السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمد لله حمد الحمد ؛ حمد الشاكرين ؛ وحمد المرسلين ؛ وحمد المؤمنين ؛ وحمد الصالحين ؛ له الحمد حتى يرضى وبعد الرضا وعند الرضا ولذات الرضا وعين الرضا ..
كما ينبغي لوجهه وعظيم سلطانه ..
والصلاة والسلام على خاتم رسل الله وآله وصحبه والتابعين ومن تلا بإحسان وبعد ..





نتحدث عن مثال لشُكر لم يشكره إلا المسلمون ..
الصالحون الصابرون ..
ممن رضوا بالله ..
وعلموا أن وعد الله حق ..
و أولئك هم المتقون ..



{ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَـئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}

البقرة 177



{ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ }

البقرة: 55

قال رسول الله

{ إن عظم الجزاء مع عظم البلاء ، وإن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط } .
الراوي: أنس بن مالك المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3407
خلاصة حكم المحدث: حسن


وقال أبو مسعود البلخي :
من أصيب بمصيبة فمزق ثوباً أو ضرب صدراً، فكأنما أخذ رمحاً يريد أن يقاتل به ربه عز وجل،

وعند الشدائد يبتلى المؤمنون ..
ويختبر الإنسان ..
ويكون الإيمان على المحك ..
فيتبين الحكيم العاقل الراسخ في الإيمان ..
من المنافق مهزوز الإيمان ..

قال بعض الحكماء:

« العاقل يفعل في أول يوم من المصيبة ما يفعله الجاهل بعد أربعة أيام، ومن لم يصبر صبر الكرام سلا سلو البهائم »،
انظر إلى هذا الذي بكى شديدا عند قبر أمه كيف أنه يضحك ملء فيه في آخر يوم من العزاء أليس كذلك؟
« إنما الصبر عند الصدمة الأولى ».

ولنا في ذلك عبرة ..



حدثنا محمد بن أحمد بن عمر، قال: حدثني أبي، حدثنا أبو بكر ابن سفيان، حدثنا زياد بن أيوب، حدثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: حدثني أبو عمرو الكندي، قال:


أغارت الروم على جواميس لبشير الطبري نحواً من أربعمائة جاموس، فركبت معه أنا وابن له، فلقينا عبيده الذين كانت معهم الجواميس، معهم عصيهم،
فقالوا: يا مولانا ذهبت الجواميس.

فقال: وأنتم أيضاً فاذهبوا معهم فأنتم أحرار لوجه الله.

فقال له ابنه: يا أبت أفقرتنا.

قال: اسكت يا بني، إن ربي اختبرني فأحببت أن أزيده.


الكتاب: حلية الأولياء المؤلف: أبو نُعيم الأصبهاني،



أنها أكثر أجرا وثوابا،


قالت امرأة حكيمة لما أتوا يعزونها:


لولا المصائب لأتينا يوم القيامة مفاليس


و قال رسول الله


عن أبو سعيد الخدري أنه دخل على رسول الله فقال


إنا كذلك يشدد علينا البلاء ، ويضاعف لنا الأجر
ثم قال : يا رسول الله ! من أشد الناس بلاء ؟
قال : الأنبياء
قال : ثم من ؟ قال : العلماء قال : ثم من ؟ قال الصالحون ، وكان أحدهم يبتلى بالقمل حتى يقتله ، ويبتلى أحدهم بالفقر حتى ما يجد إلا العباءة يلبسها ، ولأحدهم كان أشد فرحا بالبلاء من أحدكم بالعطاء .الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 3403
خلاصة حكم المحدث: صحيح

و السؤال


ملاحظة :
من يفرح بالبلاء غير المسلمون ؟؟




و للعبد فيما يكره درجتان: درجة الرضا، ودرجة الصبر، فالرضا فضل مندوب إليه، والصبر واجب على المؤمن حتم.

دخل أبو الدرداء رضي الله عنه - على رجل يموت وهو يحمد الله فقال أبو الدرداء : أصبت إن الله عز وجل إذا قضى قضاء أحب أن يرضى به.


قال الحسن: "من رضي بما قسم له وسعه وبارك الله فيه، ومن لم يرض لم يسعه، ولم يبارك له فيه".



وقال عمر بن عبد العزيز: "ما بقى لي سرور إلا في مواقع القدر"، وقيل له ما تشتهى ؟ فقال: "ما يقضى الله عز وجل" .

وقال بعضهم: "لن يُرى في الآخرة أرفع درجات من الراضين عن الله تعالى في كل حال، فمن وهب له الرضا فقد تبلغ أفضل الدرجات"
بل وعدوا ذلك من عظيم طرق تكفير الذنوب ..
ودلالة حب الله لهم ..
فرضوا وصبروا ..
فكان حقًا على الله أن يرضيهم
والله أعلم
وهو من وراء القصد
وهو أهدى للسبيل
و أخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين