وفاة رأس النفاق
الزمان / 13 ذي القعدة – 9 هـ
المكان / المدينة المنورة.
الموضوع/ وفاة عبد الله بن أبي بن سلول رأس النفاق.
الأحداث /

مفكرة الإسلام : عبد الله بن أبي بن سلول من الخزرج ثم من بني عوف قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعبد الله بن أبي هذا سيد أهلها لا يختلف عليه في شرفه من قومه اثنان لم تجتمع الأوس والخزرج قبله ولا بعده على رجل من أحد الفريقين حتى جاء الإسلام، ومعه رجل هو في قومه من الأوس شريف مطاع أبو عامر عبد عمرو بن صيفي بن النعمان أحد بني ضبيعة بن زيد وهو أبو حنظلة الغسيل يوم أحد وكان قد ترهب ولبس المسوح فكان يقال له الراهب فشقيا بشرفهما .

أما عبد الله بن أبي فكان قومه قد نظموا له الخرز ليتوجوه ويملكوه عليهم فجاءهم الله تبارك وتعالى برسوله وهم على ذلك فلما انصرف عنه قومه إلى الإسلام ضغن ورأى أن رسول الله قد استلبه ملكا فلما رأى قومه قد أبو إلا الإسلام دخل فيه كارها مصرا على نفاق وضغن .

حدث أسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ركب رسول الله إلى سعد بن عبادة يعوده من شكو أصابه على حمار عليه ألحاف فوقه قطيفة فركبه فخطمه بحبل من ليف وأردفني خلفه فمر بعبد الله بن أبي وحوله رجال من قومه فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم تذمم أن يجاوزه حتى ينزل فنزل فسلم ثم جلس فتلا القرآن ودعا إلى الله وذكر به وحذر وبشر وأنذر وعبد الله زام لا يتكلم حتى إذا فرغ رسول الله قال يا هذا إنه لا أحسن من حديثك هذا إن كان حقا فاجلس في بيتك فمن جاءك فحدثه إياه ومن لم يأتك فلا تغشه به ولا تأته في مجلسه بما يكره .

وعن عَبْدِ الرّحْمَنِ بنِ كَعْبٍ بن مَالِكٍ عنْ رَجُلٍ مِنْ أصْحَابِ النّبيّ صلى الله عليه وسلم: 'أنّ كُفّارَ قُرَيْشٍ كَتَبُوا إلَى ابْنِ أُبَيّ وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ مَعَهُ الأَوْثَانَ مِنَ الأوْسِ وَالْخَزْرَجِ وَرَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ بالمَدِينَةِ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ: إنّكُمْ آوَيْتُمْ صَاحِبَنَا وَإنّا نُقْسِمُ بالله لَتُقَاتِلُنّهُ أوْ لَتُخْرِجُنّهُ أوْ لَنَسِيرَنّ إلَيْكُمْ بَأجْمَعِنَا حَتّى نَقْتُلَ مُقَاتِلَتَكُمْ وَنَسْتَبِيحَ نِسَاءَكُم، فَلَمّا بَلَغَ ذَلِكَ عَبْدَ الله بنَ أُبَيّ وَمَنْ كَانَ مَعَهُ مِنْ عَبَدَةِ الأوْثَانِ اجْتَمَعُوا لِقِتَالِ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم، فَلَمّا بَلَغَ ذَلِكَ النّبِيّ [رَسُولُ الله] صلى الله عليه وسلم لَقِيَهُمْ فَقالَ لَقَدْ بَلَغَ وَعِيدُ قُرَيْشٍ مِنْكُمْ المَبَالِغَ مَا كَانَتْ تَكِيدُكُمْ بأكْثَرَ مِمّا تُرِيدُونَ أنْ تَكِيدُوا بِهِ أنْفُسَكُم تُرِيدُونَ أنْ تُقَاتِلُوا أبْنَاءَكُم وَإخْوَانَكُم، فَلَمّا سَمِعُوا ذَلِكَ مِنَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم تَفَرّقُوا .

وحدث من شهد عبادة بن الصامت يقول كنا في المسجد ومعنا أبو بكر الصديق رضي الله عنـه يقرأ بعض القرآن فجاء عبد الله بن أبي بن سلول ومعه نمرقة _ أي وسادة صغيرة _ وزربية _ أي بساط _ فوضع واتكأ وكان صبيحا فصيحا جدلا فقال يا أبا بكر قل لمحمد يأتينا بآية كما جاء الأولون جاء موسى بالألواح وجاء داود بالزبور وجاء صالح بالناقة وجاء عيسى بالإنجيل وبالمائدة فبكى أبو بكر رضي الله عنه فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر قوموا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نستغيث به من هذا المنافق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه لا يقام لي إنما يقام لله عز وجل فقلنا يا رسول الله إنا لقينا من هذا المنافق فقال إن جبريل قال لي أخرج فأخبر بنعم الله التي أنعم بها عليك وفضيلته التي فضلت بها فبشرني أني بعثت إلى الأحمر والأسود وأمرني أن أنذر الجن وآتاني كتابه وأنا أمي وغفر ذنبي ما تقدم وما تأخر وذكر اسمي في الآذان وأمدني بالملائكة وآتاني النصر وجعل الرعب أمامي وآتاني الكوثر وجعل حوضي من أكثر الحياض يوم القيامة ورودا ووعدني المقام المحمود والناس مهطعون رؤوسهم _ أي ينظرون في ذل وخشوع _ وجعلني في أول زمرة تخرج من الناس وأدخل في شفاعتي سبعين ألفا من أمتي الجنة بغير حساب وآتاني السلطان والملك وجعلني في أعلى غرفة في الجنة في جنات النعيم فليس فوقي أحد إلا الملائكة الذين يحملون العرش وأحل لي ولأمتي الغنائم ولم تحل لأحد كان قبلنا .

وكان فيما ذكر من غزو رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بني قينقاع وكانوا أول يهود نقضوا ما بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاربوا فيما بين بدر وأحد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جمعهم في سوقهم ثم قال يا معشر يهود احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من النقمة وأسلموا فإنكم قد عرفتم أني نبي مرسل تجدون ذلك في كتابكم وعهد الله إليكم قالوا: يا محمد إنك ترى أنا قومك _ أي تظننا كقومك الذين انتصرت عليهم ببدر _ ، لا يغرنك أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة، إنا والله لئن حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس فقال ابن عباس ما أنزل هؤلاء الآيات إلا فيهم [قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد قد كان لكم آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة يرونهم مثليهم رأي العين والله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار] .

فحاصرهم رسول الله حتى نزلوا على حكمه فقام إليه عبد الله بن أبي بن سلول حين أمكنه الله منهم فقال يا محمد أحسن في موالي وكانوا حلفاء الخزرج فأبطأ عليه رسول الله فقال يا محمد أحسن في موالي فأعرض عنه رسول الله فأدخل يده في جيب درع رسول الله وكان يقال لها ذات الفضول فقال له أرسلني وغضب حتى رأوا لوجهه ظللا ثم قال ويحك أرسلني قال لا والله لا أرسلك حتى تحسن في موالي أربعمائة حاسر وثلاثمائة دارع قد منعوني من الأحمر والأسود تحصدهم في غداة واحدة إني والله امرؤ أخشى الدوائر فقال رسول الله هم لك وفي عبد الله بن أبي نزلت هذه القصة من المائدة [يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين فترى الذين في قلوبهم مرض] يريد عبد الله بن أبي [يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين] .

وحين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد في ألف رجل من أصحابه حتى إذا كان بالشوط بين أحد والمدينة انحاز عنه عبد الله بن أبي بن سلول بثلث الناس فقال أطاعهم فخرج وعصاني ووالله ما ندري علام نقتل أنفسنا هاهنا أيها الناس فرجع بمن اتبعه من الناس من قومه أهل النفاق وأهل الريب وأتبعهم عبد الله بن عمرو بن حرام أخو بني سلمة يقول يا قوم أذكركم الله أن تخذلوا نبيكم وقومكم عندما حضر من عدوكم قالوا لو نعلم أنكم تقاتلون ما أسلمناكم ولكن لا نرى أن يكون قتال فلما استعصوا عليه وأبوا إلا الانصراف عنهم قال أبعدكم الله أعداء الله فسيغني الله عنكم ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الله عز وجل [هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان] .

ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يعني مرجعه من أحد وكان عبد الله بن أبي بن سلول كما حدث ابن شهاب الزهري له مقام يقومه كل جمعة لا ينكر شرفا له من نفسه ومن قومه وكان فيهم شريفا إذا جلس النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وهو يخطب الناس قام فقال أيها الناس هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهركم أكرمكم الله به وأعزكم به فانصروه وعزروه واسمعوا له مطيعين ثم يجلس حتى إذا صنع يوم أحد ما صنع يعني مرجعه بثلث الجيش ورجع الناس قام يفعل ذلك كما كان يفعله فأخذ المسلمون بثيابه من نواحيه وقالوا اجلس أي عدو الله لست لذلك بأهل وقد صنعت ما صنعت فخرج يتخطى رقاب الناس وهو يقول والله لكأنما قلت بجرا _ أي عجبا _ الآن قمت أشدد أمره فلقيه رجال من الأنصار بباب المسجد فقالوا ويلك مالك قال قمت أشدد أمره فوثب علي رجال من أصحابه يجذبونني ويعنفونني لكأنما قلت بجرا قالوا ويلك ارجع يستغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والله ما أبتغي أن يستغفر لي .

وفي غزوة بني النضير في ربيع الأول من السنة الرابعة انتهى أمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس بالتهيؤ لحرب بني النضير والسير إليهم وأرسل إليهم محمد بن مسلمة رضي الله تعالى عنه أن اخرجوا من بلدي يعني المدينة لأن قريتهم من أعمالها فلا تساكنوني بها فقد هممتم بما هممتم به من الغدر وأخبرهم بما هموا به من ظهور عمرو بن جحاش على ظهر البيت ليطرح الصخرة فسكتوا ولم يقولوا حرثا، قال ويقول لكم قد أجلتكم عشرا فمن رئي بعد ذلك ضربت عنقه .

فأرسلوا في إحضار الإبل فأرسل إليهم المنافقون أن لا تخرجوا من دياركم ونحن معكم إن قوتلتم فلكم علينا النصر وإن أخرجتم لن نتخلف عنكم خصوصا عبد الله بن أبي بن سلول لعنه الله فإنه أرسل لهم لا تخرجوا من دياركم وأقيموا في حصونكم فإن معي ألفين من قومي وغيرهم من العرب يدخلون حصونكم ويموتون عن آخرهم قبل أن يوصل إليكم وتمدكم قريظة وحلفاؤكم من غطفان فطمع بنو النضير فيما قال ابن أبي فأرسلوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم إنا لا نخرج من ديارنا فاصنع ما بدا لك فأظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم التكبير وكبر المسلمين لتكبيره وقال حاربت يهود وكان المتولي أمر ذلك سيد بني النضير حيي بن أخطب والد صفية أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها وقد نهاه أحد سادات بني النضير وهو سلام بن مشكم وقال له منتك نفسك والله يا حيي الباطل فإن قول ابن أبي ليس بشيء وإنما يريد أن يورطك في الهلكة حتى تحارب محمدا فيجلس في بيته ويتركك ألم تر أنا لم نزل نضربه بسيوفنا مع الأوس في حروبهم _ فإنه إذا كان بين الأوس والخزرج حرب خرجت بنو قينقاع مع الخزرج وخرجت بنو النضير وقريظة مع الأوس فكيف يقبل قوله _ فقال حيي نأبى إلا عداوة محمد وإلا قتاله قال سلام فهو والله جلاؤنا من أرضنا وذهاب أموالنا وشرفنا وسبي ذرارينا مع قتل مقاتلينا فأبى حيي إلا محاربة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت له بنو النضير أمرنا لأمرك تبع لن نخالفك فخذلهم اللئيم _ أي ابن سلول _ الذي إذا وعد أخلف وإذا أتمن خان فكانت القاضية .

قال عكرمة كان لعبد الله بن أبي بن سلول أمتان مسيكة ومعاذة وكان يكرههما على الزنا فقالت إحداهما إن كان خيرا فقد استكثرت منه وإن كان غير ذلك فينبغي لي أن أدعه فأنزل الله تعالى [ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء] وقيل إن الآية نزلت في مسيكة خاصة .

وفي حادثة الإفك لم يحد الخبيث عبد الله بن أبي بن سلول على الرغم من تهييجه للأمر فإنه كان يجمعه ويستوشيه حتى دخل ذلك في أذهان بعض المسلمين فتكلموا به وجوزه آخرون منهم وذلك لأن الحد كفارة وليس من أهلها وقيل لأنه لم تقم عليه البينة بذلك بخلاف أولئك وقيل لأنه كان لا يأتي بذلك على أنه من عنده بل على لسان غيره وبقي الأمر كذلك قريبا من شهر حتى نزل القرآن .

وفي الطبراني ومعجم النسائي عن عائشة رضي الله عنها أن عبد الله بن أبي بن سلول جلد مائة وستين أي حدين قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وهكذا يفعل بكل من قذف زوجة نبي أي ولعل المراد أنه يجوز أن يفعل به ذلك فلا ينافي ما تقدم من أن الحد كان ثمانين جلدة .

وقد ورد أن رسول الله استعذر من عبد الله بن أبي بن سلول فقال وهو على المنبر يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي فوالله ما علمت على أهلي إلا خيرا ولقد ذكروا رجلا ما علمت عليه إلا خيرا وما كان يدخل على أهلي إلا معي فقام سعد بن معاذ الأنصاري فقال أنا أعذرك منه يا رسول الله إن كان من الأوس ضربنا عنقه وإن كان من إخواننا الخزرج أمرتنا فقبلنا أمرك، فقام سعد بن عبادة وهو سيد الخزرج وكان رجلا صالحا ولكن احتملته الحمية فقال لسعد بن معاذ لعمرك لا تقتله ولا تقدر على قتله فقام أسيد بن حضير وهو ابن عم سعد بن عبادة كذبت والله لنقتلنه فإنك منافق تجادل عن المنافقين فثار الحيان الأوس والخزرج حتى هموا أن يقتتلوا ورسول الله قائم على المنبر فلم يزل رسول الله يخفضهم حتى سكتوا وسكت .

وحين غزا رسول الله بني المصطلق من خزاعة في شعبان سنة ست وكان بلغه أنهم يجمعون له وقائدهم الحارث بن أبي ضرار أبو جويرية زوج النبي فلما سمع بهم رسول الله خرج إليهم حتى لقيهم على ماء من مياههم يقال له المريسيع فتزاحف الناس واقتتلوا فهزم الله بني المصطلق وقتل من قتل منهم ونفل رسوله أبناءهم ونساءهم وأموالهم فبينا الناس على ذلك الماء وردت واردة الناس ومع عمر بن الخطاب أجير له من غفار يقال له جهجاه بن مسعود يقود فرسه فازدحم جهجاه وسنان بن وبر الجهني حليف بني عوف بن الخزرج على الماء فاقتتلا فصرخ الجهني يا معشر الأنصار وصرخ جهجاه يا معشر المهاجرين فغضب عبد الله بن أبي بن سلول فقال أقد فعلوها قد نافرونا وكاثرونا في بلادنا والله ما أعدنا وجلابيب قريش هؤلاء إلا كما قال الأول سمن كلبك يأكلك أما والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ثم أقبل على من حضره من قومه وفيهم زيد بن أرقم غلام حدث فقال هذا ما فعلتم بأنفسكم أحللتموهم بلادكم وقاسمتموهم أموالكم أما والله لو أمسكتم عنهم ما بأيديكم لتحولوا إلى غير داركم فمشي زيد بن أرقم إلى رسول الله فأخبره الخبر وعنده عمر بن الخطاب فقال مر به عباد بن بشر فليقتله فقال رسول الله فكيف يا عمر إذا تحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه لا ولكن أذن بالرحيل فمشى رسول الله بالناس يومهم ذلك حتى أمسى وليلتهم حتى أصبح وسار يومهم ذلك حتى آذتهم الشمس ثم نزل بالناس فلم يلبثوا أن وجدوا مس الأرض فوقعوا نياما وإنما فعل ذلك ليشغل الناس عن الحديث الذي كان بالأمس ونزلت السورة التي ذكر الله فيها المنافقين في عبد الله بن أبي ومن كان على مثل أمره فلما نزلت أخذ رسول الله بأذن زيد بن أرقم ثم قال هذا الذي أوفى لله بأذنه، وقال لعبد الله بن عبد الله بن أبي بن سلول رضي الله عنه حين أراد قتل أبيه بما قال بل نترفق به ونحسن صحبته ما بقي معنا .

وجعل بعد ذلك إذا أحدث _ عبد الله بن أبي بن سلول _ الحدث كان قومه هم الذين يعاتبونه ويؤاخذونه ويعنفونه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب حين بلغه ذلك من شأنهم كيف ترى يا عمر أما والله لو قتلته يوم قلت لي اقتله لأرعدت له أنف لو أمرتها اليوم بقتله لقتلته فقال عمر قد والله علمت لأمر رسول الله أعظم بركة من أمري .

وكان ابتداء مرض اللعين في شوال ومكث عشرين ليلة فلما توفي جاء ابنه عبد الله إلى النبي فسأله قميصه فأعطاه فكفنه فيه وجاء رسول الله ليصلي عليه فقام عمر في صدره وقال يا رسول الله أتصلي عليه وقد قال يوم كذا وكذا، كذا وكذا يعدد أيامه ورسول الله يتبسم ثم قال أخر عني عمر قد خيرت فاخترت قد قيل لي [استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم] ولو علمت أن لو زدت على السبعين غفر لهم لزدت ثم صلى عليه وقام على قبره حتى فرغ منه فأنزل الله تعالى [ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره] الآية