السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

.




.

.

النبى إبراهيم عليه السلام.


:

أين كان يسكن عليه السلام

نبذة:

هو خليل الله، اصطفاه الله برسالته وفضله على كثير من خلقه، كان إبراهيم يعيش في قوم يعبدون الكواكب، فلم يكن يرضيه ذلك، وأحس بفطرته أن هناك إلها أعظم حتى هداه الله واصطفاه برسالته، وأخذ إبراهيم يدعو قومه لوحدانية الله وعبادته ولكنهم كذبوه وحاولوا إحراقه فأنجاه الله من بين أيديهم، جعل الله الأنبياء من نسل إبراهيم فولد له إسماعيل وإسحاق، قام إبراهيم ببناء الكعبة مع إسماعيل

سيرته

:
منزلة إبراهيم عليه السلام:
هو أحد أولي العزم الخمسة الكبار الذين اخذ الله منهم ميثاقا غليظا، وهم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد.. بترتيب بعثهم. وهو النبي الذي ابتلاه الله ببلاء مبين. بلاء فوق قدرة البشر وطاقة الأعصاب. ورغم حدة الشدة، وعنت البلاء.. كان إبراهيم هو العبد الذي وفى. وزاد على الوفاء بالإحسان.

وقد كرم الله تبارك وتعالى إبراهيم تكريما خاصا، فجعل ملته هي التوحيد الخالص النقي من الشوائب. وجعل العقل في جانب الذين يتبعون دينه.

وكان من فضل الله على إبراهيم أن جعله الله إماما للناس. وجعل في ذريته النبوة والكتاب. فكل الأنبياء من بعد إبراهيم هم من نسله فهم أولاده وأحفاده. حتى إذا جاء آخر الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم، جاء تحقيقا واستجابة لدعوة إبراهيم التي دعا الله فيها أن يبعث في الأميين رسولا منهم. ولو مضينا نبحث في فضل إبراهيم وتكريم الله له فسوف نمتلئ بالدهشة. نحن أمام بشر جاء ربه بقلب سليم. إنسان لم يكد الله يقول له أسلم حتى قال أسلمت لرب العالمين. نبي هو أول من سمانا المسلمين. نبي كان جدا وأبا لكل أنبياء الله الذين جاءوا بعده. نبي هادئ متسامح حليم أواه منيب.

يذكر لنا ربنا ذو الجلال والإكرام أمرا آخر أفضل من كل ما سبق. فيقول الله عز وجل في محكم آياته: (وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً) لم يرد في كتاب الله ذكر لنبي، اتخذه الله خليلا غير إبراهيم. قال العلماء: الخُلَّة هي شدة المحبة. وبذلك تعني الآية: واتخذ الله إبراهيم حبيبا. فوق هذه القمة الشامخة يجلس إبراهيم عليه الصلاة والسلام. إن منتهى أمل السالكين، وغاية هدف المحققين والعارفين بالله.. أن يحبوا الله عز وجل. أما أن يحلم أحدهم أن يحبه الله، أن يفرده بالحب، أن يختصه بالخُلَّة وهي شدة المحبة.. فذلك شيء وراء آفاق التصور. كان إبراهيم هو هذا العبد الرباني الذي استحق أن يتخذه الله خليلا. حال المشركين قبل بعثة إبراهيم:

لا يتحدث القرآن عن ميلاده أو طفولته، ولا يتوقف عند عصره صراحة، ولكنه يرسم صورة لجو الحياة في أيامه، فتدب الحياة في عصره، وترى الناس قد انقسموا ثلاث فئات:
فئة تعبد الأصنام والتماثيل الخشبية والحجرية.
وفئة تعبد الكواكب والنجوم والشمس والقمر.
وفئة تعبد الملوك والحكام.

نشأة إبراهيم عليه السلام

:
وفي هذا الجو ولد إبراهيم. ولد في أسرة من أسر ذلك الزمان البعيد. لم يكن رب الأسرة كافرا عاديا من عبدة الأصنام، كان كافرا متميزا يصنع بيديه تماثيل الآلهة. وقيل أن أباه مات قبل ولادته فرباه عمه، وكان له بمثابة الأب، وكان إبراهيم يدعوه بلفظ الأبوة، وقيل أن أباه لم يمت وكان آزر هو والده حقا، وقيل أن آزر اسم صنم اشتهر أبوه بصناعته.. ومهما يكن من أمر فقد ولد إبراهيم في هذه الأسرة.
رب الأسرة أعظم نحات يصنع تماثيل الآلهة. ومهنة الأب تضفي عليه قداسة خاصة في قومه، وتجعل لأسرته كلها مكانا ممتازا في المجتمع. هي أسرة مرموقة، أسرة من الصفوة الحاكمة.
من هذه الأسرة المقدسة، ولد طفل قدر له أن يقف ضد أسرته وضد نظام مجتمعه وضد أوهام قومه وضد ظنون الكهنة وضد العروش القائمة وضد عبدة النجوم والكواكب وضد كل أنواع الشرك باختصار.

مرت الأيام.. وكبر إبراهيم.. كان قلبه يمتلأ من طفولته بكراهية صادقة لهذه التماثيل التي يصنعها والده. لم يكن يفهم كيف يمكن لإنسان عاقل أن يصنع بيديه تمثالا، ثم يسجد بعد ذلك لما صنع بيديه. لاحظ إبراهيم إن هذه التماثيل لا تشرب ولا تأكل ولا تتكلم ولا تستطيع أن تعتدل لو قلبها أحد على جنبها. كيف يتصور الناس أن هذه التماثيل تضر وتنفع؟! مواجهة عبدة الكواكب والنجوم:

قرر إبراهيم عليه السلام مواجهة عبدة النجوم من قومه، فأعلن عندما رأى أحد الكواكب في الليل، أن هذا الكوكب ربه. ويبدو أن قومه اطمأنوا له، وحسبوا أنه يرفض عبادة التماثيل ويهوى عبادة الكواكب. وكانت الملاحة حرة بين الوثنيات الثلاث: عبادة التماثيل والنجوم والملوك. غير أن إبراهيم كان يدخر لقومه مفاجأة مذهلة في الصباح. لقد أفل الكوكب الذي التحق بديانته بالأمس. وإبراهيم لا يحب الآفلين. فعاد إبراهيم في الليلة الثانية يعلن لقومه أن القمر ربه. لم يكن قومه على درجة كافية من الذكاء ليدركوا أنه يسخر منهم برفق ولطف وحب. كيف يعبدون ربا يختفي ثم يظهر. يأفل ثم يشرق. لم يفهم قومه هذا في المرة الأولى فكرره مع القمر. لكن القمر كالزهرة كأي كوكب آخر.. يظهر ويختفي. فقال إبراهيم عدما أفل القمر (لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ) نلاحظ هنا أنه عندما يحدث قومه عن رفضه لألوهية القمر.. فإنه يمزق العقيدة القمرية بهدوء ولطف. كيف يعبد الناس ربا يختفي ويأفل. (لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي) يفهمهم أن له ربا غير كل ما يعبدون. غير أن اللفتة لا تصل إليهم. ويعاود إبراهيم محاولته في إقامة الحجة على الفئة الأولى من قومه.. عبدة الكواكب والنجوم. فيعلن أن الشمس ربه، لأنها أكبر من القمر. وما أن غابت الشمس، حتى أعلن براءته من عبادة النجوم والكواكب. فكلها مغلوقات تأفل. وأنهى جولته الأولى بتوجيهه وجهه للذي فطر السماوات والأرض حنيفا.. ليس مشركا مثلهم.
استطاعت حجة إبراهيم أن تظهر الحق. وبدأ صراع قومه معه. لم يسكت عنه عبدة النجوم والكواكب. بدءوا جدالهم وتخويفهم له وتهديده. ورد إبراهيم عليهم قال:

أَتُحَاجُّونِّي فِي اللّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَن يَشَاء رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (81) (الأنعام)

لا نعرف رهبة الهجوم عليه. ولا حدة الصراع ضده، ولا أسلوب قومه الذي اتبعه معه لتخويفه. تجاوز القرآن هذا كله إلى رده هو. كان جدالهم باطلا فأسقطه القرآن من القصة، وذكر رد إبراهيم المنطقي العاقل. كيف يخوفونه ولا يخافون هم؟ أي الفريقين أحق بالأمن؟
بعد أن بين إبراهيم عليه السلام حجته لفئة عبدة النجوم والكواكب، استعد لتبيين حجته لعبدة الأصنام. آتاه الله الحجة في المرة الأولى كما سيؤتيه الحجة في كل مرة. سبحانه.. كان يؤيد إبراهيم ويريه ملكوت السماوات والأرض. لم يكن معه غير إسلامه حين بدأ صراعه مع عبدة الأصنام. هذه المرة يأخذ الصراع شكلا أعظم حدة. أبوه في الموضوع.. هذه مهنة الأب وسر مكانته وموضع تصديق القوم.. وهي العبادة التي تتبعها الأغلبية.

وصلى الله على طه الأمين

وعلى إخوانه من النبيين والمرسلين
وبعد
نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام
قال الله تبارك وتعالى:
''واذكر في الكتاب إبراهيم إنه كان صديقاً نبياً'' (سورة مريم/41)،
وقال تعالى:
''ولقد ءاتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين'' (سورة الأنبياء/51).

نسب إبراهيم عليه الصلاة والسلام
.

هو إبراهيم بن تارخ (وهو ءازر) بن ناخور بن ساروغ
بن ارغو بن فالغ بن غابر بن شالخ بن قينان بن ارفخشذ
ابن سام بن نوح عليه الصلاة والسلام،
وقيل:
إنّ إبراهيم عليه السلام كان يكنى أبا الضيفان
لأنه كان مضيافاً كثير الكرم لمن استضافه.
كان أهل بابل في العراق يتنعمون برغد العيش
ويتفيئون ظلال النعم الكثيرة التي أنعمها الله عليهم،
ولكنهم كانوا يتخبطون في دياجير الظلام ويتردون في وهاد الضلال والكفر،
فقد نحتوا بأيديهم الأصنام واتخذوها من دون الله ءالهةً وعكفوا على عبادتها،
وكان عليهم حاكم ظالم مستبد يقال له نمرود بن كنعان بن كوش،
قيل هو الضحاك وقيل غيره، وكان أحد الملوك الذين ملكوا الارض
وأحاط ملكه مشارق الأرض ومغاربها،
فلما رأى ما هو عليه من الزعامة وما يتمتع به من سطوة الملك وقوة السلطان،
ورأى ما أطبق على قومه من الجهل والفساد ادعى الألوهية ودعا قومه الى عبادته،
وقيل:
كان قوم إبراهيم يعبدون الكواكب السبعة وكان لهم أصنام
بشكل الشمس والقمر وأصنام بشكل الكواكب.

.

مولد إبراهيم عليه السلام
في وسط هذه البيئة المنحرفة وفي زمن وعهد هذا الملك الجبار الكافر النمرود
كان مولد إبراهيم عليه الصلاة والسلام،
وفي موضع ولادته عليه السلام خلاف
قيل: ولد بالسوس من أرض الأهواز،
وقيل: ولد ببابل وهي ارض الكلدانيين،
وقيل: بحران،
وقيل: بغوطة دمشق في قرية يقال لها برزة في جبل يقال له قاسيون،
والمشهور عند أهل السير والتواريخ أنه ولد ببابل.
قال أهل التواريخ والسير:
إنه لما أراد الله عز وجل أن يبعث إبراهيم عليه السلام
وأن يجعله حجة على قومه ونبياً رسولا اليهم،
ولم يكن فيما بين نوح وإبراهيم عليهما السلام من نبي قبله
إلا هود وصالح عليهما السلام،
ولما تقارب زمان إبراهيم أتى المنجمون إلى هذا الملك نمرود وقالوا له:
اعلم أنا نجد في علمنا أنَّ غلاماً يولد في قريتك هذه يقال له إبراهيم،
يفارق دينكم ويكسر أوثانكم في شهر كذا وكذا من سنة كذا وكذا.
فلما دخلت السنة التي وصف أصحاب النجوم لنمرود بعث نمرود هذا
إلى كل امرأة حبلى بقريته فحبسها عنده إلا ما كان
من أم إبراهيم زوجة ءازر والد إبراهيم عليه السلام فانه لم يعلم بحبلها،
وذلك أنها كانت جارية لم يعرف الحبل في بطنها،
فجعل هذا الملك الطاغية لا تلد امرأة غلاماً
في ذلك الشهر من تلك السنة الا أمر به فذبح،
فلما وجدت أم إبراهيم عليه السلام الطلق خرجت ليلاً إلى مغارة
كانت قريبة منها فولدت فيها إبراهيم عليه السلام
وأصلحت من شأنه ما يُصنع بالمولود، ثم سدت عليه المغارة ورجعت الى بيتها،
كانت تزوره وتطالعه في المغارة لتنظر ما فعل،
فكان يشب في اليوم ما يشب غيره في الشهر وكانت تأتي فتجده حياً يمص ابهامه،
فقد جعل رزق ابراهيم عليه السلام في ابهامه فيما يجيئه من مصه،
ولم يمكث ابراهيم عليه السلام في المغارة الا خمسة عشر شهراً،
ثم ترعرع وكبر واصطفاه الله لحمل رسالته وإبانة الحق
ودعاء قومه الى عبادة الله وحده والى العقيدة الصافية من الدنس والشرك،
والى ترك عبادة الكواكب والأصنام
وإلى الدخول في دين الاسلام الذي هو دين جميع الأنبياء.

عدد المرات الذي ذكر فيها


إبراهيم عليه السلام في القرءان

.
ذكرت قصة إبراهيم في عدة مواضع من القرءان،
تارة باختصار وتارة بالتطويل وتارة بذكر شأن من شئونه في سورة أخرى.
وقصة إبراهيم عليه السلام ترتبط بها قصص أخرى كقصة لوط،
لأن إبراهيم ولوطاً كانا متعاصرين،
ونبي الله لوط هو ابن أخي إبراهيم عليه السلام،
وقد ءامن لوط بعمه إبراهيم
كما قال تعالى:
''فآمن له لوط وقال اني مهاجرٌ الى ربي''
(سورة العنكبوت/26).



منقول من منتديات الطريق إلى الله - جزاهم الله خيرا