الاستراتيجية الجديدة المنتهَجَة في أفغانستان منذ أواخر عام 2009، لمواجهة تنامي نفوذ حركة طالبان، واتساع عملياتها العسكرية لمعظم المناطق الأفغانية.

ولعلَّ أبرز تجليَات الاستراتيجية الجديدة للناتو على أرض الميدان، العملية العسكرية واسعة النطاق التي نفَّذتها قوات التحالف الغربي في إقليم مرجاه بولاية هلمند، وهي العملية الأكبر من نوعها منذ سقوط نظام حركة طالبان، إضافةً للعملية العسكرية الجارية حاليًا بولاية قندهار، حيث تأمل قوات الناتو -من خلال الاستراتيجية الجديدة- استعادة زمام المبادرة، وقلب اتجاه سَيْر العمليات العسكرية على أرض الميدان لصالحها.

وتأتي إقالة الجنرال "ماكريستال" القائد السابق للقوات الأمريكيَّة والغربيَّة في أفغانستان، واستبداله بالجنرال "بترايوس" الذي يُنظَر إليه في الولايات المتحدة بوصفِه أحدَ أبطال الحرب في العراق، يأتي هذا القرار ليؤكِّد حالةَ الارتباك والتخبُّط التي تواجهُها الاستراتيجية السياسية والعسكرية للولايات المتحدة وحلفائها الغربيين، في بلد اشتهر على الدوام بكونه عصيًّا على السيطرة والخضوع للأجنبي اسمه أفغانستان!


المقال بالفرنسية

الإسلام اليوم