إن من المؤسف أن يذهب الباحث مثلاً إلى مكتبة من المكتبات العالمية كمكتبة الكونجرس مثلاً يجد فيها من ألوان المراجع والمقالات وغير ذلك من الأمور المعرفية عبر وسائل النشر المختلفة في هذه الشبكة بطرق بحث متناهية في الدقة موضوعياً وكمياً وغيرها , بينما لا تجد هذا متيسراً لدينا ولا يوجد مكتبة موسوعية إسلامية على شبكة الإنترنت إلى الآن يطوف فيها الباحث مثلاً ويطلع ويبحث ويطبع إلى الذاكرة الصلبة في جهازه المعلومات التي يريدها , بينما هذا متوفر بشكل كبير جداً عند الكفار .
ألسنا الأعلى منهجاً ؟
ألسنا الذين ذكرهم الله تعالى بقوله : (.. وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) (آل عمران:139) ؟
إذا كنا نحن الأعلى منهجاً ونحن الأعلى ديناً ونحن الأعلى في الحق على الخلق فلا بد أن نحقق هذا العلو واقعاً وليس أن يكون شيئاً نظرياً فقط موجوداً في الكتب , بينما لا نسعى نحن في تحقيقه في الواقع !
وإذا كنا عاجزين عن غزو الكفار بالسلاح فلا أقل أن نغزوهم بهذا الدين عبر استعمال مثل هذه الشبكة التي تؤدي إلى انتشار هذا الدين في العالم . إننا عندما نتأمل في واقع بعض الإذاعات الأجنبية كـ مونتكارلو التي لا تنقصها النواحي الفنية في هذه الموجات التنصيرية التي تبث إلى العالم بالذات بلاد المسلمين بسائر اللغات وهم أهل باطل وكفر يقولون بأن الله هو المسيح ابن مريم ويقولون أن الله ثالث ثلاثة ويقولون أن المسيح ابن الله , هؤلاء الذين ينشرون دعوتهم صباح مساء بهذه الإمكانيات الضخمة ثم نحن لا نسعى في نشر دعوتنا حتى بين الخدم والسائقين الموجودين في قعر بيوتنا وبين العمال الموجودين في شركاتنا ومؤسساتنا , وإن ذلك تقصير سنحاسب عليه ولا شك , كل ما بإمكاننا أن نعمله لهذا الدين يجب أن نعملـه (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ..) (آل عمران:110) لماذا كنا كذلك ؟
الله سبحانه وتعالى قال : (.. يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ ..) (آل عمران:104) فأين الدعــوة ؟ .
إذا كانت البداية بدعوة الأقربين والنهاية بدعوة العالمين فعندنا قصور في دعوة الأقربين ودعوة الأبعدين , ولذلك فإنه ينبغي علينا أيها الأخوة أن نفكر ونقوم لله سبحانه وتعالى , نفكر في أنفسنا وفي تقصيرنا أين طلاب العلم الشرعي ؟
أين الدعاة إلى الله ؟
بلغوا عني ولو آية حتى أن أحدا من عامة المسلمين يمكن أن يبلغ عن النبي صلى الله عليه وسلم ولو أمرا واحدا بما يعلمه من هذا الدين ليس في أن يدخل فيما لا يحسن ولا في ما لا يعلم ولا أن يفتي بغير علم ولا أن يخبط خبط عشواء في دين الله ويكون كحاطب ليل كلا نعوذ بالله أن نقول على الله بغير علم ولكن قد تعلم أشياء يسيرة يمكن أن تبلغها , هذه المعلومات فأين البلاغ ؟
أين البلاغ إذا كان أهل الباطل ينشرون باطلهم صباحا ومساءا ؟
البدع الكفرية الباطنية ينشرون كفرهم وانحلالهم أصحاب وحدة الوجود الذين يقولون ليس في العالم إلا الله كل ما ترى بعينك فهو الله , الله حل في المخاليق حتى في الخنزير تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً , وهذه الفرق التي تقول بوحدة الوجود الفرق الصوفية المنتشرة التي لها هذه المواقع الكثيرة جدا على الشبكة , ومترجمة بلغات مختلفة , موقع للصوفية الضلال الذين تصل بعض أقوالهم إلى الكفر البواح , الصفحة الأولى عندهم سبع لغات / عربي – إنجليزي – أسباني – فرنسي – صيني – ياباني ...... الخ .
وأهل التوحيد قد يكونون في تخلف عظيم وتقاعس وهذا لا يمكن أن يكون أبداً قواعد الطرق بل الرد على أهل العلم من أصحاب الدعوة السلفية كشيخ الإسلام / ابن تيمية . مواقع لإثبات جواز الاستغاثة بالأموات .
الإسماعيلية الكفار والقاديانية الضلال الذين يقولون الغلام أحمد القادياني نبي بعد النبي صلى الله عليه وسلم , وهؤلاء البهائية الذين ينشرون كفرهم وإلحادهم . حتى عبدة الشياطين لهم مواقع . عندما تكتب كلمة إسلام في محرك من محركات البحث الضخمة مثل / ياهو أو غيرها من أوائل المواقع التي تطالعك مواقع هؤلاء الذين يسمون أنفسهم بفرخانية نسبة إلى لويس فرخان الذي فرخ الكفر البواح .
موجودة أوائل ما تطالعك المواقع الإسلامية , شوهوا حتى صورة الإسلام النقي في عيون الكفار بل إن بعض المسلمين يدخل إلى هذه المواقع يظنها مواقع طيبة بينما هي مواقع خبيثة وكافرة وهناك مواقع تدعوا إلى الانتحار وهناك مواقع تدعوا إلى الفاحشة كما قلنا , وإذا كان الدين يسير (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) (القمر:17) وأن هذا القرآن فيه أشياء كثيرة جداً تشوق الناس وتجذبهم إلى الدين فلماذا لا يعرض الإسلام النقي أهل السنة والجماعة يعرضون ما عندهم من الدين على طريقة السلف فهم السلف للكتاب والسنة ؟
يعرض الدين على الناس في العالم بدلا من أن يأتي هؤلاء العقلانيين الضلال الذين يسمون أنفسهم بأصحاب الفكر المستنير ويلون أعناق النصوص لتطاوع مرادهم الانهزامي أمام الكفار أو أنهم ينفون بعض النصوص الثابتة في صحيح البخاري ، وغير هؤلاء الذين يقولون إن هناك أخوة بيننا وبين النصارى هؤلاء الذين يقولون بجواز إهداء الكفار في أعيادهم وجواز تهنئتهم فيها , هؤلاء الذين يقولون بالفتاوى الشاذة مجاراة للكفرة و ارضاءاً للكفرة وتحت ضغوط الكفرة وأن المرأة يمكن أن تلي الولايات العامة كالخلافة والوزارة والقضاء ويردون أحاديث في صحيح البخاري ( لن يفلح قوم ولوا أمرهم إمرأة ) وينعقون بهذه العقلانيات والقاذورات والترهات في مواقع يفتي فيها مفتوهم الضلال كما يفتي المفتون الضلال في القنوات الفضائية , انحرافات وظلمات بعضها فوق بعض أين جهاد الكلمة ؟
أين الجهاد بالكلمة ؟
ننشر ديناً صحيحاً وننشر عقيدة سليمة ومنهجاً نقياً وعلماً سلفياً ننشره بدلا من أن ينشر هؤلاء الضلال ضلالاتهم باسم الإسلام ويشوهوا هذا الدين ونقاء هذا الدين وصفاء هذا المنهج ثم يجمعون الملايين لنشر هذا القاذورات . أيها الأخوة : إن الجهاد له أنواع كثيرة ينبغي على المسلمين أن يقوموا بها , إن إنشاء مواقع دعوية تدعوا الكفار تفتح لهم مجالا للسؤال والنقاش واجابتهم بناءا على المنهج الإسلامي , إنه أمر واجب ولا بد . بل وحتى دعوة المسلمين الذين ضاعوا في الخارج وأخذوا جنسيات تلك الدول ثم انحلوا وأولادهم انحلوا في مجتمعات الكفر وانسلخوا من الدين ولم يعد عندهم من الدين إلا الإسم فقط! اسمه اسم مسلم يقولون أنا ( فركس مسلم ) يكتبون هكذا في الشبكة يعني مسلم بالإسم لا أطبق الإسلام !!! . هؤلاء يحتاجون إلى استعادة استرجاع ، واستعادة رأس المال أولى من تحقيق الأرباح ونحن يجب أن نسير على خطين استعادة رأس المال وتحقيق الأرباح . ثم تعليم المسلمين الموجودين في العالم وأن التجارب تثبت أن هذه الأشياء ناجحة .
المفضلات