شهادة بعض المؤرخين الوثنيين واليهود على حادثة الصلب بين الحقيقة والأوهام !

آخـــر الـــمـــشـــاركــــات


مـواقـع شـقــيـقـة
شبكة الفرقان الإسلامية شبكة سبيل الإسلام شبكة كلمة سواء الدعوية منتديات حراس العقيدة
البشارة الإسلامية منتديات طريق الإيمان منتدى التوحيد مكتبة المهتدون
موقع الشيخ احمد ديدات تليفزيون الحقيقة شبكة برسوميات شبكة المسيح كلمة الله
غرفة الحوار الإسلامي المسيحي مكافح الشبهات شبكة الحقيقة الإسلامية موقع بشارة المسيح
شبكة البهائية فى الميزان شبكة الأحمدية فى الميزان مركز براهين شبكة ضد الإلحاد

يرجى عدم تناول موضوعات سياسية حتى لا تتعرض العضوية للحظر

 

       

         

 

    

 

 

    

 

شهادة بعض المؤرخين الوثنيين واليهود على حادثة الصلب بين الحقيقة والأوهام !

النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: شهادة بعض المؤرخين الوثنيين واليهود على حادثة الصلب بين الحقيقة والأوهام !

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    162
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    27-04-2014
    على الساعة
    04:17 PM

    افتراضي شهادة بعض المؤرخين الوثنيين واليهود على حادثة الصلب بين الحقيقة والأوهام !

    شهادة بعض المؤرخين الوثنيين واليهود على حادثة الصلب بين الحقيقة والأوهام !



    يزعم النصارى أن بعض المؤرخين الوثنيين من الرومان واليونانيين قد ذكروا أن المسيح قد صلب , ونقول : إذا وجد في كتابات مؤرخي الوثنيين الأقدمين أن المسيح صلب كما في تواريخ تاسيتوس ولوسيان وكلسوس , فلا يعتد بقولهم , وذلك لأن المؤرخين الأقدمين من الوثنيين قد أخذوا في كتابة تواريخهم في القرن الثاني إعتمادًا على الإشاعات المنتشرة في ذلك الوقت , فهم لم يكونوا حاضري قضية المسيح ولا أحد منهم . فمدار نقلهم في تواريخهم لصلب المسيح , إنما مصدره أقوالكم وأقوال اليهود التي لا حجة فيها , لأن الأمر اشتبه على من حضر الموقف .

    ولو لاحظنا احتقار تاسيتوس للنصارى على سبيل المثال في ذلك الوقت لما استغربنا منه مثلاً هذا القول الذي صدر عنه بدون تحقيق ولا تمحيص , فأقوالهم كأقوال نصارى أوربا في القرون الوسطى في محمد صلى الله عليه وسلم ودينه , فقد كانت كلها مبنية على الإشاعات الكاذبة والإختلاقات التي فجرتها الكنيسة .

    ومما يدل على صحة قولنا في تاسيتوس هذا خاصة وغيره من مؤرخي الوثنيين عامة : أنهم كانوا يأخذون بالإشاعات والأكاذيب المنتشرة حولهم ويحشرونها في تواريخهم بدون تحر ولا بحث , أنه دون في تاريخ اليهود خرافات عديدة مضحكة ظنها حقائق ثابتة كما جاء في دائرة المعارف البريطانية ( مجلد 13 صفحة 658 ) , منها أنه كان يقول : إن اليهود والنصارى يعبدون إلهًا رأسه رأس حمار !

    ولقد أجمعنا وإياكم على ضلال الوثنيين والرومان وسخافة عقولهم , حيث عبدوا النار التي يُوجدها الحطب , وعبدوا التماثيل والمنحوتات التي يصنعونها بأيديهم , فعقول هذا شأنها كيف تكون حجة على العقلاء ؟! بل كيف يُؤخذ منهم شهادة على صحة العقائد؟!

    لقد ظل الرومان والوثنيون يضطهدون المسيحيين في القرون الأولى , وشأن العدو أن يشكك في عقيدة عدوه , ويشوه دينه , ويتبع منه العورات , ولاشك أنهم تتبعوا أقوال اليهود أنهم قتلوا المسيح عليه السلام فصلبوه , فنقلوا ذلك اعتمادًا على أقوال اليهود واعتقادكم , في حين أن اليهود لم يقتلوا المسيح ولم يصلبوه !

    ثم إن العمدة في مسألة الصلب هى الأناجيل – المشكوك في صحتها أصلاً - , ومن المعلوم أن المؤرخين في مختلف العصور , اعتمدوا على نقل تاريخ الأمم من خلال كتبهم المعتمدة دون التعرض لصحة هذه الكتب والمصادر , خاصة إذا كان هؤلاء المؤرخون من أمم وثنية , لا تعلم عن ضبط الرواية وتحقيق سندها شيئًا .

    وأول من قام بهذا علماء الإسلام , وقد ذكر ذلك الأستاذ الدكتور أسد رستم , أستاذ التاريخ في الجامعة اللبنانية في الأربعينات , وهو مسيحي الديانة , في مقدمة كتابه ( مصطلح التاريخ ) , إذ يقول :

    ( أول من نظم نقد الروايات التاريخية .. ووضع القواعد لذلك , هم علماء الدين الإسلامي فإنهم اضطروا اضطرارًا إلى الإعتناء بأقوال النبي – صلى الله عليه وسلم – وأفعاله , وتوزيع العدل فقالوا : إن هو إلا وحي يوحى , ما تُلي منه فهو قرأن , وما لم يُتل فهو السنة , فانبروا لجمع الأحاديث ودرسها وتدقيقها , فاتحفوا علم التاريخ بقواعد لا تزال في أسسها وجوهرها محترمة في الأوساط العلمية حتى يومنا هذا ) .

    والخلاصة أن أمثال هذه التواريخ المبنية على مثل هذه الأوهام والجهل لا تفيد النصارى شيئًا وهى لا قيمة لها بالمرة فلا يصح الإحتجاج بها . وأولى لهم البحث في سند أناجيلهم ومصادرها وتاريخ نشأتها !

    وأما ما زعمه النصارى أن المراجع الدينية والتاريخية الرئيسية عند اليهود كالتلمود وتاريخ يوسيفوس , زعمت صلب المسيح , فهذا من توهمهم , فالتلمود ذكر أمورًا كثيرة عن المسيح عليه السلام لا يمكن تصديقها , مثل أنه ابن زنا وأن أمه بغي عاهرة , وأنه ساحر كذاب زعم النبوة , فنال جزاءه ومات على الصليب , فاعتقادكم بصلب المسيح موافقة منكم لهم !

    والقرآن الكريم برأ المسيح وأمه عليهما السلام من كل نقص أصابهما منكم ومنهم , فنسب لمريم العفة والطهارة بعد أن برأها من تهمة الزنا , فقال تعالى : {وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء91 , وقال تعالى:{وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً }النساء156, وبرأ المسيح من كل التهم السالفة , فقال تعالى : {وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ }المائدة46 , وقال تعالى : {إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ }آل عمران45 , وهذه الوجاهة من آثارها : إجابة دعوته ونصره وحفظه وحمايته من شر أعدائه الذين يكيدون له , ولهذا قال تعالى : {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً }ال عمران 157 .

    وهذا التلمود كتبه مجموعة من الحاخامين المتعصبين , وأقدم مخطوط للتلمود يعود للقرن التاسع الميلادي , فلا حجة ملزمة فيه , كما أن ما فيه ليس بجديد , لأن اليهود إلى يومنا هذا يتباهون بصلب المسيح وانتصارهم عليه , فليس في الإستدلال بما عندهم جديد , فهم يصرحون ويفتخرون بأنهم قتلة المسيح ليل نهار , وأنهم خلصوا البشرية من شره فصلبوه , وهذا من الضلال الذي عاشوا عليه كغيرهم !

    وعن تاريخ يوسيفوس اليهودي , الذي يُعد أهم المراجع التاريخية لدى اليهود , فيزعم النصارى أنه جاء به أن المسيح قد صُلب , وعلى فرض أنه جاء ذلك في تاريخ يوسيفوس, فكما قلت ليس في هذا أي دليل هام , فاليهود يزعمون ذلك مفتخرين ومتباهين به في كل وقت وكل حين من خلال أقوالهم في مختلف المناسبات .

    وما قد يُرى في بعض نسخ كتاب " يوسيفوس " من ذكر للمسيح المصلوب فإنما هو من فعل بعض المسيحيين المتأخرين بهدف أن يُثبتوا إعترافات اليهود من خلال كتب مؤرخيهم ( شهادة خطية ) بما فعله أسلافهم من صلب للمسيح .

    ولقد ذكر الراهب القمص أنطونيوس الأنطواني في مقدمته لتاريخ يوسيفوس أن الطبعة المنتشرة بين النصارى قام بها كل من نقولا مدور وإبراهيم سركيس في بيروت 1872م وهى تخالف ما لدى اليهود قطعًا , كما ذكر أن هذا التاريخ به الكثير من المعلومات الخاطئة عن المكابيين بخلاف ما ورد في السفرين , ويعلل ذلك قائلاً : ( ويرجع السبب في ذلك إلى أنه كتب تاريخه – أي يوسيفوس – في روما فكان بعيدًا عن الأحداث , كما أنه كتب بعد سنة 70 م , أي بعد الثورة المكابية بقرنين من الزمان ) ( انظر تاريخ اليهود ليوسيفوس – إعداد القمص أنطونيوس الأنطواني ص 7 ) .

    فإذا كان السبب وراء هذه الأخطاء الكثيرة , فهذا أولى برفض ما جاء في تاريخ يوسيفوس عن صلب المسيح لنفس السبب المذكور , وكل هذا على فرض وجود ذكر للمسيح في تاريخ يوسيفوس كما يزعم النصارى .

    ثم ما الدليل على صدق تاريخ يوسيفوس ؟! أو بمعنى أخر : ما المرجع الذي استند إليه النقاد وجعلوه عمدتهم في تصحيح تاريخ يوسيفوس , فما جاء من تاريخ يوسيفوس موافقًا له عُد صحيحًا , وما جاء مخالفًا له عُد خطأً ؟! إنه الكتاب المقدس , الذي هو مشكوك في صحته أصلاً !

    إن الناظر إلى ما جاء في تاريخ يوسيفوس عن المسيح في بعض النسخ , يجد كلامًا عجيبًا لا يمكن أن يصدر عن يهودي , بل كاتبه مسيحي حتى النخاع , ولبيان ما أعني أعرض ما جاء في بعض نسخ تاريخ اليهود ليوسيفوس عن المسيح : " وكان أيضًا في هذا الوقت رجل حكيم اسمه يسوع إن كان جائزًا أن يُدعى إنسانًا - !! - , وكان صانعًا عجائب كثيرة ومعلمًا للذين أرادوا أن يتعلموا الحق , وكان له تلاميذ كثيرين من اليهود والأمم . هو المسيح الذي اشتكى عليه رؤساؤنا وأكابر أمتنا وسلمه بيلاطس البنطي للصلب , ومع هذا كله الذين تبعوه من البداءة لم يتركوه وقد قام حيًا بعد ثلاثة أيام من صلبه كما كان قد تنبأ بعض الناس الذين يدعون مسيحيين الذين يعترفون به رئيسًا لهم- !! -)( تاريخ اليهود ليوسيفوس ص 104 ) .

    لقد ذكر جورج سايل الإنجليزي في ترجمته للقرآن الكريم في سورة آل عمران ص 38 : أن السيرنثيين ( Cerinthians ) والكربوكرانتيين ( Carbocratians ) وهم من أقدم فرق النصارى قالوا أن المسيح لم يُصلب وإنما صُلب واحد أخر من تلاميذ المسيح يُشبهه تمامًا.وذكر أن طائفة الباسيليديين ( Basilildians ) كانت تؤمن أن المسيح لم يُصلب وصُلب مكانه سمعان القيراوني الذي تقول الأناجيل أنه حمل الصليب ( متَّى 27 : 32 ) .

    وتقول دائرة المعارف البريطانية مجلد 16 ص 656 : أن بارباس الذي كان محكومًا عليه بالإعدام كان يسمى يسوع أيضًا في أقدم تراجم المسيح فحذف النصارى هذا الإسم ! وهذا الرجل كان محكومًا عليه بالإعدام كما جاء في إنجيل لوقا ( 23 :18 – 19): "فصرخوا بجملتهم قائلين خذ هذا وأطلق لنا باراباس , ذاك كان قد طُرح في السجن لأجل فتنة حدثت في المدينة وقتل " .

    ويذكر معجم أكسفورد للكنيسة ص 409 : أن الفرقة الدوسيتية ( Docetists ) أو المتحيلة . أنكر أصحابها صلب المسيح , وقالوا : إن الله سلمه من الصلب , والذي صُلب مكانه ذلك التلاميذ الخائن يهوذا الإسخريوطي , أو حامل الصليب سمعان القيرواني .يقول كاتب إنجيل مرقس عن المصلوب : " بعد ما استهزأوا به نزعوا عنه الإرجوان وألبسوه ثيابه ثم خرجوا به ليصلبوه . فسخروا رجلاً كان أتيًا من الحقل وهو سمعان القيرواني أبو ألكسندروس وروفس ليحمل صليبه .. وكانت الساعة الثالثة فصلبوه"(مرقس 15 : 20-25 ) .

    ويقول دنيس نينهام أستاذ اللاهوت بجامعة لندن ورئيس تحرير سلسلة " بليكان " في تفسيره لهذه الفقرات من إنجيل مرقس ص 422 : " من الواضح أن الكنيسة التي كتب لها القديس مرقس إنجيله كانت تعرف هذين الشخصين ( ألكسندروس ورفس ) جيدًا , ولهذا لم يكن هناك داع للحديث عنهما بأكثر من ذلك . ويبدو أن الغرض من هذه الفقرة هو ضمان صحة القصة التي تقول بأن سمعان قد حمل الصليب , وما من شك في أن أحد الأسباب في الحفاظ على هذه التفاصيل الشخصية في الإنجيل , كان الغرض منه تذكير القراء بأن لديهم مصدرًا للمعلومات عن الصلب جدير بالثقة ..
    ولعل السبب في حذف هذه الرواية والخاصة بحمل سمعان القيراوني للصليب من إنجيل يوحنا , هو أنه في الوقت الذي كُتب فيه الأنجيل الرابع (100-125م) كان الإدعاء بأن سمعان قد حل محل يسوع وصلب بدلاً منه , لا يزال ساريًا في الدوائر الغنوسطية التي كانت لها الشهرة فيما بعد " ( تفسير إنجيل مرقس – لدنيس ننهام ص 422 ) .

    لقد حصر المحققون من النصارى أسماء هذه الفرق التي كانت تُؤمن بأن المسيح لم يُصلب وصُلب آخر عوضًا عنه , وهذا بعضهم : الباسيليديون والكورنثيون والكاربوكرايتون والساطرينوسية والماركيونية والبارديسيانية والسيرنثييون والبارسكاليونية والماينسية، والتايتانيسيون والدوسيتية والمارسيونية والفلنطانيائية والهرمسيون .

    وهذه الفرق أقدم فرق النصارى على الإطلاق , فانظر كيف انحرفوا عن الصراط , وتركوا أقوال هذه الفرق من أجل التحزب لعقيدة الكفارة والفداء .

    لقد زعم القس عبد المسيح بسيط في كتابه " هل صلب المسيح حقيقة أم شبه لهم ؟ " أن هذه الفرق ليست من الفرق المسيحية لأنها كانت تؤمن بتعدد الألهة !

    ولا أريد أن أبحث مزاعم القس عبد المسيح بسيط في كتابه " هل صلب المسيح حقيقة أم شبه لهم؟ " , فلي وقفة مع هذا الكتاب إن شاء الله , لكن الذي أُحب أن أُبينه للقس عبد المسيح بسيط : أن هذه الفرق من أقدم الفرق التي أمنت بالمسيحية , ولن تُجمع كل هذه الفرق على شيء باطل أبدًا , ثم أقول حتى لو لم تكن هذه الفرق مسيحية صرفة , فأنتم إرتضيتم أقوال أهل الأوثان من اليونانيين والرومان فأصبحوا عندكم عدولاً تأخذون منهم ما يقولون عن صلب المسيح , فكيف بهذه الفرق التي أمنت بالمسيحية وجعلتها دستورها في هذه الحياة ؟!

    أما عن قول القس عبد المسيح بسيط أن هذه الفرق كانت تؤمن بتعدد الألهة ولهذا لا يُؤخذ منهم قول , فهذا ما يضرب المرء من العجب كفًا بكف لتصوره , وذلك لأنه لا فارق بينكم وبينهم في هذا الأمر ( مع التحفظ على أن هذه الفرق كانت تؤمن بتعدد الألهة , فهذه دعوى القس وليس عليها أي دليل ) .
    فأنتم تؤمنون بتعدد الإلهة , وتقولون بتعدد يقبل التوحيد , وتوحيد يقبل التعدد , كما أنكم ارتضيتم أقوال أهل الأوثان , بل ارتضيتم أقوال اليهود في تلمودهم وهم ألدُّ عدو للمسيح عليه السلام , أفلا ترتضون أقوال هذه الفرق من باب أولى ؟!

    إن الناظر الخبير في تواريخ كتابة الأناجيل والرسائل , يرى بونًا شاسعًا بينها وبين المسيح عليه السلام وحياته على هذه الأرض , فما جاء فيها لا يُمكن أن يكون شهادة صحيحة عن حياة المسيح عليه السلام خاصة في وجود التناقضات العديدة في مسألة الصلب . يقول " ارنست دي بوش " الألماني في كتابه " الإسلام: أي النصرانية الحقة " ما معناه: إن جميع ما يختص بمسائل الصلب والفداء هو من مبتكرات ومخترعات بولس ، ومن شابهه من الذين لم يروا المسيح ، لا في أصول النصرانية الأصلية .

    ويقول ملمن في كتابه "تاريخ الديانة المسيحية" : " إن تنفيذ الحكم كان وقت الغلس، وإسدال ثوب الظلام، فيستنتج من ذلك إمكان استبدال المسيح بأحد المجرمين الذين كانوا في سجون القدس منتظرين تنفيذ حكم القتل عليهم كما اعتقد بعض الطوائف، وصدقهم القرآن ".

    ولقد اجتهد المحققون على مر العصور في معرفة من الذي صُلب عوضًا عن المسيح عليه السلام إستنادًا إلى أقوال هذه الفرق التى ذكرناها ومن خلال القراءة المتأنية في أسفار اليهود والنصارى القانونية والغير قانونية , ولعل أرجح الأقوال في هذه المسألة أن المصلوب هو يهوذا الإسخريوطي .

    ولهذا تجد أقوال متعددة للصحابة والتابعين من أهل الإسلام إستنادًا إلى أقوال فرق النصارى سالفة الذكر , فتعدد الروايات عن هوية المصلوب إنما يرجع لهذا السبب . وقد قال وهب بن منبه عن المصلوب : " هو يهوذا الذي أسلمه , ودل عليه , وهو الذي اسمه في الإنجيل يهوذا الإسخريوطي " . وهذا أرجح الأقوال كما ذهب أهل العلم لغزارة علم وهب بن منبه بالإسرائيليات , وقد ذكر ابن كثير والطبري رحمهما الله أن بعض فرق النصارى كانت تزعم أن يهوذا الإسخريوطي قد صُلب عوضًا عن المسيح عليه السلام جزاءً وفاقًا.( انظر تفسير ابن كثير 1/576 , وتفسير الطبري 6/15 وغيرهما ) . وقد ذكر برنابا في إنجيله وأكد أن المصلوب هو يهوذا .

    وعلى هذا نقول : أنه لا يوجد إجماع بين النصارى على صلب المسيح عليه السلام , وأما ما احتكموا إليه من أناجيل ورسائل وشهادات وثنية , فقد بيَّنا بطلان الإستشهاد بها , ويبقى الأمر كما الله تعالى : {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَـكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً}النساء157.


    وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    المشاركات
    2,687
    آخر نشاط
    24-04-2013
    على الساعة
    04:30 PM

    افتراضي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2006
    المشاركات
    531
    آخر نشاط
    13-01-2015
    على الساعة
    07:13 PM

    افتراضي

    جزاك الله خير اخي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    المشاركات
    5,025
    الدين
    الإسلام
    آخر نشاط
    21-07-2016
    على الساعة
    11:53 PM

    افتراضي

    جزاك الله كل الخير .
    وأشير هنا أن هناك فرق بين :

    حدوث عملية الصلب .

    وبين ....

    الشخص الذي تم صلبه .

    فنحن لن ننكر حدوث عملية الصلب وان هناك شهود شبه لهم أن المسيح هو الذي مات على الصليب .

    ولكننا ننفي ان يكون المسيح قد مات مصلوبا ....
    ونؤمن ان الله رفعه اليه .

    بارك الله بكم جميعا .

شهادة بعض المؤرخين الوثنيين واليهود على حادثة الصلب بين الحقيقة والأوهام !

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الرد على : شهادة المرأة نصف شهادة الرجل
    بواسطة السيف البتار في المنتدى شبهات حول المرأة في الإسلام
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 08-05-2016, 08:11 PM
  2. حوار مسلم مع نصراني حول حادثة الصلب
    بواسطة فداء الرسول في المنتدى حقائق حول عيسى عليه السلام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-06-2008, 10:36 PM
  3. حوار مسلم مع نصراني حور حادثة الصلب
    بواسطة الترجمان في المنتدى حقائق حول عيسى عليه السلام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 22-10-2007, 01:04 PM
  4. شهادة المرأة نصف شهادة الرجل
    بواسطة طارق حماد في المنتدى شبهات حول المرأة في الإسلام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-02-2006, 04:53 PM
  5. مناظرة بين وسام ووايك اب حول , الصلب والفداء بين الحقيقة والخيال.
    بواسطة bahaa في المنتدى منتديات محبي الشيخ وسام عبد الله
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-10-2005, 01:26 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

شهادة بعض المؤرخين الوثنيين واليهود على حادثة الصلب بين الحقيقة والأوهام !

شهادة بعض المؤرخين الوثنيين واليهود على حادثة الصلب بين الحقيقة والأوهام !